6
الحب من النظرة الأولى هو مصطلح رومانسي مبتذل لا أساس له
لكن لم يعتقد لي زياو قط أنه يمكن أن يقع في حب شخص ما على الفور لأن هذا الشعور كان وهميًا للغاية أشبه بظاهرة الهرمونات المفرطة بين الرجال والنساء
لكن القدر يحب أن يلعب الحيل علية
اليوم وقع في حب شخص ما من النظرة الأولى
لم يكن هناك أي علامة على ذلك اختفى القلق المحيط بة ولم يتبق سوى صوت دقات قلبه الصاخبة
كان يومًا عاديًا تمامًا، كانت الشمس لطيفة، ونسيم لطيف يحرك أشجار الصفصاف
لكن بالنسبة إلى لي زياو لم يكن يومًا جيدًا
كان قد عاد لتوه من المقبرة عندما تعطلت سيارته ازداد مزاجه الكئيب بالفعل سوءًا
كان يرتدي بدلة وربطة عنق يبدو مهيبًا وراقيًا بوجهٍ عابسٍ جعل الناس يترددون في النظر إليه
في تلك اللحظة اقترب منه شخصٌ بلا عقل
انزعج لي زياو ونطق بكلماتٍ بذيئةٍ تُناقض مظهره الأنيق تمامًا
“يا إلهي، كم مرةً تحتاجني لأقول هذا؟ أنا…”
ظهرت وردةٌ زاهيةٌ وعصريةٌ في الأفق، بتلاتها الرقيقة لا تزال غارقةً في الندى المتلألئ، تفوح منها رائحةٌ خافتةٌ رقيقة
لكن نظره لم ينجذب في البداية إلى الوردة، بل إلى اليد البيضاء كالثلج التي تمسكها
كانت اليد بيضاء كالثلج حقًا، مُعززةً ببتلاتها الحمراء الزاهية اصطبغت أطراف أصابعها بلونٍ ورديٍّ باهت كان حمل الوردة بمثابة اعترافٍ صامت، مُشبعٍ بمرارةٍ لا تُوصف
أبرز المعصم النحيل هشاشة زهور الماغنوليا بيضاء
حدّق لي زياو في اليد بنظرةٍ فارغة، كشخصٍ ذي مكانةٍ عليا، رأى عدد لايحصى من لأشخاص لكنه لم يرَ قطّ شيئاً كهذا
وكأنه شعر بشدّة النظرة من الأعلى، ارتجف صاحب اليد قليلاً محاولاً سحبها
ابتلع لو جينآن ريقه
شعر وكأنه عالقٌ في جرةٍ مليئةٍ بالعسل، حلوٌة لدرجة أنه لا يستطيع تمييز الشرق من الغرب
مدّ يده كما لو كان ممسوس با شبح وأخذ الورد وأمسكها في آنٍ واحد
انبعثت رائحةٌ خفيفةٌ من طرف البتلات، وكان متأكداً أنها ليست من الوردة
انزاح كل الكآبة والانفعال في صدره وتصاعدت في صدره لعنةٌ لاذعةٌ وقابضة، لو استمرّ على هذا المنوال ليومٍ آخر، لشعر وكأنه عالقٌ في فخٍّ مميتٍ نصبه الله له ما إن يخطو فيه لن يتمكن من الفرار لكن عندما لامست يده تلك اللمسة الناعمة والرقيقة، انبهر بكل احتياطاته وتلاشىت كل همومه
أن زاحت نظراتة الحارقة عن تلك الورود ، ونظر إلى الأعلى ببطء
عكست عيناه مظهر ذلك الشخص
رسمت درجات الأبيض والأسود صورة نابضة بالحياة مثل لوحة حبر رتيبة ولكنها رائعة
كانت بوضوح “مراهقة”
مع ذالك كانت تأسر أي شخص يراها
كانت تحمل سلة من الورود ورموشها الطويلة ترفرف وشفتيها الورديتين مضمومتين برفق
أسر تباين شعرها الأسود وبشرتها البيضاء عيني لي زياو نظرة واحدة فقط وشعر وكأنه قد تم تسُمِّيمة
عيناها المضطربتان، والعطر الخافت الشبيه بالبراعم المنبعث منها، أزعجته مثل العاصفة متحدية أكثر من عشرين عامًا من ضبط النفس
بدت بريئة، لكنها بالنسبة له كانت كروح تلتهم أرواح الرجال، تأسرهم بنظرة واحدة. استطاعت أن تسرق قلبه وتقلبه ضده، وتجعلة ينبض له وحدها
ساد الصمت بينهما، واستطاع لي زياو سماع دقات قلبه المحمومة بوضوح أكبر مما أثار أعصابه وأجج عن كبريائة
يبدو أن نظراتة الحارقة و المباشر قد أخافتها لذى حاولت سحب يدها والاختباء
لكن يد الرجل لم تتركها
أمسكت يده القوية والحارة بيدها بإحكام، كما لو كانت كماشة، بقبضة قوية لم تكن ضغطة قاسية، بل… ضغطة غامضة…
ارتسمت على وجه لو جين آن الشاحب الجميل الذهول امتلأت عيناه الهادئتان عادةً تدريجيًا بفتنة عميقة ومهووسة، كما لو كان مخدرًا أمسك تلك البقعة الرقيقة دون وعي، كسحابة بيضاء
كان حلقه جافًا بشكل مؤلم، لي زياو فصيح السان
بدا الآن صامتًا، فاجأ اقترابه، وتنفسه السريع ران
كان رد فعل يان ران حادًا بعض الشيء، وارتجف جسدها بالكامل كان رد فعلها هو ما أعاد لي زياو إلى رشده الذي كاد يفقده
