“كلا. أنا أيضًا وصلتُ للتو. كنتُ أُحدّق في السماء، كانت جميلة.”
“أفهم. آمل أنْ تكون هناك أخبارٌ جيّدة أيضًا.”
كان يقصد أنّه يأمل أنْ يكون البارون كروديس قد جلب التقرير البحثي.
في لقائنا قبل ثلاثة أيام، فتح البارون قلبه لنا، ووعد بأنْ يُحضر التقرير. وكان اليوم هو موعد تنفيذ ذَلك الوعد.
“كم مِن الوقت سيستغرق الأمر لإزالة التحجّر بعد الحصول على التقرير؟ لا أُريد استعجالكِ، أنا فقط فضولي.”
“أفترضُ أنّه سيستغرق شهرًا على الأكثر. تحضير الجرعة لا يستغرق وقتًا طويلًا، لكنّ التكيّف مع تغيير طبيعة المانا سيأخذ وقتًا. وإذا كانت الجرعة مناسبةً تمامًا لجسدي، فقد ينتهي الأمر بشكلٍ أسرع.”
نعم، لَمْ يتبقَّ سوى شهرٍ واحد.
‘أخيرًا، سأُعيد بريدين إلى حالتها الطبيعيّة.’
اتّجهتُ إلى منزل البارون في المدينة وأنا أشعر بفيضٍ من المشاعر.
ولكن…
“لَمْ أجد ذَلك، بالمناسبة.”
“……ماذا؟”
“لَمْ يكُن موجودًا في المكتب الذي بحثتُ فيه. آه، لا تقلقي. في قصر ديلاريك هناك خمسة مكاتب، لذا إذا واصلتُ البحث فلا بد أنْ أعثر عليهِ في أحدها.”
“……سيأخذ وقتًا طويلًا، أليس كذلك؟”
“لا داعي للقلق. جدي كان يقول دائمًا: إذا لَمْ تكُن مستعدًا لإكمال الأمر، فلا تبدأه أصلًا.”
“شكرًا لك، سيدي البارون.”
بدأ البارون بعد ذًلك بالتفاخر بفيليون، لكن رغم ذَلك، لَمْ يكُن شعوري سيّئًا تمامًا في تلكَ اللحظة، لأنّني كنتُ ممتنّةً لأنّ البارون لم يُغيّر رأيه.
بعد أنْ رتّبنا موعدنا التالي مع البارون، أنا وهيميل غادرنا المنزل وتوجّهنا إلى منزل دايل.
خلال الأيام الثلاثة الماضية، لَمْ أزره. فقد كنتُ قد أنهيتُ بحثي، وكنتُ أرغب بالراحة قليلًا.
ورغم أنّها كانت زيارةً بعد انقطاع، لِمَ أشعرُ بشيءٍ سيّئ.
على الأقل… حتى واجهتُ فيليون، الذي بدا كأنّه غارقٌ في الصمت.
“لَمْ يتمكنوا مِن إيجاد التقرير هَذهِ المرة أيضًا. سنحتاج إلى الانتظار أكثر على الأرجح.”
حتى عندما نزع هيميل معطفه وتحدّث إليه، لَمْ يُظهر أيَّ ردّة فعل.
كان يحدّق بي فقط، بصمتٍ تام.
“مهلًا، لا تغضب هَكذا. لِتعلم كم عانت ريكس في محاولة كسب ودّ البارون.”
آه، نعم. فيليون كان غاضبًا.
لكنّه بدا غاضبًا قبل أنْ يتحدّث هيميل، لذا لا يبدو أنَّ غضبه بسبب فشلنا في الحصول على التقرير.
حتى صوته كان أكثر هدوءًا مِن المعتاد…
“حتى لو أُعطي وقتًا، لَن يعثر عليه.”
“أيُّها الكلب الأسود، لا تيأس هَكذا…”
“لأنّني أنا مَن سرقه.”
تجمّدتُ في مكاني.
كان يُدير ظهره لي، لذا لَمْ أستطع رؤية وجهه بوضوح، لكنّني على الأرجح كنتُ أملك نفس تعابير وجه هيميل. ماذا؟ ماذا قلتَ الآن؟
أجاب فيليون على أسئلتنا بأفعاله.
أخذ كتابًا رقيقًا كان ملقى بإهمال على الأريكة ورفعه أمامنا.
“هَذا…”
“تقرير البحث.”
ولَمْ أتمكّن مِن إكمال جملتي. تجمّدتُ مِن جديد.
ازداد وهج عيني فيليون رُعبًا في تلكَ اللحظة.
“لِمَ كذبتِ؟”
“كذبت؟ أنا؟”
“تغيير طبيعة المانا لا يُمكن التراجع عنه أبدًا.”
مزّق صوته المنخفض الهواء الثقيل المحيط بنا.
“حتى لو تمّ امتصاص الجرعات المتوافقة مع الطبيعة الجديدة للمانا باستمرار، لا توجد أيُّ حالةٍ تغيّرت فيها الطبيعة بالكامل. حتى لو شربتِ جرعاتٍ متوافقة مع طبيعتكِ الأصلية، لَن يُغيّر ذَلك شيئًا. المانا التي اختلطت مرة لا يُمكن أنْ تعود إلى حالتها السابقة، تمامًا مثل…”
“……”
“مثل الملابس المصبوغة التي يصعب إعادتها إلى لونها الأصلي.”
“لا بأس! مع ذَلك، أنا…”
“بالإضافة إلى ذَلك، بعد تغيير طبيعة المانا، تُصبح المانا غير مستقرةٍ للغاية، لذَلك يلزم وقتٌ كافٍ حتى تستقر. وهناك أعراضٌ كثيرة قد ترافق هَذهِ العمليّة، مثل الحُمّى، السعال، الصداع، آلام العضلات، التهاب الحلق، التعب الشديد، أعراض الجهاز التنفسي، وحتى أمراض القلب، وفي الحالات الشديدة…”
“……”
“قد تؤدّي إلى الوفاة. هَذا ما كان مكتوبًا هُناك.”
رغم أنّه لَمْ يكُن يقرأ الكلمة بالحرف، إلا أنَّ محتوى كلامه كان دقيقًا تمامًا. لقد سرقه فعلًا.
‘بل وقرأه أيضًا بالكامل.’
سألني مِن جديد:
“لماذا كذبتِ؟”
“……لَمْ أكذب. لَمْ أقل إنَّ الوفاة مستحيلة، أليس كذلك؟”
“ولَمْ تقولي شيئًا عن أنّكِ كنتِ تتألمين.”
“هناك أمرٌ آخر. لَمْ أقل إنَّ لا رجعة عن الأمر، صحيح؟”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات