استمتعوا
‘…إجازة خاصة؟!’
مهلاً، هذا فيه مكيدة…!
بدت مهمة الإجازة الخاصة من الخارج وكأنها مهمة رائعة للغاية.
لكن، مهما كانت اختها ذكية، فهي لا تستطيع خداع نائبة قائد وحدة البحيرة السوداء.
‘الإجازة… تعني مجرد الراحة!’
أدركت لولو المكر الخبيث، واندفعت نحو أختها وهي تلوّح بقبضتيها.
“لا أريد إجازة خاصة! لولو تستطيع أن تقوم بأشياء رائعة أيضًا. أعطيني مهمة!”
ولكن.
“لولو، أجمل شيء في الدنيا هو ألا تعيق الآخرين. هيا، إقرائي كتاب القصص بسرعة.”
“لا أريد! لن أذهب!”
للأسف، لم تستطع لولو الصغيرة الإفلات من قبضة يد الأميرة رغم هزّها لجسدها احتجاجًا.
وفي النهاية، قُبض على عنقها ونُقلت إلى القبو.
“هييوووه.”
فتحت كتاب القصص على مضض، لكنها لم تستطع التركيز.
أغلقت الكتاب حزينة.
“ايها الحجر، ايها الحجر، هل ما زلت تعتقد أن لولو لا تستطيع فعل أي شيء؟”
-لماذا تفكرين هكذا، ايتها البطلة؟ أنتِ التنين العظيم الذي يقذف اللهب ويشق السماء!
“لهذا ايها الحجر، أعتقد أنه عندما نمت ربما أحرقت الكتاب.”
-ليس من الصواب أن نحجم إمكانيات البطلة الصغيرة العظيمة لمجرد أنها أحرقت كتابًا واحدًا.
حقًا، لم يكن إلى جانب لولو سوى الحجر.
“ايها الحجر، أحبك! هووووب!”
قبضت لولو على الحجر بنظرة مؤثرة، لكن صوت الحجر المؤلم الذي لا يسمعه سوى لولو تلاشى كنسمة هواء.
-آه، أيها البطلة الصغيرة! لماذا تختبرني باستمرار! سيل من الأنف ومفرش من اللعاب!
“هووووب! قبلة قبلة.”
-كفي عن ذلك…
صوت طحن وصرير.
في تلك اللحظة، التفت لولو نحو الصوت، فرأت دمية فأر كانت ترقص بهدوء في زاوية الغرفة.
“…هاه؟ مسابقة رقص؟ تدور وتدور!”
توقفت لولو وهي تهز وركيها مع رقصة الفأر.
‘…تحرك دمية الفأر يعني أن الأصدقاء أرسلوا إشارة؟’
“وحدة البحيرة السوداء!”
نعم.
كان الأصدقاء قد شعروا بخطر ما.
“را- رايان. أين هو رايان؟”
فتحت لولو الباب و اطلت برأسها، لكن لم يكن هناك رد.
حينها لم يكن هناك حل آخر.
“أنا نائبة قائد الوحدة السوداء!”
حتى في المواقف العاجلة، يجب الحفاظ على وضعية الفارس!
كتمت لولو حركات قدميها قدر الإمكان، وتمثل قبضتها على السيف ببراعة، ثم انطلقت ركضة.
***
البحيرة السوداء كانت المكان الوحيد المفتوح في الغابة المحاطة بالسياج.
لأن البحيرة والغابة متصلتان.
أراد الكونت ديلتون أن يوفر القوى البشرية فلم يهتم كثيرًا بالبحيرة السوداء، مما جعلها المكان الوحيد الذي تستطيع فيه التنينة الصغيرة لقاء أصدقائها.
“يا أطفال-!”
وصلت لولو إلى قرب البحيرة ونادى الأطفال.
لوّح الأطفال بأيديهم من الجانب البعيد.
“لولو! هناك مشكلة كبيرة!”
“ماذا؟”
“نريد التحدث، لكن كيف نعبر البحيرة؟ آه، لم نفكر في ذلك!”
صرخ ماكس بقلق وتردد.
لم يكن واضحًا، لكن الأطفال الآخرين كانوا أيضًا قلقين، يهمسون أو يقضمون أظافرهم.
‘ما هذه المشكلة؟’
تأكدت لولو أولًا ما إذا كان بإمكانها استخدام قوتها.
“يا أطفال! هل هناك أحد غيركم؟”
“لا! لا يوجد أحد آخر! لا تقلقي!”
“إذن سأعبر البحيرة!”
-حلّقي أيتها البطلة الصغيرة!
لم يعد الحجر بحاجة لأن يُطلب منه، فقد تحكم في سحره تلقائيًا.
فبرزت الأجنحة البيضاء خلف ظهر لولو.
“واو! حقًا لديك أجنحة!”
“بالطبع! لولو هي تنين اطلق النار ولها أجنحة!”
صفق الأطفال وهللوا.
‘…اختي ترى لولو مشاغبة، لكن الأصدقاء يرونها تنينة رائعة!’
رفرفت الأجنحة بحماس كأنها ذبابة، وعندما عبرت البحيرة…
“لولو حقًا رائعة!”
“وما بعد؟!”
“أنتِ رائعة، لولو!”
“هل أنا فقط رائعة؟!”
“الأجنحة البيضاء ظريفة جدًا!”
توالت الثناءات.
“شكرًا! آه!”
