فجأة، فُتح باب غرفة الطّعام بقوّة. التفتت شيلا فورًا، فرأت امرأة ساحرة ذات شعر أسود طويل مرفوع عاليًا، ترتدي فستانًا أحمر يبرز منحنيات جسدها الوفيرة وملامح وجهها الواضحة.
“روبيريا…؟”
تمتم إيف ووضع يده على جبهته. بدا عبوسه وكأنّ الزّائرة غير مرغوب بها.
اقتربت المرأة ببطء، وصوت كعبيها يتردّد. كانت عيناها السّوداوان، المزيّنتان برموش طويلة، تحدّقان بشيلا كأنّها تتفحّصها، فتقلّصت شيلا خوفًا.
لاحظ إيف ارتباكها، فقام من مقعده ووقف أمامها كأنّه يحميها.
“لمَ جئتِ، روبيريا؟”
“سمعتُ أنّك استقبلتَ عروسًا، فجئتُ لأهنّئك.”
لم تتأثّر بنبرة إيف الغاضبة، وأطلّت روبيريا على وجه شيلا بفضول.
عندما انحنت شفتاها الحمراء بابتسامة، أمسكت شيلا قميص إيف من ظهره دون وعي. صحيح أنّ إيف قال إنّ التنانين لا تأكل البشر، لكن ابتسامة روبيريا كانت مخيفة قليلاً.
رفعت روبيريا حاجبيها متفاجئة.
“مذهل! إيف، إنّها تثق بكَ كثيرًا!”
“لأنّ حضوركِ المخيف يرعبها.”
وضع إيف يده على جبهته وتنهّد، ثمّ التفت إلى شيلا. كان في وجهه ظلّ ابتسامة مريرة، لكنّه مطمئن.
“شيلا، لا تخافي. هذه صديقة طفولتي.”
“صديقة طفولة…؟”
أطلّت شيلا بحذر من خلف إيف، فابتسمت روبيريا بحماس ولوّحت بيدها.
“مرحبًا، هل يمكنني مناداتكِ شيلا؟ أنتِ صغيرة وظريفة! لقد حصلتَ على عروس رائعة، إيف.”
التعليقات لهذا الفصل " 10"