3
تكرر المشهد كظاهرة ديجافو
ألقت الموظفة نظرة خاطفة على أرضية الصندوق مستغلةً المطر الغزير الذي حجب رؤيتها وأدارت ظهرها إلى رجل 019
كافحت يانغ مي لفتح عينيها تحت المطر وقد غمرهما الماء تمامًا لحسن الحظ كانت ملابسها مقاومة للماء لكنها كانت في عجلة من أمرها لدرجة أنها لم تغلق سحابها
لم ترتدِ ملابسها بل كاملً مثل رجل ال 019
أستمر المطر بتدفق على وجهها ورقبتها و أصيبت با برودة قارسة و لم تستيطع أي رؤية شيء، و تحت أنظار رجل ال 019
تظاهرت يانغ مي بأن حذاءها القتالي الكبير جدًا على وشك التسبب با سقوطها و جلست القرفصاء كما لو كانت تعيد ربط أشرطة الأحذية المتهرئة
في تلك اللحظة رئت أخيرًا شيئًا غير عادي على الأرض
كانت المياه الموحلة المتساقطة من هيكل السيارة ملطخة بلمسة من اللون الأحمر الدموي وسرعان ما تدحرجت المياه الحمراء الدموية في الرمال الموحلة واختفت في الظلام
وتسربت مياه الأمطار الممزوجة بالدم من شق في صندوق السيارة
جاءت الرائحة السمكية الخافتة التي شمتها في السيارة من هناك
رائحة الدم الصدئ
لقد كانت في السيارة مع قاتل وجثة في الصنوق الخلفي لسيارة لأ كثر من ساعة!!!
امتلأت المساحة المغلقة برائحة كريهة ناتجة عن الجثة المتحللة لكن يانغ مي سبق لها وأن نفت هذا لأحتمال بدافع غريزة الخوف ونامت تحت تأثير مكيف الهواء دون أن تدرك ذالك
حتى أن الأمطار الغزيرة سبق لها و أن جرفت كل أدلة التي تشير الى حدوث جريمة قتل
حاولت يانغ مي تغطية فمها وأنفها لكن راحتيها كانتا مبللتين بمياه الأمطار وعندما ضغطت على وجهها بقوة أجبرت الماء فقط على دخول فمها وأنفها
عضت لسانها بشدة ولكن لأنها لم تستيطع التقاط أنفاسها تحت المطر أصبحت أعراض الانتكاس لديها أكثر حدة
كانت خائفًة لدرجة أن جسدها كله فقد دفئة
شعرت بالغثيان
لا هذا ليس صحيحًا لم تستيطع التأكد مما إذا كان الشخص بالداخل ميتاً حقاً ماذا لو كان ذالك الشخص لا يزال على قيد الحياة؟ و مصاب فقط
لا يزال من الممكن إنقاذه؟
لكن يانغ مي لم تجرؤ على المقامرة نظرت إلى الموظفة التي لم تجرؤ على نقل أي معلومات ووقفت
بعد أن أخذت نفسًا عميقًا التفتت نحو رجل ال019 وأخفت وجهها الشاحب وأستمرت بالركض نحوة تحت المطر الغزير
عندما وجدت نفسها أخيرًا تحت السقف ارتخت ساقا يانغ مي وكادت أن تنهار في منتصف الطريق إلى الأرض
تشبثت بأعمدة المنزل الخشبي وجهدت التحكم في تنفسها محاولًة ألا تستنشق الكثير من الأكسجين
كان الأمر غريبًا
لقد رئت جثثًا من قبل في الزنزانة السابقة فلماذا ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه الآن بمجرد رؤية القليل من الدم؟
ملأ الخوف والرعب دماغها حتى أن يديها وقدميها أصبحتا باردتين
كان الأمر واضحًا جدًا… ذالك رجل لا يزال بجانبها لا، لا… يجب عليها ان تفقد نفسها هكذا لكنها لم تستطيع التحكم في جسدها على الإطلاق