“لماذا؟”
“هذا ليس وقت الثناء! لماذا ناديتني؟!”
عادت لولو إلى وعيها بعد تلقي كل المديح.
بدا الأطفال المتحمسون متوترين قليلاً ثم استعادوا تركيزهم.
“ليس هذا وقت اللعب! لولو، وصل فرسان القصر إلى مدخل قرية شادوم.”
“نعم. سمعت الكبار يتهامسون، يبدو أنهم فرسان القصر.”
سقط قلب لولو.
لم تعرف التفاصيل، لكن اختها قالت إن قدوم غير سكان شادوم يعني مشكلة كبيرة.
لأنهم أشرار!
‘آه، كنت أعلم أنني سأواجه الأشرار…’
لم تتعلم بعد الهجوم القاتل الجديد.
جمد جسدها من الخوف، لكنها استجمعت قواها وهزت رأسها.
“شكرًا لإخباركم يا أصدقاء!”
“لا شكر على واجب. سنعود الآن، الكبار طلبوا البقاء في دار الأيتام، لكننا خرجنا سرًا.”
خرجوا سرا من أجل لولو ورايان.
…شجاعة عظيمة!
“كنائبة القائد، لن أنسى هذا.”
“سلّمي تحياتنا للقائد! إلى اللقاء!”
لوّحت لولو بيديها بحنان للأطفال المغادرين.
حينما كانت على وشك الانطلاق مجددًا.
“…مم؟”
كان هناك صديق ما زال هنا.
بينما غادر الجميع البحيرة منذ وقت طويل، وقف صبي واحد متجمدًا كأنه تاه.
‘هل كان بين أصدقائنا من هو كذلك؟’
شعر أشعث كأنه مصنوع من ضوء القمر.
وجه جميل أبيض كالخزف وعيون زرقاء دوّامة.
ولسبب ما، كان يفوح من الصبي عطر جميل.
رائحة حلوة، ورائحة العشب الطازج.
كلها روائح تحبها لولو.
‘…شمشم. شمشم.’
ضيّقت لولو عينيها.
‘…هل يستطيع التحدث؟’
أصابها الخوف قليلًا، فلم تستطع فتح فمها، فقط حركت يديها بتوتر.
لكن.
‘لولو، كنائبة القائد يجب أن تعتني بكل أصدقائك.’
كان عليها أن تتحلى بالشجاعة.
اقتربت لولو بخطوة حاسمة وهي تيرفع حاجبيها، ثم قالت.
“عليك أن تلحق بهم بسرعة! ألم تقل إنك خرجت سرًا من أمام الكبار؟!”
“أنت تنينة، أليس كذلك؟”
تحدث الصبي أخيرًا.
لكن سؤاله كان غريبًا.
“بالطبع، لماذا تسأل…؟”
“لم أعرف ما هو التنين. لكنني عرفتك لأنك فتحت أجنحتك للتو.”
“…أجنحة؟”
راقبت لولو الصبي بنظرة ضيقة وتراجعت خطوة.
لم يكن هذا الصبي من وحدة البحيرة السوداء.
***
في تلك اللحظة، في برج غابة الظلال.
“لولو في القبو، والبرج آمن…”
وصلت أنجيلا مع فيليكس ورايان إلى البرج.
لأن رايان الذي كان في الغابة ناداهم ليسأل عما إذا كانت الفطر التي وجدها صالحة للأكل.
بعد جدل طويل حول صلاحية الفطر، اتفق الثلاثة على عدم أكله.
بعد وصولهم إلى البرج، تفرقوا كل في عمله.
كانت أنجيلا تحشو لحمًا مجففًا في حقيبة الظهر، ثم توقفت فجأة.
لا تستطيع وصف السبب، لكنها شعرت بقلق.
بعد عام من الانتباه لاختراق الغابة، أصبحت تتوتر لأدنى ضوضاء.
ربما لا شيء خطير.
لكن أنجيلا صعدت إلى سطح البرج بحذر، وانهارت ثقتها على الفور.
“…يا إلهي.”
كان فرسان القصر عند مدخل الغابة.
نادت لولو وهي تنزل الدرج.
“لولو!”
عادةً، عند النداء، كان من المفترض أن تظهر الطفلة بذيل يرفرف.
لكن البرج كان هادئًا بشكل مريب.
‘هذه المشاغبة تختفي فقط عندما يتم مناداتها.’
عضت أنجيلا شفتها السفلى، وسلمت فيليكس قطعة أثرية بسرعة.
حتى لو اختفت الطفلة، فهي حتمًا لا تبتعد كثيرًا عن البرج.
سبق أن اختفت لولو، ووجدها الآخرون في أماكن غير متوقعة أكثر من مرة.
“رايان، الوضع طارئ. فرسان القصر وصلوا إلى مدخل الغابة. استخدم قطعة التتبع للعثور على لولو.”
“نعم! حاضر!”
كانت أنجيلا مستعجلة جدًا، وغادرت بعد إعطاء الأمر.
“الأميرة علمتني كيفية استخدامه…”
دار رايان داخل البرج وهو يحمل قطعة التتبع.
قالوا إن القطعة مثل بوصلة تحدد الهدف.
“لا يوجد رد فعل هنا أيضًا؟ همم، لولو، أين أنت؟”
كان يمشي وكأنه مسحور، يرفع القطعة نحو السماء، ثم يدفنها تحت التراب.
لكن.
“لا توجد استجابة…؟”
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات