كان فينريك يركض خلفها أيضًا، يمدّ يده نحوها في لهفة.
شعرت بفستانها المحترق وقد التصق مباشرة ببشرتها. أطراف شعرها المحترقة ما تزال تفوح منها رائحة الدخان، ووجهها المحترق كان يلتهب بالألم.
لكن بريسيبي عضّت شفتيها بعزم، ثم قفزت دون تردد إلى أحضان فينريك.
“……”
أمسكها فينريك بقوة بين ذراعيه، مبتعدًا بها عن إيفان. ثم نظر إلى بريسيبي التي بين ذراعيه، كما لو كان يتفقد حالتها.
يده الكبيرة أمسكت خدّها بلطف.
وفي عينيه الحمراوين، التي امتلأت بوجهها، بدأت نيران الغضب تتصاعد.
كان مذهولًا.
…هل تجرأ أحدهم على إيذاء بريسيبي، وأمام عينيه؟!
شعر كأن دمه يغلي.
“الدوق فينريك…”
نظرت إليه بريسيبي وهي تهمس بنبرة باكية.
فينريك عضّ شفتيه وحاول كبح غضبه، ثم بدأ بتحليل الموقف بسرعة.
…يجب إخراج بريسيبي من هنا أولًا.
لم يكن يريد أن يقتل أحدًا أمام عينيها، لكن المشكلة أن إيفان يستخدم السحر.
فيدار كان يراقب ويمنع إيفان من استخدام السحر عليه، لكن هذا لا يشمل بريسيبي.
وكان من الواضح أن إيفان يستخدم ذلك لتهديدها.
وإذا بقيت داخل الكنيسة، فالأرجح أنها ستتأذى.
“سأخرج من هنا.”
حتى بريسيبي كانت تفهم الوضع جيدًا.
هي لا تعرف السبب، لكن إيفان قال بنفسه إن سحره لا يؤثر على فينريك.
بالطبع، كانت قلقة. لم يعجبها شعور الهروب وتركه وحيدًا.
لكن إن بقيت، فلن تكون سوى عبء عليه.
وهي لم تعد تحتمل ذلك.
“بإذن مَن؟”
لكن إيفان لم يكن غافلًا عمّا يفكران فيه.
نهض من مكانه، يحدق بهما وهو يطحن أسنانه.
“أنا لم أسمح لكِ بعد.”
نظر إلى بريسيبي وقال:
“إلى أين تظنين نفسك ذاهبة؟ أنا ما زلت هنا.”
وقبل أن ينهي كلامه، اندلع اللهب السحري في الممر المؤدي إلى المخرج.
“يجب أن تبقي بجانبي. أنتِ لي، أليس كذلك؟ إذن يجب أن تبقي قربي.”
…هل أنا غرض يخصّك؟
خلافًا لما شعرت به تجاه زيغفريد من قبل، أرادت الآن أن تخنق إيفان بيديها.
“……”
انعكست صورة فينريك وبريسيبي في عيني إيفان السوداوين.
كان إيفان في وضع سيئ.
لا، بل أصبح في وضع أسوأ — بسبب بريسيبي تحديدًا.
السحر لا يعمل على فينريك. والطريقة الوحيدة للتحكم به كانت من خلال بريسيبي.
وإذا كان مستعدًا لقطع ذراعه من أجلها، فلا شك أنها الورقة الرابحة الوحيدة ضده.
وصل إيفان إلى هذا الاستنتاج، ثم مدّ يده بسرعة نحو بريسيبي.
“آاااه!”
صرخت بريسيبي فجأة وانهارت على الأرض.
“آنسة بريسيبي!”
سمعت صوت فينريك كأنه صدى بعيد.
ثم اجتاح الألم جسدها — وكأنها تُطعن بالسكاكين، أو تُحرق بالنار.
لم تستطع التنفس، وضعت يدها على صدرها الأيسر وهي تلهث بوجه شاحب.
“اقتربي، بريسيبي!”
صرخ إيفان وهو يحدّق بها:
“الآن!”
كانت تعرف هذا الألم جيدًا.
عانت منه مرارًا أثناء طريقها في مسار إيفان.
كان هذا أسلوبه دائمًا — استخدام السحر لخنقها حتى مشارف الموت، ثم إرغامها على الاستسلام.
وإن لم تطع، يكرر الأمر.
حتى تنكسر.
ثم يعيد تشكيلها كما يشاء، كما لو كان يروّض حيوانًا.
عانت منه كثيرًا…
في مسار إيفان، لم يكن أمامها خيار سوى تحمّل ذلك.
لكن الآن…
“لـ… لا…”
ليس بعد الآن.
“حتى لو متّ، لن أفعل ما تريد…”
حتى لو قادها الألم إلى الجنون أو الموت، لم تكن تنوي أن تُذل نفسها مجددًا.
“بريسيبي!”
صرخ إيفان بغضب، ثم صبّ قدرًا أقوى من السحر عليها.
لكن بريسيبي لم تتحرك.
أغمضت عينيها وبدأت ترتجف، متحملة الألم بكل ما أوتيت من إرادة.
وفي تلك اللحظة —
قفز فينريك عبر ألسنة اللهب وانقضّ على إيفان.
اندفع إليه بسرعة مذهلة، ثم لوّح بسيفه دون تردد.
إيفان بالكاد تفادى الهجوم وهو يترنّح.
لكن بهذا الشكل، أصبح هو الطرف الأضعف.
وخصمه محارب تمرّس ساحات القتال.
“……”
وكأن فينريك أراد إثبات ذلك، بدأ يضغط على إيفان بلا رحمة، دافعًا إياه إلى الزاوية.
السحر لم يكن له أي تأثير.
حتى إن حاول المقاومة، لن يجدي شيئًا.
يجب أن أنهي الأمر بسرعة…
لم يُعجبه أن يقتل أحدًا أمام عيني بريسيبي، لكن لم يكن هناك وقت.
ولا يعرف متى قد يستخدم إيفان سحرًا جديدًا.
لذا كانت أفضل وسيلة… أن يقتله الآن.
قبض على سيفه بقوة، وطعنه في جسد إيفان المحشور في الزاوية.
“فووخ!”
صدر صوت كريه مألوف، مع إحساس مزعج تسلل إلى أطراف أصابعه.
“أووخ…!”
شهق إيفان من الألم، يترنح.
نظر إلى جانب جسده حيث اخترق السيف.
“……”
ارتسمت على بؤبؤَي إيفان الأسودين قطرات دم حمراء، بدأت تتساقط من على سيف فينريك واحدة تلو الأخرى.
كان فينريك لا يزال يضغط على سيفه بقوة، وعيناه المتجهمتان تراقبان إيفان بلا رحمة.
عندها فقط، بدا وكأن إيفان قد فقد صوابه تمامًا، فقد أخذ يضحك بهستيريا كالمجنون.
“أتعلم؟ هل تعرف شيئًا؟ الناس… “
خرج صوته المتشقق من بين شفتيه المتشققتين نصف المفتوحتين.
“الناس… يقعون في الوهم بسهولة.”
كلمات غير مفهومة جعلت فينريك يقطّب حاجبيه بشدة.
“فقط لأني ساحر عظيم، يظنون أني أجيد السحر فقط… “
“……ماذا؟”
“حتى مثلي، لابد أن أكون قد… خططت لبعض وسائل الدفاع… لمواقف كهذه…”
فجأة، ارتفعت ذراع إيفان اليسرى التي كانت مرتخية تمامًا حتى الآن.
أمسك فينريك معصمه بسرعة بيده الأخرى، وكسره في لحظة، لكن إيفان، وهو يعض على أسنانه، مدّ يده المتدلية كالفرع المكسور إلى الأمام.
نحو بريسيبي.
لكن حتى هذه المرة، كانت حركة فينريك أسرع بقليل.
فقد طعن سيفه في جسد إيفان حتى النهاية، ثم انطلق مباشرة نحو بريسيبي، التي كانت توشك على فقدان وعيها من الألم والدوار، واقفًا أمامها حائلًا دون أن تصيبها أي أذى.
كانت محاولة إيفان الأخيرة فعلاً غبية، تمامًا كما توقع فينريك.
كان يعلم بالتأكيد أنه إذا استهدف بريسيبي، فإن فينريك سيقف بوجهه فورًا.
لكن، لماذا إذن…؟
“أجل.”
أدرك فينريك الإجابة على سؤاله فورًا.
“كنت أعلم أنك ستفعل هذا.”
لم تكن بريسيبي هي الهدف… بل كان هو.
كل ما حدث كان في لحظة.
أخرج إيفان خنجرًا صغيرًا من داخل ملابسه، ورماه مباشرة نحو فينريك.
والخنجر، كما لو كان يملك عقلًا، اخترق صدر فينريك تمامًا في منتصفه.
الانستغرام: zh_hima14
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 97"