“جدي كان، منذ زمنٍ بعيد، دائمًا يضعني في المقامِ الأوّل.”
“…….”
“إنّه شخصٌ لا يمكن أن يقوم أبدًا بفعلٍ قد يؤذيني. بل حتّى إنّ الإمبراطورَ نفسه تذمّرَ ذاتَ مرّة من أنّه يبالغ في حمايتي.”
في الحقيقة، على حدِّ علمي، كان الإمبراطورُ أيضًا يُفرِط في حماية وليِّ العهد. قال فيليون وهو يبتسم.
وفي اللحظة ذاتها، خطَر في بالي وليُّ العهد الذي يبحث عنّي الآن لينقذ الإمبراطور. بما أنَّ الإمبراطور قد غمره بالحبِّ الخالص، كان وليُّ العهد يُحبُّ والده بإخلاصٍ شديد.
وكذلك كان الكونت ديلاريك يُعامِل فيليون بما لا يقلُّ عن معاملة الإمبراطور له، ولذا فإنّ فيليون أيضًا…
“أنتَ تثقُ بعائلتكَ…”
“وأثقُ بريكس أيضًا.”
قالها وهو يشدُّ يدي قليلًا نحوه.
“في اليومِ الأوّل الذي جئتُ فيه إلى هنا… قلتُ لكِ إنّي كنتُ أبحث عنكِ، أليس كذلك؟”
“……نعم.”
“في الحقيقة، كنتُ أظنُّ أنّكِ قد غادرتِ هذا المكان. لا أدري لماذا راودني شعورٌ كهذا.”
“…….”
“حين رأيتُكِ ما زلتِ هنا، شعرتُ بالارتياح، لكن بعد أن عدتُ إلى غرفتي ظلَّ القلق يلازمني. لا تعرفين كم قاومتُ رغبةَ النزول فورًا لرؤيتكِ.”
لكن، بما أنّي قلتُ له إنّي نعسانة، فلا بدّ أنّه تراجعَ على مضض. وربّما كان يبدو عليه التعبُ الشديد أيضًا.
لكنّ الحقيقة أنّني لم أكن مُتعبةً من طول الرحلة، بل كانت مُرهَقةً من التوتّر وأنا بانتظار لقائي بالكونت.
“لذلك أغمضتُ عيني قليلًا لأستريح، وحين استيقظتُ…”
في ذلك الوقت، لا بدّ أنّني كنتُ قد غادرتُ الغرفة. كنتُ قد تركتُ القصر الريفي قبل أن يلمسَ ضوءُ الفجرِ المكان، متّجهةً إلى المدينة.
وبعد أن قبضتُ على المال، ظللتُ أتسكّع بلا هدف حتى تأخّرتُ.
“شكرًا لأنّكِ عدتِ.”
ابتسم ابتسامةً رقيقة، وكانت كلماته تخرج من أعماق الصّدق بلا أيِّ شكّ.
لكن، لسببٍ ما، لم تَدخل تلك الكلماتُ إلى أذني كما يجب.
-جدي كان، منذ زمنٍ بعيد، دائمًا يضعني في المقام الأوّل.
لم يتردّد في البقاء في ذهني سوى هذه الجملة.
كان شعورًا ينتشر في جسدي كلّه كمرضٍ يتسلّل من صدري.
‘الكونت ديلاريك هو شخصٌ يضع فيليون في المرتبة الأولى دائمًا.’
الذهاب معي ليس الطريقَ الأمثل له.
بل هو طريقي أنا، وليس طريقه.
‘لن أكون أبدًا الخيارَ الأفضل لفيليون.’
حقًّا، محوُ الذكرياتِ من دون إذن صاحبها أمرٌ في غايةٌ القسوة. شيءٌ صادم، ولا أحد يرغب فيه.
لكنّ الكونت كان قد استعدَّ حتّى لتحمّل الكراهية التي قد تترتّب على ذلك.
وبعد محوِ ذكرياته، سيظلُّ يرعاه بحبٍّ بالغ، كما فعلَ في طفولته، بل ربما أكثر.
-كما تعلمين، فيليون هو وريثُ دوق إلفيرت.
وسيُعيد له كلّ ما كان يملكه من قبل.
سينزعُ عن كاهله تهمةَ سرقة الكتابِ المحرَّم، وسيجمعه بوالديه من جديد.
وسيعيده إلى مكانه كوريثٍ للدوق، ويُعيد له هيبته التي جعلت جميع السحرة يحترمونه. سيعود كلُّ شيءٍ إلى طبيعته.
نعم… تلكَ هي الحالةُ الطبيعية.
أمّا اللحظةُ التي أتمسّك بها الآن بدافع الحنين فهي نفسها الحالةُ غير الطبيعية.
ولإنهاءِ هذا اللاطّبيعي…
“ريكس؟”
رفعتُ رأسي على وقعِ صوته الحذر. في تلك اللحظة بالذات، كانت الغيوم قد انقشعت، ودخلت أشعّةُ الشمس عبر النافذة.
وكان فيليون واقفًا في ذلك النور.
مرتديًا ثيابًا فاخرة لم أرهُ يرتدي مثلها من قبل، ناصعَ البياض، نظيفًا وجميلًا، يشعُّ نورًا.
كان مظهره مفعمًا بالهدوء كما في أيامِ برج السّحر، حين كان الجميعُ ينظر إليه بإعجاب، وحين كان هو يستمتع بذلك الإعجاب.
حينها أدركتُ… أنّ مكانه الحقّيقي هو هنا.
“لماذا تبدين هكذا؟”
“……لأنّكَ وسيم.”
لم تكن كلمةً عابرة، بل كان بالفعل يشعُّ بجمالٍ مبهر في هذا اليوم.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
😭😭😭