⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
«أقدّم تحيّتي إلى سموّ وليّة العهد، شمس الإمبراطوريّة.»
«أوه.»
ابتسمت إلويس للرجل بابتسامة ماكرة.
«لم أتوقّع أن ألتقي بك في حفل عائلي كهذا. من الصعب أن أصدّق أن لك صلة بفيكونتية أدين. هل تسلّلت باسمٍ مستعار؟»
«أدخلني صديق جديد لي بصفته مرافِقًا له. أشعر ببعض الذنب تجاه الفيكونتيسة، مع ذلك.»
«ألديك كلّ هذا العدد من الأصدقاء بالفعل؟»
«أسبوعان أكثر من كافيين. أنا بارع في كسب الأصدقاء.»
«ستغضب الفيكونتيسة كثيرًا إن علمت.»
«إن لم تنادِني سموّك باسمي، فلن يعرف أحد.»
«حسنًا، قد يكون بين ضيوف الليلة مَن حضر بدعوة فقط من أجل لقائي، فلا أحد يعلم.»
«أتمنى فقط أن يبقى السرّ مخفيًّا حتى نهاية هذه الليلة.»
ابتسمت إلويس. لم يبدو الأمر صعبًا عليها.
«سيكون الأمر بخير طالما يُخفى إلى حين رقصي معك.»
«هاها.»
ابتسمت إلويس بمرح للرجل الذي مدّ يده بثقة.
هذا الأمير القادم من مملكة إيميل الجنوبيّة كان قد زار العاصمة قبل أسبوعين.
لم يكن مبعوثًا رسميًا، بل جاء بصفة غير رسمية، بدعوة شخصية من الدوق رياجان. وبما أنّ زيارته كانت باسم مستعار، لم يُقم له أيّ حفل استقبال رسمي.
ومع ذلك، كان من المستحيل على الإمبراطور أو إلويس ألّا يعلما بوجوده. فهي نفسها قد طُلِب منها من قِبل بافل أن تنتبه إليه.
ما الذي يأمل تحقيقه من هذه الزيارة لم يكن واضحًا بعد. ادّعى أنّ غايته توسيع معارفه وبناء علاقات، لكن العديد من مقرّبي البلاط كانوا يشتبهون بوقوع اضطرابات داخل الأسرة الملكية في إيميل، وأنه جاء ليتوارى لبعض الوقت.
إلويس لم تستبعد هذه الفرضية تمامًا. كان صحيحًا أنّ العائلة الملكية تعيش اضطرابًا منذ أن تزوّج الملك ثانية. لكنّها وجدت من الصعب تصديق أنّ رجلًا طموحًا مثله قد يهرب لمثل هذا السبب.
ولمّا لم تمدّ إلويس يدها، تظاهر الرجل بخيبة أمل، تاركًا يده تسقط.
«لا تُظهِر ذلك الوجه المتحسّر. لقد جئتُ بأختي الصغيرة لأعلّمها عن الحفلات، ولو أمسكتُ بيد رجل وسيم ورحلت، لكانت قلقت.»
قالت ذلك، ثمّ أومأت نحو أرتيزيا التي كانت واقفة خلفها بخطوة.
«هذه أرتيزيا من مركيزية روزان. إنّها بمثابة أخت صغرى لي.»
«سُررت بلقائك يا ليدي روزان. بما أنّي سمعت عنك كثيرًا من الدوق رياجان، لا أشعر بأنك غريبة. يُدعى اسمي أُدوال.»
«إنه اسم مستعار يستخدمه. إنّه الأمير كادريول من إيميل.»
أضافت إلويس هامسةً. ارتبكت أرتيزيا سريعًا وانحنت برأسها. كانت قد خمّنت أنه من الجنوب بسبب بشرته المسمرة تحت الشمس، لكنها لم تتخيّل قط أنّه أمير أجنبي.
«إنّه لشرف لي لقاؤك. لقد سمعت أيضًا عن الأمير من الدوق رياجان.»
«أرجوكِ لا تدعيني بهذا اللقب، سيدتي. هذه زيارة غير رسمية. فقط ناديني أُدوال.»
«نعم.»
أجابت أرتيزيا بحذر. ابتسمت إلويس وسألت:
«أُدوال، أفترض أنّك واثق من مهارتك في الرقص؟»
«أنا جريء بما يكفي لأمدّ يدي أمام سموّك.»
«إذن هذا جيد.»
وكأنها تطلب خدمة، خطت إلويس بخفّة باتجاه كادريول وأومأت كما لو كانت تطلب من أرتيزيا أن ترقص معه. ابتسم كادريول، وبالإيماءة الأنيقة ذاتها، مدّ يده نحو أرتيزيا.
«هل تمنحينني شرف رقصة؟»
وبما أنها لم تألف الحفلات كثيرًا، ترددت أرتيزيا لحظة ثم أمسكت يده بحذر.
لقد حضرت بعض الحفلات التي بها رقص، لكنها كانت عادةً ترقص مع شريكها سيدريك، أو مع بافل على الأكثر. وهذه أول مرة ترقص مع شخص غريب تمامًا.
