“ليس الأمر كذلك، بل أنا أُموّله بهويّة شخصٍ آخر فقط. الصالون نفسه يبدو فكرةً ممتعةً بالفعل.”
من كان يظنّ أنّه يهتمّ برعاية عامّة الشعب؟ ربّما بدافع الفضول فقط.
راودني شعورٌ بالقلق رغم أنَّ الفكرة بدت مسلّية.
‘إن كان الأمر كذلك، فعليَّ أن أتخلّى عن خطّة الفرار واللجوء إلى صالون الكونتيسة.’
‘لكن، ربّما…’
تعلّقتُ بأملٍ ضعيف أنّه لِن يهتمّ بتفاصيل الإدارة الفعليّة، وسألتُه:
“هل سبق أنْ زرتَ الصالون؟”
أومأ داميان برأسه.
“نعم، لكني سأُخبركِ مُسبقًا، أنّني هناك لستُ وليّ العهد، بل البارون ويجيس.”
همم، إذًا لا مجال للتفكير في التوجّه إلى صالون الكونتيسة لورين عند الهرب.
ياللأسف.
‘كنتُ أظنّ أنَّ داميان سيكون نهمًا للسّلطة.’
تمتمتُ بشرود:
“إذًا، سأكون أنا أيضًا البارونة في ذَلك المكان.”
لم يكُن استخدام اسمٍ مستعار أمرًا صعبًا.
صحيح أنّني لَن أجني الكثير مِن التأثير في الرأي العام رغم كلّ هَذا التمثيل المزيّف، لكنّني سأتمكّن مِن الاستماع إلى شائعات عن الجبهة الشرقيّة والقدّيسة بسهولة أكبر.
وبما أنّني بلا هويّةٍ رسميّةٍ مرهقة، فسيكون الاختلاط بالناس أسهل.
أعدتُ ترتيب أفكاري مُجدّدًا. إنْ بدأتُ بهويّةٍ مُزيفة مِن البداية، فقد أنجح في بناء شبكة علاقاتٍ لا بأس بها هنا.
لكن، هل أعدّ داميان تنكّره مُسبقًا؟
نظرتُ إليه بطرف عيني، وقد تلألأت وجنتاه بابتسامةٍ خفيفة ودفءٍ خجول.
كان قصر الكونتيسة لورين بعيدًا عن الحيّ الفاخر المحيط بالعاصمة الإمبراطوريّة.
توجّهنا إلى متجرٍ أوّلًا لتبديل ملابسنا، ثم أعدنا العربة الملكيّة واستقللنا عربةً عادية.
فقد أردنا الظهور بمظهر زوجَين بارونيَّين لا يملكان حتّى عربةً خاصّة.
وحين أخبرنا البوّاب بوجهتنا، خرج خادم لاستقبالنا.
رغم أنَّ القماش لم يكُن فاخرًا، إلّا أنَّ طيّات الياقة كانت مشدودةً جيدًا.
ومِن وجهه المُشرق، كان مِن السّهل توقّع كيف تُعامل الكونتيسة خدمها.
“سأُرافقكما إلى غرفة الاستقبال.”
كان الهواء داخل القصر عليلًا ومنعشًا على نحوٍ مريح، ربّما لأنَّ التهوية جيّدة.
أظهرت النوافذ الكبيرة المُنتشرة هنا وهناك حديقةً نظيفة ومُرتّبة بأناقة.
رغم خلوّها من النباتات النادرة، إلّا أنَّ العشب الأخضر والزهور امتزجت لتُشكّل حديقةً خلّابة.
كان باب غرفة الاستقبال مفتوحًا بالكامل، فلا حاجة للطرق.
دخل الخادم أوّلًا ونادى:
“البارون ويجيس وزوجته قد وصلا!”
بساط أحمرٌ باهت اللون وأرائكٌ متناسقة.
وجوه مَن جلسوا عليها بكسل، أو وقفوا يتنقّلون بمرح، التفتت إلينا دفعةً واحدة، يتحدّثون جميعًا بنبرةٍ مريحة وسعيدة.
أو بالأحرى، حدّقوا فيّ أنا تحديدًا.
تعرّقَت راحتا يدي. لم أتبادل الحديث مع هَذا العدد مِن الناس هكذا بلا رسميّاتٍ مِن قبل.
هل سأُحسن التصرّف؟
وفي اللحظة التي بدأ فيها جسدي بالتصلّب مِن التوتّر، تقدّمت نحونا امرأةٌ كانت تقف أمام لوحة.
شعرها مرفوعٌ بأناقة، وفستانها الأخضر الداكن يصل حتى عنقها رغم حرارة الصيف.
عينان رماديّتان كضباب الفجر، تنظران مِن تحت جفنَين منسدلَين قليلًا.
غلافٌ من الجلد العتيق بلونٍ أحمر داكن، ونقوشٍ دقيقة تزيّن الأطراف برسوم غريبة.
كان تصميم الكتاب مطابقًا تمامًا لمذكّراتي الشخصيّة.
رغم أنَّ بعض الصفحات مِن الداخل كانت مفقودة، وكان الغلاف مهترئًا قليلًا، إلّا أنّه بلا شكّ كان نُسخةً مطابقة ليوميّاتي.
قالت شارلوت بنبرة فخر:
“عثرتُ عليه في قريةٍ قُرب باوت.”
مدينة باوت تقع في جنوب وسط الإمبراطوريّة، وتُجاور أراضي الموت.
لَمْ أستطع النُطق مِن شدّة الصدمة.
“وهل حصلتِ عليه مِن صائدي الكنوز؟”
سأل داميان بدلًا عنّي، وكأنّه مهتمٌّ حقًّا.
ثم مدّ يده ولمس سطح الخزانة الزجاجيّة.
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 13"