وحين التقت نظراتها بي، ارتسمت على شفتيها تلك الابتسامة الساخرة ذاتها.
يا إلهي… حتى تعبيرات وجهها تشبهه!
من تكون هذه؟
“صباح رائع يا أخي… تستيقظ في حضن حسناء؟ ألن تعرّفني على من تقاسمك هذا السرير؟”
لحظة… أخته؟
هل تكون… الأخت الوحيدة لكاردين؟
نظرت إلى كاردين بدهشة، وهو يرمقها بنظرات غاضبة ويعقد حاجبيه.
“يوديث… لقد تجاوزتِ كل حدود اللباقة. أأصبحتِ تجهلين أصول التحية؟”
أشعر وكأنني سمكة صغيرة ستُسحق بين حيتان تتقاتل.
جلست في ركن السرير، ألفّ الغطاء حولي بإحكام، متمنية لو أختفي تمامًا.
لكن لا مهرب… فالأجواء أمامي مشتعلة.
أمام ناظري، كان الشقيقان المتشابهان حد التطابق يتبادلان نظرات حادة مخيفة.
الجينات هنا تتجلى في أقوى صورها… وقد شعرت بالخطر.
كاردين كان يحدّق في يوديث بنظرة جليدية، وطاقته السحرية كانت تهتز حوله.
“يوديث، أنتِ تعلمين أن تصرفاتكِ لن تمر دون عقاب.”
نبرته كانت صارمة، أقرب إلى محكمة ميدانية.
لكن… مهلاً يا دوق! إنها شقيقتك الوحيدة!
ومع أن الجميع يخشى من هيبة كاردين، فإن يوديث لم ترتجف قط.
بل رفعت إحدى زوايا شفتيها بابتسامة فاخرة:
“لقد أُجبرت على المجيء بسبب طارئ. سمعت أنك اتخذت لنفسك شريكة بلا إذن من جدتنا!
هلل هناك ما هو أخطر على سمعة عائلة هيللايد؟”
ثم راحت تتأملني من رأسي حتى قدمي.
آه، وياللحظ! كنت لا أزال مغطاة بالملاءة فقط…
“لم أركِ من قبل في أي محفل أرستقراطي.”
عيونها الزرقاء المتوهجة امتلأت بالازدراء.
“وأتساءل… ما اسم هذه الحسناء الغامضة التي لا نعرف لها أصلًا ولا نسبًا؟ عرفني بها يا أخي.”
هل تكرهني؟ يبدو أنها تعتبرني مجرد عشيقة سرية لكردين…
مع أنني لم أفعل شيئًا سوى النوم ببراءة، في سرير… بجانبه.
الظروف ضدي تمامًا!
رفعت يدي بتردد، لأتحدث دفاعًا عن نفسي:
“أعتقد أن هناك خطأ كبيرًا هنا، أنا في الواقع…”
“إنها شريكتي، شوفيليا.”
“ماذاااا؟!”
صرخة فزعتُ بها من رد كردين الجريء.
تملكني الغضب والذهول في آن.
لماذا تزيد الطين بلة؟ لماذا تقول ذلك الآن؟!
“هذا ليس صحيحًا! أنا لست شريكتك! لا تفهميني خطأ!”
صرخت يائسة كمن يغرق في بحر من الافتراضات.
لكن يوديث لم تتأثر، فقط رفعت خصلة من شعرها خلف أذنها بابتسامة باردة.
كأنها أميرة… ساحرة في هيئتها وهيبتها.
حتى في هذا المشهد الفوضوي، وجمالها يسرق الأنفاس.
“كما توقعت…”
ثم مدت يدها البيضاء نحو السوط المعلّق على خصرها، تمسكه كما تمسك السيدة مروحتها.
انتظري، لماذا السوط؟ حتى لو لم أعجبكِ، بإمكاننا التفاهم بالكلام!
لكن عينيها الزرقاوين التمع فيهما لهيب الغضب.
“لابد أن تلك الثعلبة قد أغوت شقيقي. هذا إهانة لعائلة هيللايد!”
“إهـ- إهانة؟! لم أفعل شيئًا!”
صرختُ بفزع.
“توقفي، يوديث!”
صرخ كاردين بقوة، وقفز من السرير.
ثم أمسك بالسوط بيد واحدة وقيد معصمها بحركة خاطفة.
“استفقِ، يوديث! هل ستسمحين لنفسكِ بتدنيس شرف العائلة؟!”
رغم أن معصمها ملتف، ظلت تقاوم بعناد.
أما أنا، فقد كنت أرتجف، لا أعلم ماذا أفعل…
ثم، فجأة، غشيت عيناي سحابة بيضاء، وجسدي بدأ بالتحول…
عظامي، عضلاتي، كل شيء فيّ بدأ يتغيّر.
“لا… لا أصدق، أيمكن أن يكون…؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 64"