دوّى صوت الرعد بقوّة، كأن السماء أعلنت بدء العاصفة القادمة. تبعه مطر غزير انهمر بلا رحمة، قاطعًا حديثهم.
فُتح باب العمارة بسرعة، ودخل آرثر وهو يحمل بين يديه مظلتين. كانت أطراف ملابسه مبللة، وقطرات الماء تتسلل من شعره إلى جبينه. قال وهو يقترب منهم:
“لحسن الحظ، كنت أملك مظلّة في سيارتي… كدت أستحمّ من مجرّد نزولي!”
نهض يوجين، وقال:
“عليّ العودة إلى المنزل.”
تقدّم آرثر قليلًا وسأله:
“ماذا عن السارق؟”
أمسك يوجين بطالب الطب من ذراعه وسحبه باتجاه آرثر، ثم أخرج من جيبه جهازًا أسود صغيرًا، ورفعه قليلًا:
“كلّ ما قيل منذ دخولي إلى العمارة… مسجّل هنا.”
قال آرثر، وهو يرمقه بنظرة جادّة:
“وماذا عنك أنت؟ هل أوصلك للمنزل؟ عليّ إعادتك، لقد التقيت بوالدك في مركز الشرطة، وأوصاني بإعادتك .”
ردّ يوجين :
“لا بأس، كنت سأعود في النهاية. سأنتظر حتى يخفّ المطر. عليك أداء عملك أولًا.”
تلفّت طالب الطب وقال بقلق:
“وماذا عني أنا؟”
ردّ عليه يوجين وهو يوجه نظراته نحو آرثر:
“اذهب معه إلى مركز الشرطة، وسيتم تحديد العقوبة هناك. وبالطبع، سيتم استدعاء أوصيائك.”
ناوله آرثر إحدى المظلتين وقال باختصار:
“اتبعني.”
وخرجا معًا تحت المطر الغزير.
في تلك اللحظة، تمدّد رانجي بكسل وهو ينهض من مكانه وقال:
“سأعود إلى شقتي.”
نهض الصحفي أيضًا، وعلّق بنبرة حذرة :
“ماذا عن هذه الممرات؟ لا أريد أن يدخل أحد شقتي دون إذن.”
ردّ يوجين بهدوء:
“أخبِروا الشرطة، على الأغلب سيتم إغلاق الممرات .”
قال رانجي وهو يتجه إلى المصعد:
“حسنًا.”
ونهض الطبيب هو الآخر، وتبع رانجي بهدوء. تبعهما الصحفي بعد لحظة صمت قصيرة.
بقي يوجين واقفًا في مكانه، يحدّق فيهم بصمت حتى اختفوا داخل المصعد.
ثم اتجه إلى الكرسي بمحاذاة النافذة وجلس يحدّق بالمطر الغزير المتساقط، مع أصوات الرعود وضوء البروق
. جلس يراقب بصمت لدقائق، دون أن يتحرك، وكأن عقله كان في مكان آخر.
بعدها، نهض فجأة وخرج من العمارة.
بدأ بالمشي تحت المطر الغزير وهو يُغني بهَمهمة خفيفة، أقرب إلى تمتمة لا يفهم معناها أحد سواه. من حوله
، كان الناس يتراكضون، يحاولون إيجاد مكان للاحتماء من المطر، بينما هو استمرّ في المشي، غير عابئ بشيء.
استمرّ يسير حتى خف المطر قليلاً، لكنه لم يتوقف.
رفع رأسه ونظر إلى السماء، حيث برز ضوء القمر المكتمل بين الغيوم. فردّ يديه تحت رذاذ المطر
، وقال بصوت مسموع، يحدث نفسه:
“كم أحب المطر… لطالما أردت أن أجرّب المشي تحت المطر الغزير… شعور رائع وبارد.”
ثم فكّر في نفسه :
“أريد رؤية البحر قبل العودة إلى المنزل… سيبدو جميلاً مع رذاذ المطر والقمر المكتمل.”
لم تكن المسافة قصيرة، لكنه استمتع بالسير، وكأن الوقت لا يعنيه. كان الطريق مضائق بالكامل،
لكن الأضواء قلت كلما اقترب من البحر، كما لو أن المكان يطرده.
إلى أن وصل إلى رمال البحر، سارع بخلع حذائه، وغمس أطراف قدميه في الماء. كان الماء باردًا جدًا، لكنه أكمل سيره بمحاذاة البحر
، يراقب رذاذ المطر وهو يرتطم بسطح الماء.
فجأة، سمع صوت حفيف، أشبه ببكاء طفل قادم من جهة البحر. كان الظلام شديدًا، وضوء القمر لم يساعد كثيرًا على الرؤية.
ثم، برق مفاجئ أنار المكان.
اتسعت أعين يوجين، واندفع داخل البحر وهو يصرخ:
“توقّف!”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات