تراجع ريميل إلى الخلف، مصدوما، وسقط. أغمض عينيه بقوة.
كانت المساحة مغطاة بالكامل بالصخور الصلبة. استعد للألم في مؤخرة رأسه، لكنه شعر، على نحو غريب، بلمسة ناعمة.
«أوه…؟»
فتح ربميل إحدى عينيه بحذر. كانت أزهار كبيرة متجمعة تدعم ظهره. ربما بفضل عطر الأزهار، هدأ اضطراب معدته فجأة. وبينما كان يستنشق العطر بعمق، كانت تشيشا تتجول بخفة فوق النقوش.
كانت النقوش الزرقاء، التي بدأت تتحول إلى اللون الأحمر، قد توقفت عن التغير، كأن شيئًا ما منعها، تاركة الحواف الخارجية فقط متوهجة بالأحمر.
كانت الطفلة الصغيرة، محاطة بضوء خافت، تتفحص النقوش وهي تمشي بخطوات متعثرة. لأول مرة، ظهر مشهد غريب في هذا المكان المرعب عادةً. بدا الأمر غير واقعي، فحدق ريميل في الطفلة بذهول، ثم نهض ببطء ليجلس بشكل صحيح.
كان المكان سريًا، مدفونًا في أعماق المعبد. كان يجب على ريميل أن يصرخ لينبه الكهنة في الخارج، أو على الأقل أن يسأل كيف دخلت تشيشا. لكنه لم يفعل. لم يستطع، أو بالأحرى، لم يرغب. كان خوفه من البقاء وحيدا يسيطر عليه.
كان معتاد على قضاء يوم كامل محبوس هنا. عندما تتحول النقوش إلى اللون الأحمر بالكامل، كان الألم يجتاحه، كأن جسده يُسحق. كان يفقد وعيه من الألم الذي يشبه التهام كائن هائل لها، وعندما يستعيد وعيه يجد نفسه مستلقيًا فوق النقوش الزرقاء مجددًا. لكن الاستيقاظ لم يعنِ فتح الباب فورًا. كان علي الانتظار في هذا المكان المظلم المخيف، ساعات طويلة، حتى يُفتح.
إذا لم يطع ريميل، تأخر فتح الباب. لذا، حاول دائمًا أن يكون فتى مطيع، لا يبكي ولا يثير المشاكل.
«لا أريد أن أكون وحدي. لا أريد الألم، ولا فقدان الذكريات.»
نظر ربميل إلى تشيشا بهدوء. لو علم الكاردينال ميليورد بما يحدث الآن، لثار غضبًا. لكن لحظة ارتكاب الخطيئة الأولى كانت حلوة. شعر بلذة خفيفة، وسأل كفنى شقي:
«ما الذي يثير فضولك؟»
***
بعد انسحاب تشيشا، أصبح ريميل هيباتون المرشح الأقوى للفوز بمسابقة الصلاة المقدسة. كان أمير مملكة هيباتون يمتلك كل المؤهلات للنصر. بدلاً من أن تكافح تشيشا للفوز بنفسها، كان من الأسهل دفع ريميل للفوز، ثم انتزاع التاج منه لاحقًا.
«وبهذه الطريقة، يمكنني أيضًا توجيه ضربة للملك المقدس والكاردينال، لكن أولاً، يجب كشف أسرار الإمبراطورية المقدسة.»
كان ظهور وحوش في هيلديرد، المكان الأكثر قداسة، كافيًا لتشويه سمعة الإمبراطورية المقدسة. لكن هذا لم يكن كافيًا. أرادت تشيشا كشف المزيد من الحقائق القبيحة.
«خاصة ما حدث لهيلرون بالضبط.»
شعرت تشيشا بقوة الجنيات الخافتة لكن الواضحة في ريميل، الذي خضع لنفس التعليم. كان من المحتمل أن يكون التعليم متورطًا بالجنيات، لذا أرادت التحقيق، وليس لأنها قلقة على هيلرون بالطبع.
عندما طلبت من أران مساعدة ريميل، وافقت أران دون تردد:
«سأفعل أي شيء تقولينه!»
بل وأهدتها أران دبوسًا من اللؤلؤ الثمين، مضيفة:
«لكن في المقابل، دعينا نصبح صديقتين مقربتين جدًا!»
تلقت تشيشا الرشوة دون قصد، لكنها كانت ترغب أصلاً في تعزيز صداقتها مع أران.