استعادت عينا الرجل صفاءهما تدريجيًا وخفّ الضغط على يديه تدريجيًا، ثم انسحب أخيرًا
أبقت اللمسة الرائعة بين أصابعه، إحساسًا غامرًا بالجشع
لكن عندما التقى با عيناها الحذرتان، شعر قلبه ككأس ماء حامض يغلي بالمرارة
حاول الرجل الأنيق إنقاذ صورته المتذبذبة بابتسامة رقيقة: “آسف، لقد فقدت رباطة جأشي”
هل يمكنني معرفة اسمك؟”
ظن أنه يكبح نفسه، لكن في الواقع، كاد الهوس المتلهف في عينيه أن يفيض، ويتدفق برعب نحوها
قرص الرجل ظهر يدها بقوة، تاركًا علامات حمراء تحمل هالة من الانحطاط والعنف… مغرية للمس
بدت خجولة جدًا عندما رأت الابتسامة على وجه الرجل انتابها خوف شديد لدرجة أن يديها ارتختا وسقطت جميع الزهور في السلة على الأرض لم تجرؤ على التقاطها أو حتى النظر إليها استدارت وأرادت الركض
كان لي زياو يعلم أكثر من أي شخص آخر أنه لا ينبغي له أن يوقفها في هذه اللحظة، لأنه إذا استمر في إزعاجها فسيكون ذلك تجاوزًا لحدود الناس العاديين
كان يعلم ذلك بوضوح، لكن جسده كان قد تفاعل أولًا
عانقها أحدهم من الخلف ، ولم يكن لديها حتى وقت للابتعاد قليلًا كانت معصماها مكبلتين بأغلال ساخنة وكان جسدها كله تحت سيطرة ذلك الشخص
“أنا آسف ، أدرك الرجل أنه مخطئ واعتذر فورًا كما لو كان يخشى أن تكرهه كان هذا على النقيض التام من
سلوكه المُصطنع والمنحرف كررها، مُلحّاً عليها بصوت أجشّ ولطيف: “أريد فقط أن أعرف اسمكِ
أخبريني…”
مع أن الطرف الآخر لم يُرِد إخباره باسمه، لكن فرق القوة بينهما كان كبيرًا جدًا، بذلت قصارى جهدها لجعلة
يفلت يدها
لكنها لم تفلح إلا في ترك خدوش خفيفة على ظهر يد الرجل، أدارت رأسها جانبًا في ذعر، وشعرها المُحبّر مُتدلٍّ أمام جبهتها كما لو كان على وشك البكاء من الخوف
لم تكن هذه نية لي زياو ، لم يُرد إخافة أحد
ما إن ارخى يده قليلًا حتى أ خفضت رأسها وعضتة بقوة في خضم ألم الرجل، تحررت من قبضتة وهربت مذعورًة
هذه المرة، لم يلاحقها لي زياو بل حدّق في آثار ألسنان الصغيرة على ظهر يده بنظرة فارغة
أنزل يده أخيرًا، وركب السيارة ووصل إلى العلية القديمة حيث ملأ عطر الشاي الجو
لم يفق من صدمته بعد. لم يشعر بمثل هذا الشعور من قبل وعقله لا يزال غارقًا في ذهول المشهد
ملامحها الرقيقة الشاحبة و تعبيرها المذعور، شكوكها كل حركة لها تردد صداها في ذهن لي زياو
كان مُدركًا تمامًا لوعيه المُتصاعد حتى الآن وهو يتذكر ذلك، كان تنفسه لا يزال مُضطربًا وفمه جافًا حتى بعد عدة رشفات من الشاي البارد لم يُطفئ العطش في حلقة
لكن هذه الثقة أصبحت مثار سخرية أمام غريب
إن أكثر ما يرعب المرء هو فقدان السيطرة على نفسه
وبينما كان لي زياو يحاول تهدئة قلقه و وصل الشخص الذي كان ينتظره
في البداية، لم يلاحظ وصولة حتى جلس الشخص مقابله امتلأ الهواء با رأئحة الشاي العطرية
مما أراح الناس
خلع الرجل الطويل ذو الرداء الأسود قبعته وكان وجهه الوسيم كئيبًا لدرجة أن الناس لم يجرؤوا على النظر إليه مباشرة
“ما بك؟” رأى جيان أن هناك خطبًا ما في لي زياو عبس ونظر إلى لي زياو من أعلى إلى أسفل
“…لا شيء.” سيطر لي زياو على تعابير وجهة وارتشف رشفة من الشاي ثم هدأ قليلاً
لم ينطق جيان با شيئ حتى رأى الوردة الحمراء على الطاولة، فسأله بتردد: هل تحب الورود؟”
سمع لي زياو كلماتة، فأخفض رأسه لا شعوريًا كانت الوردة الحمراء الزاهية تفوح منها رائحة نفاذة و بتلاتها ذابلة بعض الشيء وسقطت بعضها بالفعل لم تكن تبدو جميلة على الإطلاق بدت
كوردة ملتقطة من سلة مهملات في الشارع
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 6 - زهور ذابلة 2025-08-01
- 5 - هربت؟ 2025-07-31
- 4 - سأحافظ على جمالكِ 2025-07-31
- 3 - قتلها سهل 2025-07-31
- 2 - «تعبيرك يخبرني أنك تائه» 2025-07-31
- 1 - البداية «العالم لاول» 2025-07-31
التعليقات لهذا الفصل " 6"