فقد ولد في الإمبراطورية المقدسة أن تظل هادئة ومطيعة، لكنه انتهى بها الأمر باستخدام قوتها على أي حال. ورغم ذلك، بعد حسابات دقيقة داخلية، خلصت إلى أن بلزيون سيتمكن من التغطية على تصرفها هذا، فقررت التصرف بناءً على ذلك…
لكن بلزيون تصرف بطريقة لم تكن تُشبهه أبدًا.
أمام الكاردينال، هاج وثار وهو يهدد بقتل ريميل، وأبدى غضبًا صادقًا تجاه تشيشا. كانت نظرته المرعبة تجبر تشيشا على مراقبة ردود أفعاله بحذر شديد، مثل ورقة مجعدة تحت وطأة الخوف.
وما زاد من حيرتها هو أنها لم تفهم بدقة سبب هذا الغضب الجارف.
بينما كانت تحاول تخمين أسباب غضب بلزيون بشكل غامض، جاءها سؤال مفاجئ:
“ما الذي تعتقدينه عني؟”
تجمدت الكلمات في حلق تشيشا، عاجزة عن الرد.
لم ينتظر بلزيون إجابتها، وتابع قائلًا:
“إذا كنت ترينني أخًا لك، فلا تتقدمي خطوة واحدة أمامي مرة أخرى.”
كانت كلماته آمرة، حادة كالسيف، لكن العبارة الأخيرة التي أضافها كانت مبللة بحزن عميق، كيوم ماطر كئيب:
“أرجوك… لا تعرضِ نفسك للخطر.”
تجمدت تشيشا كقطعة ثلج، مذهول.ة .
“إذن، هو غاضب لأنني كنت في خطر!”
أدركن خطأها متأخرة، فشعرت بالارتباك في موقف غريب عليه. فمن وجهة نظرها، لم يكن ما فعلته خطرًا على الإطلاق.
“صحيح أنني الآن طفلة رضيعه، لكن حتى مع ذلك…”
كان كييرن قد أخبر بلزيون بالتأكيد أن تشيشا جنية، بل جنية عظيمة جدًا. فكيف يمكن أن يغضب بهذا الشكل ويعتبر ما حدث خطرًا؟ لم يخطر هذا ببال تشيشا قط.
بينما كانت تحدق في عيني بلزيون الحمراوين، اللتين بدتا على وشك البكاء، تذكرت فجأة صورة فتى منعزل، منكمش في زاوية المكتبة. شعرت فجأة بألم يعتصر قلبها.
ابتلعت تشيشا وجعها بهدوء، ثم مدت ذراعيها الصغيرتين نحوه. وكأن بلزيون كان ينتظر هذه اللحظة، فقد احتضن تشيشا على الفور. بسبب فرق الحجم بينهما، بدا الأمر وكأن تشيشا غاصت في صدر بلزيون أكثر من كونهما يتعانقان.
مدت تشيشا ذراعيه القصيرتين بكل جهد لتحيط بلزيون.
“آسفة…”
رغم اعتذارها المتعثر، لم يرد بلزيون بشيء. ظلت تشيشا، التي شعرت بثقل ذنبها، تميل برأسها يمنة ويسرة محاولة استكشاف رد فعل بلزيون. لكن الأخير ضغط برأسه بلطف على رأس تشيشا، مانعًا إياها من رؤية وجهه.
بعد صمت طويل، ووجه بلزيون مستندًا إلى رأس تشيشا، نطق أخيرًا:
“قال إيشويل إنه تغير بسببك. كنت أظن أن التوأمين هما من تغيرا كثيرًا…”
ثم أضاف وهو يتمتم:
“أنا لست مختلفًا. أنا أيضًا مثلما…”
متمتمًا:
“لأنتك أنت من غيرتني…”
ارتكب هذا الرجل العقلاني دائمًا فعلً غير منطقي. أفرغ كل المشاعر التي كان يخفيها ويكبتها دون تحفظ.
من الواضح، دون أي إنكار، أن تشيشا من جعلت بلزيون يكشف عن جوهره الحقيقي.
كيف انتهى الأمر هكذا؟
علاقة كانت مليئة بالحذر والشك تحولت، بطريقة ما، إلى رابطة متينة كحبل قوي. لكن تشيشا لم تكره الروابط التي أحكمها رجال باسيليان حولها.
“صحيح أن هذه الروابط أقوى مما توقعت، ثقيلة كالسلاسل أحيانًا…”
وأحيانًا، تبدو مشدودة بقوة زائدة.
لكن تشيشا أحبت باسيليان. لم نمانع أن يعاملوها كأصغر أفراد العائلة، ويتقدموا لحمايتها. شعرت وكأنها أصبحت جزءًا من عائلة حقيقية.
“قد لا تربطنا صلة دم، لكن هكذا، ألا يبدو الأمر وكأننا عائلة حقيقية؟!”
بل ربما أفضل بكثير من العائلات الحقيقية؟ لا تعرف بالضرورة، فلا مقارنة لديه.
“سأكون مطيعة لأخي الكبير. لن أفعل شيئًا خطرًا.”
ومدت إصبعها الصغير، كما اعتادت أن تفعل مع هاتا عندما يتعاهدان.
لم ينطق بلزيون، لكنه أشابك إصبعه بإصبع تشيشا، وضغط بإبهامه كأنه يختم الوعد، ثم قال بحزم:
“لا حاجة لذلك التاج الملعون. لا تعرضِ نفسك للخطر أبدًا.”
يبدو أن تحركات تشيشا مع أران سكايا لم ترق له أيضًا.
“إذا حصلت على ذلك التاج، وتسبب ذلك بخدش واحد فيك…”
توقف بلزيون لينظر إلى تشيشا. توقفه عن الكلام جعل الأمر أك أكثر توترًا.
سألته تشيشا بحذر:
“م… ماذا ستفعل؟”
ابتسم بلزيون بخفة، وقرص خد تشيشا الناعم بلطف:
“ربما أدمر المعبد هذه المرة؟”
على الرغم من أنها بدت مزحة، إلا أنها:
“بدت كأنها اقوال حقيقية تمامًا…”
إذا أراد تجنب رؤية الإمبراطورية المقدسة تتحول إلى أنقاض، فعلى تشيشا أن يكون أكثر حذرًا في المستقبل.
—
أُجري نزال بنزي وتيو بهدوء.
لم تكن الإمبراطورية المقدسة لتستفيد من أي نتيجة، لذا تم التعامل مع الأمر بحذر لتجنب الضجيج.
كما كان متوقعًا، انتصر تيو بجدارة.
وما إن حقق انتصارًا ساحقًا على بنزي حتى اندفع نحو تشيشا.
“السيدة تشيشا…!”
كان مغطى بالغبار، يتصبب عرقًا، لكنه لم يكترث بنظرات إيشويل الحادة.
في العادة، كان سيتراجع تحت نظراته المتجهمة، لكن تيو، المفعم بالحماس، لم يبالِ.
“لقد انتصرت، كما قلتِ! بنزي لم يكن شيءًا! أنا، حقًا، تغلبت على بنزي…!”
من فرحته الغامرة، أثنت تشيشا عليه:
“أحسنت!”
لكن تيو، لسبب ما، بدا وكأنه سينهار باكيًا.
“كل هذا بفضلكِ، سيدتي.”
قال إنه لولا تشيشا، لما استجمع شجاعته، ونسب انتصاره بالكامل لها.
لم يعجب إيشويل تصدي تيو لتشيشا، فسخر قالًا:
“المركيز نميا سيكون سعيدًا، أليس كذلك؟”
كما توقع، ما إن ذُكر المركيز حتى تغير وجه تيو كأن سحابة مظلمة مرت فوقه.
نجح إيشويل في إفساد مزاج تيو، ثم تظاهر باللامبالاة وهو يبتسم ببرود ويحتضن تشيشا.
لم يدرك تيو أن إيشويل تعمد ذلك، فتصرف بسذاجة.
رفع زاوية فمه بصعوبة، مبتسمًا، وقال بهدوء:
“المركيز، على الأرجح، سيوبخني لأنني فعلت شيئًا لا فائدة منه.”
قالت تشيشا، مدافعة عن تيو المسكين:
“لا يهم ما يقوله!”
واقتربت منه وهي تلوح بشريط ربطه إيشويل في شعرها.
انحنى تيو بجسده الضخم لينظر إلى تشيشا، بينما رفعت هي رأسها نحوه وقالت:
“أنا فرحة لأن تيو العضلي فاز!”
“…”
“وتيو؟”
ترددد تيو للحظة، ثم قال:
“… أنا أيضًا.”
ابتسم بسعادة، مثل دب كبير، وقال:
“أنا سعيد جدًا.”
ابتسمت تشيشا معه، فكانا كزهرتين تتفتحان معًا.
لكن إيشويل أبدى انزعاجًا واضحًا من هذا المشهد.
تمتم بصوت مسموع عمدًا:
“دب، ويتصرف هكذا…”
رغم سخريته، لم يواصل مضايقة تيو، وهو أمر محمود.
—
“لو أتيح لي إخبار كييرن…”
رغم تذمر كييرن وتصرفه وكأن الأمر مزعج، كان يهتم بتيو بطريقته.
تحت ذريعة أن باسيليان لا ينبغي أن تخسر، تفقد مهارات تيو في السيف مرتين.
لو سمع بانتصار تيو، لكان راضيًا بالتأكيد.
“لكنه مشغول جدًا هذه الأيام…”
تذكرت تشيشا اليوم الذي عاد فيه من الاجتماع، عندما نقل بلزيون إلى كييرن المهمة الأولى لصلاة القديسين الصغار:
“فكر فيما يمكن أن تقدمه وأحضر شيئًا فريدًا في العالم.”
ما إن سمع كييرن المهمة حتى سخر علانية، بضحكة مزيج من الغضبة والتسلية:
“يمنحون باسيليان مثل هذه المهمة؟ حتى الملك القديس أصيب بالخرف!”
و طمأن تشيشا بلا مبالاة أن لا داعي للقلق.
كان كل شيء هادئًا حينها…
حتى سمع أن تشيشا كادت تموت بسبب الكاردينال.
روى بلزيون التفاصيل بدقة لكييرن، فتلاشت الابتسامة من وجهه.
بعد أن علم أن تشيشا تدخلت لمنع كارثة، تمتم كييرن بهدوء:
“تشيتشا الصغيرة… لا تستمع لكلمة واحدة مما يقوله أبوها.”
صحيح أنها وعدت بعدم استخدام قوى الجنيات في الإمبراطورية المقدسة، لكن لو لم تتدخل حينها، لكان الجميع قد ماتوا.
لكن لم تُمنح فرصة للدفاع عن النفس.
طُردت تشيشا من المكتب، وتحدث كييرن وبلزيون طويلًا على انفراد.
“ومنذ ذلك الوقت، لم أره جيدًا.”
قلقت تشيشا أن يكون كييرن قد أخذ الأمر بشكل شخصي.
لأن، لحسن الحظ، لم يصل بعد خبر موت الكاردينال، مما يعني أنه لا يزال يتصرف بعقلانية…
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
اخييرراا حمماسسس . اتخيل لو تاج صار ف راس تشيشا ودروا انها جنيه اخ 😭