1
تربت ريتيشيسا في دار أيتام
تم هجرها وهي طفلة وعاشت بقية حياتها كيتيمة في الدار
لكن في عيد ميلادها الخامس عشر .. اُيقظت قوة الجنية داخلها وانقلبت حياتها رأسا على عقب
وقبل أن تستطيع استيعاب التغيرات التي طرأت على حياتها…
فجأة … اصبحت مطاردة من قبل الصيادين الذين يلاحقون اثر الجنيات
هربت ريتيشيسا من دار الايتام بلا اي شيء وكان لديها هدف واحد ” النجاة بنفسها “
لذلك فعلت كل ما بيدها لتنجو
مع كذباتها المتقنة خدعت خصمها وسحقته بكل قوتها
اخذت تفكر و هي تعاني لتنجو في الحياة
‘ لماذا يجب علي أن أعاني لهذه الدرجة !”
أرادت أن تعرف لماذا
حقيقة أنها كانت ابنة الجنية التي أدى غضبها إلى هلاكها
ولأنها كانت تحمل دم الجنية المجنونة فقد ولدت بقوة خارقة مختلفة عن الجنيات العادية
كانت مهجورة في عالم الجنيات بسبب ولادتها الغير طبيعية وكانت مطاردة من قبل العبيد الصيادين
اخذت ريتيشيسا تبحث عن المجرم الذي أفسد حياتها
وبعد كل هذا البحث وجدته
سمعت من الإشاعات أن واحدة من العائلات الثلاثة النبيلة من الإمبراطورية العظيمة كانو يمارسون تجارب قاسية على الجنيات
ولكنها لم تجد أكثر من ذلك حتى مع كونها ريتيشا العظيمة والثرية لم تستطع التعمق في البحث حول العائلة الإمبراطورية العظيمة والارستقراطية .
كان هناك وقت بحثت فيه بلا هدف .. كانت كل الطرق مسدودة في وجهها
” هل يبحثون عن طفلا ليتبنوه بسرية ؟”
” بالضبط يا سيدة ريتيشيسا”
شدت هاثا على قبضيتها مؤكدة
عينا ريتيشيسا البنفسجية التي لطالما كانت متجهمة وقاتمة لمعت فجأة
أكملت هاثا بلهفة وشرحت بحماس شديد واثارة :” انا واثقة ان الكونت باسيليان يبحث عن طفلا ليتبناه”
“انهم يتخفون ويبحثون بين الايتام عن طفل ليتبونه ويقيمونهم واحدا تلو الآخر “
هذه المعلومة ليست معروفة لأي شخص فقط هاثا من تعرفها
الكونت باسيليان كان أكثر العائلات الإمبراطورية الثلاثة سرية
لم توجد عنه معلومات كافية للعامة بسبب ندرة خروجه و تفاعلهم مع الناس
كانت عائلته أكثر عائلة مشتبه في أنها هي من تجري التجارب على الجنيات
لديه ثلاثة أبناء لكنه يبحث عن طفل ليتبناه فجأة
وايضا لا يريدونه من عائلة أرستقراطية بسيطة بل من دار الايتام
هذا شيء مريب جدا
” أعتقد أنه من الأفضل أن نتظاهر بترأسنا دار الايتام وبذلك نقترب من الكونت “
” لا التقرب منه فجأة ليس كافيا ..”
” إذا ماذا نفعل ؟”
ابتسمت ريتيشيسا ابتسامة واسعة في وجه هاثا
حدقت بها هاثا ايضا بعيون مرهقة مع ابتسامة جميلة كان زهرتها كانت تتفتح
” ساحول لطفلة وساصبح الابنة المتبناة لعائلة الدوق”
شهقت هاثا بشدة من الصدمة :” ماذا !”
قرصت هاثا خدها غير مصدقة
” إنه لأمر خطير جدا … حقا خطير!”
