راح أستان يركض في خطوطٍ متعرّجة حول الكوخ لإضاعة الوقت.
لوغان، أيُّها اللعين، إلى متى ستجعلني أُعاني؟
“سموّ الدّوق!”
“وأخيرًا، أيّها المتأخّرون البُطَء.”
عند سماع الصّوت المنتظر، نزع أستان السوار من معصمه دون تردّد.
وفي تلك اللّحظة، تفجّر اللّعن المُكبوت.
***
“الوحش، الوحش كان يُهاجم سموّ الدّوق……!”
“اهدئي، آنستي.”
وصلت غلوريا إلى القصر، وجهها شاحبٌ كالثّلج، وبدأت تشرح للسّيّدة ميري ويذر ما رأته.
رغم أنباء ظهور السيكون، ورغم أنَّ أستان كان يواجهه وحده، إلّا أنَّ السيّدة لم تظهر أيَّ اضطراب.
“لا تقلقي. سيعود سموّ الدّوق سالمًا.”
بذلك الردّ الحاسم، جلست غلوريا أخيرًا على الأريكة، وهي تحاول أن تُقنع نفسها.
سيكون بخير، سيكون بخير.
لكن مهما كرّرت ذلك، لم تتلاشَ توتّرها.
كانت تحاول تهدئة ضربات قلبها المُتسارعة.
“متى، متى سيعود؟”
“سيعود حين يحين الوقت.”
“ألا تشعرين بالقلق؟ حتى لوغان ذهب أيضًا…….”
“لن يحدث شيء، لا تقلقي.”
نظرت غلوريا إلى رئيسة الخدم بدهشة.
كانت تحتسي الشاي بابتسامةٍ خفيفة وكأنَّ شيئًا لم يكن، مِما جعل الموقف يبدو مُريبًا.
كيف تبقى بهذه البرودة؟
الجميع في إقليم شولتسمير يعرف أنَّ السيكون يظهر أحيانًا.
ويعرفون أيضًا أنَّ أستان ماهرٌ في مواجهته.
لكن رغم ذلك، كيف لرجلٍ أن يُواجه ذلك الوحش الضّخم خالي اليدَين، بلا سيف؟
نظرت غلوريا إلى السيّدة ميري ويذر بعينَين دامعتَين، لكنّ الأخرى ناولتها فنجان الشاي بهدوء.
“أتشربين؟”
“……لا.”
هزّت رأسها وتوجّهت نحو النّافذة.
كان الحقل الثلجيّ الممتدّ أمامها ساكنًا وكأنَّ شيئًا لم يحدث، لكن هذا السّكون بالذّات كان ما يُثير قلقها.
‘إذا لم أعُد في يومٍ ما……’
لم يترُكها ذاك القول الذي قاله أستان.
عضّت على شفتها، وقبضت على القلادة التي منحها إيّاها.
غرزت الأسنان الحادّة للقلادة راحة يدها.
رجاءً، ارجع سالمًا.
وبينما كانت تسير أمام النّافذة ويداها ترتجفان، بدأت ظلالٌ مألوفة تظهر في الأفق.
كانوا من خَدَم القصر.
ألصقت وجهها بزجاج النّافذة وراحت تُدقّق في وجوههم.
‘أين هو؟ أين صاحب السّموّ؟’
وحين كانت تُحرّك نظرها بسرعة، رأت وجهًا مألوفًا.
كان لوغان.
كان يترنّح، وتلطّخت آثار دمٍ حمراء في طريقه.
رأت عباءته تتمايل خلفه… كانت تعرفها جيّدًا.
“……صاحب السّموّ!”
“لا يمكنكِ الخروج.”
أمسك كولين بذراعها وهو يمنعها من الاندفاع.
نظرت إليه بعينَين متوسّلتَين.
“يا سّيد كولين، أعتقد أنَّ صاحب السّموّ قد أُصيب بشدّة!”
“مفهوم. آنستي، عودي إلى غرفتكِ.”
“دعني فقط أتأكّد أنّه بخير……!”
“إلى غرفتكِ.”
وقف كولين بثباتٍ يصدّها.
توسّلت إليه أن يسمح لها برؤيته، لكنّه لم يرضخ.
فاستدارت إلى السيّدة ميري ويذر وكأنّها تتشبّث بأملٍ أخير.
“إلى الغرفة، آنستي.”
لكنّ السيّدة خانتها أيضًا، فلم تَبقَ سوى النّافذة.
وكان ما بقيَ فيها آثار الأقدام… ودماء.
وحين سمعت وقع أقدامٍ على باب القصر، أفلتت من يد كولين وركضت مباشرةً نحو لوغان.
لكن أستان، الذي كان قبل قليل على ظهره، لم يكن موجودًا.
“لوغان!”
“آنستي.”
“هل أُصبت؟”
“أنا بخير.”
“لكنّك تنزف كثيرًا!”
“هذا ليس دمي…….”
توقّف لوغان عن الكلام.
كان وجهه وثيابه ملطّخَين بالدّماء.
فأدركت غلوريا أنّ حدسها كان صحيحًا، وسألت أخيرًا السؤال الأصعب.
“أين هو صاحب السّموّ؟ أين هو؟”
“صاحب السّموّ…….”
“آنستي.”
تدخّلت السيّدة ميري ويذر لتقف بينهما برفق.
“لوغان بحاجةٍ للعلاج. يمكنكما الحديث لاحقًا.”
“سيّدة……”
“عودي إلى غرفتكِ. لوغان، أنتَ أيضًا.”
دفعته إلى الدّاخل دون أن تُتيح مجالًا للنّقاش.
ما هذا الجوّ؟ لماذا لا أحد يتحدّث عن صاحب السّموّ؟
لم تستطع أن تفهم ما يجري مطلقًا.
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 10"