( سيدة سيسيليا ، انسة أوفيليا ، انه لشرف عظيم ان نحظى بكن مجدداً ، عسى ان تحيطكما بركات الحاكم ) رحب كبير الخدم ادواردو المسن بالضيوف بانحناءة متقنة واضعاً يده اليمنى ناحية قلبه ، تتبعه بقية الخادمات والخدم بانحناءة ترحيب بينما تركت اخيراً سيسيليا كف الفارس الذي ساعدها على النزول ، رفعت سيسيليا رأسها بثقة ، بابتسامة حلوة تزين شفتيها اجابة بود وتلقائيّة( شكراً لك سيد ادوراردو ، عسى ان يبارك الحاكم المير ) عبرت عن امتنانها لموقفهم ، هذه الزيارة الرابعة ولا يزال الخدم يتمتعون بهذه الخصال الحميدة، لا يبدو عليهم الانزعاج او التصنع ، كان شيئاً جيداً ان تكتسب سيسيليا تأييد اياً من كان في القصر فبذلك تستطيع صرف انتباهها عن مشكلة المظيفة الجديدة التي لا تتأقلم إلى مشكلات اهم مثل الإدارة والشؤون الإمبراطورية ، ارتفعت ابتسامة الخادم اكثر حيث نزلت اخيراً أوفيليا من بين أبواب العربة ، لا يهم عدد المرات التي سترى فيها القصر ، سيبقى دائماً مبهراً خاطفاً للنظر ، كذلك كانت هي ، شعرها الأشقر المنسدل وقبعتها الجميلة التي تغطي بعض من عينيها الزرقاء ، كانت جميلة تفوق حتى السيدة جمالاً ، والاهم كانت مشرقة كيوم صيفي لم يكن للغيوم اثر فيه ، بمهارة استثنائية انحت أوفيليا بدرجة مقبولة لمكانتها المقبلة وهي تحيي جميع الخادمات والخدم الذي باتوا ينتظرون حظور الأميرة اللطيفة والذكية مجدداً ، ( من اللطيف ان اراكم مرة أخرى ) بابتسامة مشرقة تم إذابة قلوب الحضور ، حتى ادواردو المسن الصارم كاد يذوب بين لطافة تلك الكلمات النابعة من هذه الطفلة الرزينة والنقية ، مر زمن طويل للغاية منذ آخر أميرة سكنت القصر الإمبراطوري ، يبدو بأنهم باتوا في اشتياق لذلك ، أسكتت كبيرة الخدم همسات الخدم عن مدى براعة الأميرة المقبلة ليقودهم ادواردو اخيراً إلى مكان انعقاد اللقاء لليوم ، ( اسمحن لي ان أرشدكن إلى الدفيئة، سيوافينا جلالته بعد لحظات ) .
ثيودور الذي حظي بملابس اكثر نظافة ، زرع عتبة باب مكتب الامبراطور ذهاباً واياباً ، “ربما هذا الوقت المناسب ، ربما الان ، الان؟ حسناً ، كيف سأخبره ، لا ، ليس بهذه الطريقة ، لا أريد احزان والدي ، لكن … نعم الان ، يجب ان اخبره بما أريد الان ” ساورت ثيودور بعض الأفكار والشكوك وهو يقضم ظفره بين ذهاب وإياب أمام باب المكتب ، يجب ان يخبر والده بان والدته لا يجب ان تُستبدل ، يجب ان يخبره ، بأن وبفعله هذا يسيء لذكرى والدته، إمبراطورة جديدة؟ رغم انه بدأ ينخرط في السياسة إلا انه لا يزال لم يستوعب لما قد تكون إمبراطورة جديدة بهذه الأهمية للبرلمان والإمبراطور ، لقد سار القصر والإمبراطورية بخير لخمسة أعوام ، مالذي تغير الان؟ ، قاطع اتصال افكار ثيودور صوت باب المكتب وهو يفتح مع اندفاع الإمبراطور المسرع الذي كاد إلا يلاحظ ابنه المضطرب ، علت صدمة ممزوجة برحيق السعادة وجه روبرت ، الإمبراطور ، ( ثيودور!) لم يستطلع إلا إظهار ابتسامة طفيفة لابنه وهو يتحدث بفخر ( تبدو بحالة جيدة ) صمت ثيو مع تدفق كلمات والده السعيد ، رؤيته بهذا المزاج الجيد هو امر نادر الحصول ، صمت ثيودور محاولاً بصعوبة اخراج ما تدرب عليه لبعض الوقت الان ، ( جلالتك أنا…) صمت لثانية ، يعيد التفكير بالأمر ، مزاج والده السعيد لابد بانه لن يستمر كثيراً بعدما سيقوله ، ( اعلم … ثيو ) رسم الإمبراطور الذي بادر بعد لحظة الصمت بالحديث ابتسامة مطمئنة على وجهه بينما صعدت يداه على اكتاف ثيودور الصامت ، ( اعلم بأنه امر صعب … لكني سعيد للغاية لموافقتك اخيراً. أنا فخور بك وعلى يقين بأنك لن تندم ، السيدة سيسيليا وابنتها ، متأكد بأنك سوف تحب مقابلتهما ) يبدو ان دوروثيا تجيد كتم الاسرار بشدة ، لو علم الامبراطور بأنه حاول الهرب مجدداً لما تحدث بهذه الحنية المفرطة ، يبدو الإمبراطور غريباً وهو يتحدث بهذه الطريقة التي لا تناسبه ، لكنه وبشكل ما ناسبت كونه أب للغاية ، لا يمكنه ، لا يمكنه تعكير مزاج والده الجيد الان ، “حسناً ، لاجل والدي ، عائلتي الأخيرة ، لم أخيب هذا الامل المتدفق من عينيه ، لكن لاحقاً بالتأكيد يجب ان اخبره سأفعلها! “، مع صمت ثيودور المستمر لربما إنهاء المحادثة هنا كان الخيار الأمثل ، ( إنهن بالانتظار ، لنذهب ثيودور ) هذه المرة بلهجة حازمة اكثر تليق بمكانة الإمبراطور الصارم عرض روبرت الذهاب على ثيودور وهو يرفع رأسها بغرور ببدلته السوداء التي لاقت بشكل كبير مع شعره الأبيض ، ( نعم جلالتك ) انقاد ثيودور بالمشي متخلفاً بخطوتين فقط عن الإمبراطور وهو يردد في عقله ” لاجل والدي … هذه المرة فقط ” .
رغم نسمات الهواء الباردة التي يحملها فصل الخريف إلا أن الدفيئة كانت في درجة حرارة مثالية ، سقفها الزجاجي سمح بنفاذ أشعة الشمس الذهبية وصولاً للورود ، مع بعض الانعكاسات الضوئية التي شكلت الوان الطيف الزاهية على بقع محددة من المكان ، امتزجت رائحة الورود العطرة مع رائحة شاي الياسمين الذي تحتسيه سيسيليا ، بينما تتأمل أجمل وردة ، أوفيليا ، وهي تراقب مرور الفراشات من مقعدها بكل سعادة ، ( هل احببتِ المكان ؟ يشاع ان بعض الزهور التي تنموا هنا لا تنموا سوى في القارة الشرقية ) ، أدارت أوفيليا رأسها وهي تحدق في جمال بعض الأزهار الزرقاء النادرة ( نعم المكان دافئ ، يذكرني بالجنوب ) ، تمتمت أوفيليا وهي تعيد رأسها ناحية فنجان الشاي قبل ان ترتشف منه القليل جداً ، رغم كون سيسيليا تجهل ما إذا كانت هذه الزهور تنبت هنا بفضل العناية الفائقة ام السحر إلا ان المعلومة صحيحة ، الامبراطورة الارملة ، والدة روبرت ، رأت هذه الدفيئة مدعاة للفخر ، صنعت خصيصاً لها وهي أجمل حدائق الإمبراطورية ، تطاول حشد الارستقراطيين