مستغلة هذه الفرصة، اتجهت نحو هدفها التالي: ريميل. لم تتوقع أن يقودها ذلك إلى كهوف تحت الأرض في الإمبراطورية المقدسة.
«كنت أنوي فقط سؤاله أثناء ذهابها للصلاة الصباحية والعودة.»
لكنها وجدت نفسها تتسلل، متخفية كفراشة، إلى القبو. فتحت فمها مذهولة أمام المشهد: فضاء أبيض مصنوع من معادن مقدسة، لكن قوة الجنيات الخافتة كانت ملحوظة بشكل غريب.
«أوغ.»
كانت قوة الجنيات، الممزوجة بالقوة المقدسة، مقززة بشكل غريب، رغم أنها لم تكن معيبة بحد ذاتها. عندما بدأت النقوش الزرقاء تتحول إلى الحمراء، أوقفت تشيشا العملية، ثم اقتربت من ريميل الجالس في وسط النقوش.
«هكذا يحقنون القوة المقدسة؟»
لأنها ليست قوتها المقدسة، كان التدفق الزائد يسبب آثارًا جانبية. «لهذا كاد ينفجر في المرة السابقة.»
بعد تفقد النقوش، اقتربت من ريميل ذا العينين الشاردتين. كونه قضى وقتًا طويلاً تحت إشراف الكاردينال، ربما لن يتعاون بسهولة. لكن كانا وحدهما في فضاء مغلق، فاقتربت تشيشا مستعدة لتخويفه إن لزم الأمر.
لكن، بشكل مفاجئ، كان ريميل متعاونا جدًا، جاهزا للإفصاح عن كل شيء.
«لمَ هو هكذا؟»
هل لأنها غمزت له سابقًا، فشعرت بقرب داخلي؟ لم تكن متأكدة، لكن تشيشا طرحت سؤالها:
«سمعت أن السير هيلرون تلقى التعليم أيضًا، مباشرة من الملك المقدس.»
بفضل التعليم المباشر من الملك المقدس، اكتسب هيلرون قوة مقدسة لا مثيل لها. ترددت تشيشا، ثم سألت:
«هل التعليم مؤلم؟»
ارتجفت عينا ريميل للحظة، كأنه لم يسمع مثل هذا السؤال من قبل.
«…نعم.»
جلس الطفل على الأرض الباردة، ممسكا بثوبه، وهمس:
«إنه مؤلم جدًا… لا أريد التعليم. يجعلني أفقد ذاكرتي…»
«ذاكرتك؟»
«بعد الإغماء، تزداد قوتي المقدسة، لكن ذكرياتي تختفي دائمًا.»
أضاف أنه يشعر بشيء مزعج لا يستطيع تفسيره، ليس فقط فقدان الذاكرة، بل كأنه يهيم في ظلام لا نهائي.
«كأن ثقبًا يتشكل في رأسي…»
«سأعيد ذكرياتك.»
«…!»
أمسكت تشيشا يد ريميل المذهولة، فاحمر حتى رقبته.
«أستطيع فعل ذلك.»
كان التدفق الزائد للقوة المقدسة، الممزوجة بقوة الجنيات، يسبب فقدان الذاكرة. إذا تمكنت تشيشا من تنظيم قوة الجنيات في جسد ريميل، قد تستقر حالته وتعود ذكرياته.
«لقد فعلتها من قبل.»
كانت قد هدأت طاقة ريميل سابقًا، فبدت المهمة ممكنة.
«لكن إذا عادت ذكرياتك، أخبرني بكل شيء.»
أومأ ريميل بسرعة، عاضا شفتيه. بدأت تشيشا تدفق القوة بحذر، حريصة على عدم إيذاء جسد ريميل المشبع بالقوى المتضاربة. بينما كان يتنفس بصعوبة.
«آه، آه…»
فجأة، بدا ريميل يتصبب عرقًا باردًا. لم يكن الألم بسبب قوة الجنيات، بل بسبب عودة الذكريات الممحوة.
«ما الذي فعلوه بهذا الطفل؟»
أرادت تشيشا سحب قوتها، لكن رؤيتها تشوشت فجأة. بينما كانتا متصلتين بالقوة، بدأت ذكريات ريميل تظهر لتشيشا.
في ذكريات ريميل المفقودة… كان هيلرون، مغطى بالدماء.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات