سأل داميان، الذي نهض بعدها، بنظرة منتعشة بشكل غريب.

“لذا، هل لديكِ أي أسئلة أخرى؟”.

“همف.” عبست ليليانا ونظرت إلى داميان.

“انس الأمر! أعلم أنك متواطئ مع أخي! خائن!”

ضحك داميان، وضربته ليليانا بخفة.

“لقد تأخر الوقت. إذا لم يكن لديكِ المزيد من الأسئلة، يرجى الذهاب إلى النوم.”

“همف! سأنام حتى لو لم تطلب مني ذلك.”

وبينما كانت تخرج من الغرفة، صاح بها داميان، “ليليانا، من فضلكِ لا تقتحمي غرفتي بهذه الطريقة مرة أخرى.”

كانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها ليليانا داميان يرسم خطًا واضحًا كهذا، وسألت بتعبير محرج.

“هل كنت… منزعجًا؟”

“لم أكن منزعجًا، ولكن سيكون الأمر أفضل لو كنت منزعجًا.”

“ماذا يعني ذلك؟”

“حسنًا…” ابتسم داميان بعيون نعسانة.

“فسريها كما تريدين، ليليانا.”

بدلاً من الإجابة، خرجت ليليانا من الغرفة ونظرت إلى داميان، فقال بنظرة راضية: “تصبحين على خير”.

“نعم.”

وأغلقت الباب.

عادت ليليانا إلى غرفتها وجلست على السرير، وأطلقت تنهيدة صغيرة، وما زال صوت دقات قلبه يتردد في أذنيها مثل الهلوسة السمعية.

لم تفهم مشاعر داميان أو تفاصيل وضعه بشكل كامل. لكن… . 

“يا إلهي…”

وضعت ليليانا خديها بين يديها، شعرت بحرارة فيهما.

“ماذا أفعل…”.

كانت تتحرك في مكانها وهي لا تزال جالسة.

“ماذا أفعل؟”.

لفترة من الوقت، كررت ليليانا تلك الكلمات مثل الببغاء، غير متأكدة من ماهية السؤال أو الإجابة التي تبحث عنها.

***

نظرت سولييل إلى كيسي باهتمام كبير، ثم نظر كيسي إلى سولييل بعينين واسعتين.

“فهذا هو شقيق ليليانا؟ اسمه…”

“كيسي كارنيل.”

“أجل، أتذكر أن باسكال ذكرت هذا الاسم. هل لديه قوى روحية أقوى؟”

“نظرًا لأنه استوعب معظم القوة الروحية التي كانت مخصصة لي أثناء وجودنا في رحم أمنا، فهو أقرب إلى الروح من الإنسان.”

أوضحت ليليانا، وصاحت سولييل بإعجاب.

“يمكن أن تحدث مثل هذه الظاهرة عندما يولد التوائم.”

من الواضح أن سولييل أرادت طرح المزيد من الأسئلة وإجراء اختبارات مختلفة، ولكن مثل أي ساحرة محنكة، ضبطت نفسها ونظرت إلى الآخرين.

” إذن لماذا أنتم هنا اليوم؟”.

خلف كيسي وداميان وليليانا وقفت آنيت، وهي تنظر إلى سولييل بفضول كبير.

عرضت سولييل الشاي على مجموعة الضيوف الذين وصلوا جميعًا في وقت واحد وأمر الغولم الحجري بإحضار الشاي.

شاهدت آنيت الأمر بعينين واسعتين، ثم أدركت أنها كانت الوحيدة المشتتة، فقامت بتنظيف حلقها وركزت على المحادثة بين الأربعة الآخرين.

“لقد أحضرنا غولمًا لنسألكِ عنه…”.

وضع كيسي الغول الذي يشبه الغراب على طاولة الشاي النظيفة. عبست ليليانا وكأنها تقول، “هل كان ذلك ضروريًا حقًا؟” لكن سولييل ظلت غير منزعجة.

“إنه عمل الساحر سيديل لورينتز.”(صراحة مدري بنت او ولد ف رح يكون مذكر) 

“سيديل لوريانتز؟”.

“لماذا؟ هل تعرفينه؟”.

“بالطبع أفعل ذلك. إنه ساحر غوليم مشهور.”

عبست سولييل، وهي تفحص الغراب، ثم أومأت برأسها.

“بالنظر إلى طريقة الحشو والتجميع، فإنه يحمل خصائص سيديل. إن استخدام أجزاء من الكائنات الحية هو سمة أساسية للغولمات التي يصنعها. من أين حصلت على هذا؟”

صرح كيسي قائلاً “سيديل يبحث عنا”.

لم تفهم سولييل الأمر تمامًا، فعقدت حاجبيها، ثم أضافت ليليانا توضيحًا.

“لقد أخبرتكِ من قبل أن الملكيين يلاحقونني، أليس كذلك؟ حسنًا، لقد انضم إليهم هذا الشخص. لذا فهو يبحث عني وعن أخي. هذا الغراب هو غولم كان يلاحقنا.”

“سيدل لوريانتز؟ لا يمكن.”