” ليس وكأنني لا افعل كل يوم شيء خطير “
الغرباء أرادوا معلومات عن الكونت دائما لكن العاملين عنده اشتهروا بكتمهم الأسرار وولائهم الشديد له
لذلك لم أتمكن من الحصول على معلومة صغيرة .. فحتى المال لا يكفي لشرائهم
الآن هذه الفرصة المثالية لكي تستطيع إيجاد اي شيء يتعلق بلغز الكونت الغامض
” لماذا تتصرفين هكذا فجأة !؟”
عندنا رأتها هاثا تغمز لها وهي تضحك تحول وجهها المشرق للون الاحمر القاني كانها على وشك البكاء
وبعد القليل من التردد تنهدت هاثا بقوة وقالت :” سأصنع عقار يحولك إلى طفلة “
يبدو أنها تناولت العقار المصنوع من قبل هاثا واصبحت طفلة بعد ذلك
جسدها جسد طفلة لديها حوالي سنتان
بشعر أشقر قصير و مموج
ولون عينها الذي كان احمر قاني تحول إلى اللون الوردي الفاتح
كانت طفلة لطيفة ويُقع في حبها من النظرة الاولى لدرجة ان احد لم يكن ليتخيل أن هذه الطفلة تكون الجنية ريتيشا
بمساعدة هاثا دخلت ريتيشيسا إلى دار الايتام
تشيشارا هو اسمها المزيف الجديد
دار الايتام الذي عاشت فيه طفولتها كان عبارة عن فوضى
” إنها فوضة الفوضى .. اللعنة “
حيث كان الاطفال النحيفون يتقاتلون على قطعة خبز عفنة كل يوم بملابس مهترئة … وحتى بطانيتهم كانت ممزقة
كان رئيس الميتم يجمع المال فقط ولا ينفقه على الاطفال ليحسن معيشتهم
لأنه ظن أن تلفي الكثير من المساعدات والتبرعات يبدو مثيرا للشفقة
ريتشيسا لا تشيشار كانت طفلة يتيمة مثيرة للشفقة لمدة شهر تقريبًا
لأنها أتت عمدا إلى هذا المكان كانت مهملة بطبيعة الحال أكثر من باقي الاطفال
كانت هناك مشكلة واحدة فقط
لانها قررت أن تبقي لمها مغلقا إلى أن يظهر الكونت
ولكن هذا لم يكن سهلا ابدا
لأن الاطفال المتنمرين كانو يضايقونها بشكل مزعج
ولكنها لم تتفاعل مع تصرفاتهم الطفولية وبقت هادئة
‘أنا كبيرة الآن، لذا دعوني لا اتقاتل مع هؤلاء الاطفال”
لقد مضى شهر كاما عانت فيها وتم اختبار قوة صبرها
اخيرا اتى الكونت باسيليان للميتم حيث تعيش تشيشار
في هذا اليوم كان رئيس الميتم منزعج بشدة منذ الصباح لأنه لم يضخ اي مال في الميتم من قبل الداعمين
في هذا الوقت كنت التقط الاطفال واستعرض قدراتي امامهم
وفجأة ظهر في وقت مغيب الشمس واللون الاحمر القاني يملئ السماء
دخلت عربة الميتم المهجور وداست على الحديقة التي كانت قاحلة ومليئة بالتراب وانشئت سحابة من الغبار
ركض رئيس الميتم بسرعة للخارج
ووقفت الاطفال اليتيمة أمام النوافذ بعيون فضولية
تشيشار ايضا كانت تنظر من الخارج بفضول وهي تقف على كرسي
للوهلة الأولى بدت العربة الغير مزينة عادية للغاية مثل عربة أجرة
لكن حصان العربة القوي والمدرب النبيل أقنعها بنبل الشخص الجالس في العربة
بدا واضحا أن العربة تنتمي الا لارستقراطي ذا اهمية كبيرة
جلد المدرب الحصان فوقف الحصان وفتح الباب ..
ترجل الرجل من العربة ببطء
تيشيار كانت مذهولة بشكل لا يصدق
ماذاا ….
الكونت باسيليان كان جميل حقا
لا يمل من النظر إليه … حتى تشيشار التي كان ذوقها صعب لم تستطع ابعاد نظرها عنه
لم تظهر الصورة التي وجدتها عندما كانت تبحث عن معلومات عنه حتى نصف جماله
‘يجب أن يكون هذا الرجل كيرن باسيليان ‘
نظرت إليه وقتها بنظرة غريبة
فتح الكونت كيرن باسيليان فمه بجمود وقال : ” انا احاول العثور على طفل لاتبناه”
كان صوته البارد منخفض و واضح
رئيس الميتم الذي كان كان يرتجف من الجو المهيب.. اومأ كأنما وقع عليه كوب من الماء :” شكرا لك على زيارة ميتمنا .. قبل أي شيء يجب أن تدخل إلى الداخل ونستضيفك بكوب من الشاي”
حدق كيرن بالرئيس الذي انحنى باحترام ولم يرد عليه
مغزى تلك النظرة الباردة كان واضحا
في موقف مثل هذا تلك النظرة تعني أنه لا وقت لديه لشرب الشاي ولا حتى سبب مقنع
فهرع الرئيس بعجل لباب الميتم و فتحه على مصرعيه
” رحبوا يا أطفال بضيفنا الثمين !”
ثم قام بلكز الاطفال الذين ترددوا في تحية الكونت و سحبهم للحديقة
كانو هناك حوالي خمسين طفلا مجتمعين في الحديقة
في الطبيعي كان موقف هكذا كان يجب ان اقول كلمة أو أكثر بصوت عال يصم الاذان
لكن الحديقة كانت هادئة بشكل غريب تستطيع فيه حتى سماع صوت وقوع ابرة فيها
الجميع كان خائف عندما رأى كيرن وابقوا فمهم مغلقا بدموع ساخنة على وجنتهم
‘اخافهم لانه يبدو كالغراب ‘
ومن بين كل الاطفال الذين ابقوا رؤسهم مطرقة رفعة تشيشا رأسها بفخر … لكن رأسها كان صغير وعنقها كان قصير
لذلك عندما نظر كيرن الى الاطفال لم يلقي نظرة على تشيشا الصغيرة
ضيق عيناه وقال : :”يبدو انه لا يوجد لديكم طفل للتبني “
عبست تيشيشار التي كانت تعاني لتظهر نفسها من بين الاطفال الأكبر سنا
‘ لا اللعنة … لقد عانيت هنا لمدة شهر في هذا الميتم من ذلك’
لا تستطيع أن تجعل الأمر يمضى هكذا
أنه الوقت المناسب لتظهر سلاحها السري
كان سلاحها عبارة عن خبز طويل متحجر قدم لهم كوجبة في الأيام السابقة ..
صرخت تشيشا وهي تحمل الخبز المتحجر
“اوووووه”
انطلق صراخ حاد في أرجاء الحديقة
الرئيس والأطفال نظروا إليها بذهول
حدق بها الكونت باسيليان أخيرًا
على كلا طول الخبز كان صغيرا لذا كان من الصعب رؤيته
ضربت تيشيار الاطفال الذين اساءوا لها من الخلف بالخبز
فصرخ الاطفال وركضوا
– شريرة!!
كلهم كانوا متنمرين في الاصل لذلك ضربتهم تيشيار بضمير مرتاح وشقت طريقها إلى كيرن بتوجيه الخبز كسلاح
وصرخت في وجهه وهي تلوح بسيفها المصنوع من الخبز : ” اللعنة .. تبناني !”
عيون كيرن التي كانت باردة وقاتمة منذ اتى … اصبحت كالهلال
وسأل بابتسامة شاحبة ولئيمة لكن واضحة : ” لماذا علي أن اختارك انت !”
عند رؤية الكونت من القرب كان أكثر جمالا و لكن أكثر خطورة ايضا
شعره الاسود كان مصبوغا بلون الغروب من خلفه و ناعما مثل جلد الافعى
وكأنه يستدعي الظلام ليدمس السماء بلونه الاسود
عيناه القرمزية اشرقت باهتمام طفيف وقسوة
عندما نظرت إلى عينه عرفت الإجابة على سؤاله
فقالت :” لانني…”
رفعت تشيشا ذقنها و وضعت يدها على خصرها
و بثقة قامت بضرب بطنها اللطيفة السمينة المكورة واكملت : “لأنني لطيفة !”