الحلقة 197 – الخاتمة

 

اختفى الشيطان الذي كاد أن يهبط على هذه الأرض.  

 

 

أغلق الصدع، وتلاشت الطاقة الشيطانية التي تسربت إلى الأرض تمامًا.  

 

 

كان هذا النهاية الكاملة حقًا.  

 

 

تولى إيرين مسؤولية تسوية الأمور المتعلقة بحفل الخطوبة الذي سيُسجل في التاريخ.  

 

 

لأن نوكتيرن سجن الكاردينال الذي استدعى الشيطان إلى الأرض والإمبراطور الذي تجاهل ذلك على علم به.  

 

 

“حتى مع تولي سمو ولي العهد كل شيء، أشعر بعدم الارتياح. فكر في الأمر، ألم يكن ولي العهد هو من جلب الشيطان إلى العاصمة في المقام الأول؟”  

 

 

بالطبع، كان هناك من أعرب عن عدم ثقته بهذه الطريقة.  

 

 

“يا لها من كلمات خطيرة! ألم ترَ كيف تعامل سمو ولي العهد مع كل تلك الوحوش وساعد في إجلاء الناس حتى النهاية؟”  

 

 

“حسنًا، هذا صحيح، لكن…”  

 

 

“وعلاوة على ذلك، لو كان سمو ولي العهد قد خضع حقًا لإغراء الشيطان، لما قام باستبدال القطعة المقدسة.”  

 

 

ضيق رجل يتحدث بنبرة نفاد الصبر عينيه.  

 

 

“وأنت، ألم تمدح ذلك الشيطان وتصفه بالقديسة؟”  

 

 

“حسنًا، حسنًا، فهمت!”  

 

 

وهكذا، تلاشت ادعاءات البعض بسرعة بفضل أولئك الذين شاهدوا بطولات ولي العهد.  

 

 

في الواقع، كان يجب على شخص ما أن يتحمل مسؤولية هذا الحدث الضخم، ولم يكن هناك من هو أكثر ملاءمة من إيرين.

 

 قضايا استمرارية العائلة الملكية والخلافة جاءت لاحقًا.  

 

 

لكن بالنسبة للناس، لم يكن هذا هو المهم.  

 

 

في إحدى القصور الأرستقراطية، خلال جلسة شاي خفيفة، فتحت إحدى النبيلات فمها.  

 

 

“بالمناسبة، لا يزال الأمر مذهلاً عند التفكير فيه. أميرة بيريجرين هي القديسة!”  

 

 

كان الاكتشاف أن دافني هي القديسة التي طالما بحث عنها الناس.  

 

 

“بما أنها تتحكم بالتنين، فهي ليست قديسة بل حاكمة. التنين لا يطيع إلا كلام حاكمة .”  

 

 

“كلامك صحيح.”  

 

 

“لكن… لماذا لم تكشف الأميرة عن هذا الأمر؟”  

 

 

تمتم أحدهم بتعجب. في تلك اللحظة، سُمع سعال من مكان ما. التفتت الأنظار إلى مصدر الصوت.  

 

 

كانت يورينا سيريويغ، التي لا تحضر عادةً مثل هذه التجمعات.  

 

 

في الحقيقة، لم تكن تحب الجلوس لشرب الشاي والثرثرة.  

 

 

‘لكن لنشر الإشاعات، يجب أن أفعل هذا على الأقل.’  

 

 

سعلت يورينا وسألت بنبرة خافتة:  

 

 

“في الحقيقة، سمعت شيئًا…”  

 

 

 

بنبرتها الحذرة وصوتها المنخفض، أدركت النبيلات غريزيًا أن الأمر مثير.  

 

 

بالطبع، رتّبن تعابيرهن حتى لا يبدون متحمسات أكثر من اللازم، خشية أن تتهرب يورينا من الحديث.  

 

 

“هم، ما هذا؟”  

 

 

عندما استعدت الجميع للاستماع، قالت يورينا كأنها انتظرت هذه اللحظة:  

 

 

“لم يُعلن هذا رسميًا بعد، لكن يقال إنهم زرعوا شيطانًا في جسد الأميرة وهي صغيرة في المعبد.”  

 

 

“ماذا؟ يعني أنهم كانوا يعرفون أن الأميرة هي حاكمة منذ البداية!”  

 

 

امتلأت وجوه الجميع بالصدمة. واصلت يورينا بهدوء. 

 

 

“نعم. لكن هل تعتقد أن بيريجرين ستستمع للمعبد؟ يبدو أنهم استهدفوها عمدًا عندما كانت وحيدة. أتذكرون؟ بعد حادثة التسمم، هدأت الأميرة فجأة. عندها ماتت روح الشيطان، وعادت الأميرة الحقيقية إلى جسدها.”  

 

 

في الحقيقة، لم يكن هذا تخمينًا بل حقيقة. كان من المفترض أن يُكشف يومًا ما…  

 

 

“يجب أن نمنع بقايا المعبد من قطع ذيولهم.” 

 

 

كانت خطة دافني أن تجعل الناس يعرفون قبل الإعلان الرسمي.  

 

 

‘لا أعرف لماذا يجب أن أتبع رغبة الأميرة…’  

 

 

“أرجوكِ، يورينا. بيننا، يمكنكِ فعل هذا على الأقل، أليس كذلك؟”  

 

 

مع هذا الطلب، لم يكن هناك سبب لرفضه.

 فكرت يورينا بتأنق وهي تميل كوب الشاي.  

كما خططت، أذهلت النبيلات.  

 

 

“الآن فهمت. لهذا كان الشيطان مهووسًا بالقديسة.”  

 

 

“لقد ارتكبوا مثل هذا الفعل الشنيع ضد الأميرة الصغيرة، ومع ذلك تظاهروا بأنهم وكلاء حاكم بوقاحة. المعبد حقًا وقح.”  

 

 

 

هزّت النبيلات رؤوسهن بنفور، ثم قلن:  

 

 

“كم عانت الأميرة؟ لم تستطع حتى القول إن جسدها هو جسدها…”  

 

 

“لهذا أوكلت توفير العلاج للطلاب، أليس كذلك؟ خوفًا من أن يصبح اسمها عبئًا على الآخرين.”  

 

 

في الحقيقة، كانت تستخدم العلاج للترويج للصالون، لكن لم يكن أحد يعرف ذلك.  

 

 

“هم، بالمناسبة، أليس المقر الرئيسي لأرتميس الذي افتتحته الأميرة قريبًا من هنا؟”  

 

 

“هل نذهب معًا لاحقًا؟ لدي صالون أذهب إليه عادةً، لكن زيارة مكان جديد قد تكون ممتعة.”  

 

 

“فكرة جيدة.”  

 

 

في تلك الظهيرة، التقت النبيلات في مقر أرتميس الرئيسي.  

 

 

كان الموقف محرجًا قليلاً، لكن على أي حال، ظل أرتميس مزدحمًا كالعادة.  

 

 

**  

 

 

في فترة ما بعد الظهر الهادئة، التي لا تصدق أن شيطانًا كاد أن يهبط، في حديقة قصر بيريجرين.  

 

 

على عكس الجو الهادئ، كان هناك توتر غريب في الحديقة. ابتلع التوأمان، اللذان التصقا بجانبي، لعابهما.  

 

 

أمسك خال سيان و خالة ليفنيل بأيدي بعضهما، مشددين قبضتهما على المنديل في اليد الأخرى.  

 

 

أعلن دوق بيريجرين، الذي كان ينظر إلى النتائج بجدية، بوجه متصلب 

 

 

“…يبدو أن كل شيء على ما يرام.”  

 

 

تنفس بقية العائلة الصعداء.  

 

 

كان الدوق يحمل تقرير الفحص.  

 

 

قبل أيام، بعد القضاء على الشيطان، جمع الدوق أشهر الأطباء في العاصمة لفحص جسدي.  

 

 

طبيب لشخص يملك القوة مقدسة؟ كان مزيجًا غريبًا، لكن العائلة أصرت، ولم يكن لدي خيار سوى الاستسلام.  

 

 

“هذا جيد، أختي، أليس كذلك؟”  

 

 

“نعم؟”  

 

 

“نعم، هذا صحيح.”  

 

 

داعبت رأسي التوأمين المشتعلين بالحماس.  

 

 

في الحقيقة، كنت متعبة قليلاً بسبب التوأمين اللذين لم ينفصلا عني منذ أيام، لكنني قررت عدم قول شيء.  

 

 

“الحمد لله، دافني.”  

 

 

ضحكت كاترين، التي كانت تنظر إلينا بحنان. 

 

 

كنت أتناول الشاي مع كاترين كعربون شكر على مساعدتها منذ أيام ريغارتا.  

 

 

لكن فجأة وصل تقرير فحصي، مما ربما أربك كاترين.  

