لم يكن الباب الذهبي ينفتح بسهولة. لم يتحرك قيد أنملة حتى ضربت تشيشا عليه بالفأس عشر مرات تقريبًا، عندها بدأ يظهر تغيرًا طفيفًا.
تحركت النقوش المنحنية ببطء، ومع تململ الأغصان ونموها، بدأت الأزهار الجوهرية، التي كانت تتفتح ببهاء، تذبل تدريجيًا.
تساقطت البتلات، وامتدت الأغصان المورقة لتملأ الباب الذهبي بكثافة، حتى لم يبقَ أي فراغ. عندما غطت النقوش الباب بالكامل، بدأ ينفتح ببطء إلى الجانبين.
اندفع نور قوي من الشق المتسع. عبست تشيشا، مغمضة عينيها. بينما كانت صامتة، كانت دمية الأرنب بجانبها في حالة هياج، تقفز بحماس وأذناها الطويلتان ترفرفان.
أمسكت الدمية بثوب تشيشا وتسلقت حتى استقرت فوق رأسها، ممدة قدميها القصيرتين إلى الأمام، وهتفت:
«من يكسر البيضة يجب أن يتحمل الألم.»
«من يخاف التغيير لن يحصل على شيء!»
«ما هذا الكلام؟» فكرت تشيشا، محبطة من فلسفة الدمية المنفردة. شعرت برغبة في نزعها من رأسها، لكنها تمالكت نفسها.
«ربما تكون مفيدة بعض الشيء.»
كان عليها العودة إلى المنزل بسرعة. بالطبع، كانت قلقة على رجال عائلة باسيليان، لكن هاتا، الكلب الذي تركته وحيدًا، كان يشغل بالها أكثر.
لم يتمكن هاتا من مرافقتها إلى الساحة بسبب شكله الكلبي، ولم يره أحد يختفي، فلابد أنه خائف وقلق وحده.
أغمضت تشيشا عينيها بقوة ودخلت في النور. غمرها البياض، فاستنشقت نفسًا عميقًا. شعور غريب، كدغدغة لا تُوصف، اجتاح جسدها، فارتجفت دون إرادة.
وعندما خفت النور أخيرًا، وقفت أمام شجرة ضخمة، تذكّر بالنقوش على الباب الذهبي. كانت مزدانة بأزهار متنوعة: ورود، هندباء، زنابق، وبنفسج. بعضها متشابك بالكروم على الجذع، وبعضها متدلٍ من الأغصان.
بينما كانت تشيشا تتأمل الشجرة، انبثقت زهرة وردية متوهجة من صدرها، طارت كشهاب نحو الشجرة.
في تلك اللحظة، أدركت بحدسها أنها «سُجلت» في مملكة الجنيات. الآن، يمكنها التنقل بحرية عبر العوالم، ولن يعيقها الباب الذهبي بعد الآن.
فركت صدرها، حيث خرجت الزهرة، وشعرت بالغرابة. فجأة، هزّ اهتزاز عميق الأرض، فكادت تشيشا تتعثر. تمسكت الدمية برأسها بقوة.
برزت براعم زهور ضخمة، أكبر من رجل بالغ، غير طبيعية الحجم. أحاطت عشرات، بل مئات البراعم بتشيشا، لكنها لم تشعر بالتهديد.
بدأت البراعم تتفتح، متوهجة، ومن بين البتلات ظهرت نساء بجمال مذهل، يرتدين فساتين مزدانة بالأزهار والأوراق، ينزلقن برشاقة.
وقفت تشيشا، مشدوهة، وسط عطر الزهور ونظراتهن. شعرت بثقل لقاء هذا العدد من الجنيات دفعة واحدة.
«هل أقدم نفسي؟» تساءلت.
«ريتشيسيا، أم تشيشا باسيليان؟» بينما كانت مترددة، ابتسمت الجنية الأولى بسعادة وجثت على ركبتيها. تبعتها الأخريات، كموجة، راكعات، لا أحد يرفع عينيه فوق تشيشا.
هتفت الدمية من فوق رأسها:
«عودة الملكة!»
***
كان إمبراطور الشمس في إمبراطورية فالين هو الأسمى تحت السماء. لم يُضاهيه سوى الملك المقدس في الإمبراطورية المقدسة، لكن الأخيرة تخضع للحاكم، بينما سلطة إمبراطور الشمس على البشر كانت مطلقة. كانت فالين في أوج ازدهارها، ولم يكن لقب «الشمس» مبالغًا فيه.
لكن الإمبراطور، رغم سلطته الهائلة، كان يزحف الآن على الأرض بوجه مشوه، مرتديًا ثيابه الفاخرة، يلهث ككلب. أمامه، جلس رجل على أريكة، ساقاه متقاطعتان، ينظر إليه بملل، ممسكًا بساعة فضية. عندما تقيأ الإمبراطور على الأرض، نقر الرجل أصابعه.
«آه…»
تنفس الإمبراطور، شاحبًا، كمن نجا من كابوس، وسجد أمام الرجل.
«الكونت، الكونت…!» توسل، فرك يديه.
«أخبرني، ماذا أخطأت؟ كتبت الالتماس، نفذت كل أوامرك…»
كان يبدو كأنه على وشك تقبيل حذاء الرجل. ضحك الرجل، لكن الإمبراطور شعر باليأس.
«أمير هيباتون… لم أستطع فعل شيء! الكاردينال هو من…»
صرخ، لكن الألم اجتاحه، كأن جسده يُسحق، فتقيأ مجددًا.
«لو لم أستفزه يومها…» ندم الإمبراطور على أمره بمراقبة الكونت باسيليان قديمًا، لكن الندم لا يغير الماضي.
لقد أصبح دمية في يد كييرن باسيليان. مع نقرة أخرى، خف الألم. حاول الإمبراطور، مرتعشًا، استرضاء كييرن.
«أعلم أنك فقدت ابنتك المتبناة. هل أنشر أمرًا إمبراطوريًا للبحث عنها في القارة؟»
ضحك كييرن، لكن عينيه الحمراوان كانتا باردتين.
«لو كان ذلك كافيًا، لكنت وجدتها بنفسي.»
بعد شهر من انتهاء مسابقة الصلاة المقدسة، ظلت الابنة المتبناة لعائلة باسيليان، التي اختفت مع تاج ملكة الجنيات، مجهولة المصير، كأنها محيت من الوجود.
نظر كييرن إليه ببرود، فقال الإمبراطور باكيًا:
«ماذا أفعل؟ أخبرني!»
«حسنًا»، قال كييرن، مضيقًا عينيه.
«ما الذي سيُرضيني؟»
حرك أصابع قدميه، ثم دفع ذقن الإمبراطور بحذائه، مبتسمًا.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات