هرعت برودي إلى غرفتها، قلقة من أن كايل قد يكون في انتظارها.
لكن، وعلى عكس توقعاتها بأن تُوبخ، كان كايل نائمًا بعمق على السرير. لا بد أنه كان مرهقًا للغاية، نائمًا نومًا عميقًا كما لو أنه لم يرتح لعدة أيام.
مخافة أن توقظه، أطفأت برودي الشمعة وصعدت بحذر إلى السرير.
كان جسدها خفيفًا لدرجة أن السرير بالكاد تحرك تحت وزنها. استلقت بجانبه، مقلدة وضعية نومه الجانبية وواجهته.
عندما يستيقظ ويراني أمامه، ربما سيصاب بالدهشة، فكرت وهي تكتم ضحكة خفيفة.
لكن بينما كانت تنظر إليه بهدوء، عادت محادثتها مع الزوجين إلى ذهنها.
«الأمر فقط… واضح. أحيانًا، عندما ترى شخصًا ما، يكون الأمر واضحًا حتى لو لم يتحدث. الأشخاص الذين كانوا محبوبين أثناء نشأتهم يحملون ذلك الدفء، بينما أولئك الذين لم يتلقوا الحب يظهر عليهم آثار غيابه.»
كانت تلك الملاحظة عن كايل وأبيل.
أبيل، الذي كان يفيض بالثقة والراحة كما لو أنه كان محبوبًا، وكايل، الذي بدا وكأنه يحمل ندوبًا من العكس.
على الرغم من أن برودي كانت تعرف بالفعل عن ماضيهم، إلا أن لقائها بأبيل شخصيًا جعل التباين أكثر وضوحًا.
كان لأبيل عيون مليئة بالثقة وسلوك يعكس السلام الداخلي، وهو ما كان ينبع بلا شك من الحب الثابت والثقة التي تلقاها من والديه.
أما كايل، فكان يبدو في المقابل وكأنه يستهلكه الانزعاج والغضب وعدم الراحة غير المفسرة.
جعلها هذا الاختلاف تشعر بالأسف أكثر على كايل.
كلما فقد أعصابه أمام والديه، كان يذكرها بصبي صغير في نوبة غضب، يائسًا في سعيه للحصول على الاهتمام.
كما لو أن صبيًا لم يحصل على الحب الكافي ليكبر بشكل كامل كان لا يزال يعيش بداخله.
شعرت برودي بتضارب داخلي، لائمة والدي كايل على جهلهما لكنها في نفس الوقت كانت تتعاطف، متسائلة عن الظروف التي أدت إلى ذلك.
بلطف، مدّت يدها ومرّت بأصابعها على شعره، وكان لمسها رقيقًا بالمحبة.
رؤية وجه كايل الهادئ بدأت تهدئ قلبها المضطرب، وأدت إلى ابتسامة دافئة على شفتيها.
دون أن تدرك، كانت مشاعر برودي تجاه كايل قد تعمقت إلى شيء أبعد من مجرد التعاطف.
***
بينما كانت برودي بعيدة لجلب الملابس، كان كايل، الذي كان نائمًا على الأريكة لأيام، قد غفى على السرير.
لقد سهر، يراقبها طوال الأيام الثلاثة التي كانت فيها فاقدة الوعي، يعمل دون راحة كافية.
وبمجرد أن استلقى على السرير الناعم، غمره الإرهاق وسقط في نوم عميق، ولم يتحرك إلا في وقت متأخر من الليل.
عندما استيقظ كايل، وجد برودي نائمة بجانبه، تواجهه.
ما زال مغشيًا عليه من النوم، لم يظهر رد فعل مدهوش، بل اكتفى بأن غمض عينيه ببطء تجاهها.
وصل إلى أذنه صوت تنفسها الخفيف، مما هدأه بطريقة لا تفسير لها.
ظل ثابتًا، يراقبها بدلاً من النهوض. كان يفكر في كيف أنها ربما تسللت إلى السرير لتنظر إليه قبل أن تنام، مما جعلها تبدو جذابة.
ابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتي كايل بينما كان يمرر أصبعه برفق على خصلة شعر سقطت على خدها.
في مرحلة ما، أصبحت لمسات يده تجاهها أكثر حذرًا، شبه حساسة.
ظل يراقبها، متمعنًا في قوامها الصغير. كانت صغيرة جدًا لدرجة أنه لم يستطع إلا أن يضحك لنفسه.
كيف يمكن لشخص أن يكون صغيرًا إلى هذا الحد؟
عندما كانت في شكلها الأرنب، كانت تبدو صغيرة بما يكفي ليبتلعها في قضمة واحدة.
كان وجهها صغيرًا، ومع ذلك كان يحمل ملامح متناسقة بدقة.
وجد كايل وجودها أمرًا رائعًا وجميلًا، وكان صدره يضج بمشاعر غير مفسرة.
دفع جبهتها المستديرة برفق بأصابعه، ثم تتبع برفق جسر أنفها الصغير. انزلق إصبعه حتى وصل إلى الشفة العليا وأوقفه أخيرًا عند شفتيها.
كان يعلم أنه يجب أن يتوقف هنا، لكن غريزة بدائية دفعته إلى خفض يده قليلاً أكثر.
لمست أصابعه شفتيها—ناعمتين، دافئتين، وناعمتين كالتمور التي تحبها كثيرًا. كانت تلمع بخفة، مما جذب نظره.
في تلك اللحظة، اختفت الابتسامة من وجه كايل.
ضغطت أصابعه قليلًا على شفتيها، وشعر بالعطش فجأة، كما لو أن فمه كان جافًا.
تحول هذا العطش إلى رغبة متهورة في تذوق نعومة شفتيها.
ولكن تمامًا كما كان على وشك الاستسلام، ابتلع كايل بصعوبة واستعاد حواسه.
فوجئ، فانتفض فجأة لكنه توقف فجأة، خوفًا من إيقاظها.
مثل رجل مذنب يهرب من المكان، قفز من السرير، وكان وجهه وجسده محمرين بالحرارة.
لم يكن يعرف ماذا يفعل، فتنقل ذهابًا وإيابًا أمام السرير قبل أن ينهار على الأريكة.
“ما الذي كان ذلك بحق خالق الجحيم؟”
تمتم، وهو يشد شعره في إحباط.
لقد فاجأه الاندفاع المفاجئ للرغبة، مما ذكره بتلك اللحظة في النزل عندما استنشق رائحة الشمعة وتصرف بشكل غير عقلاني.
في ذلك الوقت، كان يعتقد أن ما حدث كان مجرد حلم، لكن الآن، كانت المشاعر التي شعر بها حقيقية جدًا.
كان قلبه يخفق بشدة، وعقله يركض. ألم يقل عمه إنه تم تخديره في ذلك الوقت؟
منذ ذلك اليوم، كان كل شيء على ما يرام، فما سبب رد الفعل هذا الذي حدث فجأة مرة أخرى؟
لم يتمكن كايل من تهدئة نفسه، وبعد فترة من القلق المضطرب، استلقى على الأريكة.
كان يشعر بالذنب لدرجة أنه لم يستطع النظر إلى برودي، فحول جسده نحو مسند الأريكة. ومع ذلك، حتى مع غيابها عن نظره، كانت الذاكرة من وقت سابق لا تزال تدور في ذهنه بوضوح، سواء كانت عينيه مفتوحتين أم مغلقتين.
مهما حاول دفعها بعيدًا، كانت أفكار شفتي برودي تلاحقه، إلى جانب الدافع الذي شعر به لتقبيلها.
كانت ليلة مؤلمة.
حارب كايل غرائزه حتى الساعات الأولى من الفجر، ليخضع في النهاية للنوم.
***
لكن صباح اليوم التالي جلب لحظة أخرى من الذعر.
استفاق مع الإحساس المميز بأنه مراقب، ففتح عينيه غريزيًا—وتفاجأ لرؤية شخص أمامه تمامًا.
كانت برودي جالسة على الأرض بجانب الأريكة، تحدق فيه مباشرة وذقنها مستندة على يدها، مع ابتسامة خجولة على وجهها.
شعر شعرها الفوضوي وسلوكها العفوي كانا في تباين حاد مع حالة كايل المليئة بالذنب.
تفاجأ، فانتفض من الأريكة وهو يلهث.
“ماذا…!”
من منظور شخص غير مطلع، ربما كان سيبدو وكأن كايل قد رأى شبحًا.
لكن برودي، التي كانت تبتسم، قطبت حاجبيها من رد فعله، وكشفت عن أسنانها الأمامية مثل الأرنب بغضب.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 98"