1
“ما… ما رأيك سيكون الشعور إذا انتقل المرء إلى عالم آخر؟”
“الانتقال بين العوالم…؟ هذا أمر مستحيل الحدوث، فلا داعي للتفكير فيه، أليس كذلك؟”
ربما كان يجدر بي أن أفكر في الأمر مرة واحدة على الأقل في ذلك الوقت.
وبشكل عبثي إلى حد ما، وجدت نفسي محاصرة داخل لعبة منسية تُدعى “رحلة الحب الأبدية”.
“رحلة الحب الأبدية” كانت لعبة محاكاة مواعدة أُطلقت من قبل مطور غير معروف. كنت مهووسة بالرسومات فيها في طفولتي، لعبتها حتى تآكلت من كثرة الاستخدام، ثم خزّنتها في مكان ما ونسيتها.
مينا، البطلة، تذهب في رحلة مدرسية وتقتحم موقعًا أثريًا يحمل لافتة “ممنوع الدخول”، ليتضح أنه بوابة لعالم آخر. تجد نفسها تنتقل إلى بُعد مغاير حيث يُنظر إليها كمخلوقة غامضة من عالم آخر. وفي هذا العالم الجديد، تخوض أحداثًا مختلفة وتنسج قصة حب مع أبطال اللعبة الذكور.
نعم، كان سيناريوًّا مبتذلًا رأيته مرارًا من قبل.
بعيدًا عن حبكته المستهلكة، كانت توازنات اللعبة كارثية.
وعادةً، حين تكون التوازنات سيئة، فإن اللعبة تميل إلى الصعوبة، لكن هذه كانت العكس تمامًا. يمكنك إنهاؤها بمجرد أن تتنفس. كانت في غاية السهولة، لدرجة يصعب تصديقها.
بينما شكا الآخرون من سهولتها، كنت أنا سعيدة بها. السهولة والراحة هما الأفضل برأيي. رأيت كل النهايات الممكنة، باستثناء واحدة فقط.
حتى مع تصرفات مينا العشوائية وغير المجدية، كانت مشاعر الشخصيات الذكورية تتصاعد بثبات.
ثم، في الليلة التي تسبق مرور عام كامل — كما حددت القصة — اعترف ثلاثة من أصل أربعة شبان بحبهم، رغم أنني لم أبذل أي جهد يُذكر.
ومع ذلك، عادت مينا، تلك الفاتنة المُتقنة التي أنهت جميع المسارات بسلاسة، إلى العالم الحقيقي وهي تبكي، مجبرةً على متابعة حلمها في دخول الجامعة.
……؟
اختيار بطل ذكر معين لا يغيّر من نهاية اللعبة شيئًا. الفرق الوحيد هو أيّ شخصية تُهديك قلادة على شكل قلب قبل عودتك إلى العالم الحقيقي.
وكان هذا السبب الأكبر وراء الانتقادات التي وُجّهت للعبة واعتبارها فاشلة، وحتى أنا لم أكن راضية عن تلك النهاية.
ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي لإفراطي في لعب هذه اللعبة كان الرسومات.
في الواقع، اللعبة التي لم تحظَ بالكثير من الترويج نالت شهرة واسعة بفضل جودة رسومها العالية. بدا وكأن المطوّرين قد أنفقوا معظم ميزانية التطوير على الرسومات.
شخصيتي المفضلة المطلقة، والوحيد من بين الشخصيات الذكورية الذي لم ارى نهايته، كان سيد برج السحر، ويمكن القول إنه كان يجسّد تمامًا ذوقي الخاص. بل لن يكون من المبالغة القول إنني كنت ألعب لأجمع رسوماته المخفية.
وكان هناك سبب آخر جعلني أحب هذه اللعبة.
لقد لعبت العديد من ألعاب محاكاة المواعدة، لكن في النهاية، كانت جميع الشخصيات تقول الجمل نفسها. فالخيارات مهما تعددت، لها حدود.
لكن “رحلة الحب الأبدية” كانت مختلفة. في كل مرة ألعب فيها، كانت حوارات الشخصيات تتغير بشكل خفي وغريب. حتى الشخصيات الثانوية العابرة.
وأحيانًا، في مسارات الشخصيات الذكورية التي خضتها مسبقًا أكثر من مرة، كانت تظهر أحداث جديدة لم أرها من قبل. وقد أثنى بعض المستخدمين على هذه الميزة، وقالوا إن القيمة الحقيقية للعبة تكمن في قصتها. بل إن البعض واصل اللعب بدافع الفضول، ليرى كم من المحتوى الجديد يمكن أن يظهر.
لكن… في النهاية، كانت الخاتمة واحدة لا تتغير — نفس النهاية المكررة. وعندها، لا إراديًا، كانت كلمة “فاشلة” تنفلت من فمي.
…وها أنا الآن، أصبحت جزءًا من تلك اللعبة الفاشلة.
أظن أن تناسخي كان قبل أسبوعين تقريبًا.
البطلة الرئيسية كانت قد تسللت إلى موقع أثري ما، وحدث أمر يتعلق بالسفر بين الأبعاد… أو أيًّا كانت الحبكة المعقدة في ذلك الوقت.
أما أنا، فقد وجدت نفسي أقفز إلى عالمها بعدما صُعقت بالكهرباء بينما كنت أجرّب تشغيل اللعبة، التي عثرت عليها أثناء تنظيف المستودع، على حاسوب متهالك.
اللعنة على الفضول. ربما لهذا السبب يُقال إن الفضوليين لا يعيشون طويلًا.
في البداية، لم أكن أفهم ما الذي يحدث. كل ما عرفته أنني، بعد أن أفقت من الصعقة، كنت أطير في السماء—ولم يكن ذلك طبيعيًا على الإطلاق.
لكن الصدمة الحقيقية جاءت بعد ذلك. قلعة شامخة على جبل مغطى بالثلوج. هبطت بسلاسة على أعلى نافذة، وكأن ذلك هو الأمر الطبيعي والمنطقي.
وبعد لحظات، فُتحت النافذة، ليظهر رجل من خلفها.
كانت الريح الباردة تعبث بخصلات شعره الأسود، فيما لمع أنفه البارز وعيناه الزرقاوان الساحرتان تحت أشعة الشمس.
كان هو. الشخصية التي فتنتني وأرهقتني في العالم ثنائي الأبعاد. الشخصية الوحيدة التي كانت مسارها بالغ الصعوبة في لعبة سهلة إلى حد العبث—سيد البرج. راي شيرفيد.
هل هذا حلم؟ حلم رائع؟ وبينما كنت أحاول إقناع نفسي أنه حلم، وأوشكت على الغرق في ذلك الوهم، ارتسمت ابتسامة دافئة على وجهه.
“لقد أتيتِ.”
مدّ يده نحوي. لفتت انتباهي أصابعه الطويلة والباهتة البياض، وما إن رأيتها حتى تحركت ساقاي القصيرتان من تلقاء نفسي، تتسلقان تلك الأصابع البيضاء الطويلة بكل تلقائية.
…؟
‘لقد… تسلقت أصابعه؟’
وقبل أن أستوعب غرابة ما يحدث، انطلق صوت من فمي.
“كوّو.”
ثم، وكأن الأمر خيال، ظهرت أحرف شفافة أمام عينيّ.
[مرحبًا بكِ في عالم رحلة الحب الأبدية.]
نعم، لقد انتقلت إلى داخل لعبة فاشلة… في هيئة حمامة رسول.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"