حتى اللحظة التي أُغلِق فيها الباب خلفها، كانت تشعر بنظرات ديترِيش المليئة بالإصرار تلاحقها، لكنها لم تكن أكثر من ذلك. لم يستطع إجبارها على البقاء.
هي لا تعرف ما الذي قد يفعله ديترِيش وهو في قمة غضبه، لكن على الأقل، شعرت بأنها تستطيع التنفس بحرية لفترة من الزمن. فالغابة المحرّمة قد احترقت تمامًا، لذا لن يكون بإمكانه إرسال فينريك إلى هناك بعد الآن، ولا توجد مناطق حرب حالياً ليأمره بالذهاب إليها.
“كان ذلك غير متوقع بعض الشيء.”
قالها فينريك بصوت هادئ، فرفعت بريسيبي نظرها إليه.
“لم أتوقع أنكِ ستقومين بتهديد جلالته بشكل مباشر.”
أحقًا؟ نعم، حين فكّرت بالأمر، لم يحدث من قبل أن واجهت ديترِيش بهذا الشكل الجريء.
“وأنا بدوري لم أتوقع أن يقول جلالته إن كوني من نسل الوحوش لا يهمه.”
ديترِيش، الذي اكتسب وعيًا ذاتيًا، بدا أنه أكثر عقلانية مما توقعت.
ففي أثناء محاولتها في اللعبة، كان يتصرف بجنون، متمسكًا بها بلا منطق.
لكن في النهاية، السبب الوحيد الذي جعل ديترِيش يترك بريسيبي هو خوفه على سلامتها.
كان رجلاً دائمًا ما يفرض مشاعره بالقوة، لذا كان ذلك مفاجئًا.
“أنا أيضًا قلت الشيء ذاته، بالمناسبة.”
ضحك فينريك خفيفًا، ثم أكمل:
“لكن يبدو أن اختياري مختلف عن اختيار جلالته. لو كنتُ مكانه، لما اتخذتُ ذلك القرار.”
“حقًا؟”
“كنت سأغادر.”
“…….”
“كنت سأترك العرش والقصر وكل شيء، وأهرب معكِ إلى مكانٍ لا يوجد فيه أحد، آمن تمامًا.”
بالفعل، لم يكن قرارًا يمكن أن يتخذه ديترِيش.
فهو رجل عطِش للسلطة، حتى أنه قام بانقلاب ليمسك بالحكم. ورغم صدق مشاعره تجاه بريسيبي، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا ليتخلى عن عرشه.
‘نعم… لو كان فينريك، لكان قد أخذني ورحل.’
فقد خالف أوامر ديترِيش من قبل، وأخذها إلى الغابة المحرّمة. لم يكن يخضع لأي قيد.
[الناس يتحدثون كثيرًا… عن أن فينريك الدوق قد يحمل لكِ مشاعر مختلفة.]
لم تدري لماذا، لكن كلمات فيدار خطرت فجأة في بالها.
“على أي حال، من الجيد أن كل شيء انتهى بخير. فأنا لا أملك الوقت حاليًا للانشغال بأمور أخرى…”
الآن بعد أن عادت إلى العاصمة، أول ما عليها فعله هو إيجاد طريقة لتجنّب العودة إلى القصر.
ولهذا السبب، رغم كل التوتر، فكّرت في طريقة لتهديد ديترِيش، وقد نجحت.
لكن ما تبقى لم يحرز أي تقدم.
لم تكتشف بعد شيئًا عن ملك الشياطين، الذي يُفترض أنه البطل الحقيقي.
لم تكن تريد تصديق أنه قد مات فعلًا…
“هل لديكِ أمرٌ آخر ترغبين في فعله؟”
… حسب معرفتها، لا.
فينريك، الذي لم يكن يعلم شيئًا عن أهداف بريسيبي الحقيقية، سألها بنظرة متفحصة.
“آه، لا. على كل حال، بما أن إيفان هرب، فذلك أيضًا مشكلة كبيرة…”
أثناء محاولتها تبرير نفسها بكلمات مناسبة، توقفت بريسيبي فجأة، وتجمدت في مكانها.
[ستعرفين قريبًا… أنني الشخص الوحيد الذي يمكنه مساعدتك، بريسيبي.]
تذكرت وجه إيفان بوضوح، وهو يتحدث بثقة كما لو كان يعرف شيئًا.
“برج السحر…”
وعبر عينيها البنفسجيتين، انعكس في الأفق البعيد برج السحر.
إيفان كان قد هرب بعد سجنه مباشرة، فهل ترك شيئًا خلفه هناك؟
من بين جميع الشخصيات الذكورية التي قابلتها، كان الوحيد الذي قد تكون له علاقة بملك الشياطين هو إيفان.
ثم…
“قلت إن الوحوش هاجمت القصر، واستغل إيفان ذلك للهرب، صحيح؟”
“نعم، هذا صحيح.”
“ألا يبدو هذا غريبًا بعض الشيء؟ أن تقوم الوحوش فجأة بمهاجمة القصر؟… ألم تقل إن شيئًا كهذا لم يحدث من قبل؟”
“…….”
“ثم إن النتيجة الوحيدة لهذا الهجوم كانت هروب إيفان فقط. كأن أحدهم دبّر الأمر لمساعدته على الفرار…”
لم يكن رأي فينريك مختلفًا. فقد راوده الشك نفسه بمجرد أن سمع عن هروب إيفان.
“وإن كان قد تلقى مساعدة فعلًا، فمن الممكن أن يكون قد ترك أثرًا خلفه، أليس كذلك؟ هو لم يمرّ على برج السحر، بل فرّ مباشرة من السجن.”
لم يكن ديترِيش وحده من يريد قتل إيفان، بل فينريك أيضًا.
وكما قالت بريسيبي، لن يضرّ الأمر لو تحققا من الوضع. خاصة وأن زيغفريد لا يزال في الغابة المحرمة، ما يعني أن أقرب شخص يمكنه التحرك باسم ديترِيش للقبض على إيفان هو فينريك. وكان لديهم ما يكفي من الحجج للقيام بذلك.
“أحيانًا، تفاجئينني كثيرًا يا بريسيبي. كما فعلتِ سابقًا، لم أتوقع أيضًا أن تقولي شيئًا كهذا الآن.”
هل هذا كان مديحًا؟
رمشت بريسيبي بعينيها بلا سبب واضح.
“رغم أنكِ فعلتِ الأمر ذاته عندما التقينا أول مرة…”
“عفوًا؟”
“لا شيء، هيا بنا.”
نظر إليها فينريك وكأنه يقول “لنذهب”، فأومأت بريسيبي برأسها وبدأت تسير معه نحو برج السحر.
—
كان برج السحر محاطًا بالحراس بالفعل.
معظمهم من جنود القصر، لكن الكهنة الغاضبين كانوا موجودين بكثرة كذلك.
… حسنًا، كان هذا متوقعًا.
“دوق.”
أحد الكهنة، وقد تعرف على فينريك، اقترب منه وأدى له التحية.
“تنحَّ. أريد الدخول والتأكد من أمرٍ ما.”
“نعتذر، لكننا قمنا بمصادرة كل متعلقات السجين إيفان، ما عدا القليل. وننصح بعدم لمس أي شيء مما بقي، فقد يكون خطرًا. وما تمت مصادرته لا يزال قيد التحقيق.”
“تحقيقات الكنيسة سيتم إرسال تقاريرها لاحقًا. أما اليوم، فكل ما سنفعله هو تفقد الغرفة التي كان يقيم فيها، فلا داعي للقلق.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 81"