رفعت تشيشا، التي كانت في حضن كييرن، يدها الصغيرة ببريق.
“عندي شيء أقوله.”
نظر الجميع إليها بعيونٍ متسعة من جرأتها.
مدّت تشيشا إصبعها الصغير بثقة.
تبعت أنظار الجميع إصبعها، التي أشارت مباشرة إلى ميليورد.
“هذا العم من احضر الوحوش.”
تجمّد تعبير ميليورد عندما أُشير إليه بدقة.
محاطًا بالناس الذين ينظرون إليه من الأعلى، تحركت شفتاه وكأن روحه غادرته نصفها.
ثم سأل ببلاهة واضحة على وجهه:
“…أنا؟”
لم تكن مجرد كلمات طفلة صغيرة، فقد شاهد الجميع المعجزات التي أحدثتها تشيشا.
كانت كلماتها لا يمكن تجاهلها.
مثل تموجات تنتشر عند إلقاء حجر في الماء، بدأ الحضور يتهامسون.
تنهّد كييرن بخفة وهو يمسح رأس تشيشا.
“سأتحدث نيابةً عن الطفلة.”
كانت عيناه الحمراوان تلمعان بدهاء.
جذب صوته المنخفض والقوي انتباه الجميع.
“لقد استعان الكاردينال ميليورد بقوة الهرطقة، بل قوة السحر الأسود المخالفة للعقيدة، لجعل مرشحه يفوز في تجمع الصلاة المقدس الصغير. هناك أدلة على محاولته توظيف ساحر أسود من العالم السفلي.”
حدّق كييرن في الكاردينال بنظرةٍ باردة وهو يتحدث.
“بما أن سيد العالم السفلي نفسه قد ضمن ذلك، فلا يوجد دليل أوضح من هذا.”
كانت هذه الكلمات نفسها التي استخدمها ميليورد ضد كييرن عندما اتهمه بأنه مدّعي الأبوة.
“وعلاوة على ذلك.”
أشار كييرن إلى جرائم ميليورد واحدة تلو الأخرى بتهذيب.
“لقد أدخل وحوشًا إلى معبد هيلدرد المقدس. وبصفتي كونت باسيليان، سأقدم دليلاً على أن الكاردينال ميليورد نقل وحوش الغابة السوداء.”
احتضن كييرن تشيشا بيد واحدة، ووضع الأخرى على قلبه، معلنًا:
“أقسم أن كل هذا صحيح.”
مثلما أقسم ميليورد .
لكن قسم ساحر أسود لا يؤمن بالإله لم يكن يحمل وزنًا أكثر من ريشة.
لكن بالنسبة لمن لا يعرفون أن كييرن ساحر أسود، كان قسمه ثقيلًا جدًا.
تركت تشيشا كييرن يتظاهر بالتقوى، وحدّقت في سيانو مباشرة.
“…”
تعمّقت التجاعيد بين حاجبي سيانو.
كان يعلم أن اتهامات كييرن كاذبة.
فمعظم الجرائم التي ارتكبها ميليورد كان الملك المقدس متورطًا فيها أيضًا.
كان السبب في إقامة هذا العرض الذي يتضح فيه الحق من الباطل واضحًا.
لأنهم كانوا يعرفون الخيار الذي سيتخذه الملك المقدس.
“لقد أعطيناه فرصة لإلقاء اللوم على الوحوش على شخص آخر.”
كانت من المغي لرمي كل العيوب القذرة على كبش فداء.
وهي تهزّ فريسة شهية أمام عينيه، كتمت تشيشا بصعوبة الضحكات التي كادت تتسرب منها.
بعد صمتٍ طويل، تمتم سيانو ببطء:
“…يا إلهي.”
كأنه يحاول كبح مشاعره المتأججة، جمع الملك المقدس يديه كما في الصلاة، وضعهما على جبهته للحظة ثم أبعدهما.
“أن تكون أنت من أدخل الوحوش إلى هيلدرد…!”
مزّق صراخه المفعم بالأسى المعبد الكبير.
“ثقتي التي دامت عقودًا أعمت عيني. كل هذا خطأي.”
كشف عن ألم الخيانة من شخصٍ وثق به، وسكب دموعًا حارة.
من رأوا المشهد تبعوا الملك المقدس، وبعضهم أجهش بالبكاء.
“يا إلهي”، ترددت صلوات قصيرة هنا وهناك.
وهو ينظر إلى الملك المقدس وقد تحوّل إلى ضحية مثالية، حدّق ميليورد فيه بعيونٍ شاردة.
نظر الرجل الذي كان متجمدًا كتمثال حوله ببطء.
الذين كانوا يومًا ينظرون إليه بإجلال، كانوا الآن يحدقون به بازدراء.
ارتجف ميليورد كمن أصابته صاعقة وصرخ:
“لماذا! لم أرتكب سوى جرم الولاء لتحقيق رغبات الملك المقدس!”
كان ينطق بأصدق كلماتٍ في هذا الموقف.
لكن إذا لم يصدقه أحد، فحتى الحقيقة تصبح كذبًا.
“هيلرون.”
أمر سيانو بحزم:
“خذ هذا الرجل إلى غرفة استجواب الهرطقة فورًا.”
أطلق ميليورد صرخةً وحشية.
زحف، يكافح، إلى قدمي كييرن.
بعيونٍ محتقنة بالدم وأوردةٍ ناتئة في رقبته، صرخ:
“أن أكون قد لمست الوحوش! وما هذا عن ضمان سيد العالم السفلي؟ ألا تخاف العقاب، أيها الوغد! كيف تجرؤ على الكذب …!”
مقيدًا بالسلاسل، زحف كحشرة، صارخًا بغضب.
نظر إليه كييرن بلا مبالاة، ثم وضع تشيشا على كتفه.
ركع على ركبة واحدة، مواجهاً عيني ميليورد.
“كيف تقول هذا، سيدي ميليورد؟”
بتعبيرٍ حزين مصطنع، همس كييرن له بهدوء بحيث لا يسمعه سواه:
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات