ربطتْ يوريتا شعرها الأرجوانيّ الطّويل المجعّد بعشوائيّةٍ على شكل كعكةٍ عالية، ثمّ خرجتْ للبحث عن الخادمة.
“ما الأمر؟”
“هناك الكثير من الطّرود أمام القصر!”
كما قالت الخادمة، كانت أمام القصر القديم ليوريتا صناديق متراكمة.
فتحتْ يوريتا صندوقًا، فظهرتْ مجموعةٌ من قلادةٍ وأقراطٍ مرصّعة بجواهر حمراء.
“يا إلهي، آنستي، انظري إلى هذه الجواهر! رائعة!”
يبدو أنّ دعم المهر لم يكن النّهاية. أرسل القصر الإمبراطوريّ هدايا الزّفاف أيضًا.
هذا يعني…
‘لقد وافق زاكاري على الزّواج السّياسيّ معي.’
لكن لماذا؟ لقد بدا بالأمس رافضًا بشدّة.
يمكن تفهّم قبول يوريتا لأنّها في موقفٍ يائس، لكن اختيار زاكاري كان غامضًا.
وعلاوةً على ذلك…
‘لمَ يدفع القصر الإمبراطوريّ هذا الزّواج بهذا القدر؟’
مع كلّ صندوقٍ تفتحه، كانت الجواهر النّادرة تظهر، مما أثار شكوك يوريتا.
من خلال الرّواية الأصليّة، عرفتْ أنّ عائلة الدّوق كيلستر تُعتبر من الأسر التي تتجنّبها السيّدات في سنّ الزّواج بسبب سمعتها السيّئة.
على الرّغم من كونها عائلة دوقيّة، إلّا أنّ الكثير من العائلات ترفض تزويج بناتها إليها.
‘عائلة كيلستر تشتهر أيضًا بعدم حضور الحفلات.’
بما أنّهم لا يحضرون الحفلات، يصعب عليهم إيجاد عروس.
كان القصر الإمبراطوريّ يدعم زواج الدّوق كيلستر بحماس.
‘لا بدّ أنّ هناك شيئًا مريبًا.’
فجأة، لفت انتباه يوريتا صندوقٌ أسود مربوط بشريطٍ أحمر.
عندما رفعته، لاحظتْ شعار عائلة كيلستر محفورًا على الغلاف.
‘لهذا كان لهذا الصّندوق هالةً داكنة بشكلٍ خاص.’
تنهّدتْ يوريتا وبدأتْ بفكّ غلاف الصّندوق الأسود.
‘…!’
في الدّاخل، كان هناك فستان زفافٍ أسود مزيّن بورودٍ حمراء.
اقتربتْ الخادمة ورأتْه، فأصدرتْ صوت دهشة.
“فستان زفافٍ أسود؟ هل أرسله الدّوق كيلستر ؟”
“على الأغلب أرسله خادمه.”
لم يكن زاكاري ليهتمّ بمثل هذه التّفاصيل، خاصّةً أنّه زواجٌ لا يريده.
‘سمعتُ أنّ عائلة كيلستر لا ترتدي سوى الأسود والأحمر، لكن لم أتوقّع أن يصل ذلك إلى فستان الزّفاف.’
مرّرتْ يوريتا يدها على دانتيل الفستان الأسود.
‘… جميل.’
لو لم تكن مضطرّةً للزّواج من زاكاري، لكان الفستان مثاليًّا بالنّسبة إليها.
قد ترتعد العروس العاديّة من فكرة ارتداء الأسود بدل الأبيض، لكن…
مع ذلك، لم يكن فستانٌ واحدٌ كافيًا لتعويض مزاج يوريتا السيّء.
صرير!
“آنستي، هناك عربةٌ بالخارج…!”
التفتتْ يوريتا لترى العربة السّوداء التي رأتها قبل أيّام عندما جاء زاكاري لمطالبتها بالدّين.
نزل من العربة رجلٌ مسنٌّ يرتدي بأناقة.
شعرتْ يوريتا بقشعريرة. كانت تعلم غريزيًّا أنّ شيئًا كبيرًا قادم.
“الآنسة يوريتا سينيت، أنا توبي، مدير منزل عائلة الدّوق كيلستر .”
“ما الأمر؟”
“جئتُ لأصطحب العروس للزّفاف اليوم.”
“ماذا؟ الزّفاف اليوم؟”
* * *
تقدّمتْ عربةٌ سوداء تجرّها خيولٌ سوداء نحو ضواحي العاصمة.
