⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
كان لورانس يكره بافيل.
لقد كرهه أكثر حتى من سيدريك أو غراهام. كان بافيل أحمق وساذجًا. المجموعتان اللتان كانا ينتميان إليهما كانتا تكرهان بعضهما البعض. الإمبراطور غريغور كان قد لمح في وقت ما، بشكل غير مباشر، أنه بما أنهما متقاربان في السن، فعليهما أن يحاولا التفاهم، لكن ذلك لم يكن ليحدث أبدًا.
مع ذلك، لم يكن لورانس لا يزال صبيانيًا لدرجة أن يُظهر مشاعره علنًا، لذا سرعان ما استعاد هدوءه.
“طاب مساؤك، الأمير بافيل.”
عندما كانا أصغر سنًا، كان يتحدث إليه بحرية أكبر، لكن لم يعد بإمكانه فعل ذلك الآن. رغم أن بافيل لم يرث لقبه رسميًا بعد، إلا أن بلوغهما السابعة عشرة والثامنة عشرة يعني أنهما في سن يجب فيه التصرف بنضج.
“مر وقت طويل، لورانس.”
أجاب بافيل ببساطة، رغم أن لورانس خاطبه بلقب رسمي. ورغم أنهما إخوة غير أشقاء، لم تكن هناك حاجة للتصرف كالأشقاء.
نظرت أرتيزيا بين لورانس وبافيل وليسيا بقلق. فأومأ لها بافيل بعينيه مطمئنًا أن كل شيء على ما يرام.
لم يكن بافيل يحب لورانس، لكنه لم يكن ليتسبب بمشاجرة. لقد نزل فقط من العربة لحماية أرتيزيا وليسيا.
ألقى لورانس نظرة حانقة على ليسيا قبل أن يعيد نظره إلى بافيل. كان منزعجًا بوضوح.
لقد عاد من ضيعة الكونت إيسون خصيصًا لرؤية ليسيا. وحين لم يجدها في المنزل، شعر بالانزعاج بالفعل. والآن، ها هو يواجه هذا التدخل المفاجئ.
كان يزعجه أن بافيل، رغم علاقته الوثيقة بسيدريك وزياراته المتكررة، كان قريبًا من ليسيا لدرجة أن يأخذها بنفسه في نزهة.
كما أزعجه أن يرى ليسيا، التي كانت متوترة وغير مرتاحة في حضوره، تبتسم الآن بسعادة. لم يكن يريدها أن تشعر بالراحة تجاهه، لكنه لم يكن يريدها أن تكون مرتاحة مع بافيل أيضًا.
حين وقعت عيناه عليها، انكمشت ليسيا قليلاً. فأشار بافيل لسائقه بتحريك العربة، ثم قال بهدوء للورانس:
“لا داعي للتردد بسببي. كنتَ على وشك المغادرة، أليس كذلك؟”
“سموك، ألم تكن تنوي فقط إيصال ليسيا والرحيل؟”
“غيرت رأيي.”
“…”
اشتدّ بريق الغضب في عيني لورانس، لكن بافيل لم يهتم.
كان يعلم أن سيدريك كان دائم القلق من ترك أرتيزيا وليسيا وحدهما مع لورانس، ولم يكن بافيل يفهم السبب في البداية، لكنه بات يدركه الآن. ليسيا بدت كجرو خائف، خائف من التعرض للأذى.
تدخّلت أرتيزيا بسرعة:
“سأودّعه. يمكنك الدخول، أخي بافيل.”
“لا بأس. مر وقت منذ رأيت لورانس. يجب أن أودّعه على الأقل. تفضلي بالدخول.”
وصلت عربة لورانس إلى المكان الفارغ.
شعر بعدم ارتياح، كما لو أنه طُرد رغم أنه هو من قال إنه سيرحل.
لم يتمكن حتى من توديع ليسيا بشكل لائق. وحين نظر إليها، خفضت عينيها.
كان زرع الخوف في الآخرين أحد الأمور التي كان لورانس يستمتع بها، لكن المتعة تتلاشى حين لا يملك السيطرة الكاملة.
كان على وشك أن يناديها، لكنه تراجع. بافيل هو من يملك زمام الموقف الآن. وبما أن العربة تنتظره، لم يكن أمامه خيار سوى الرحيل.
وحين استدار، نادته أرتيزيا:
“أخي.”
“ماذا؟”
“أمم…”
جمعت أرتيزيا يديها أمام صدرها بإحكام. كان جسدها متوترًا بالكامل، لكنها كانت تعلم أن عليها قول ما في قلبها.
“رجاءً، لا تأتِ إلى هنا دون سابق إنذار مجددًا.”
