2
# الفصل الثاني:
—
البرد صعد من الأرضية الحجرية. تسلل عبر القماش الرقيق، عبر الجلد، حتى استقر في العظام.
ليساندرا لم تتحرك. راحتاها مضغوطتان على السطح الخشن، وأنفاسها تتشكل سحباً باهتة أمام وجهها. ضوء الفجر – إن كان يستحق هذا الاسم – تسلل عبر النافذة المتسخة. ذرات الغبار ترقص فيه ببطء. لا سجاد. لا فراش حقيقي. مرتبة قش. حوض غسيل متشقق الحافة. ورائحة.
رائحة “روز ووتر” العالقة. عطر فلوريان.
أدارت معصمها. الكدمة هناك – حيث قبض الدوق – نبضت بألم خافت. حقيقي. ليس حلماً.
ومض أمام عينيها:
**[الحالة الجسدية: سيئة]**
**[خطر انخفاض حرارة الجسم: متوسط]**
*الوضع الصعب لا يهتم براحة اللاعب.* تذكرت المنشور الذي قرأته قبل… قبل كل هذا. *إنه يحاكي الحرمان لكسرك قبل أن تبدأ القصة حتى.*
—
صوت معدني. خطوات بطيئة. القفل صرّ.
الخادمة التي دخلت كانت أكبر مما توقعت. شعرها رمادي، مشدود بقسوة خلف رأسها. الزي مهترئ عند المرفقين. في يديها صينية خشبية: قطعة خبز تبدو متحجرة، وكوب طيني فيه شق واحد.
لا كلمات. وُضعت الصينية على المكتب بصوت جاف.
معدة ليساندرا تذمرت. لم تأكل منذ… منذ متى؟ المشهد الافتتاحي كان مأدبة. تخطته.
عينا الخادمة جالتا عليها. تقيّم. تحسب. فوق رأسها ظهر:
**[فضول: 2/10]**
ليس عداءً. ليس بعد.
*الخيارات كانت ستكون لطيفة الآن.* لكن النظام صامت. لا أشجار حوار. لا قوائم منسدلة. هذه ليست لعبة بعد الآن.
مدت يدها. أصابعها ترتجف. الماء في الكوب بارد. أخذت رشفة.
مالح. هناك بلورات ملح في القاع.
ابتلعته على أي حال.
“شكراً لكِ.” صوتها أجش.
الخادمة رمشت. ومضة شيء – مفاجأة ربما. الشريط قفز:
**[الفضول: 4/10]**
التقطت ليساندرا الخبز. تفتت بين أصابعها. حصى صغيرة بين أسنانها وهي تمضغ. أومأت برأسها. “كافٍ.”
الخادمة ضغطت شفتيها. أخذت الكوب. توقفت لحظة – عيناها على المعصم المكدوم. شيء ما ومض فيهما. شفقة؟ اشمئزاز؟ صعب التحديد.
ثم استدارت. الباب أُغلق بنقرة ناعمة.
—
*التهذيب حيث يتوقعون الغضب.* ليساندرا زفرت ببطء. *الضعف حيث يتوقعون التحدي.*
ليس لطفاً. تكتيك.
أنهت الخبز. كشطت كل فتات من على المكتب. المعدة لا تزال تشكو، لكن الحدة خفت.
**[مهمة البقاء: تأمين القوت]**
**الحالة: مكتملة**
**المكافأة: القدرة على التحمل +1**
—
الغرفة أصغر مما تذكرت. أو ربما كانت تتذكرها من زاوية الكاميرا في اللعبة – تلك الزاوية العلوية التي تجعل كل شيء يبدو أوسع.
سرير ضيق. حوض. مكتب بدرج واحد فارغ. النافذة بقضبان والزجاج مغبش. ضغطت كفها عليه. الصقيع تشكل تحت لمستها.
على المنضدة الليلية، صورة. امرأة بوجه صارم – والدتها من الفصل الأول. الإطار مائل قليلاً. عدلته.
ثقيل.
رفعته لتنظف خلفه. انزلق شيء. سقط على مرتبة القش بلا صوت.
مفكرة صغيرة. جلد ناعم، بالٍ عند الحواف.
*كيف فاتني هذا؟*
لكنها عرفت الإجابة. النظام أخفاها. اختبار. كان ينتظر ليرى إن كانت ستنهار أولاً.
—
خط يد والدتها دقيق. واضح. هناك شيء دافئ فيه رغم رسمية الكلمات:
*”تزداد حساسية فلوريان مع أزهار الربيع. سيلاس يصر على أصناف الورد الجديدة للحديقة الشرقية – مبهرجة لكنها قاسية. تجادلنا مرة أخرى. وصفني بالعاطفية.”*
قلبت الصفحة.
*”ربما أنا كذلك. لكن حديقة الأعشاب القديمة… تلك التي زرعتها الجدة بالقرب من البرج… تتذكر أشياء ألطف.”*
المزيد من الإدخالات. شؤون المنزل. تقارير الطقس. غلة الحديقة. ثم:
*”سيلاس يزداد بعداً. الرسائل من العاصمة تقلقه. يتحدث عن الديون. عن الواجبات. أخشى ما قد يضحي به للحفاظ على اسم أستيريا.”*
ثم، بخط أسرع – كأنها كانت تكتب في عجلة:
*”الحديقة تتذكر الطرق القديمة. الحجارة القريبة من الجدار الجنوبي… تتحرك عندما يكون القمر نحيفاً. لا تخبري أحداً. خاصة فلوريان.”*
توقفت ليساندرا.
