### الليلة الأولى

بعد انتهاء العشاء، عادت شيلا إلى غرفتها. 

لم تتعرّق كثيرًا، لكنّها قُودت إلى الحمّام، فأذهلها فخامته. لاحظت نظرة إيلفي الحزينة مرّة أخرى. 

يبدو أنّ حياتها في لاغنوريا تُعتبر قاسية من وجهة نظر التنانين. لم تشعر شيلا بالسّخط على حياتها تلك، لكنّ لطف إيلفي وإيف يسعدها. 

بعد الاستحمام، جلست شيلا على الأريكة منتعشة. كانت المرّة الأولى التي تنغمس فيها في ماء دافئ، مريح لدرجة أنّها كادت تنام. غسلت جسدها برغوة وفيرة، فبقي عطر الصّابون يلفّها. 

في لاغنوريا، كانت تستحمّ مرّة أسبوعيًا بكميّة مياه محدودة، وصابون بلا رائحة مميّزة. 

هنا، كلّ شيء فاخر، مما يجعلها سعيدة لكنّها لا تزال مضطربة. ‘هل سأعتاد على هذا الفخامة يومًا؟’ 

تنهّدت شيلا وهي تستند إلى الأريكة، ثمّ شربت شايًا باردًا أعدّته إيلفي. كان عطر الشّاي المنعش ينساب باردًا في جسدها المحمّر قليلاً من الاستحمام. 

“الجوّ الجديد مرهق، أليس كذلك؟ استريحي مبكّرًا اليوم.” 

ابتسمت إيلفي وهي تمشّط شعر شيلا من الخلف. لم تُسمح لها بقصّ شعرها ليبقى بطول شعر مارييل، فوصل إلى خصرها. كان جفافه وانتشاره مصدر قلق خفيّ، لكنّه اليوم هادئ بشكل غريب، ربّما بفضل صابون سائل برائحة حلوة استخدمته إيلفي، التي كانت الآن تدهن شعرها بزيت عطريّ. 

‘كأنّني أُعامَل كمارييل، كأميرة’، فكّرت شيلا بشيء من الإحراج. 

استلقت شيلا في السّرير كما أُمرت، وبينما أُطفئت الأنوار، طرفت بعينيها في الغرفة المظلمة. كلّ شيء جديد، وأعصابها مشدودة، فلم تشعر بالنّعاس. 

كانت هذه ليلتها الأولى هنا، وهي، وإن شكليًا، عروس إيف.

‘إذن، هذه ليلة زفافي.’ 

“صحيح، إنّها ليلة زفافي! لا يمكنني النّوم بهدوء هنا.” 

أدركت شيلا ذلك، فنهضت من السّرير. لا يمكنها النّوم الآن. 

تذكّرت مشاهد ليالي الزّفاف في الكتب التي أعطتها إياها مارييل. لم تتخيّل أن تعيشها، لكنّ شعورًا بواجبها كعروس بدأ يتضخّم. 

نزلت شيلا من السّرير بهدوء. 

يبدو أنّ إيلفي غادرت الغرفة. أمسكت مصباحًا بجانب السّرير وتوجّهت نحو الباب في الظّلام الخافت. 
قبل الخروج، نظرت إلى ملابسها. 

كانت ترتدي ثوب نوم أخضر فاتح طويل، مزيّن بخيوط ذهبيّة من الصّدر إلى الأسفل، أنيق لكنّه محتشم. في الكتب، كانت ملابس ليلة الزّفاف أخفّ، لكنّ هذا كلّ ما لديها. 

تنهّدت شيلا بهدوء وفتحت الباب.

المترجمة:«Яєяє✨»