على هذه الدفيئة الفاخرة بالحسد لدرجة دفعتهم باتهام الإمبراطورة بالبذخ والتبذير ، إلا انها اعتزت بها للغاية وحافظت عليها بنفسها ، هذه الدفيئة كانت هدية الإمبراطور السابق لها لإنجابها للوريث المنتظر ، الذي سرعان ما اُعلن دخوله ، من الوهلة الاولى قد يُنظر للإمبراطور على انه حازم وقاسي ، نادراً ما يبتسم وهو منغمس للغاية في العمل ، لكنه ليس كذلك طوال الوقت ، فهو اليوم يبتسم كثيراً ، ويبتسم بود ، رغم كونه مراعياً في كل الزيارات الثلاث السابقة إلا انه اليوم مختلف ، انه يشتعل حماسة ، يبدو متحمساً لمقابلة ثيودور اخيراً لافراد العائلة الجدد ، بخطى واسعة متقنة تقدمت ساقاه ناحية السيدة التي سرعان ما وقفت باحترام شديد وهي تنحني بابتسامة لزوجها المستقبلي وإمبراطور المير ، ( من الجيد رؤيتك في أتم صحة ، جلالة الإمبراطور ) خرجت كلمات سيسيليا ورأسها لا يزال منحنياً ، كانت من الوقاحة تجاهل ولي العهد لكن رؤيته كانت متأخرة قليلاً كونه هادئاً عكس الشائعات التي تضج بكونه امير صاخب وسريع الانفعال ، ( انه لشرف ان التقي بسمو ولي العهد اخيراً عسى ان تحيطك بركات الحاكم ) في خضم لهجتها الرسمية الممزوجة بالودية قرر ثيودور التجاهل فحسب ، لم يستطع الرد بالمثل فهو ليس بسعيد لرؤيتها ، لو انه قرر الحديث لقال اشياء قد تغضب والده ، قرر تجنب لذلك هذه المرة. “لاجل والدي ” ، رفعت سيسيليا رأسها بينما امتدّت ذراعها للإمبراطور الذي طبع قبلة صغيرة على كفّها ( اتمنى ان لا تكون الآنستان قد انتظرتا لوقت طويل ) مع انقضاء المشهد الرومانسي المبتذل جاء دور أوفيليا لإلقاء التحية ، رغم كونها تبلغ من العمر عشر سنوات فحسب إلا أن انحنائها الأنيق كان شيئاً ستفخر به معلمة الآداب خاصتها بكل تأكيد ، ( تحياتي لشمس المير ، ارجوا ان تكون بصحة جيدة) ، صوتها الناعم ولهجتها الواثقة جعلتها تبدو اكثر نضجاً من عمرها ، كانت حتى تتمتع برزانة جعلت ثيودور ، انبل شاب في الإمبراطورية يشعر بالخجل من فعله منذ برهة ، أمسكت أوفيليا بكل أطراف فستانها فاتح الزرقة وهي تمدهم قليلاً ، برجل خلف الأخرى انحت ناحية ثيودور الصامت وهي تحييه بتهذيب بينما عيناها مغلقتان وابتسامة عريضة تزين محياها( اسمح لي ان اقدم نفسي ،سمو الأمير ، أنا أوفيليا بروين ) ، اخترقت أشعة الشمس الذهبية الخافتة خصلات شعرها المنسدل ، بانحناءات لا تشوبها شائبة وابتسامتها اللطيفة ، الفتاة التي تشبه الدمية ، فتحت عينيها بينما تتورد خدودها بلون الورد ، عينيها الصافية كالسماء و ابتسامتها المشرقة كالشمس ، النسخة المصغرة من سيسيليا والتي ربما فاقتها جمالاً،حدقت بأعين ثيودور الذهبية المضطربة ونطقت بصوت مرح خالطه بعض الخجل ( ارجوا ان تعتني بي جيداً … اخي ) .
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "3"