 

 

“آسفة، كاترين. هذا فجأة…”  

 

 

“لا، لا بأس. أنا سعيدة لمعرفة أنكِ بخير، فقد ارتاح قلبي.”  

 

 

ابتسمت كاترين بلطف ونظرت حولها.  

 

 

من التوأمين اللذين يتجادلان على أنني أختهما، إلى خال سيان الذي كان يذرف الدموع، و الخالة ليفنيل التي تمسح دموعه بمنديل، وصولاً إلى لياس والدوق اللذين يراجعان التقرير بجدية…  

 

 

ابتسمت كاترين.  

 

 

“سيسرون جدًا بهذا المشهد.”  

 

 

“…”  

 

 

لم أسأل من تقصده بتمتمتها. كان هناك شخص واحد فقط سيتمنى أن ترى العائلة مجتمعة هكذا.  

 

 

“نعم، ستفرح أمي.”  

 

 

ابتسمت بلطف، فاتسعت عينا كاترين. مر الحنين بعينيها، ثم تحول إلى ابتسامة ناعمة. 

 

 

“…نعم، بالتأكيد.”  

 

 

أومأت، ثم قالت كأنها تذكرت شيئًا:  

 

 

“بالمناسبة، كيف حال سمو الدوق؟”  

 

 

“آه، إنه بخير. لا يزال يشعر ببعض الانزعاج، لكنه يتحسن تدريجيًا.”  

 

“هذا جيد.”  

 

 

أومأت كاترين ورفعت كوب الشاي مبتسمة.  

 

 

“لا يمكن أن يكون زوجك المستقبلي مريضًا، أليس كذلك؟”  

 

في تلك اللحظة، تجمدت حركات العائلة، باستثنائي وكاترين.  

 

 

سال عرق بارد على جبيني. كانت كلماتها صحيحة، لكنها كانت كلمة محرمة بالنسبة للعائلة.  

 

 

“أنا…”  

 

 

كما توقعت، تمتم جولي بحزن. 

 

 

“أنا بالغ الآن…”  

 

 

“بالغ..”  

 

 

تمتم إيمل، ثم أغلق فمه فجأة، وركض مع جولي إلى مكان ما.  

 

 

“عزيزتي، الجو بارد. ألا ندخل؟”  

 

 

“هذا جيد.”  

 

 

نهض سيان يساند ليفنيل.  

 

 

‘لماذا يتصرف الجميع هكذا فجأة؟’  

 

 

دهشت من تفرق العائلة دون مقاومة ولم أستطع إلا أن أرمش. لكن هذا لم يكن النهاية.  

 

 

“…”  

 

“…”  

 

 

نهض لياس والدوق ببطء.  

 

 

أردت أن أسأل إلى أين يذهبان، لكن وجهيهما كانا مخيفين جدًا.  

 

 

في لحظة، تفرق الجميع. ضحكت كاترين وهي تنظر إليّ مذهولة.  

 

 

“موافقة صامتة.”  

 

 

“موافقة؟”  

 

 

“نعم. لا يقولون أبدًا إنهم موافقون، لكنهم لا يستطيعون الاعتراض أكثر، فيغادرون.”  

 

 

ضحكت كاترين: حقًا، لا أحد صريح.  

 

 

“وعلاوة على ذلك… للدوق والدوق الشاب سر آخر يخفيانه.”  

 

 

سر؟ من بين كل الناس، هذين؟  

 

 

رمشت بعيني، فانحنت كاترين وهمست كأنها تكشف سرًا:  

 

 

“في الحقيقة، رجال بيريجرين يبكون كثيرًا. الوحيدة التي لم تكن تبكي كثيرًا هي والدتك، أميلا.”  

 

 

بالتأكيد، أنتِ تشبهين والدتك تمامًا. نظرت كاترين إليّ بحنان.  

 

 

رجال بيريجرين يبكون كثيرًا؟ ضحكت عند هذا الاكتشاف.  

 

 

“ألا يجب أن تذهبي لتهدئتهم؟”  

 

“لا، لا.”  

 

 

هززت رأسي عند سؤال كاترين.  

 

 

يجب حماية الأسرار التي يريدون إخفاءها.

 وعلاوة على ذلك. 

 

 

“سيكون هناك الكثير من الضحك في المستقبل، أليس كذلك؟”  

 

 

ابتسمت ببريق.  

 

 

على الرغم من أن سر “رجال بيريجرين يبكون كثيرًا” كُشف للجميع في حفل زفافي، إلا أن ذلك كان لا يزال بعيدًا في المستقبل.