عندما التفتُّ إلى مصدر الصوت المزعج، رأيت مجموعة من الفتيان ذوي الأجسام الكبيرة يحيطون بطفل صغير نحيف و يضربونه.
‘تنمّر جماعي.’
“سيدتي؟”
نادتني بيكا وهي تلتفت إليّ لأنني توقفت عن السير، لكنني لم أجـب. كنتُ مشغولة بالتفكير فيما إذا كنتُ يجب أن أساعد الطفل الصغير أم لا.
‘حتى لو ساعدته الآن ، ستكون هذه المرة الوحيدة.’
لسببٍ ما، تذكرت إيلارد، مما جعل صدري يضيق، فأخرجت زفيرًا قصيرًا و شددت قبضتي.
كان أكبر الفتيان يلوح بكيس دواء يبدو أنه يخصّ الطفل الصغير، و هو يسخر منـه:
“أنـتَ، ازحف مثل الكلب. إذا فعلت، سأعيده لك. آه! نسيت، ساقكَ معاقة، فلا يمكنكَ الزحف مثل الكلب، أليس كذلك؟”
تحت قيادة الفتى الكبير، بدأ الفتيان يضربون الطفل مرّةً أخرى. كان الطفل الصغير يتدحرج هنا وهناك بفعل ركلاتهم.
“بيكا، اذهبي بسرعة و استدعي الحرس.”
“نعم.”
بعد أن شاهدت نفس المشهد، ركضت بيكا فورًا بناءً على كلامي. كان بإمكاني التدخل بنفسي، لكن الوضع لم يكن مناسبًا.
هؤلاء الفتيان لن يخضعوا إلا لمَـنْ هو أقوى منهم.
من ناحية القوة، حتى لو كنتُ بالغة، فأنا امرأة، ولن أتمكن من التغلب على مجموعة من الفتيان. علاوةً على ذلك، لم يكن معي مرافق.
‘ماذا لو حدثَ شيء سيء لهذا الطفل؟’
عندما بدأت أشعر بالقلق، عادت بيكا مع عدد من رجال الحرس.
اقترب الحراس، وهم يصرخون “أنتم مرّةً أخرى!” و سحبوا الفتيان بعيدًا.
“سيدتي، الطفل…!”
كان الطفل، الذي تعرّض للضرب كثيرًا، ملقى على الأرض، غير قادر على النهوض، بينما يتنفس بصعوبة.
أمسكت بحارس كان يمـرّ بجانبي و طلبت منه:
“خـذ هذا الطفل إلى نزل قريب! قد يحدث له شيء خطير!”
“آه، نعم.”
حمـلَ الحارس الطفل، الذي كان متدليًا بلا حراك، لكنه كان لا يزال يتنفس بصعوبة.
ركض الحارس حاملاً الطفل، و تبعناه أنا و بيكا. كانت أطراف فستاني تزعجني، لكن لم يكن لدي وقت للقلق بشأن ذلك.
عندما وصلنا إلى النزل بسرعة و وضعنا الطفل على السرير، جاء صاحب النزل حاملاً صندوقًا صغيرًا.
“استدعاء طبيب سيستغرق وقتًا، لذا استخدمي هذا الآن.”
كان الصندوق الذي قدّمـه صاحب النزل يحتوي على مرهم رخيص و قطعة قماش نظيفة.
“شكرًا. هل يمكنني طلب استدعاء طبيب إذا كنت تعرف واحدًا؟”
“أعرف طبيبًا، سأحضره.”
أجاب الحارس بدلاً من صاحب النزل وخرج من الغرفة على الفور.
بعد فترة، عاد الحارس مع طبيب، و تلقى الطفل العلاج لحسن الحظ. بعد انتهاء العلاج، أوصى الطبيب بضرورة استمرار العلاج و غادر.
بدأ الطفل، الذي كان يتنفس بصعوبة، يرفع جفنيه ببطء، و كشفَ عن عينيه الصافيتين.
“هل أنـتَ بخيـر؟”
“…أين أنا…؟”
“في غرفة في نـزل. لم أعرف أين منزلك، لذا أحضرناك إلى هنا.”
“…..؟”
بـدت عينا الطفل مشوشتين، كما لو لم يستعد وعيه بعد.
“ارتح هنا الآن. لا تقلق بشأن التكلفة.”
‘ربّما لا يزال لا يفهم ما يحدث.’
‘لكن لا يمكنني البقاء بجانبه طوال الوقت.’
‘يجب أن أطلب من صاحب النزل الاعتناء به.’
“تناول دواءك بانتظام. أنـتَ متعب الآن، لذا عليك النّوم لوقتٍ أطول.”
ربـتُّ على رأس الطفل بلطف، ثم نهضت من مكاني.
كان قد مـرّ وقت طويل ولم أذهب بعد إلى النقابة، لذا كان عليّ الإسراع.
عندما استدرت لمغادرة الغرفة، سألني الطفل بصوت خافت:
“أخبريني باسمـكِ. أنـتِ منقذتي، و أريد رد الجميل يومًا ما.”
‘يا له من طفل مهذب حتى في هذه الحالة.’
“هيلين إيفرسيوم. لا داعي لرد الجميل، فقط عليك التّعافي بشكلٍ جيّد.”
“شكرًا.”
غادرت الغرفة بعد كلامه.
أعطيت صاحب النزل إحدى القلائد التي أحضرتها و طلبت منه التأكد من أن الطفل يتلقى العلاج المناسب و إيجاد ولي أمره.
بعد مغادرة النزل، توجهت مباشرة إلى حانة هانز.
اضطررت إلى الإسراع بسبب التأخير غير المتوقع.
إذا دخلت القصر متأخرة و اشتبـه إيلارد بشيء، سوف تضيع كل جهودي هباءً.
