─────────────────────

🪻الفصل الثاني🪻

─────────────────────

دَلْقٌ، دَلْقٌ.

عبقٌ خشبيٌ نفّاذ، كأنّه من شجرةٍ قُطعت لتوّها، تسلّل إلى الأنف.

وفي اللحظة ذاتها، اجتاحتها موجةٌ من الدوار العنيف، مصحوبةً بإحساسٍ لاذع كما لو أنّ معولًا قد هَوَى على رأسها.

لم يطل الوقت، لحسن الحظ، حتى استطاعت جفونها الثقيلة كأنها مثقلة بأطنانٍ أن تنفرج ببطء.

‘أين أنا؟’

كانت داخلَ عربة. عربةٌ فاخرة، يبدو من لمحةٍ واحدة أنها باهظة الثمن، مبطنةٌ بوسائد وثيرةٍ تكاد تغوص فيها. 

النوافذ كانت محجبةً بستائر كثيفة، لكن الاهتزاز المنتظم للعربة أوحى بأنها تتجه إلى مكانٍ ما.

لكن لمَ أنا هنا؟ ألم أكن… في منتصفِ الدخول إلى لعبة؟ 

مع هذا التساؤل، بدأت الذكرياتُ الضبابية تتضح شيئًا فشيئًا، كأن ضوءًا خافتًا ينساب عبر الشقوق.

“آه.”

نعم، هكذا كان الأمر. كانت الآن داخل أول لعبة محاكاة رومانسية بتقنية الواقع الافتراضي في كوريا الجنوبية، <حبٌّ يخفقُ له القلب☆سحقُ القدر>. 

تذكرت كيف رأت إعلانًا بالصدفة يطلب متطوعين لاختبار النسخة التجريبية المغلقة، فقدمت طلبًا دون تفكيرٍ عميق، لتُفاجأ باختيارها. آخر ذكرى واضحة لها كانت وهي تُثبّت جهاز الموجات الدماغية الغريب الشكل على رأسها.

‘ربّــاه، هذا أكثر واقعية مما توقعت.’

عبقُ الخشب يداعب أنفها، ملمس المقعد الناعم تحتها، وأصوات البيئة الطبيعية المحيطة… كل شيءٍ كان ينبض بالحياة. 

تلاشت مخاوفها السابقة من الدّوار أو افتقار اللعبة للواقعية في لحظة. 

ثم تذكرت فجأة، هذه اللعبة مخصصةٌ لمن هم فوق التاسعة عشرة… أيعني ذلك أنها ستعيش قصة حبٍ واقعية تمامًا مع الأبطال في هذا العالم؟!

مع هذا الإدراك، بدأ قلبها يخفق بحماسٍ متزايد، وتسارعت نبضاتها وهي تتخيل ما ينتظرها. 

لكن، لحظة. شيءٌ ما بدا غريبًا.

ألم تُخبرها التعليمات أن لعبة <حبٌّ يخفقُ له القلب☆سحقُ القدر> تبدأ بمشهدٍ لها وهي متهمةٌ ظلمًا، محبوسةً في زنزانةٍ تحت الأرض؟ فلماذا هي الآن في عربةٍ فاخرة؟

لم يمضِ وقتٌ طويل حتى استنتجت إجابة محتملة.

‘ربما لأنني مختبرةٌ تجريبية؟’

كانت النسخة التجريبية تُجرى بشكلٍ سري، لذا ربما بدأت من حدثٍ لاحق، وليس المقدمة الافتتاحية. هذا منطقي، أليس كذلك؟ دورها لم يقتصر على الاستمتاعِ باللعبة، بل كان عليها أيضًا اكتشاف الأخطاء.

بينما كانت غارقةً في هذه الأفكار، ظهرت فجأة نافذة رسائل شبهُ شفافة أمام عينيها.

[مرحبًا بكِ، أيتها اللاعبة.]

ومضت النافذة بإيقاعٍ هادئ، كأنها تمنحها وقتًا لاستيعاب الكلمات، ثم استُبدلت برسالةٍ جديدة.

[تم التحقق من اسم المستخدم ‘ناديا ويندسور’ بنجاح.]

لم تتذكر أنها اختارت اسمًا، لكن يبدو أن النظام قد منحها اسمًا تلقائيًا. ربما لأن نظام تخصيص الشخصيات لم يُفعّل بعد في النسخة التجريبية. بدا ذلك مقبولًا.

ظهور واجهة النظام المألوفة بدّد مخاوفها من الغرابة، وحوّلها إلى موجةٍ من الحماس. ثم، عندما رأت الرسالة التالية، ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على شفتيها دون إرادة.

[وصلت هدية ‘حزمةٌ خاصة للمختبرين التجريبيين (غير متوفرة للبيع)’ إلى ‘ناديا ويندسور’. هل ترغبين في فتحها؟]

نعم! هكذا فكرت، وهي تبتسم في سرها. كان من المنطقي أن يمنحوها بعض المزايا كتعويضٍ عن اختبار لعبةٍ غير مستقرة.

‘بالطبع.’

بفضل تقنية الموجات الدماغية، كان يكفي أن تفكر في رغبتها ليُنفّذ الأمر. 

فتحت علبة الهدايا بصريًا أمام عينيها، وتألقت الرسومات المتحركة كأن صندوقًا حقيقيًا يُفتح، ثم ظهرت الرسالة التالية.

“ربّـــاه!”

انفلتت منها صيحةٌ خفيفة وهي تقرأ محتويات الحزمة. كانت المكافآت أفضل مما توقعت.

[تذكرة سحب من الدرجة S ×3]

– تتيح لكِ سحب قدراتٍ خاصة أو عناصر نادرة لا يمكن الحصول عليها عادةً.  

– استخدميها عندما تواجهين صعوبة في تقدم اللعبة.

[بركة المبتدئين (24 يومًا)]

– تلميحاتٌ تُقدم في شكل [نصيحة].  

– تستمر لمدة 24 يومًا داخل اللعبة (24 ساعة في الواقع).

[10,000 ماسة]

– عملةٌ تُستخدم في ‘المتجر النقدي’.  

– يمكنكِ طلب العناصر المطلوبة من متجر بصيغة كتالوج.

《دليلُ استخدام قصرِ دوقيةِ بيلموند للزوار》

– (يُرجى القراءة!) دليل قواعد يساعد في اللعب. مرتبط بـ”السلامة”، لذا تأكدي من دراسته جيدًا.

بينما كانت تقرأُ وصف العناصر، اختفت تذكرة السحب، بركة المبتدئين، والماسات تلقائيًا مع رسالة تفيد بتفعيلها. 

هل يعني ذلك أنني يمكنني استخدامُ المتجر الآن؟

‘المتجر النقدي!’

ظهر كتالوجٌ على شكل كتابٍ أمام عينيها، ينبثق كأنه يطفو في الهواء.

‘أسلحة، دروع، إكسسوارات، سلع متنوعة، بستنة…’

كادت عيناها أن تدورا من كثرة المعلومات. كانت القوائم مقسمة بدقة حسب الفئات، مليئةً بمجموعةٍ متنوعة من العناصر.

اختارت، على سبيل التجربة، فئة [السلع المتنوعة] التي تحمل رمزًا على شكل حقيبة صغيرة. فجأة، رُتّبت العناصر العشوائية حسب النوع.

نظرت إلى أحد العناصر، بدا عديم الفائدة للوهلة الأولى، وقررت قراءة وصفه.

[صندوق موسيقي للراحة الأبدية — 3,000 ماسة] 

– يعالج الأرق بشكلٍ دائم. لكن احذري، قد يصعب عليكِ الاستيقاظ بمفردكِ.

‘همم، الوصف غريب بعض الشيء، لكنه قد يكون مفيدًا لمن يعانون من الأرق الشديد.’

قررت استكشاف المزيد.

[مكنسةُ إبادة الوجود — 2,500 ماسة]

– تزيل الغبار، البقع المشبوهة، الأجسام الغريبة، وأي كياناتٍ شريرة تضر بالمظهر. لا تُستخدم على الكائنات الحية أبدًا.

… حسنًا، يكفي استكشافًا.

مهما تصفحت، لم ترَ نهاية للقائمة. لاحظت وجود شريط بحثٍ في الأعلى، ممّا يعني أن عليها إدخال كلمات مفتاحية للعثور على ما تحتاجه. 

أغلقت المتجر بعد جولةٍ سريعة، وانتقلت لتفقد آخر عنصر.

《دليلُ استخدام قصرِ دوقيةِ بيلموند للزوار》

كان ورقةً واحدةً من مادةٍ صلبة، تناسب وصفها كدليل قواعد. 

اختفت العناصر الأخرى بعد تفعيلها تلقائيًا، وكانت وظيفتها واضحة دون الحاجة إلى شرح. لكن هذه الورقة، حتى بعد قراءة وصفها، ظلّت لغزًا.

جلست ناديا بوضعيةٍ أكثر استقامة، ونشرت الورقة أمامها، لكن الدهشة ازدادت مع كل سطر.

‘ما هذا المحتوى؟’

كل بندٍ في القواعد بدا مشبوهًا، كأنها تُقرأ رأسًا على عقب. 

تحذيراتٌ غامضة، بل وحتى نصائح تبدو كأنها تدعو إلى الانتحار… كانت هذه قواعد شبيهة بحكايات الرعب الغامضة، مليئةٌ بالتلميحات إلى أحداثٍ مقلقة! 

لكن ألم يُقل إن هذه لعبة محاكاةٍ رومانسية؟

تذكرت كيف أخبرها الباحث قبل الدخول أن النسخة التجريبية تحتوي على العديد من الشخصيات الذكورية للاستمتاع بها. هل كانت خدعة…؟

بينما كانت الشكوكُ تتسللُ إلى قلبها، ظهرت نافذة رسائل جديدة.

[وصلت المهمةُ الرئيسية. 

▶ اكشفي أسرار قصر بيلموند!

قصر بيلموند، الذي يجمع بين الجمال الخافت والغموض المقلق. تتمحور الأحداث حول سيّد الأسرة، ‘إدوين بيلموند’، حيث تتربص أسرارٌ مشبوهة في أرجاء المكان.  

تفاعلي مع الشخصيات الرئيسية في القصر، وابحثي في أرجائه لجمع الأدلة.

– قائمةُ الشخصيات الرئيسية  

– خريطةُ عائلة بيلموند

– قائمةُ المكافآت]

تأملت ناديا المهمة بهدوء، ثم أومأت برأسها، وهي تُبدّد شكوكها.

‘إذن، إنها لعبة مبنية على التحقيق؟’

يبدو أن اللعبة ليست رعبًا خالصًا، بل ربما يكون البطل الذكر مصممًا بنكهةٍ غامضة. ربما أرادوا إضافة عناصر الإثارة الرومانسية لتمييز أول لعبة واقع افتراضي… 

دَلْق!

توقفت العربة فجأة وهي تتفحصُ تفاصيل المهمة.

الآن يبدأ الأمر حقًا، أليس كذلك؟ 

استقامت في جلستها، وهي تشعر بخفقان قلبها من الترقب، عندما ومض النظام فجأة بتحذير.

[تحذير! يُوصى بالتصرف وفقًا لقواعد السلامة.]

أوه، صحيح. لقد أخبرها أن عليها الحذر حتى لا تُكتشف، أليسَ كذلك؟ 

سارعت بطيّ الورقة بعناية ودسّتها في جيب فستانها — الذي بدا كزيّ افتراضي أساسي.

فُتح باب العربة في الحال، وتدفقت أصواتٌ متعددة متداخلة في تحيةٍ جماعية.

“مرحبًا، آنستي.”

“آه، مرحبًا!” 

ردّت ناديا بابتسامةٍ مشرقة وهي تنزل من العربة، لكنها توقفت فجأة وهي ترى المشهد أمامها.

‘ما… هذا؟’

كان المشهد بعيدًا كل البعد عمّا وُعدت به في المواد التدريبية قبل دخول اللعبة.

ألم يُفترض أن تعيشَ في قصرٍ فاخرٍ يفيض بالحب… 

السماءُ كانت كئيبة، مغطاةً بضبابٍ قاتم، والحديقة أمامها مهملة، تكسوها أجواءٌ مخيفة. القصرُ نفسه، رغم فخامته، كان ينضح بهالةٍ من الكآبة.

لكن هذا لم يكن الجزء الأغرب. أمامها، لم يكن هناك صفٌ من الخدم، بل مجموعةٌ من ‘شيءٍ ما’.

─────────────────────

لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل ⭐ وترك تعليق لطيف 💬✨

حســاب الواتبــــاد:

أساسي: Satora_g

احتياطي: Satora_v

انستــا: Satora_v

───────────────

قوة الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب 🌱: 

– سُبْحَانَ اللَّه 🪻

‏- الحَمد لله 🪻

‏- لا إله إلا الله 🪻

‏- الله أكبر 🪻 

‏- لا حَول و لا قوة إلا بالله 🪻

‏- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ 🪻

– لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 🪻

– الْلَّهُم صَلِّ وَسَلِم وَبَارِك عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد 🪻