لم تكن لولو تريد سوى بعض المديح حين سألت، لكن الموقف اصبح جادًّا أكثر مما توقعت، فتدفّق العرق البارد على جبينها.
ماذا… مالذي يحاول الحجر أن يقوله؟
كان فضولها يشتعل، لكنها لم تُلح بالسؤال وأجابت ببساطة.
“اسمي لولو.”
عندها أومأ الحجر المائل وكأنه جاثٍ على ركبة واحدة.
⸻
– أيتها البطلة لولو، في الحقيقة أنا حجر يخدم التنانين.
“ماذا؟! حقًا؟!”
– ومنذ الآن، أنتِ سيدتي، أعيش لأجلك وأموت لأجلك.
“سيدتك؟ أنا؟!”
سقطت على الأرض وقد خارت قواها من الدهشة، لكن الحجر أكمل كلامه وكأن المفاجأة الحقيقية لم تأتِ بعد.
– أقسم بجوهرتي الياقوتية المتألقة هذه.
“هذا… هذا قسم الفرسان الذي قرأته في كتب الحكايات! لولو تسمع الآن قسم فارس…”
– سأظل أخدمكِ حتى أجد سيدتي الحقيقية.
كانت على وشك إطلاق صيحة إعجاب، لكن شفتيها انطبقتا فجأة.
“…سيدة حقيقية؟”
وأخذت تكرر عبارته في ذهنها.
“إذًا… لولو ليست السيدة الحقيقية؟”
– أيتها البطلة…
“…”
– إن لم ترغبي أن أكون خادمكِ فقولي لي.
كان الحجر يبدو في حرج شديد، وكأنه يتصبب عرقًا، لكن لولو لم تجب، بل اكتفت بالنظر إلى الفراغ بوجه متجهم وذراعيها متشابكتين.
“إذًا… لستُ السيدة الحقيقية؟”
– هه؟
“لقد قلتَ بنفسك… ستخدمني حتى تجد سيدتك الحقيقية.”
– آه… فهمت الآن.
أصدر الحجر صوتًا كمن يمسح عرقه، ثم قال.
– كان عليّ أن أشرح لكِ منذ البداية، معذرة أيتها البطلة الصغيرة. هل تعلمين كيف يتحدث التنين مع الحجر؟
“أختي قالت إنني ما زلت في الرابعة، لذا لا حاجة لأن أعرف الآن.”
وأدارت ظهرها له بانزعاج.
– سامحيني أيتها البطلة الصغيرة، فأنا في الأصل حجر عادي… لكن حين يمنح التنين جوهره المفضل عاطفةً وحبًّا، تدب فيه الحياة. لقد وُلدت بفضل محبة سيدي السابق، ولهذا سأخدمه ما حييت. أفهمتِ؟ أنتِ أيضًا لا يمكنك استبدال أختكِ بأحد، أليس كذلك؟
“…مم.”
كان الأمر كذلك فعلًا.
‘حتى إن أحبّني شخص آخر، فإن لولو تظل تحب أختها الكبرى أكثر من الجميع.’
بل إن المالك الحقيقي للجوهرة بدا بالنسبة إليها كأنه والده أو والدتها…
‘إذن، يمكن مسامحته!’
كانت لولو طفلة طيبة، تغضب بسرعة… لكنها تسامح بسرعة أكبر
استدارت وأمسكته برفق.
“آسفة ايها الحجر، لم أكن أعلم أنك تعتبر سيدك السابق مثل والديك.”
– يسعدني أن زال سوء الفهم. وللاحتفال بهذا اليوم العظيم الذي أصبحتِ فيه سيدتي… أريد أن أهديكِ هدية.
“هدية؟! لولو تحب الهدايا!”
– رغم أنني فقدت ذاكرتي، لكنني أتذكر شيئًا واحدًا… أخرجي كتاب الحكايات المضيء على الرف.”
“كتاب مضيء؟”
التفتت، فإذا بكتاب حكايات كان عاديًّا قبل قليل يتلألأ بذهب مشع.
اقتربت وفتحته…
<الفصل الأول: التنين الصغير ليس مخيفًا!>
قديمًا، كان التنين الصغير يعيش وحيدًا في غابة الظلال،
لأن الناس كانوا يخافونه.
“لماذا يكرهونني؟”
أراد التنين الصغير أن يصادق البشر، فالوحدة كانت قاسية.
“سأقترب أنا أولًا!”
وقرر أن يثبت أنه تنين طيب.
~ مصادقة البشر (٧/٠٠) ~
وبين الرسوم اللطيفة ظهرت مغامراته.
وعندما قلبت الصفحة…
“لقد كوَّنتَ سبعة أصدقاء بالفعل! الجائزة: خيط عقد. فلنصادق المزيد!”
وفجأة، قفز الخيط المرسوم خارج الصفحة.
“هـ… هدية!”
أمسكت به بذهول.
“ايها الحجر! كتاب الحكايات أعطاني خيطًا لأني كوَّنت أصدقاء!”
– مـ… ماذا ستفعلين بالخيط؟
“مم…”
قالت وهي تحك ذقنها.
“لو لويتُه هكذا… أستطيع صنع دودة!”
– لا! يوضع فيه حجر كريم!
“آها…”
وضعت الحجر فيه، فتلألأ العقد وهي ترتديه.
– ها قد صار لي منزل، أيتها البطلة، ومن الآن فمصيرنا مترابط للأبد!
“واو… ما هذا الكتاب ايها الحجر؟”
– لا أعلم، كل ما أتذكره حين وجدني الفارس هو كتاب الحكايات في هذه المكتبة.
“أها… وهل غابة الظلال كان يزورها التنانين قديمًا؟”
– كثيرًا.
“لكن لا تعرف من كان سيدك السابق… هل عاش هنا؟”
– ربما.
تنانين أخرى؟ بالتأكيد كانوا أكبر مني بكثير… تخيلت نفسها تكبر حتى ثمانية أمتار، وتطير في السماء… وفي تلك الليلة حلمت بذلك.
***
أما في قرية شادوم، فقد أُنشئت عيادة وعطار بعد مركز الشرطة ودار الأيتام، بفضل السلطة التي أحسن فيليكس استخدامها.
لكن امتداد هذه الخدمات حتى غابة الظلال أثار القلق.
“…لولو، الوضع ليس عاديًّا، لا تذهبي للقرية مؤقتًا.”
قالت أنجيلا وهي تراقب بالمنظار، بينما لولو تلعب مع أرنب قرنيّ قريب.
“لماذا؟ هل شبَّ حريق؟”
“لا، لكن عند مدخل الغابة أقيم سياج، وهناك فارسان للحراسة.”
فارسان؟!
ارتجفت لولو الصغيرة، فهي وإن لم تعد تخاف فيليكس، إلا أنها بعد قراءتها كتاب الحقيقة عرفت أن البشر يكرهون التنانين.
هل يراقبون الغابة لأجلي؟
واخفضت رأسها.
“لماذا ايها العالم أنتِ قاسي على لولو؟”
سكتت أنجيلا، فالسؤال واقعي جدًا بالنسبة لطفلة في الرابعة… والواقع فعلًا قاسٍ مع التنانين.
قبل أن ترد، جاء صوت صغير من عقدها.
“ربما لأنكِ بطلة… والبطلة تحتاج محنًا لتصبح قوية. لهذا يرسل لكِ العالم التجارب، ليجعلك بطلة بحق.”
فتأججت في عينيها شرارة، وقبضت على يدها الصغيرة قائلة.
“هيا ايها العالم، تعال!”
ووثبت برجليها نحو السماء في حركة مرتبكة ومرتعشة… لكنها كانت بداية قفزة نحو مجد عظيم، تحت ضوء شمس التقطه كعب حذائها وهي ترفعه عاليًا.
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"