12
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- خطيبة ساحر البلاط
- 12 - لقاءُ الخطيب السابق والصديقة السابقة
الفصل 12 : لقاءُ الخطيب السابق والصديقة السابقة
لَمْ تتوقع ميلاني مُطلقًا أنْ الشخص الذي أراد كوين أنْ يُقدمها إليّه هو أمير هَذا البلد. وبعد مُغادرة كيفين، وقفت في صدمةٍ وحدها، تُفكر فيما إذا كانت قد تصرفت بطريقةٍ غيرِ لائقةٍ أمامه، ولكن كان الأوان قد فات للتفكير بذَلك.
«أوه، كوين؟ هل قلتُ شيئًا غيرَ لائق للأمير؟»
سألت ميلاني كوين الذي كان يقفُ بجانبها، فأجابها بابتسامةٍ طفيفة على شفتيه.
«لا بأس، لا تقلقي. إنهُ شخصٌ لطيف، لا حاجة لأن تكوني مُتوترةً هَكذا.»
«لكن… على الأقل كان يُمكن أنْ تُخبرني مُسبقًا…»
كانت ميلاني على وشك أنْ تشتكي، لكن في تلكَ اللحظة، ظهرَ نبيلٌ مُسن أمام كوين.
«أوه، كوين، لدي مسألةٌ تتعلق بالعمل أريدُ مناقشتها معك، هل يُمكننا التحدث؟»
«أوه، السيد ميديل، لَمْ أركَ منذُ فترة …ميلاني، آسف، سأذهبُ قليلاً. هل ستكونين بخير؟»
«أوه، نعم. سأجلسُ في الزاوية لبعضِ الوقت.»
«فهمت. سأعودُ بسرعة.»
«حسنًا.»
على الرغم مِن أنْ الابتعاد عن كوين في قاعة الحفل المُزدحمة جعل ميلاني تشعرُ بعدمِ الارتياح، إلا أنها فهمت أنْ العمل لا يُمكن تجنبه.
توجهت ميلاني بخطواتٍ هادئةٍ إلى زاوية القاعة، مُحاولةً الابتعاد عن أنظار الحاضرين.
***
«أوه، ميلاني؟ يا لها مِن صُدفة! كيف حالكِ؟»
بينما كانت ميلاني تتحركُ في القاعة، سمعت صوتًا عالي النبرة يُناديها.
عرفت ذَلك الصوت على الفور، فتوقفت عن السير والتفت ببطء.
«…إميليا.»
«هاها، مضى وقتٌ طويل.»
كانت إميليا ترتدي فستانًا زاهيًا ومُبهرجًا، وكانت تقتربُ مِن ميلاني بابتسامةٍ واسعةٍ وشفتين مطليتين باللون الأحمر الزاهي.
«أنا سعيدةٌ أنكِ تبدين بحالةٍ جيدة. كنتُ قلقةً عليكِ، كما تعلمين.»
«…..»
صمتت ميلاني، بينما أطلقت إميليا تنهيدةً مُبالغًا فيها.
«تلكَ النظرة الخائفة لا تزالُ كما هي. لكن قلقي كان حقيقيًا، أتعلمين؟»
«ماذا؟»
«لقد سمعتُ شائعاتٍ غريبة. مثل أنكِ أصبحت تلميذة كوين-ساما؟ لا أصدق ذَلك. لا يُمكن أنْ يكون صحيحًا، أليس كذَلك؟ فتاةٌ لا تملكُ السحر مثلكِ تُصبح تلميذةً للساحر العظيم كوين؟»
«… هَذا صحيح.»
أجابت ميلاني بصوتٍ بالكاد يُسمع. عندها اتسعت عينا إميليا، وراحت تنظرُ إليّها بدهشةٍ وفضول.
«حقًا؟ إذًا، الخطوبة أيضًا حقيقية؟»
«نعم.»
عندما أجابت ميلاني، تغيّرت نبرةُ إميليا إلى نبرةٍ باردة.
«… ما الطريقة التي استخدمتها؟»
«ماذا؟»
«فتاةٌ عاديةٌ مثلُكِ تُصبح خطيبة كوين؟ هل توسلتِ إلى والديكِ؟ أم أنكِ لجأتِ إلى الأستاذ داريوس؟»
«…..»
ابتسمت إميليا بسخريةٍ بينما ضاقت عيناها.
«هل كان انفصالكِ عن جوليان مؤلمًا لهَذهِ الدرجة؟»
«أنا… لَمْ أفعل شيئًا كهَذا…»
بينما كانت إميليا تضغطُ عليها بأسئلتها، قُطع الحديث بصوتٍ مألوفٍ آخر.
«إميليا، كنتِ هُنا.»
«جوليان!»
عندما ناداها حبيبُها، ابتسمت إميليا بسعادةٍ ورددت اسمه.
اقتربت منهُ بجسدها، وعرضت بشكلٍ واضح العلاقة الحميمة التي بينهُما، مِما أثار مشاعر سوداء مِن الحُزن والغيرة داخل قلب ميلاني.
«…أوه، ميلاني، أليس كذَلك؟»
لاحظ جوليان، الذي كان يضعُ يدهُ على خصر إميليا، وجود ميلاني، وأظهر دهشةً طفيفة.
«لقد مضى وقتٌ طويل. لَمْ أتوقع أنْ أراكِ هُنا. أليس الحفلات شيئًا تكرهينه؟»
تحدث جوليان بنبرةٍ مرحة، وكأنهُ لُمْ يكُن هو الشخص الذي أنهى خطبتهُ معها بشكلٍ أحادي.
«…أ، أممم…»
حاولت ميلاني الرد، ولكن إميليا قاطعتها بسرعةٍ وهي تلتصقُ بجوليان أكثر.
«جوليان، هل تعلم؟ ميلاني خُطبت لـ كوين-ساما، ويبدو أنها أصبحت تلميذتهُ أيضًا!»
«مُستحيل، هل هَذا صحيح؟»
تردد جوليان في تصديق ذَلك، فنظرت إليّه ميلاني وأجابت بصوتٍ خافت وعينين مُنخفضتين.
«…نعم، صحيح.»
«مِن الصعب تَصديق ذَلك. فأنتِ بالكاد تملكين القدرة على استخدام السحر، أليس كذَلك؟»
«بالفعل. كيف تمكنتِ مِن إقناع كوين-ساما؟ قوتكِ كانت غيرَ كافيةٍ لدخول الأكاديمية.»
«ميلاني، سأخبركِ بنصيحة. مِن الأفضل أنْ تتركيهِ قبل أنْ ينكشفَ أمركِ.»
«بالضبط. سيكون مِن الأفضل لكِ الانفصال عنهُ قبل أنْ تنتشرَ شائعاتٌ جديدة.»
أخذ الاثنان يوجهان كلماتٍ قاسيةٍ لميلاني، التي لَمْ تستطع الرد.
«…ما الأمر؟ لماذا تنظرين إلينا هَكذا؟ نحنُ نقول ذَلك لمصلحتكِ. أم أنْ لديكِ الجُرأة لتعتقدي أنكِ مُناسبةٌ لـ كوين-ساما؟»
كلماتُ إميليا جعلت ميلاني تخفضُ رأسها.
امتلأت عيناها بالدموع، وكانت على وشكِ الانهيار.
شعرت بالحُزن والظُلم، ولكن أكثرُ ما آلَمها هو أنها شعرت بأنها فعلاً غيرُ مناسبةٍ للبقاء بجانب كوين.
――السيد كوين، الذي يتميزُ بالذكاء والموهبة، وصديقٌ مُقرب للأمير.
وفي المُقابل، أنا، التي لا أملكُ سوى قدراتٍ سحريةٍ متواضعة، وخجولةٌ، وعاجزة عن التحدُث مع الآخرين بشكلٍ جيد.
حتى الآن، لَمْ أستطع الرد على خطيبي السابق وصديقتي السابقة التي سرقتهُ مني.
أعلم جيدًا أنني لستُ مُناسبةً للبقاء بجانب السيد كوين.
――لا أزالُ عبئًا أينما ذهبت.
بينما كانت ميلاني تغرقُ في تلكَ الأفكار المظلمة، ظهر ظلٌ كبيرٌ أمامها فجأةَ.
«――هَذا ليس مِن شأنكم.»
قال ذَلك بالصوتٍ عميقٍ وببرود، مِما جعل عيني ميلاني تتسعان وهي تُنادي باسمه.
«كوين-ساما!»
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة