قالت شارلوت بثقةٍ، وهي تقف منتصبةً وقد أصدرت صوتًا قويًّا.
“لقد خضع أيضًا للتقييم مِن قِبَل شخصٍ موثوق. قيل لي إنِّ تقنيات معالجة الجلد المستخدم في الغلاف وصناعة الورق غير قابلةٍ للتكرار باستخدام التقنيّاتنا الحالية.”
ثمّ ارتدت القفّازات التي كانت موضوعةً على أحد رفوف الخزانة الزجاجية وسألت:
كان صوته ناعمًا يقطر عذوبة لدرجة أنّه أرعبني، لكنّي وضعت يدي على فمي بخجلٍ مُصطنع وقلت:
“نعم، هَذا المكان يناسبني.”
وضعت شارلوت يدها على أكتاف مَن كانوا يجلسون على الطاولة.
“إذن، ميخائيل، تحدّث مع البارون ويجيس. أمّا البقيّة، فتعالوا معي إلى مكانٍ آخر.”
فبدأ مَن كانوا جالسين بالنهوض واحدًا تلو الآخر.
شعرتُ بالحرج وكأنّني طردتُهم.
“لم يكُن هناك داعٍ لذَلك…”
“لا بأس، أنا مَن نظّم المكان، فلا تقلقي. أتمنّى لكما وقتًا طيّبًا.”
لحُسن الحظ، لم يبدُ على شارلوت أو على مَن غادروا أنَّ لديهم أيَّ اعتراض.
وهَكذا جلسنا نحن الثلاثة إلى طاولة الحلوى.
رمش ميخائيل بعينيه وسأل:
“عذرًا، لكن عمّا تودّون السؤال…؟”
اتّكأ داميان قليلًا على ظهر الكرسي، وفتح فمه مباشرةً:
“أرض الموت.”
أرض الموت؟ نظرتُ إليه لا إراديًّا.
لم أكُن أعلم أنّه مهتمٌّ لهَذا الحدّ ليسأل بنفسه.
هل يعرف شيئًا أكثر مِن مُجرّد كونها إمبراطوريةً سحريّة قديمة؟
ربّما كان ما عرفه مِن هنا هو السبب في إرساله إستيل، لذا تابعتُ الحديث بصمت.
“أتمنّى أنْ أتمكّن مِن الإجابة، إنْ كان في حدود معرفتي…”
“كيف تصل الآثار إلى الإمبراطورية؟”
فغر ميخائيل عينيه اندهاشًا عند سماع السؤال الذي طرحه داميان بلا تردّد، وأنا شعرتُ بنفس الشعور.
لكن على عكسنا، داميان كان يملك نظرةً جادّة أكثر مِن أيِّ وقتٍ مضى.
“الحدود مع أرض الموت محروسةٌ بجنود النخبة، والمكان مليء بالوحوش. فكيف تصل هَذهِ الآثار إلى الداخل؟”
هل هو قلق أمني كوليّ للعهد؟ أم مُجرّد فضول؟
ميخائيل بدا عليه الذعر.
“أنا… لا أعلم! أنا مُجرّد خبير تقييمٍ بسيط، ولا…”
قاطعه داميان وهو يبتسم ابتسامةً ساخرة:
“ولكنّكِ تجني رزقكَ مِن هَذا العمل، أليس كذلك؟”
ثمّ تابع، وهو يُنهي الجملة ببرود:
“إذا كنتَ لا تعلم مِن أين تأتي الأشياء التي تُقيّمها، فلِن أعتبركَ خبيرًا ماهرًا.”
ثمّ بدا وكأنّه على وشك النهوض مِن مكانه، فبدأ وجهُ ميخائيل يبهت أكثر فأكثر.
لم أستطع التدخّل في ذَلك الجو المشحون، ولم يكُن أمامي سوى ابتلاع ريقي بصمت.
لطالما قيل إنِّ داميان صارمٌ مع الآخرين، لكنّي لم أرهُ مِن قبل على هَذا النحو. وفي النهاية، تحدّث ميخائيل بصوتٍ خافت:
“إنهم صائدو الكنوز مًن يُحضِرونها.”
“أعلم هَذا. لكن، مَن هم؟”
مال داميان للأمام، ورفع رأسه متكئًا بذقنه على يده، وكانت عيناه تلمعان باهتمامٍ حاد.
“حاولتُ التواصل معهم، لكنّهم ليسوا بسهلين. أنْ يتمكّنوا مِن التنقّل داخل أرض الموت، والهرب مِن الوحوش، واستخراج الآثار… هِذا يعني أنّهم ماهرون للغاية، ومع ذَلك لا يوجد عنهم أيُّ معلومات.”
شعرتُ بجفافٍ في حلقي، فمددتُ يدي تلقائيًّا نحو فنجان الشاي.
أجاب ميخائيل، وقد انكمش جسدُه بتوتر.
“ذَلك لأنّهم لا يتّخذون العاصمة مقرًّا لهم. في الحقيقة، لا يملكون وطنًا أصلًا.”
“لا وطن لهم…؟”
“تستطيع أنْ تعتبرهم مِن الرُحّل. لا يملكون جنسيّة، ويقضون وقتًا في أرض الموت أكثر مٍن أيِّ مكانٍ خارجه.”
“إذًا، للّقاء بهم لا بدّ مِن الذهاب إلى حدود أرض الموت؟”
عند هَذا السؤال، عبس ميخائيل قليلًا وكأنّه يُفكّر.
“ربّما، لكن لا يوجد ضمانٌ للّقاء بهم… لقاؤهم يعتبر حظًا بحتًا. وأنا شخصيًا لا أتعامل معهم مُباشرة، بل مِن خلال نقابةٍ تجارية.”
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 14"