⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
عمّت الفوضى في مقرّ دوق إفرون الأكبر حين أعاد كلّ من ليسيا وألفونس الخادم المصاب.
“ما الذي يجري هنا بحق السماء؟”
أسرع الحراس واقتربوا ليساعدوا الخادم المصاب على النزول من العربة بحذر، بينما جاء الخدم بحمالة.
كان وجه ليسيا شاحباً وهي تتبعهم نحو قاعة العلاج. ورغم أنّها لم تذرف الدموع، بدا جلياً أنّها لم تستطع التحكم بعواطفها؛ إذ بدت محطّمة تماماً، وكأنها حتى عاجزة عن البكاء.
“لا تقلقي. ليست هناك عظام مكسورة، ولا تمزق في العضلات الكبرى. بعد بعض العلاج والراحة، سيشفى.”
لم يكن هناك خطر على حياته، ولا احتمال لإصابة دائمة. صحيح أنّ شدّة الإصابة تسببت بصدمة نفسية، إلا أنّ ألفونس كان واثقاً أنّ الراحة الكافية ستعيد الأمور إلى نصابها.
بدا أنّ كلماته ساعدتها على الهدوء، وبعد أن أخذت أنفاساً عميقة متتالية، صَفعت ليسيا وجنتيها بيديها بخفة.
“أنا آسفة.”
“آسفة؟ لقد كنتِ خائفة فقط، أليس كذلك؟”
شعر ألفونس بالندم لأنه لم يُفكّر جيداً. لقد أخذ ليسيا إلى مقاطعة روزان دون تفكير عميق، ولم يتخيل مطلقاً أنها ستشهد مثل هذا الفعل العنيف.
عضّت ليسيا شفتها السفلى حتى شحبت.
“هل… هل كانت الليدي تيا تعرف بشأن هذا؟”
“لا أعلم…”
لكن ألفونس كان يظن أنّها تعرف. فبالنظر إلى تصرّفات لورنس، بدا من المستبعد أن يكون قد تكتّم أمام شقيقته. قبل خمس سنوات ربما كان صغيراً جداً ليرتكب فعلاً بهذه القسوة، لكن…
وكانت ليسيا تعرف الإجابة أيضاً. إذ بدأت الدموع تنهمر من عينيها.
تنهد ألفونس وأخرج منديله وقدمه لها. مسحت ليسيا عينيها به، لكن دموعها استمرت في الانهمار، فدفنت وجهها في المنديل وقالت بصوت متهدّج:
“هذا فظيع للغاية. كيف يمكن لإنسان أن يفعل ذلك بإنسان آخر…؟”
لو أنّ لورنس ضرب أحدهم بعد شجار، لكانت ليسيا قادرة على التغاضي عن الأمر. حتى لو انفجر غضباً، لما بدا الأمر مرعباً بهذا الشكل.
لكنّه تصرّف كما لو أنّ شيئاً لم يكن. بل ابتسم بخفة وكأنّه يستمتع، وتحدث معها ببرود بعد فعله وكأنّ اكتشاف أمره لا يهم.
لقد كان الأمر مرعباً. لم تكن ليسيا صغيرة جداً على تقبّل وجود شخص على هذه الشاكلة.
“أنا… عليّ أن أخبر اللورد سيد.”
“صحيح.”
تنهد ألفونس. كان يعلم أن الأمر لن يُحل بهذه البساطة، لكن لم يكن ممكناً أن تُدير ليسيا ظهرها لما حدث، على الأقل كان هناك شاهد.
وفي هذه الأثناء، كان سيدريك في غرفة جلوس بافيل، وبرفقته غراهام.
لم يكن من المعتاد أن يجتمع الأربعة، بمن فيهم سيدريك، معاً حين يكون أبناء الإمبراطورة الثلاثة في مكان واحد. وكان من الأندر أن يتواجد ثلاثة منهم فقط في القصر الإمبراطوري في وضح النهار.
عادةً ما كان سيدريك يقضي معظم وقته مع بافيل، بينما كانت مناقشات شؤون إفرون تجري مع إلويس.
لم يكن سيدريك يتوقع وجود غراهام اليوم. فشعر ببعض الدهشة.
“ظننت أنّك ستكون مشغولاً للغاية.”
“لستُ مشغولاً إلى الحد الذي يمنعني من رؤية إخوتي.”
قال غراهام هذا بوجه هادئ، لكن سيدريك أدرك أنه لم يكن مرتاحاً تماماً.
فقد تولّى غراهام مؤخراً منصب المفتش العام الغربي بصفته دوق ألتين الأكبر. كانت المسؤولية جسيمة على شاب في أوائل العشرينات، إضافةً إلى التحديات السياسية المصاحبة.
ولم يكن الإمبراطور غريغور هو من قرر إرساله إلى الغرب، بل إلويس نفسها.
وقد سمع سيدريك هذا منها مباشرة:
[سألني الإمبراطور ثلاث مرات. يتساءل إن كان هناك هدف آخر خلف إرساله إلى الغرب.]
[سلطة الليدي إلويس متينة. هل يظنّ الإمبراطور أنّك تحاولين التخلّص من منافسيك؟]
[أنت فطن لسنّك، أيها الشاب ذو الثمانية عشر عاماً. يمكنني أن أجعلك تحضر اجتماعات مجلس الوزراء حالاً.]
بدت إلويس راضية وهي تنظر إليه.
[المخاوف الأساسية لديهم هي هذه. لكنني متأكدة أنهم قلقون أيضاً من العكس.]
[إن تمكن من توحيد قوات الغرب، سيملك قوة هائلة. وهذا قد يقلق الإمبراطور، خصوصاً لو كان غراهام هو من فعلها.]
فالعرش المطلق لا يمكن أن يكون إلا لشخص واحد. وسيدخل الإمبراطور ووليّ عهده الراشد حتماً في منافسة. وقد ازداد التوتر، خاصة وأن العلاقة بين الإمبراطور والإمبراطورة لم تكن وديّة تماماً.
إن استطاع غراهام أن يوحّد جيش الغرب تحت راية قوية، ثم تحالف مع رياغان لدعم إلويس، فقد يخشى الإمبراطور غريغور أن تهتز سلطته. لا سيما أنّ غراهام لم يكن يحب والده أساساً.
وفي الوقت نفسه، كان قد يقلق من أنّ غراهام، بعد أن تصبح إلويس إمبراطورة، قد يستخدم ذلك الأساس ليهدد حكمها.
كما أنّ حياته نفسها قد تكون عرضة للخطر في تلك العملية.
ابتسم سيدريك بسخرية وقد نأى بنفسه قليلاً عن تلك القضايا.
[الإمبراطور يحمل هموماً كثيرة بلا شك.]
[وما رأيك أنت؟]
[أنا؟]
[هل تظنّ أنني أحاول التخلص من غراهام مسبقاً؟]
فكّر سيدريك قليلاً، ثم هزّ رأسه.
[لا أظنّ أنّ الليدي إلويس قد تتورط في أمور قذرة كهذه، كما أنّني لا أعتقد أنّ شقيقي غراهام سيغدو لاعباً سياسياً إلى هذا الحد.]
[صحيح. إن كان ثمة ما يهددني فهو أنت، لا غراهام.]
[رجاءً لا تقولي أموراً مخيفة كهذه.]
[أنا لا أمزح. طموحك أن تجعل الشمال مزدهراً، وهذا لا يتعارض مع رغباتي.]
قالت إلويس وهي تحدّق بخريطة الإمبراطورية المعلّقة على جدار مكتبها:
[الغرب بلا سلطة سياسية تُذكر. والشرق مليء بالفصائل المتناحرة، وهناك عمي رويغار. أما الشمال ففيه أنت، والجنوب سيكون تحت تأثير بافيل عبر أسرة رياغان.]
[نعم.]
[أريد أن تصل السلطة الإمبراطورية إلى كل ركن من أركان الإمبراطورية. ولحسن الحظ لدينا دوق أكبر شاب مفعم بالطاقة لا يشغله عمل، فمن المنطقي أن نرسله، أليس كذلك؟]
ابتسم سيدريك. إن فكرة نشر السلطة الإمبراطورية عبر الإمبراطورية كانت أمراً لا تستطيع فعله إلا إلويس، بصفتها الوريثة الشرعية دون نزاع على العرش. أما لو كان الأمر مختلفاً، لكان عليها أن تزيل أي منافسين محتملين لتأمين العرش.
[إن لم نتمكن من حلّ مشكلة موجة الوحوش، فلن يكون لأي شيء آخر قيمة.]
[ولكي نحلها، علينا أن نزرع البذور أولاً. غراهام مباشر، لكنه نزيه. سيكون عيناي هناك.]
[نعم.]
أومأ سيدريك، وإن كان لم يفهم تماماً لمَ تخبره إلويس بكل هذا.
ثم ابتسمت إلويس.
[قدّم بعض النصائح لغراهام.]
[أنا؟]
[رؤيتك أشمل بكثير من رؤيته. في حديثنا الأخير، بدوت كأنك فكرت ملياً في مشاكل الغرب.]
أدرك سيدريك كم مضى على ذلك النقاش. كان الحديث عن أنّ الغرب، بما أنه ينتج الحبوب، يرتبط حتماً بمشاكل الموارد في الشمال. ويبدو أنّ إلويس لم تنسَ ذلك.
[لكن شقيقي غراهام لن يصغي إلى نصيحة أخ أصغر.]
[إن علم أنّ أخاه الأصغر قد أجهد فكره لمساعدته، فسيصغي، ولو بدافع المودة.]
لم يسعه إلا أن يبتسم بمرارة.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 63"