بدت سولييل متفاجئة من الأخبار غير المتوقعة.

“إنه ليس من النوع الذي ينخرط في السياسة بما يكفي للانضمام إلى الملكيين. إنه غريب الأطوار بعض الشيء، لكن من الصعب العثور على ساحر ليس كذلك، لذا فهذا ليس مفاجئًا… إنه ليس شريرًا بما يكفي لاستخدام السحر المحظور؛ إنه مهووس فقط بأبحاث غولم. لماذا ينضم شخص مثله إلى الملكيين؟”.

لم يكن لدى أحد إجابة على سؤال سولييل.

“يمكننا أن نسأله بشكل مباشر بمجرد أن نلقي القبض عليه.”

سلم داميان سولييل ما كان يحمله – الحجر السحري الذي كان يشكل جوهر جوليم الغراب.

فحصت سولييل الحجر السحري، وقلبته مرارًا وتكرارًا، ثم استخدمت الملقط لاستخراج الرصاصة التي استقرت في المنتصف. وبعد تقييم الضرر، أومأت سولييل برأسها.

“سيكون من الصعب استعادة هذا الحجر السحري بالكامل.”

“ثم هل من المستحيل تعقب مكان تواجد سيديل؟” سأل داميان.

نظرت سولييل إلى قوقعة الغراب التي أحضروها وأمالت رأسها.

“من الصعب استعادته بالكامل، ولكن من الممكن قراءة الأوامر المضمنة فيه. إذا كان هذا غولم يحتوي على أمر العودة، فمن المحتمل أن يعود إلى سيديل. ومع ذلك، نظرًا لأنني لست منشئته، فسوف يستغرق الأمر بعض الوقت لفهم كيفية إلقاء السحر.”

تركت سولييل مجالا لاحتمال الفشل.

“سأحاول، ولكن لا ترفعوا سقف آمالكم.”

“و عندي سؤال آخر. هل يجوز للسحرة استخدام السحر للتدخل في السياسة البشرية؟ لقد قلت من قبل أن السحرة الذين يستخدمون السحر الذي يجلب الفوضى للعالم يتم سجنهم. إذن لماذا لا يزال سيديل حراً على الرغم من قيامه بهذا؟”

“لا تعتبر الغولم سحرًا يجلب الفوضى إلى العالم. لذا لا يوجد مبرر لمنع سيديل من استخدامها.”

مسحت سولييل ذقنها واستمرت،

“نحن قادرون على فعل أي شيء ونصبح أي شيء. هذا هو حال السحرة. من السهل جدًا أن تصبح كائنًا قادرًا على التأثير على العالم. لذا إذا تدخل ساحر أو ساحران في شؤون العالم، فإن مسار التاريخ سيتغير بشكل كبير. لا نعتقد أن هذا صحيح. البشر العاديون هم التيار الرئيسي في هذا العالم، ونعتقد أنه من الطبيعي أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم، حتى لو كانوا عاديين. هذا هو الإجماع بين السحرة. ومع ذلك …”

توقفت سولييل بينما كان الغولم الحجري يتجول ويقدم الشاي للجميع.

أخذت رشفة من الشاي لتبلل حلقها ثم تابعت،

“هناك سحرة لا يفكرون بهذه الطريقة. لكن السبب وراء عدم تدخلهم في شؤون العالم هو أن السحرة الذين يعارضون آرائهم سوف يردون بكل تأكيد. وإذا حدث ذلك، فسوف يؤدي ذلك حتماً إلى صراع بين السحرة، ناهيك عن التأثير على شؤون العالم. لن يخوض أي ساحر غير أحمق معركة مع ساحر آخر. بالطبع، قد يستخدمون السحر بحذر. لكن كما قلت، لهذا السبب، فإنهم لا يتدخلون بنشاط.”

حركت سولييل رأسها من جانب إلى آخر، وبدا عليها التعب.

“إن ما يفعله سيديل غامض بعض الشيء. فما يفعله الآن…”

“المشكلة بالنسبة لنا هي أنه يتعقبني أنا وليلي. الحادث الذي فقدت فيه ليلي ذاكرتها من قبل كان أيضًا بسبب غولم أرسله سيديل”، أضافت كيسي.

احتست سولييل شايها وخفضت بصرها.

“نعم، إنها بالتأكيد مشكلة أنه يؤذي شخصًا ما. يمكنني عقد مجلس من السحرة لاتخاذ قرار بشأن عقوبة سيديل قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.”

أشرق وجه ليليانا عند سماع كلماتها.

“فهل يمكنكِ إيقافه؟”.

“بصراحة، لست متأكدة من نجاح الأمر. لقد أخبرتكِ، قد يتحول الأمر إلى قتال بين السحرة، وهذا شيء يريد السحرة الآخرون تجنبه. لم يستخدم أي تعويذات محظورة، ولم يفعل أي شيء مهم بالغولم حتى الآن.”

“لقد وضعني أنا وليلي في خطر، كيف لا يكون هذا مهمًا؟!” احتج كيسي، ورفعت سولييل يدها لتهدئته.