كان قصر الدّوق كيلستر مكانًا منعزلًا ومريبًا، يُمنع فيه دخول أيّ شخصٍ في دائرة نصف قطرها 500 متر.
‘كما يليق بعائلةٍ شرّيرة.’
حاولتْ يوريتا في العربة أن تجلس باستقامة وسألتْ توبي:
“ألا تستغرق تحضيرات الزّفاف أشهرًا عادةً؟ توزيع الدّعوات، اختيار مكان الحفل…”
“سيّدي يكره التّباهي، لذا سيقام الحفل بشكلٍ متواضع في الجناح الملحق بالقصر.”
يا للأمر المُتسلّط منذ البداية.
حاولتْ يوريتا تهدئة غضبها الدّاخليّ.
“أختي، هل ستتزوّجين اليوم؟”
سأل تيو، الجالس بجانبها، بتعبيرٍ مرتبك. كان تيو والخادمة من الضّيوف القلائل في الزّفاف.
ربتتْ يوريتا على رأس تيو، ثمّ سألتْ توبي:
“توبي، هل من المقبول حقًا أن يكون الزّفاف بهذا التّواضع؟ إنّه زواجٌ برعاية القصر الإمبراطوريّ. أليس من المفترض وجود شاهدٍ من القصر؟”
“تمّ إبلاغ القصر مسبقًا، وسيحضر أحد مبعوثيهم.”
“كان بإمكانكم إرسال رسالةٍ لي مسبقًا، بدلًا من اصطحابي بهذه الطّريقة المفاجئة.”
“نحن ننفّذ أوامر الدّوق كيلستر فقط.”
لا اعتذار إذًا. أضافتْ يوريتا علامةً أخرى للغضب ظهرت في قلبها.
“تحضيرات الزّفاف جاهزة، لذا قد تجدين الأمر مريحًا.”
“… كم عدد الضّيوف من جانب الدّوق؟”
“لن يحضر أحد.”
“ماذا؟”
“معظم الأقرباء يعيشون بعيدًا في أراضي كيلستر ، ومن الصّعب استدعاؤهم فورًا. سيتمّ إبلاغهم بالزّواج عبر رسائل.”
‘ما هذا الزّفاف الغريب؟’
زفافٌ بدون أيّ اعتبارٍ للعروس، حسنًا، قد يكون ذلك لأنّ زاكاري لا يكنّ مشاعر ليوريتا.
لكن ألّا يدعو أيّ ضيف؟
‘يبدو وكأنّ زاكاري يتجنّب أقرباءه بشدّة.’
في الرّواية، لم يظهر أقرباء عائلة كيلستر كثيرًا، لذا لا تفاصيل عنهم، لكن كونهم عائلة شرّيرة، ربّما ليسوا أشخاصًا لطفاء.
‘لكن، هل من الضّروريّ دعوة أقربائي أنا؟’
تذكّرتْ يوريتا وجه الفيكونت سينيت وزوجته.
“لا تريدين الزّواج؟ ما هذا الكلام من سيّدةٍ شابّة؟”
“يوريتا، هذه فرصةٌ سماويّة. فكّري جيّدًا.”
‘… لا داعي لدعوتهم.’
لم تكن ترغب برؤيتهم أصلًا.
هل شعر زاكاري بالمثل تجاه أقربائه؟
‘لا يهمني ما يفكّر به ذلك الوغد.’
“لقد وصلنا. انزلي الآن.”
فتح توبي الباب ونزل أوّلًا لينتظرها.
“تيو، انزل أوّلًا. ماري، أنتِ أيضًا.”
أنزلتْ يوريتا أخاها والخادمة أوّلًا، ثمّ خرجتْ.
فجأة، هبّت ريحٌ باردة.
كانت الأشجار العارية تهتزّ بشكلٍ مخيف، وأغصانها ترتفع كأشواكٍ في غابة.
أزاحتْ يوريتا شعرها خلف أذنيها ونظرتْ إلى قصر كيلستر الشّامخ أمامها.
جدرانٌ من الطّوب الأسود، أبراجٌ مدبّبة، نوافذ شبكيّة تبدو وكأنّ الأشباح قد تخرج منها، تماثيل سوداء غامضة على الجدران الخارجيّة.
مع صوت نقيق غرابٍ عابر، كان المشهد مزيجًا مثاليًّا من الرّعب.
فقد تيو النّطق من الخوف وأخذ يبكي.
“هي، هييك…! آنستي! هذا المكان مخيفٌ جدًّا! هل أنتِ بخير؟”
صرختْ الخادمة ماري وهي تتفقّد يوريتا. كانت يوريتا تضع يدها على فمها.
‘يا للآنسة المسكينة، إلى أين تتزوّج؟’
مسحتْ ماري دموعها من الخلف.
لكن أفكار يوريتا كانت مختلفة. كانت عيناها تلمعان فرحًا وهي تتفحّص القصر.
‘مجنون…! طرازٌ قوطيٌّ من القرن الثّالث عشر! الأجواء مثل قصرٍ مسكون! خاصّةً تماثيل الغرغويل!’
عند رؤية تمثال الشّيطان الغربيّ على سطح القصر، بدأ قلب يوريتا، المهووسة بالخوارق، يخفق.
نعم، يوريتا مهووسة بالخوارق.
من أفلام وألعاب الرّعب إلى الطّقوس والحكايات الغريبة والوحوش، كانت تحبّ كلّ شيء. قراءة التّاروت كانت نتيجة شغفها بالخوارق.
تقدّمتْ يوريتا خطوةً نحو القصر دون وعي.
‘أريد رؤية هذه الأعجوبة عن قرب!’
“الآنسة سينيت، الجناح الذي سيقام فيه الزّفاف هناك. اتبعيني.”
أيقظها صوت الرّجل المسنّ من هوسها.
استفاقتْ يوريتا فجأة.
‘لا يجب أن أتصرّف هكذا الآن. عليّ إتمام هذا الزّفاف السّخيف أوّلًا.’
أبعدتْ يوريتا عينيها بصعوبة عن تمثال الغرغويل وتبعتْ الرّجل المسنّ.
* * *
داخل الجناح الملحق بقصر الدّوق كيلستر ، كان هناك قاعةٌ واسعةٌ مزيّنة بكراسٍ مصفوفة كقاعة زفاف.
‘لمَ وضعوا كلّ هذه الكراسي إذا لم يدعوا ضيوفًا؟’
فكّرت يوريتا وهي تمسك باقةً من الزّهور الحمراء.
كانت على وشك الدّخول كعروس. وقفتْ يوريتا مرتديةً فستان الزّفاف الأسود عند مدخل القاعة، والطّرحة السّوداء تغطّي وجهها.
“دخول العروس.”
سمع صوت المشرف.
‘أليس من المفترض أن يدخل العريس أوّلًا؟’
لم يكن هناك وقتٌ للتفكير في هذا السّؤال، فدخلتْ يوريتا إلى القاعة.
في قاعةٍ خاليةٍ من الضّيوف، كان أخوها والخادمة الوحيدين من يشاهدان دخولها.
‘أين مبعوث القصر؟’
رأتْ رجلًا جالسًا في مقاعد العريس، فافترضتْ أنّه هو.
بسبب قلّة الحضور، كان صوت حذائها يتردّد في القاعة وهي تمشي نحو منصّة الزّفاف.
“دخول العريس.”
حان دور زاكاري للدّخول.
كان هذا أوّل لقاءٍ لهما منذ محاولة هروبها.
رفعتْ يوريتا الطّرحة السّوداء خلف رأسها. كانت بمظهر العروس الكامل، بشفاهٍ حمراء لامعة وخدودٍ متورّدة.
‘لا أعلم أيّ موجاتٍ ستُحدث هذه الخطوة.’
الزّواج من الشّرير الأكبر في الرّواية قد يغيّر مسار القصّة.
نظرتْ يوريتا إلى الضّوء الخافت المتسرّب من النّافذة وعزمتْ:
‘بما أنّ القصّة ستنحرف، سأجعلها تنحرف لصالحي.’
بينما كانت تغرق في التأمّل، استمرّ سؤالٌ في إزعاجها.
‘… لكن لمَ يتأخّر هذا الرّجل هكذا؟’
بعد خمس دقائق من إشارة المشرف، لم يظهر زاكاري.
ركض توبي إليها وهمس في أذنها:
“سيّدي غير موجود.”
“ماذا؟ إلى أين ذهب؟”
“لا نعلم. لكن هناك خاتم الزّفاف مع هذه الرّسالة…”
قرأتْ يوريتا الرّسالة التي قدّمها توبي.
كانت مكتوبةً بسطرٍ واحد.
ارتجفتْ يد يوريتا من الغضب وهي تمسك الرّسالة.
‘هذا الوغد اللعين…!’
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 5"