أو، بدقّةٍ أكثر، في مكانٍ يُشبه القلب مِن حيث الموقع، لكنّه موجودٌ في بُعدٍ آخر.
وهناك رابطٌ غامض يربط بين الطّاقة والقلب.
لذَلك، إذا توقّف القلب، تختفي الطّاقة أيضًا.
ولهَذا، فإنَّ أيَّ عمليّةٍ جراحيّة جسديّة لا تنفع كثيرًا.
هناك سببان فقط يتأثّر بهما السّحر: إرادة الساحر، أو طاقة شخصٍ آخر.
حين أقول هَذا، يتذكّر الجميع الهجمات السّحريّة مِن قِبل الآخرين، لكنّ الحالات التي يفقد فيها المرء طاقته غالبًا ما يكون سببها داخليًّا.
كأن لا يتمكّن مِن استعادتها أبدًا، أو أنْ يعجز عن استخدامها بسبب صدمةٍ نفسيّة، أو أنْ تهاجمه طاقتهُ هو نفسه، فيضطرّ للتخلّي عنها.
الاحتمالات كثيرة.
أما فيليون…
‘أظنّ أنَّ قنوات الطاقة لديه تضرّرت.’
قنوات الطاقة، ببساطة، هي الطُرق التي تسير فيها الطاقة.
إذا تعطّلت، تتجمّع الطاقة دوّن أنْ تتولّد عنها نتيجة.
‘كنتُ أظنّ أنّه أفرط في استخدامها عندما حاول إحيائي، فتضرّرت.’
ولهَذا، لَمْ أعتبر الأمر خطيرًا.
ففي النّهاية، ستتعافى عاجلًا أم آجلًا.
صحيح أنَّ بعض القنوات قد تتدمّر إلى الأبد، لكن فيليون ليس شخصًا عاديًّا، بل هو أقوى رجلٍّ في هَذا العالم. هل يُعقل أنْ يخسر سحره مِن أجل محاولة إحياءٍ واحدة؟
ما زلتُ أُفكّر بنفس الطّريقة. ما عدا أمرٍ واحد.
أنّه استخدم تلكً الطاقة السّحريّة مِن أجل إحيائي.
‘أوّلًا، عليَّ التّأكّد إنْ كانت الطاقة قد تجمّعت بشكلٍ جيّد.’
أغمضتُ عينيّ مُجددًا وركّزتُ طاقتي بعناية.
‘الطاقة… ما زالت موجودة.’
رغم أنَّ الكمّية ليست كثيرة، لكنّها حتمًا في طور التّعافي.
‘الآن، سأستخدمُ طاقتي لتحفيزها…’
أخذتُ نفسًا عميقًا وبدأتُ بجمع طاقةٍ أكبر… لكن في تلكَ اللحظة…
“آه!”
صرخةُ ألمٍ مفاجئةٍ جعلتني أرتدّ بسرعة وأسحب يدي عن فيليون.
“ريكس؟”
“ما الذي… هل أنتَ بخير؟”
“نعم. لَمْ أشعر بشيء.”
لكنّني شعرتُ بوضوح.
كأنَّ كهرباءً لسعت أطراف أصابعي.
لَمْ يكُن بإمكاني سوى التراجع.
وقبل ذَلك، لحظةً واحدة فقط…
لقد لامستُ شيئًا داخل تلكَ الطّاقة.
شيئًا مزعجًا، ومريبًا، ومظلمًا.
“ما هَذا…؟”
“ريكس؟”
“ما هَذا…؟”
شعرتُ بقشعريرةٍ تسري في ظهري.
وبدأت القشعريرة تزحف حتى ظهرت قُشعريرة واضحة على ساعديّ.
“لَمْ أختبر شيئًا كهَذا مِن قبل، لا قرأتُ عنه، ولا سمعتُه. ما هَذهِ المشاعر المُقزّزة…؟”
“ريكس! دمك…!”
“ريكس! دمك…!”
“هاه؟”
عندما لمستُ أنفي بلا مبالاةٍ، وجدتُ الدم يسيل منه.
قطرة، قطرتان، تتساقط على ملابسي.
حدّقتُ بها بدهشة، وفجأةً، وضع فيليون شيئًا على أنفي ليوقف النزيف.
وعندما دقّقتُ النظر، أدركتُ أنّه قميصه الأبيض الذي خلعه منذ قليل.
“هيه، هَذا قميصٌ أبيض…”
“ابقِي ساكنة.”
لكن فيليون لَمْ يُبعد يده.
ولَمْ يُبدِ أيَّ اهتمامٍ بأنَّ القماش الأبيض بدأ يكتسي باللون الأحمر،
بل كانت عيناه مُعلّقتين بي فقط.
إنّه يشعرُ بالقلق.
الشخص الذي كان وجههُ جامدًا لا يظهر عليهِ شيء حتّى الشهر الماضي.
الآن باتت ملامحهُ تعكس مشاعره بوضوح.
‘…الوضع الآن أفضل مِن الماضي حقًّا.’
في السابق، كان ليسخر منّي ويقول: “هل تنزفين لهَذا الحدّ القليل؟”
“أنها لعنة.”
تحدّثتُ بينما أبعدتُ القميص قليلًا عن أنفي.
“لا شيء آخر يُسبّب هَذا الشعور الكريه سوى لعنة. لكنني لا أعرف مَن هو صاحبها. إنها شريرةٌ لدرجةٍ تجعلني أشكّ في أنَّ مصدرها طاقةٌ بشريّة… أوه، لا، لا بدّ أنَّ مَن فعلها إنسان، لكن على الأقل، لا أحد مِن الذين أعرفهم يقدر على شيء كهَذا.”
“وتقولين إنِّ شيئًا كهَذا في داخلي؟”
“لا أعرف نوعها بالضبط. لكن تمّ تغليفها بسوادٍ تامّ كي لا يُكتشف أصلها. ما يُطمئن قليلًا هو أنّها مُستهلكةٌ جزئيًّا.”
“مُستهلكة؟”
“لقد تمّ تفعيل هَذهِ اللعنة مِن قبل. جزءٌ منها ما زال بداخلكَ، أما النصف الآخر فقد نُفّذ.”
ثمّ أشرتُ إلى موضع قرب قلبه.
“طاقتكَ السحرية هي ما يكبح هَذهِ اللعنة الآن.”
كان الأمر مذهلًا.
أنا نزفتُ مِن أنفي لمُجرّد ملامسةٍ بسيطة، بينما هو يحمل هَذا الشيء في داخله وما زال يعيش حياته طبيعيًّا.
بل، بدا وكأنّه لا يدري أصلًا أنَّ هناك شيئًا كهَذا فيه.
هل طاقته السحريّة تحرّكت مِن تلقاء نفسها لحمايته؟
أم أنَّ فيليون نفسه قد جهّز ذَلك قبل فقدانه للذاكرة؟
“أنت لا تفتقرُ للطاقة السحريّة. وداراتكِ السحرية لَمْ تتضرّر. بل إنَّ الطاقة التي تتعافى داخلكَ يتمّ استخدامها بالكامل لقمع تلكَ اللعنة.”
“وهل أستطيع استخدام السحر؟”
“لا. يبدو أنَّ قمع هَذهِ اللعنة وحده يستنفد كلّ ما تملك مِن طاقة. غريب، كنتَ تملك طاقةً هائلة مِن قبل. صحيحٌ أنّها لا تزال غير قليلة، لكنها أقلّ بكثيرٍ مقارنةً بالماضي.”
إنّها أقلّ حتى مِن طاقتي الحاليّة.
إنّها أشبه بكمّية الطاقة التي كنتُ أملكها حين كنتُ في الثالثة عشرة من عمري.
“أين ذهبت كلّ تلكَ الطاقة…؟”
كنتُ أحاول تذكّر ما فعله فيليون في الماضي، واحدًا تلو الآخر، حين قال فجأة:
“لابدّ أنّني استخدمتها في القتال.”
“هاه؟”
“الأمر بسيط. قاتلتُ أحدهم وخسرت. وفي أثناء ذَلك، استُنفدت طاقتي تمامًا. ثمّ، وهو يراني مُلقى بلا حيلة، زرع داخلي هَذهِ اللعنة.”
قالها فيليون وهو يُحدّق بي بعينين لا تزالان مليئتين بالقلق.
“هَذهِ اللعنة… هي دليلٌ على الهزيمة.”
تفسيره يبدو مقنعًا بشدّة.
ففيليون لَمْ يكُن أبدًا مِن النوع الذي يسمح لشخصٍ ما بزرع لعنةٍ في جسده دوّن مقاومة.
لكنني لَمْ أستطع قبول الفكرة.
حتى الآن، لا أستطيع تقبّلها بسهولة.
أنْ يخسر فيليون إلفيرت؟!
“أمام مَن…؟”
“لا أعلم. فقدتُ ذاكرتي بالكامل. ورُبما يكون الشخص نفسه هو مَن محاها. لا بدّ أنّه يكنّ لي كرهًا شديدًا.”
“……”
“عمومًا، هل أنتِ بخير الآن؟ لا يبدو أنْ الدم ما زال يسيل.”
رغم أنَّ فيليون كان يُراقبني بعنايةٍ وقلق، فقد باتت مسألة النزيف لا تعنيني.
هزيمة.
أُقسم، لا أحد في البرج يعرف تلكً الكلمة أكثر منّي.
151 هزيمة في السجلّ الرسمي.
وعددٌ لا يُحصى مِن الهزائم غير المُسجّلة.
وكلّ تلكَ الهزائم كانت مِن شخصٍ واحدٍ فقط.
أمّا فيليون… لَمْ يخسر قطّ.
لا أمامي، ولا أمام أيِّ أحدٍ آخر.
بل، حين كان في التاسعة عشرة مِن عمره، هزم رئيس البرج بنفسه، السيد سيريوس.
ثمّ هَذا الشخص… خسر؟
“كيف؟”
“ريكس؟”
“من؟ من الذي تمكّن… كيف فعلها؟”
“لا، لا تقلقي. كما ترين، أنا بخير. واللعنة لًمْ تُفعّل سوى جزئيًّا.”
قالها بنبرةٍ هادئة ليُطمئنني، لكن صوته كان يرتجف، وكأنّه ارتبكَ بسبب ردّة فعلي.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات