“آه…”.

ضحكت سيسيليا بشكل محرج، ولمست شعرها.

“ليس لدي خادمة معي، لذا فالأمر غير مريح بعض الشيء”.

“ألم يكن هناك أي خدم في الملحق؟”.

“أنا لا أحب الغرباء أن يلمسوني”.

“أرى”.

“نعم”.

كانت سيسيليا تنوي إنهاء المحادثة. كانت تفكر في تشكيل تحالف لإنهاء الخطوبة، لكن التوقيت لم يكن مناسبًا.

إن إثارة مثل هذا الموضوع الآن عندما كان لوغان يشعر بالشكوك لن يكون فألًا جيدًا.

سارعت سيسيليا بخطواتها مستخدمة الوقت كذريعة، وأوقفها لوغان بأدب بالقرب من مدخل القاعة.

“سأذهب في طريقي من هنا”.

وقال.

“لن يبدو جيدا للآخرين أن يدخل رجل وامرأة في هذا الوقت، حتى لو كنا مخطوبين”.

في النهاية، المستقبل غير معروف. كانت كلماته تحمل معاني أكثر مما قاله.

“…جيد جدا”.

دخلت سيسيليا أولاً، وظلت نظراته تلاحقها بإصرار. كانت تشعر بعدم الارتياح بالفعل، لكنها شعرت بعدم الارتياح أكثر.

* * *

أشعل لوغان سيجارة، فتلألأت الشعلة الصغيرة مثل نار المخيم البعيدة، وارتفع الدخان إلى سماء الليل المظلمة.

تنهد بعمق وهو يفكر في خطيبته، ثم التفت شفتاه ببطء حول السيجارة.

“مجرد مجموعة من الكاذبين الصارخين”.

كان نظره موجها نحو الملحق.

هل يجب عليه أن يدخل؟. 

اذهب إلى هناك وشاهد بأم عيني؟. 

انظر إلى ما هو موجود في الملحق، واكشفه، واكشف فضيحة النبلاء أمام أعين العالم بأكملها.

كان بإمكانه أن يفعل ذلك.

كان الذهب هو المحرك في ذلك العصر، وكان الرأي هو الذي يسيطر على الجمهور.

‘والرأي العام لا يرفض رشوة خالية من المخاطر’. 

لم تكن فضيحة عائلة الكونت بمثابة حادثة تهدد الطبقة المتميزة بأكملها. فعلى النقيض من العاصمة، لم تكن الصحف المحلية التي تعاني باستمرار من صعوبات مالية لتتجاهل مثل هذه الشائعات المثيرة للاهتمام.

لكن إذا سارت الأمور على هذا النحو، فإن جده سوف يغضب بشدة، وسوف تتلطخ كرامته قليلاً، وسوف يصل شرف عائلة لاسفيلا إلى الحضيض.

و… و…

الأصل والمتهم الرئيسي في كل هذا.

سيسيليا لاسفيلا. أو أمها البيولوجية.

سيتم تدميرهم بالكامل.

“…هاها”.

أخذ لوغان نفسًا أخيرًا وأطفأ سيجارته. اختفى الدخان مثل أنفاس الشمال الباردة في نهاية الصيف.

ثم استدار.

ليس نحو الملحق، ولكن نحو المبنى الرئيسي لـكوفيريت.

* * *

هل سيبحث لوغان عن والدتي؟. 

هزت سيسيليا رأسها. لم يكن من النوع الذي يتأثر بالفضول الدنيء. لم يكن منحرفًا إلى الحد الذي يجعله يوقع الناس في الوحل بتهور.

لا بد أنه أدرك بالفعل أنها كانت الطفلة غير الشرعية لعائلة لاسفيلا دون الحاجة إلى التأكد من ذلك بعينيه.

لقد أكدت هذه الحقيقة بنفسها بطريقة غير مباشرة، وأعربت بوضوح عن عدم رغبتها في المشاركة في أعمال عائلة لاسفيلا الخادعة.

حتى لو لم يستطع أن يثق بها بشكل كامل، على الأقل لن يجمعها بتهور مع عائلة لاسفيلا ويحكم عليها.

“ثم اختار أن يبقى صامتًا”.

لم يكن قاسياً إلى الحد الذي يجعله يقع في مشكلة مع شخص بريء.

لقد كان في الماضي يحمل ضغينة تجاهها، ولهذا السبب كان قاسياً للغاية.

لقد تغيرت الأمور الآن. لم يعد أي منهما يمثل أي شيء بالنسبة للآخر. ومن المرجح أن يستمر هذا.

‘إذا أردت أن أعطيك هدية أخيرة، فمن المحتمل أن تكون سقوط دوقية بيرس’. 

فكرت سيسيليا وسخرت من نفسها. لم تكن تعلم ما إذا كان يعتبر سيسيليا نفسها أو عائلة بيرس أعداء، كما لم تكن تعلم ما إذا كان يهتم بهم على الإطلاق.

لن يفكر لوغان هاربر في عائلة بيرس كما فعل في حياته الماضية. ولكن بما أنه لم يتوقع أبدًا عاطفة عائلية منذ البداية، فلا يوجد سبب يجعله فجأة يشعر بالرغبة في الانتقام.

…ربما؟. 

فجأة، أدركت سيسيليا أنها لم تفكر قط في مشاعره الحقيقية.

لوغان هاربر، الابن غير الشرعي للدوق بيرس. وعلى الرغم من قدراته المتميزة وثروة نسبه لأمه، إلا أنه لم يتم الاعتراف بإنجازاته البحرية بشكل كامل.

هل من الممكن أنه شعر بالظلم في المعاملة؟. 

… هل كان من الممكن أن يكون غاضبًا؟.