«لا داعي لتوترِك. لن أدوس على قدميك.»
«أنا فقط لست بارعة في الرقص.»
شعر كادريول بإحساس غريب وهو ينظر إلى الفتاة المتوترة.
لقد كان يعرفها. ورغم أنهما لم يلتقيا كثيرًا، فقد ربطته صداقة متينة ببافل. وقد سمع عنه مرارًا أنّ هذه الفتاة بريئة لكنها ذكية. بل إنّ بافل كان يتحدّث عنها بفخر أحيانًا.
قد تكون الثانية غير مؤكدة بعد، لكن الأولى واضحة تمامًا.
لكن، حتى وإن كان بافل قد بالغ بسبب تحيّزه، فذلك لم يهمّ كادريول. فقد جاء إلى الحفل اليوم أساسًا لمقابلة إلويس.
أرتيزيا كانت إضافة لطيفة. لن يضرّه أن يقيم صلةً مع دوقة إيفرون المستقبلية، القريبة من أبناء الإمبراطور.
والذكاء له أشكال كثيرة. أن تكون عالِمًا، أو تبرع في المجالس، أو تتحلّى بالحنكة السياسية، كلها مهارات مختلفة تمامًا.
سيكون مزعجًا إن وقعت في حبّي، مع ذلك.
تمتم بذلك بينه وبين نفسه مع ابتسامة، وقاد أرتيزيا برشاقة في الرقصة.
ورغم أنّ كادريول كان يرتدي قفّازات، فإن أرتيزيا لم تستطع ألّا تشعر بوجود يده على ظهرها، ولم تستطع أن تتجاهل الإحساس تمامًا.
جزء من ذهنها كان منشغلاً بالهواء البارد الذي يلامس ظهرها، وجزء آخر بالتأكّد من ألّا تخطئ خطواتها، وجزء ثالث بالمحافظة على محادثة لائقة مع شريكها. كانت حذرة إلى حدّ أنها فقدت بعضًا من هدوئها المعتاد.
«أظن أنّ سبب قدوم سموّك إلى العاصمة هو البحث عن تاجر موثوق؟»
«ولمَ تظنّين ذلك؟»
كان يجدر بكادريول أن يلفت نظرها إلى خطئها في المخاطبة، لكن فضوله قد أثارته كلماتها، فسألها بنظرة متحيّرة. لقد مضى على وجوده في المدينة أسبوعان فقط، وقد ركّز خلالهما على مخالطة الناس.
لم يكن ممكنًا لهذه الفتاة أن تعرف عن أنشطته، وحتى إن كانت تعلم، فما زال الوقت مبكرًا جدًا للحكم.
لكن أرتيزيا أجابت بهدوء، رغم أن تركيزها كان منصبًا على خطواتها أكثر من وجهها:
«لو جئتَ لاتفاق سياسي، لما كانت سموّ إلويس لتتصرّف معك بهذه الألفة. لا يمكنك أن تترك مملكتك في وقت سياسي مهم كهذا، لذا يبدو أنّ لديك مسألة عملية أخرى. وبما أنّك لا تستطيع إدارة شؤون إيميل وأنت في الإمبراطورية، فقد ظننتُ أنّك تبحث عن شخص ما.»
«همم. يبدو هذا منطقيًا. لكن لماذا تاجر؟»
«ما لم تُحرّك قوّات عسكرية، فإن الشيء الوحيد الذي يمكن لإيميل فعله عبر البحار الجنوبية هو التجارة. كما أنّ مملكة إيانز أقرب إلى الملكة من الأمير… آه، أعتذر. لقد أخطأت في مخاطبتك مرة أخرى.»
وأخيرًا التقت عيناها بعينيه. كانت زرقاوَتاها الصافيتان تتلألآن بضوءٍ مشرق.
كانت الرقصة تصل إلى نهايتها. أراد كادريول سماع المزيد من تفسيرها القصير المثير للاهتمام، لكنه بدافع اللباقة، ساعدها على إنهاء الرقصة برشاقة في وقفة جميلة.
ثم تراجع خطوة، فانحنت أرتيزيا انحناءة أنيقة. رافقها كادريول خارج أرضية الرقص.
كان بعض الشبّان الوسيمين قد تجمعوا حول إلويس. عادةً، كان كادريول سيتراجع لينضمّ إليهم، بعد أن أبدى مجاملته لأرتيزيا. لكن هذه المرّة لم تكن لديه تلك النيّة.
لقد أراد التحدث مع هذه الفتاة. أراد أن يحادثها وهي مركّزة بالكامل عليه، لا مشغولة بأفكار أخرى.
أخذ كأسين من الشمبانيا من صينية خادمٍ مارّ، قاصدًا أن يقدّم أحدهما لأرتيزيا.
لكن قبل أن يفعل، امتدّت يد من خلف أرتيزيا، حاجبةً الكأس قليلًا، وأُخذ بسرعة.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 77"