مسحت إيفلين عرقي البارد بمنديل أرجواني بنظرة قلقة: “إذا كان هناك شيء، أخبريني. ألسنا أصدقاء؟”

 

“…نعم! لكن، هذا منديل جميل جدًا. ماذا لو اتسخ؟”

كان قماشًا يبدو باهظ الثمن، وشعرت بأن فيه شيئًا يشبه السحر.

 

صاحت إيفلين: “هراء.”

 

“تعني أنها مستاءة.”

أضاف الدوق كايل، فنظرت إيفلين إليه بحدة لكنها لم تقل شيئًا.

 

أدرنا ظهورنا لصورة البطل وعدنا نحو المسرح.

 

سعلت إيفلين بدون داعٍ: “لدي الكثير من هذه الأقمشة. حسنًا، ليس بقدر عائلة شارون.”

 

“أمم؟ هل لدينا مثل هذه في منزلنا؟”

 

“هذا القماش مشبع بالسحر من البطل نفسه قبل ألف عام.”

 

شعرت أن شرح إيفلين موجه لشخص لا يعرف شيئًا عن هذا العالم، وليس لإبريل.

 

هل كنت أتخيل الأمر أم أنه حقيقي؟

 

“يُقدّس كبطل في العلن، لكنه كان شخصًا فريدًا. كان يضع السحر على كل ما يرتديه. قال إن في عالمه الأصلي، يمكن لشخص أن يقتل الوحوش بغصن شجرة. ما نوع ذلك العالم؟”

 

يا لي سو، هل كنت تتحدث عني؟

 

أضاف الدوق كايل: “عائلة شارون تدمر كل ما تلمسه، لذا ربما أخفى مساعدوكِ هذه الأشياء في مستودع عميق.”

 

ثم ابتسم ابتسامة خبيثة: “الإمبراطور استدعى والدكِ العام الماضي للحصول على قماش سحري، لكنه أصر بثقة أنه لا يملك شيئًا كهذا. كم كنت أتمنى رؤية وجه الإمبراطور!”

 

ضحكت إيفلين بمتعة، بابتسامة خبيثة أيضًا. 

حقًا، معسكر الأشرار.

 

وصلنا إلى المسرح مرة أخرى.

لكن، كانت هناك لافتة لم تكن موجودة عندما مررنا باتجاه صورة البطل.

 

“ما هذا؟”

ضيقت إيفلين عينيها كالقطط.

 

اقترب يوريل وقرأ اللافتة: “مكتوب عن العرض الذي يُقام بالداخل. <مسرحية مذبحة الدمى الميكانيكية>.”

 

“ماذا؟”

ردت إيفلين.

 

كان العنوان يبدو مقلقًا. في ألعاب الرعب، عادةً ما يكون اللاعب هو الهدف في مثل هذه الأماكن.

 

“إبريل تريد رؤيتها أيضًا!”

 

اقتربت ونظرت إلى اللافتة عن كثب.

لاحظت شيئًا ملتصقًا خلفها.

 

“هناك شيء هنا. أمم، ملصق؟ لا أراه جيدًا.”

 

“لا تقلبيها!”

 

أمسكت إيفلين يدي: “قلب اللافتة قد يغير محتوى العرض. يجب أن نختار بحذر. سأنظر في هذا الوضع …مكتوب <مسرحية تكريم البطل>. الجزء الأمامي يذكر الدمى الميكانيكية، والخلف يذكر أسماء الممثلين، لكنها غامضة ويصعب قراءتها. ما الفرق؟”

 

أدركت أن إيفلين، على عكس انفعالها أمام إينيل، كانت تفكر بعقلانية.

 

“ربما ظهرت هذه اللافتة لأننا رأينا صورة البطل. لندخل فقط.”

 

تبعت كلامها ودخلت المسرح وسألت: “هل نشتري تذكرة؟ إبريل تريد رؤية المسرحية!”

 

“لا حاجة.”

 

أجابت إيفلين بحزم: “نحن ضيوف الشرق. قدمنا تذكرة الدخول عند الباب. حسنًا، لم أختر الشرق لهذا السبب.”

 

“أمم، بسبب المكانة؟ اخترنا الشرق لأننا أشخاص مهمون؟”

 

هزت إيفلين رأسها بشكل غير متوقع: “لا، اخترت الشرق لسبب. الشرق صعب الوصول إليه من الناحية الأمنية، لكنه آمن من الداخل. الغرب مفتوح للجميع، لكنه مزود بسحر لإزالة المتسللين. والاتجاه الذي تختارينه يحدد هويتك في القصر. يمكنك الانتقال من الشرق إلى الغرب بسهولة، لكن العكس صعب.”

 

“حتى إبريل؟”

 

“حسنًا، شخص مثلكِ قد يكون مقبولًا بصعوبة.”

 

لو قالت هذا أمام الجميع في قاعة الولائم بالطابق الخامس، لتبعها الجميع. يبدو أن أسلوب إيفلين يسبب لها الخسائر.

 

‘لو قدمت هذا المنطق في قاعة الولائم، لكان الجميع تبع إيفلين.’

 

لكن إيفلين كانت مختلفة عن إينيل. أعلنت: “وسبب دخولنا هو، ببساطة، لأنني أريد ذلك.”

 

هذا بالضبط ما أعنيه.

 

عندما دخلنا، استقبلنا هواء بارد ورطب. 

زمجر الوحش الظليل من الأرض.

 

كانت الظلال التي كانت تتجول في المسرح تصدر أصواتًا متقطعة.

 

لم تكن المسرحية قد بدأت بعد، وكان الباب الأوسط المؤدي إلى مقاعد الجمهور مغلقًا. توقفت الدمى الميكانيكية التي كانت تنتظر أمام الباب وأدارت رؤوسها نحونا في مشهد كالكوابيس.

 

كريريك-

بام!

 

في نفس الوقت، أُغلِق باب المسرح خلفنا بصوت مدوٍ.

كان ثقيلًا جدًا ليُغلق بهذه السرعة.

 

بدأت الأضواء في القاعة تنطفئ واحدًا تلو الآخر.

 

ثم، ظهر مهرج أسود فجأة في الهواء فوق رؤوسنا.

 

طق—!

بنقرة من أصابعه، انطفأ ضوء بعيد.

 

طق! طق! طق!

مع كل نقرة، انطفأ الضوء التالي.

 

في النهاية، بقي فقط الضوء فوقنا. تصلب وجه الدوق كايل: “يا للأسف. الآنسة إبريل، هل ترين جيدًا في الظلام؟”

 

“أمم، لا.”

أجبت وأنا أعدل قبضتي على رمح الفأس.

 

عندما ذهبت للبحث عن منظف في المطبخ الخارجي، على عكس إينيل التي وجدت المفتاح في الظلام، اعتمدت على جسدي فقط.

 

اختفت الظلال عندما انطفأت الأضواء.

 

بدأت الدمى الميكانيكية، المرتدية ملابس فاخرة كالضيوف المميزين، تقترب منا بحركات مفاصلها الغريبة.

 

كانت وجوههم زرقاء بشكل مخيف، ومع الإضاءة الخافتة، بدا وكأنهم ينزفون من أفواههم.

 

كلما اقتربت الدمى الميكانيكية بأصواتها المزعجة، اتسع فم المهرج الأسود الممزق.

 

أخيرًا، بقي ضوءنا فقط. 

حاول المهرج نقر أصابعه لإطفاء ضوءنا أيضًا.

 

كان تعبيره مليئًا بالسخرية، كأنه يقول: “أأطفئه؟ أم أعيده؟”

ومض الضوء فوق رؤوسنا، ينطفئ ثم يعود.

 

في تلك اللحظة، زمجر الوحش الظليل -الكلب- بصوت مهدد.

 

لاحظ المهرج الوحش الظليل، فأشار إليه بمفاجأة مبالغ فيها وأعاد تشغيل الأضواء.

 

وقفنا ظهرًا لظهر، متيقظين لكل الجهات.

 

شممت رائحة الدم. 

كانت تنبعث من الدم المغطى بملابس الدمى الميكانيكية.

 

عند النظر عن قرب، كانت جميعها ملطخة بالدماء.

 

‘هل هم من قاموا بالمذبحة، أم كانوا ضحاياها؟’

 

مع تضييق الدمى الميكانيكية لحلقتها، أصدرت إيفلين أوامرها: “لا يمكننا الاستمرار هكذا. لنتفرق! عند العد إلى ثلاثة، اركضوا!”

 

وصاحت: “واحد، اثنان، ثلاثة!”

 

تفرق الجميع في اتجاهات مختلفة بسرعة.

 

ركض يوريل خلف إيفلين لحمايتها.

تجاوزته وأمسكت بإيفلين أولاً.

 

لماذا؟ لأن إيفلين-

 

‘آه، اللعنة.’

لم أجد سببًا.

 

حملت إيفلين المذهولة بذراع واحدة وابتسمت بلطف: “إبريل ستحمي الآنسة إيفلين!”

 

يا إلهي.

 

لم يكن لسلوكي سبب. لقد أمسكت بإيفلين فقط لأنني “أردت ذلك”، كما لو كنت أريد حمايتها.

 

بسبب منديلها الأرجواني؟

لأنها قالت إننا أصدقاء؟

لأنها قلقة؟

لأنها المفتاح الثاني؟

 

أدركت أنني خفضت حذري تجاه إيفلين بشكل كبير.

 

ضحكت إيفلين بغرور كالشريرة الحقيقية: “إذًا، يجب أن أساعد الآنسة إبريل أيضًا.”

 

اقتربت دمية ميكانيكية بموقف غريب وحاولت عض كاحلي.

 

هويت برمح الفأس بسرعة وقطعتها.

 

بام—!

 

بينما كنت أحمل إيفلين، لم أعرف كيف أتحرك، فأمسكت بأسفل رمح الفأس وهويت به.

 

فجأة، سقطت دمية ميكانيكية من السقف، امرأة تنزف من فمها وتضحك.

 

حاولت تغيير اتجاه الرمح بسرعة، لكن إيفلين ركلتها بعيدًا.

 

‘كعبها مرتفع جدًا. لا عجب أنها طويلة.’

 

كانت طويلة بالأصل، لكن الكعب زادها طولًا.

عند النظر عن قرب، كان هناك شفرة حادة في كعب حذائها.

 

“للحماية من الاغتيال. يمكنني التعامل مع معظم الأشياء بركلها من على حصان.”

 

“رائع! الآنسة إيفلين تبدو رائعة جدًا!”

 

“حقًا؟”

شعرت إيفلين بالحرج وسط هذا الموقف.

 

“همم.”

حاولت التحكم في تعبيرها.

 

مسحت المكان بعيني بسرعة.

 

تحت ضوء بعيد عن باب المسرح، كان الوحش الظليل يقف بثبات. لم تقترب الدمى الميكانيكية منه.

 

كان يوريل مرئيًا حتى في الظلام بفضل الضجيج وضربات السيف.

 

بما أن الدمى الميكانيكية تشبه البشر، فعّل خاصية <الجزار>، فاحمرت عيناه في الظلام.

 

لم أرَ الدوق كايل، لكن اختفاء الدمى واحدة تلو الأخرى جعلني أدرك أن هذه خاصيته.

 

“<مسرحية مذبحة الدمى الميكانيكية>!”

 

صاحت إيفلين فجأة، كأنها تذكرت شيئًا: “ظننت أن الأمر ينتهي بموتنا أو قتلنا لهم، لكن ليس كذلك! إذا كان عنوان المسرحية محددًا من قبل وصولنا، فإن من يقوم بالمذبحة ليس نحن! اهربوا الآن!”

 

أدار المهرج الأسود رأسه وابتسم كما لو كان يقول “صحيح”. صفق ومد ذراعيه.

 

انفتح السقف، وزحف شيء إلى الأسفل.

عندما اقترب، رأيت أنه يزحف رأسًا على عقب.

 

كنتُ قد رأيت شيئًا يثير الخوف البدائي في البشر من قبل.

كان مختلفًا عن ذلك الشيء، لكن …

 

كان وجهه مغطى بحجاب، وكان شكله مزيجًا من الرمادي والأسود، ينزل ببطء. تصلبت إيفلين، وظهر العرق البارد على يدها.

 

كان هناك طفل أرجواني متشبث برقبة الوحش وصدره.

 

[▶الخوف (الوصف)

 

لا تصيب هجمات البشر الشياطين. الخوف يعميهم، فيخطئون الهدف، ويجعل أيديهم ترتجف عند الشعور بالشيطان، ويثير دافع الموت عند سماعه.

 

يُسبب ضررًا بقيمة 1 فقط ضد البشر!]

 

كان ذلك شيطانًا ضخمًا يزحف رأسًا على عقب، يحمل طفلاً.