لماذا كانت…
توقفت أحذية القتال الملطخة بالطين والمطر أمامها
وقف الرجل ال 019 أمام يانغ مي وكانت نظراته من خلف تلك النظارات السوداء غير قابلة للقراءة لقد نظر ببساطة إلى الفتاة ألتي كانت تكاد أن تركع على الأرض بصورة منحنيًة ممسكًة بوجهها الشاحب وتتنفس بسرعة فائقة
رفعت يانغ مي وجهها كما لو كانت تتوسل للمساعدة وعيناها حمراوتان ومنتفختان من المطر وكأنها تبكي
مدّت أصابعها لتجذب بنطال رجل ال019 القتالي وضغطت عليه بشدة حتى ابيضت أطراف أصابعها لكنها عجزت عن النطق بكلمة وبدئت رؤيتها تتلاشى
عادت بالزمن الى نفس المكان قبل الهجوم الأخير
لكن هذه المرة كانت مختلفة
أمتلئ خزان الوقود مرة أخرى
أعادت الموظفة المضخة بالفعل وضع رجل ال019 علبة السجائر بعيدًا وتخطى يانغ مي دون أن ينظر إلى الوراء
سُحبت يد يانغ مي التي كانت تمسك بنطاله القتالي إلى الأمام وأطرافها أرتخت تحت قوة الضغط و تدحرجت على الأرض و تنفست الصعداء
لا يهم دعة يتركها هنا كان هذا الفعل يصب في صالحها كانت تريد البقاء في الفندق على أي حال
حاولت جاهدًة أن تدير رأسها، فقط لتجد رجل ال019 يقترب من السيارة ويبدو أنه لاحظ شيئًا ما ونظر نحو صندوق السيارة
ثم نظر إلى الموظفة العائدًة إلى الفندق بعد لحظات سار عائداً نحوها وانحنى و رفعها عن الأرض بيد واحدة واتجه نحو شاحنة البيك أب
لم تتمالك يانغ مي نفسها وارتجفت من الخوفً وصاحت تلهث لا ألتقاط أنفاسها أنا، أنا أعاني من نوبة
لا أستطيع الذهاب معك يجب أن أبقى هنا وأرتاح
سأل صوت رجل ال019 الذي لم يخفته المطر عفويًا: “ما الخطب؟”
كان يمسك يانغ مي بذراع واحدة كبلطجي،دفعها فوق كتفه وجعل رئسها ينحني نحو لأسفل
مما فاقم أعراض التي كانت هائجة في لأصل
صفعتة يانغ مي قائلًة: “دعني أذهب
دعني أذهب…”
كان وعيها يتلاشى بسبب متلازمة فرط التنفس…
خف صوت الفتاة
و نوبات السعال الخفيفة اصبحت الآن أكثر خطورة
نطق رجل ال 019: با جملة مختصرة وغير مفهومة
« سهل تعامل »
سمعت يانغ مي الباب السيارة يُفتح وفي اللحظة التالية ودون سابق إنذار أُلقي بها على المقعد الخلفي حتى مع المقعد الجلدي المبطن كانت لا تزال تشعر بالدوار جراء السقوط
ثم انحنى رجل ال019 وأمسك بكاحلها وسحبه نحو باب السيارة و رفع يد يانغ مي التي كانت تغطي فمها بعنف وخلع قفازاته القتالية وكومها وأمسك بوجها مجبرًا إياها على فتح فمها
ودفع القفازات تقريبًا ضد الجزء الخلفي من لسانها مما أدى إلى انسداد أي فرصة للتنفس من خلال فمها
تأوهت يانغ مي وهي تكافح عاجزًة عن تحرك للخلف لكن الطريق خلفها كان لا يزال مسدودًا ضغطت نفسها على باب السيارة ومدت يديها للخلف بلا حول ولا قوة لمقبض الباب
ارتجفت أصابعها واختفت قوتها
تجاهلها رجل ال019