*”لديه آذان والده.”*
الصفحات المتبقية فارغة. باستثناء ملاحظة أخيرة في الهامش، مكتوبة بخط سريع متعثر:
*”إذا احتجتِ يوماً للاختفاء، يا طفلتي – تذكري عشب الشاهد. يزهر حيث تُدفن الحقيقة. اسألي الرجل العجوز شوكران. كان يعتني بورد والدتك. سيعرف وجهكِ.”*
**[مهمة جانبية: عشب الشاهد]**
**الهدف: تحديد موقع الرجل العجوز شوكران (كبير البستانيين)**
**المكافأة: ؟؟؟**
وتحتها:
**[الأمل: 5 → 10/100]**
عشر نقاط فقط. لكن هناك دفء ما. خيط رفيع.
—
الطرق على الباب حطم كل شيء.
ليس نقر الخادمة. طرق حاد. متعجرف.
“ما زلتِ تتنفسين، أيتها العشبة؟”
صوت فلوريان. عسل فوق زجاج مكسور.
الباب انفتح قبل أن ترد. اتكأ على الإطار، حذاؤه مسنود على الخشب. سترته اليوم خضراء – لون الزمرد. لون السم. في يده زهرة غاردينيا بيضاء. ذابلة. حواف بتلاتها بنية.
ألقاها على المرتبة. سقطت بجوار المفكرة.
“هدية من المشتل الخاص للأمير.” ابتسم. “حسناً. ما تبقى بعد أن تخلص منه البستانيون.”
ليساندرا لم تتحرك. لم تتحدث. عيناها على الزهرة الميتة.
ابتسامته تراجعت. دخل. اشتدت رائحة الـ”روز ووتر”.
“لا دموع؟ لا توسل؟” دار حولها ببطء. “يا للملل.”
توقف خلفها. أنفاسه قريبة من أذنها. ساخنة.
“العم يقول إنكِ كنتِ هادئة. بشكل مقلق.” صوته خافت. “هل تخططين لشيء؟ أم أنكِ قبلتِ مكانكِ أخي—”
صمتت ليساندرا. عدّت أنفاسها. شهيق. زفير. عيناها لا تزالان على الغاردينيا.
تنهد بمسرحية.
“مللت.” التقط الزهرة. فتت بتلة بين أصابعه. “كنت آمل في عرض قبل أن تغادري.”
رفعت رأسها فجأة. “أغادر؟”
عادت الابتسامة. حادة هذه المرة.
“أوه، ألم يذكر الدوق؟” أسقط البتلة المدمرة على الأرض. “يجتمع مجلس العائلة غداً. سيجردونكِ من اسم أستيريا. ثم…” هز كتفيه. “معهد كنيسة الظل. دير للنساء غير المرغوب فيهن. تنظيف الأرضيات. ترديد الصلوات. حتى تُنسي.” توقف عند الباب. “أو حتى يأخذكِ العفن الرطب. أيهما يأتي أولاً.”
يده على المزلاج.
“خمسة أيام، ليساندرا. بعد ذلك…” نظر إليها فوق كتفه. “الفئران ستشتاق إليكِ.”
أُغلق الباب. أُقفل.
—
الصمت ثقيل. ثم:
**[تم تفعيل علامة الموت: النفي إلى كنيسة الظل]**
**[يوم الحسم: 5 أيام]**
**[فرصة البقاء: 12%]**
اثنا عشر بالمائة.
قبضت يديها. المفكرة لا تزال مفتوحة على حجرها.
*الرجل العجوز شوكران. الجدار الجنوبي. عشب الشاهد.*
خمسة أيام.
—
كشطت الصقيع عن النافذة بكمها. في الأسفل، الحديقة الجنوبية – تشابك من الأسِرَّة المتضخمة خلف جدار حجري متداعٍ. لا مسارات. لا بستانيون. منسية.
مثلها.
*الحجارة تتحرك عندما يكون القمر نحيفاً.*
نظرت إلى السماء. هلال القمر يتدلى في ضوء الفجر الباهت.
ليلة الغد. سيكون نحيفاً.
**[الأمل: 10/100]**
هش. قابل للكسر.
لكن أيضاً… قابل للنمو.
التقطت الغاردينيا من الأرض. رائحتها لا تزال هناك – حلوة تحت الذبول. وضعتها على حافة النافذة. متجهة نحو الجنوب.
أربعة أيام. ثلاث وعشرون ساعة.
في الخارج، غرد طائر .صوت واحد. ثم صمت.
في مكان ما في الحديقة المتضخمة، كانت الحجارة تنتظر.
Chapters
Comments
- 2 - خمسة أيام من الصقيع منذ يوم واحد
- 1 - التاج الغير مرغوب فيه منذ يومين
التعليقات لهذا الفصل " 2"