“لقد واجه مشكلةً صعبة بعض الشيء… لذا، لا يوجد غيري يمكنه مساعدته.”
“ماذا عن العائلة أو الأقارب؟”
“سألتُه أنا أيضًا، لكن يبدو أنّه لا يريد اللجوء لأيٍّ منهم. على كلّ حال، ما يمرّ به ليس أمرًا هيّنًا. حتى عندما التقيته أول مرّة، كان حذرًا للغاية. لم أرَ في حياتي مرتزقًا يوافق على العمل معي ثم يتصرّف بتلك الطريقة.”
ثمّ ابتسمت ريكس مازحة: “لذا، ما وصلنا إليه الآن يُعتبر تقدمًا كبيرًا، أليس كذلك؟”
لكن ملامح إيان ظلّت جادّة.
“عمل؟ إذن، ذلك الرجل أيضًا مرتزقة؟”
“نعم. عرفته من خلال بريدين.”
“إذن قد يكون شخصًا خطيرًا.”
“هل جميع المرتزقة خطرون؟ سيكون هذا ممتعًا إن سمع أتباع وليّ العهد هذا الكلام.”
“……”
“وأيضًا، هاه؟ أنا مرتزقةٌ الآن، أليس كذلك؟ رجاءً، احترم كلامك قليلًا، يا سيّد سيرفيل.”
“…أنتِ لستِ مثلهم.”
“بِمَ أختلف؟ هيه، كنتُ الأفضل في القارّة الشرقية، كما تعلم.”
“ليس هذا ما أعنيه…”
تنهد إيان ومسح فمه بيده.
“لو كانت توصيةً من بريدين سيفير، فهذا يعني أنكِ لم تعرفيه منذ وقتٍ طويل.”
“…صحيح.”
“ومع ذلك، تثقين به؟ لدرجة أنكما تقيمان في نفس الغرفة؟”
أومأت ريكس برأسها بثقة: “نعم، أثق به.”
تعمّقت تجاعيد جبين إيان أمام هذا الجواب الصريح.
شعر فيليون بشيءٍ من التحسن في حالته التي كانت تزداد سوءًا منذ لحظات.
‘حتى لو كان الأمر بدافع الشفقة… فهي تثق بي. قد أكتفي بهذا الآن.’
لكن في اللحظة التالية.
“لولا ذلك الشخص، لما كنتُ هنا الآن.”
“ماذا تقصدين؟”
“لو لم يساعدني فيلي، لكنتُ أنا أيضًا ضحية لعنة ميديرا، إلى جانب بريدين.”
نظر إيان إليها بنظرةٍ معقّدة، ثم قال بعد برهة:
“إذًا، أنتِ مدينةٌ له.”
“بالضبط.”
“أجل، من الطبيعي أن تثقي بمن أنقذ حياتكِ.”
استمرّ الحديث بعد ذلك.
كان ولي العهد قد خرج مع بعض المرافقين لاستكشاف المنطقة. وإن لم تتوقف الأمطار غدًا، فقد يتأجّل موعد الانطلاق مرةً أخرى. حركات الوحوش مؤخرًا لم تكن طبيعية.
كانت بعض المواضيع تستحق القلق، لكن فيليون لم يُصغِ لأيٍّ منها. لم يكن يرنّ في رأسه سوى كلماتها:
‘لأنّي مدينةٌ له…’
عدم إبلاغها البرج عنه، ووعدها بإنقاذ ديل، وطلبها الوثوق به، وعرضها حلّ اللعنة… كلّ ذلك – إن فكّر بالأمر – لم يكن بدافع أيِّ مشاعرٍ خاصة.
‘حتى قبل قليل… لم تبدُ عليها أيُّ مشاعر.’
نعم، طوال حديثها عن فيليون، كانت ريكس مبتسمةً بهدوء. حتى أسئلة إيان أجابت عنها ببساطة، من دون تردّد.
إذن لماذا هو…؟
‘لقد كنتُ مخطئًا تمامًا.’
فكّر فيليون بهذه الطريقة حتى البارحة، لكنّه كان يشعر بالخجل. أما اليوم، فكلّ ما يشعر به هو هدوءٌ بارد، وكأنَّ كلّ شيءٍ يغوص بهدوء.
‘لم يكن لأيِّ شيءٍ معنى.’
حكّ مؤخرة رأسه بلا سبب. لم يعد يشعر حتى بحركة الناس في الخارج. كلّ ما يُسمع هو صوت المطر يضرب النوافذ.
‘ليس أمرًا أغضب بسببه… لقد كنتُ أنا المخطئ في الفهم.’
عدم التبليغ عنه، رغبتها بالمساعدة، نظراتها الدقيقة حين فحصت لعنته…
كلّها لم تكن ذات معنى خاص لديها.
إذًا، عليه أن يتعامل معها كذلك. تقبّل فيليون الواقع ببرود.
لن يكون ذلك صعبًا، فقد كان بارعًا في اللامبالاة.
حتى عندما كان ديل يضربه، لم يشعر بأيِّ شيء.
‘لا شيء مميز، لا شيء.’
وبسبب وصوله إلى هذا الاستنتاج أخيرًا، شعر رأسه بخفّةٍ غير مألوفة. وبعد قيلولةٍ قصيرة، تحسّنت حالته قليلًا.
حين نزل إلى الطابق الأول مصادفةً ورأى إيان، لم يشعر بشيءٍ خاص. اكتفى بتحيةٍ سريعة، واتّجه نحو مقعدٍ خالٍ لطلب وجبة العشاء.
لكن حين جلس إيان أمامه، لم يملك إلا أن يتساءل:
“ذهبت ريكس إلى ولي العهد. قالت إنّها قد تكون قادرةً على مساعدته.”
نظر فيليون حوله، فلم يكن هناك أحدٌ غيرهما.
‘ولمَ جاء ليخبرني شخصيًّا؟ هل أوصته ريكس أن يكون ودودًا معي؟’
اكتفى بإيماءةٍ سريعة، فقال إيان بابتسامة:
“سمعتُ أنّكَ أنقذتِ ريكس في وقتٍ سابق. أشكرك كثيرًا.”
“……”
“إن احتجتَ لأيِّ مساعدةٍ منّي، لا تتردّد. أودّ ردّ الجميل.”
عند هذه الجملة، عبس فيليون بوجهه.
‘ردّ جميل؟ ولماذا أنت؟’
رمقه بنظرةٍ تحمل هذا المعنى، لكنّ إيان ابتسم بثقةٍ أكبر. نظر فيليون إلى وجهه المليء بالثقة… ثمّ انحنى برأسه.
“حسنًا.”
لا زال هناك جزءٌ منه يريد الردّ. أراد أن يقول: ‘لم أفعل ذلك لتسمعني هذا الكلام السخيف.’
لكنه لم يتمكّن من الكلام.
فقد وعد نفسه أن يتقبّل الأمر، بالإضافة إلى أنَّ إيان لم يكن من النوع الذي يتراجع بكلمة واحدة.
ولو بدأ النقاش، فستأتي ريكس إلى هنا.
رغم انفصالهما المتوتّر، يبقى صديقها القديم الذي تذكّرها، والمطلوب للعدالة فاقد الذاكرة.
أليس واضحًا تمامًا من ستختار ريكس لو اضطرت للاختيار؟
“أنا جادّ. سواءً كان مالًا أو غيره، فقط أخبرني.”
أومأ فيليون مجددًا، وابتسم إيان برضا تام.
رغم أنَّ الجوّ لم يكن مريحًا، فقد وصلت الوجبة. لكنّه أضاع اللحظة المناسبة للنهوض.
بدأ يلتهم طعامه دون أن يشعر بطعمه، وعندها سمع وقع خطوات تنزل من الطابق الثاني.
كان ذلك بريستون، أكبر أفراد المجموعة سنًا. رحّب بإيان فورًا:
“أوه، إيان؟ وصلتَ باكرًا!”
“نعم، ولي العهد أراد الحديث على انفراد مع ريكس، فتحدّثتُ قليلًا مع فيل.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 37"