وبينما كانت يانغ مي تحاول جاهدة فتح باب السيارة خلفها شعرت فجأة بشيئ كبير يسقط على رأسها لتسحب للخلف من ساقيها لم تكن تعرف ما حدث أو كيف اكتشف رجل ال019 أنها قد رئت أثار دماء في وقت سابق
لم تطلق سوى أنين من الخوف الشديد من أعماق حلقها
تم قمع كل نضالاتها ومقاومتها بالقوة وكانت يداها وقدميها مقيدتين بحبل
انزلقت سترة القتال الخاصة بها نصف انزلقت أثناء معركة نظالها سابق وحتى بنطالها الفضفاض الذي كان مُحكم بحزام سقط و انكشفت مساحة كبيرة من بطنها للهواء
ولأن كاحليها كانا مُقيدين بإحكام بحبل من القنب كان الحجاب الحاجز مُضغطًا بإحكام خلع رجل ال 019
أحد حذائها تاركًا الزوج الآخر مُعلقًا في منتصف قدمها
كانت مُقيدًة و عاجزًة عن الحركة في في المقعد الخلفي
و عملية خطفها بدت بسيطة وجريئة كما لو كان الرجل ال 019 مُستعجلًا للتشغيل المحرك والمغادرة
راقبتة يانغ مي و شاهدت باب السيارة يُغلق بقوة أمام عينيها ووجهها مُغطى بالدموع والمطر
كافحت وحاولت الزحف على مرفقيها نحو الباب حدقت رؤيتها ضبابية في النافذة وفي الثانية التالية، دوّى صوتٌ مفاجئ
تردد صدى الصوت المألوف مرة أخرى في سماء الليل الممطرة
أغمضت عينيها غريزيًا ودموعٌ العجزٌ تملأ عينيها وهم وجسدها يرتجف بعنف من الخوف
ماتت الموظفة مجددًا!!
ثم عاد صوت الارتداد المألوف فتحت عينيها مجداداً ووجد نفسها عائدًة إلى السيارة سارت شاحنة البيك أب الثقيلة بهدوء على طول الطريق الليلي
توقف عقل يانغ مي للحظة قبل أن تأخذ نفسًا عميقًا كما لو أنها عادت أخيرًا إلى الواقع أرتعشت ثم استعادت وعيها
تلعثمت با كلامٍ غير مفهوم: “نظام، نظام… هل يمكنك قراءة بطاقة شخصيتي مرة أخرى؟”
سألت بذعر في نفسها
ظهر صدى صوت النظام الآلي
أهلًا بكَ يا أيتها المُضيفة في زنزانة طريق الصحراء
بطاقة شخصيتك هي – مسافرة تخلى عنها حبيبها على جانب الطريق تنتظر تحت المطر عودة حبيبها الحبيب ليأتي ليقلها لكن لأنتظار كان عديم جدوى ليمتلأ الاستياء قلبها و تجد أخيرًا شاحنة صغيرة تقلها…”
أدركت يانغ مي فجأةً شيئًا ما وتمتمت: “هل أثرت بطاقة الشخصية عليّ؟ البطاقة تتلاعب بمشاعري أليس كذلك؟
لهذا السبب كنتُ خائفًة جدًا الآن و غير قادرة على التحكم بنفسي…”
ولكن كيف يمكنها تجنب موقف مماثل؟ هل يمكنها إثارة هذه المشاعر مسبقًا وقمعها ؟
أخذت يانغ مي نفسًا عميقًا لتهدئ ببطء
وكما في السابق قالت لرجل ال 019 : “لقد… رأيتُ كابوسًا أنا آسفة لأحداث ضجة
فكرت للحظة وقالت :
لقد علمتُ أنا وصديقي بالوضع قبل دخولنا أرض الحرام يبدو أن هناك فندقًا يمكنكِ التوقف عند تلك المحطة و أنزالي هناك
ابتلعت يانغ مي ريقها و وأصلت القول بحذر:
“أريد أن أرى إن كان حبيبي هناك
في هذة الحالة للننفصل هناك؟”
حاولت جاهدةً الحفاظ على علاقة سطحية…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"