م.م: برافو تيا 👏👏👏👏
الأمر لم يكن يهمها شخصيًا. زيارات لورانس لم تؤثر عليها كثيرًا. كل ما كان يفعله هو شرب الشاي، والدردشة قليلًا، ثم المغادرة.
لكن ليسيا كانت مختلفة. أرتيزيا لم تكن غافلة عن أن لورانس يستخدمها كذريعة لرؤية ليسيا.
لو كانت هي الهدف، لتحملت الأمر بصمت. لكن اهتمامه لم يكن بها… بل بليسيا.
كانت قادرة على رؤية وضع الآخرين بوضوح أكثر من وضعها الشخصي. أرتيزيا تعلم أن لورانس يحب رؤية الدماء، وأدركت الآن أن ما كان يفعله في صغره لم يكن طبيعيًا.
فهمت أيضًا لماذا كان سيدريك دائمًا موجودًا عندما يأتي لورانس. والآن، في غيابه، عرفت أنها هي من يجب أن تحمي ليسيا. لكنها شعرت أنها أصبحت ذريعة.
نظر لورانس إليها بدهشة خفيفة، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة.
“أمي كانت على حق.”
“ماذا؟ ماذا تعني؟”
“قالت إنك ترين العائلة الآن كأنها قمامة لا فائدة منها. فهمت الآن.”
شحب وجه أرتيزيا. شعر لورانس برضا لرؤيتها على هذا الحال لأول مرة.
لم يكن يهتم لمشاعرها. لم يكن يرى أي قيمة في “العائلة” التي تحدثت عنها ميلايرا.
السبب الوحيد لقوله ذلك كان معرفته بأنها الكلمات التي ستؤلمها أكثر من غيرها.
“مهلاً!”
رفع بافيل صوته، لكن لورانس تجاهل صراخه وأغلق الباب خلفه.
تردد السائق، لكنه تحرك بعد أن جاءه أمر من داخل العربة.
ترنحت أرتيزيا قليلًا، فسارعت ليسيا إلى دعمها. نظر بافيل بقلق إلى وجهها.
أغمضت عينيها للحظة، ثم تنفّست، واحمرّت عيناها، لكنها لم تبكِ.
“أنا بخير.”
“ليدي تيا… إن كان هذا بسببي…”
“ليس بسببيك. حقًا، أنا بخير. من الوقاحة أن يأتي أحد دون موعد. لم أقل إنني لن أقابله مجددًا.”
قالت بصوت مبحوح قليلاً، لكنها بدت حازمة.
شعر بافيل بالارتباك وهو يتذكّر كلمات سيدريك:
“لا يمكنك قطع صلتك بالعائلة وحدك.”
“مع ذلك، كان ذلك الوغد وقحًا للغاية. لماذا يقول كلامًا كهذا؟”
قال متظاهراً بالتمتمة بينما يربّت بلطف على رأس أرتيزيا.
“عينا صغيرتنا تحولت لعيني أرنب فعلاً. ربما كان عليّ أن أضربه.”
“لا يجب أن تتقاتلوا.”
هزّت أرتيزيا رأسها بسرعة، فتابع بافيل وكأنه لم يسمع:
“إذا حصل شيء يستدعي ضربه، أخبريني. وأنتِ أيضًا يا ليسيا.”
“حسنًا.”
ابتسمت ليسيا كأنها اعتبرت الأمر مزحة وأجابت.
لكن أرتيزيا لم تتمالك نفسها أكثر، فدخلت المنزل مسرعة.
عندها فقط التفتت ليسيا إلى بافيل، وقالت بصدق:
“شكرًا لك.”
“لأنني أوصلتك؟ لماذا الآن؟”
“فقط… لأكون صريحة، لم أكن أريد أن أرى اللورد لورانس.”
“هل هو بهذا السوء؟ هل أزعجك كثيرًا؟”
“ليس كثيرًا. لكن… الأمر غير مريح من نواحٍ كثيرة.”
“لم أكن أمزح عندما قلت أن تخبريني إذا احتجتِ لضربه.”
قال بافيل بجدية، فضحكت ليسيا:
“سأتذكر ذلك بالتأكيد.”
“لا تنسي.”
ثم بدأ يتجه نحو القصر، فسألته ليسيا بدهشة:
“ألن تعود؟”
“سأذهب لرؤية سيدريك. ما الذي يشغله لهذه الدرجة؟”
“لا أعلم بالضبط، لكن الفرسان كانوا يتحدثون عن أمر ما يحدث في إيفرون.”
عقد بافيل حاجبيه. فرغم أنه وسيدريك في نفس السن تقريبًا، إلا أن سيدريك كان يحكم دوقية إيفرون فعليًا، في حين ما زال بافيل مجرد وريث.
ومع ذلك، كان عازمًا على الحديث معه اليوم.
تابع طريقه نحو القصر، ولا يزال الغضب يتملكه.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 58"