عندما وصلنا إلى مبنى متهالك في أعماق الزقاق، فتحنا باب الحانة دونَ تردد.
رن جرس ليعلن دخولنا.
على الرّغمِ من أن الحانة مفتوحة في وضح النهار، لم يستغرب أحد ذلك. رحّـب بنا النادل الذي كان ينظف الأكواب خلف البار.
“مرحبًا. ما الشراب الذي تريدانه؟”
“استدعِ العم سكوت.”
“…مـنْ السيّدة التي تريد رؤيتـه؟”
ارتجفت عينا النادل، لكنه سأل بهدوء مرّةً أخرى.
“هيلين سيفستيا. أخبره إن ابنة كروفي سيفستيا جاءت، و سيعرف.”
“حسنًا. انتظرا لحظة.”
دخل النادل إلى الداخل.
“سيدتي، ألم تأتِ إلى الحانة؟”
“لمَ سآتي إلى حانـة؟ هذا المكان هو نقابة يديرها صديق والدي الراحل سرًا.”
“آه، إذن لماذا جئتِ إلى النقابة…؟”
“هيلين! لم أركِ منذُ زمن!”
قبل أن تكمل بيكا سؤالها، خرج رجل ذو لحية من الداخل بوجه مرحّـب.
“العم سكوت! هل كنتَ بخير؟”
“بالطبع! لكنكِ، بعد زواجـكِ من الدوق، اختفيتِ لفترة.”
“كانت هناك بعض الظروف.”
ابتسمت بإحراج، فلم يسألني سكوت المزيد.
“إذن، لماذا أتيـتِ إلى هنا اليوم؟ يبدو أنكِ بحاجة إلى مساعدة.”
“أريد تحويل هذه إلى نقود.”
وضعت أمام سكوت بعض القلائد التي أحضرتها من منزل الفيكونت. نظر إليها سكوت بهدوء ثم التقت نظراته بعينيّ و سأل:
“الدوقة لا ينبغي أن تكون بحاجة إلى المال. ما الذي تخططين له؟ و لماذا نقابتنا بالذات؟”
“…أريد استعادة اسم عائلتي.”
“…..؟”
نظر إلي سكوت بصمت للحظات، بينما أغلقت فمي. ثم واجهت نظرته بهدوء دون تجنبها.
بعد أن نظرَ إلي لفترة، فتحَ فمـه أخيرًا:
“حسنًا، فهمتُ ما تريدين. سأعطيكِ قيمة مناسبة.”
“شكرًا.”
“إذا احتجتِ إلى أي مساعدة أخرى، تواصلي معي. كيف يمكنني تجاهلكِ و أنتِ ابنة صديقي كروفي؟”
“نعم. في الوقت الحالي، سأعود فقط لتحويل الأشياء إلى نقود.”
“حسنًا. سأحضر النقود، انتظري قليلاً.”
اختفى سكوت إلى داخل المتجر.
بعد فترة، عاد وفي يـده سنـد مالي.
“الذهب قد يكون صعب التخزين، لذا أعتقد أن السند سيكون أفضل. ما رأيـكِ؟”
“إذا كان سندًا موثوقًا، فلا بأس.”
“هذا صادر من نقابة كانتوا.”
“حسنًا، أعطني إياه.”
كانت نقابة كانتوا معروفة بأعلى مستويات الثقة في الإمبراطورية.
كان رئيس النقابة معروفًا بدقّتـه، ولم تُعرف عنه أي أخطاء في التعاملات.
‘لم أكن أعلم أن العم سكوت لديه علاقات مع نقابة كانتوا.’
‘يبدو أنه وسّـع نطاقه كثيرًا.’
على أي حال، إذا كان سكوت ناجحًا، فهذا جيّد بالنّسبة لي.
وجود علاقة جيّدة مع شخص موثوق مثل سكوت سيكون مفيدًا بالتأكيد.
“عودي مرة أخرى.”
“نعم، سأعود قريبًا.”
تأكدت من السند الذي أعطاني إياه سكوت، ثم ودّعتـه و غادرت حانة هانز.
كانت بيكا قد ذهبت لاستئجار عربة وكانت تنتظر خارج الباب.
“سيدتي، هل انتهيتِ من مهمتّـكِ؟”
“نعم، لنعـد الآن.”
“حسنًا.”
صعدنا إلى العربة، و أخبرت بيكا السائق بالعودة إلى قصر الدوق.
بعد رحلة طويلة، وصلنا إلى قصر الدوق، و شعرنا بشيء غريب منذُ نزولنا من العربة.
كان هناك شعور بالاضطراب داخل القصر، على عكس المعتاد.
‘ما الذي يحدث؟’
لم يكن لدي وقت للتخمين، لأنني فهمت السبب بمجرد فتح الباب. كانت ليليث تثير فوضى في الطابق الأول.
كان الخدم عاجزين عن التعامل معها وهم في حالة ذعر.
“سيدتي!”
صـرخَ أحد الخدم بفرح عندما رآني أدخل.
“ما الذي يحدث؟”
“حسنًا…”
“تقول إنها تريد الأشياء التي طلبها الدوق لكِ…”
بمعنى آخر، كانت ليليث تثير الفوضى لأنها تريد الفساتين و المجوهرات التي طلبها إيلارد لنشاطاتي الاجتماعية.
حتى بدون تفسير، كان واضحًا من خلال إلقاء نظرة من حولي.
كانت جميع الصناديق التي تحتوي على الأغراض مفتوحة، و محتوياتها مبعثرة.
“سيّدة هيلين! أعطنـي هذه الأشياء.”
اقتربت ليليث مني و هي تنظر حول القاعة.
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 7"