“لكن فيدار قال إنه من الممكن أن يكون ملك الشياطين قد مات. قال إنه اختفى، لكن آخر مكان شوهد فيه كان في شمال الغابة المحرمة، لذا ربما يمكن أن نجد معلومات هناك. لهذا ذهبتُ. ما حدث في الغابة المحرمة هو كل ما في الأمر.”
في اللحظة التي سمع فيها فينريك كلمات بريسيبي المتسارعة، أدرك الحقيقة.
كانت تبحث عن ملك الشياطين، لكنها لم تكن تعرف إطلاقًا أن ذلك الشخص هو فيدار.
“والرجل المريب الذي رأيته في الكنيسة… كان أيضًا فيدار.”
فينريك كان يتذكر بوضوح أي تمثال كان ذلك المكسور، ويتذكر أيضًا هيئة فيدار وهو يتجنب إعطاء إجابة واضحة عندما سأله عن سبب فعل ذلك، مكتفيًا بكلمات لا هي بالإقرار ولا بالنفي.
… كان يخفي هويته؟ عن بريسيبي؟
أيمكن أن يكون كسره المفاجئ للتمثال لم يكن سوى خوفًا من أن تتعرف عليه بريسيبي؟
“هل فعل فيدار شيئًا لسعادتك، يا دوق؟”
لكن فيدار الذي رآه ذلك اليوم لم يُظهر أي نية لفعل ما قد يهدد فينريك.
لو كان ينوي فعل ذلك حقًا، لفعلها حينها. ففينريك كان غارقًا في النوم بفعل الدواء، بلا وعي، وبريسيبي وحدها كانت بجواره.
كانت تلك أفضل فرصة لقتله.
“لا…”
قال فينريك بصوت جاف وهو يحرك شفتيه:
“لا. لم يفعل شيئًا.”
عليه أن يخفي الأمر.
حقيقة أن فيدار هو ملك الشياطين.
هذا كان كل ما خطر في باله بعد سماع كلام بريسيبي.
ومن وجهة نظره، لم يكن أمامه خيار آخر.
إن كانت بريسيبي لا تستطيع مغادرة هذا العالم إلا إذا ارتبطت بفيدار، فستختاره في النهاية. وستكون معه.
وستتخلى عني… بلا أدنى تردد.
[لو قتلتهم جميعًا…]
مرت في أذنه فجأة تلك الفكرة التي راودته في الماضي، حين علم أنه في هذا العالم ليس سوى لا أحد، وحين أدرك أنه لن يتمكن أبدًا من الوصول إلى بريسيبي.
[إذن لو بقيت أنا وحدي خيارها الوحيد… فحينها سيكون الأمر محسومًا، أليس كذلك؟]
الأمر لم يتغير. لم يتبدل سوى الشخص الذي يجب أن يقتله.
لو قتل فيدار، فسيصبح هو الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يمكنه الارتباط ببريسيبي.
… لكن ماذا عن رغبة بريسيبي في مغادرة هذا المكان؟
كيف يمكنه منع ذلك؟
“……”
أخفض فينريك رأسه ببطء، ثم دفن وجهه في كتف بريسيبي.
ارتجفت بريسيبي من المفاجأة، لكنها لم تدفعه بعيدًا.
“يا دوق…؟”
لو ترجّيت أن لا تغادري…
أن لا تتخلي عني…
هل سأتمكن من إبقائك؟
لكن إحساسه الداخلي كان يجيبه بالنفي.
حتى لو تمسك بها بكل ما يملك، فلن تستطيع بريسيبي أن تتخلى عن هدفها بهذه السهولة.
كان متأكدًا من ذلك على نحو غريب.
ومع ذلك، لم يستطع أن يتصرف مثلهم.
لم يستطع أن يقيد قدميها بالأغلال كما فعل آتاري هانان، ولا أن يحبسها كما فعل نواه دفيرن أو ديتريش.
لم يستطع أن يقتلها ليملكها بالكامل مثل زيغفريد، ولا أن يهدد حياتها كما فعل إيفان.
لقد كانت مشاعره تجاه بريسيبي دائمًا صادقة.
ولهذا كان يريدها أن تبتسم بصدق. كان يريد أن يرى دومًا ذلك الابتسام الذي رأه يومًا وهي تخرج معه من القصر الإمبراطوري.
لكن، في الوقت نفسه، لم يكن قادرًا على أن يقول لها ببساطة: “افعلي ما تشائين”.
لم يكن قادرًا على أن يتركها وهو يتفوه بعبارة مريحة عن أن “سعادتك هي سعادتي”.
حتى بعد أن وصل إلى هذه المرحلة… ظل في النهاية…
رفع فينريك رأسه ببطء، وحدق في بريسيبي التي كانت تنظر إليه بعينين مليئتين بالقلق.
في تلك اللحظة، حتى وهو في هذا الوضع، وجدها محبوبة… وربما شعر ببعض الغيرة منها أيضًا.
“يا دوق، لدي ما…”
فتحت بريسيبي شفتيها فور أن تلاقت نظراتهما، لكن قبل أن تكمل كلامها، جذبها فينريك إلى حضنه.
كانت قبضته قوية لدرجة أن بريسيبي لم تستطع دفعه بعيدًا.
“فقط… ابقي…”.
همس فينريك بصوت متحشرج:
“اليوم فقط… ابقي هكذا.”
“……”
“كما أنتِ.”
كان يشعر وكأنه يعرف ما الذي ستقوله.
ربما كانت ستعترف بكل شيء بصدق.
لكن بمجرد أن تتفوه بريسيبي بكلمات تعني أنها يجب أن تغادر هذا المكان، ستتحول تلك الكلمات إلى حقيقة… وستأخذها بعيدًا، بعيدًا جدًا عنه.
إلى مكان لا يمكنه أن يصل إليه مهما قتل من أشخاص…
لذلك ظل فينريك يعانقها بشدة، وبقي على حاله وقتًا طويلًا دون أن يتحرك.
الانستغرام: zh_hima14
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 114"