‘ ما هذا؟. ‘
بالنسبة لأبٍ ليس على علاقة وطيدة مع ابنته، كانت ردة فعله مبالغًا فيها جدًا.
على أي حال، واصلت الحديث:
“الأمر فقط أنني سأزور القصر أحيانًا لمراجعة الأدلة التي تركتها أورورا.”
“لكن ان تكوني مع رجال غريبين هو أمرٌ خطر! أنتِ ضعيفة جدًا لأنك لا تستطيعين استخدام السحر!”
عندما سمعت ذلك، تحركت غريزة داخلية بداخلي تريد الرد عليه.
أنا لم أعد تلك الفتاة، سيرافينا فيفيانا، التي وُلدت في عائلة سحرة ولكنها لا تستطيع استخدام السحر!.
“ماذا لو كنت أستطيع استخدام السحر الآن؟.”
“ماذا؟.”
“يمكنني الآن أن أُريكم السحر.”
بينما كان والدي يُظهر تعبيرًا حائرًا، سارعتُ إلى الزاوية حيث كانت الكتب مكدسة وأخذتُ كتابًا بعنوان كتاب السحر المكاني.
حسنًا، دعونا نرى، تعويذة مفيدة…
• نقل الأجسام عبر الفضاء.•
يمكن نقل الأجسام ضمن النطاق المرئي عبر الفضاء. ما يلزم لذلك هو قوة سحرية متخصصة في السحر المكاني، ومعرفة كافية بحساب التفاضل والتكامل والأشكال الهندسية.
“دعني أجرب نقل تلك الدمية.”
قلت ذلك وأنا أشير إلى دمية الدب الموضوعة على السرير.
كانت دمية مزينة بجواهر في عينيها وأنفها وفمها، مما جعلني أشعر مجددًا بأنني حقًا متقمصة لدور فتاة من عائلة نبيلة.
نقل الأشياء عبر الفضاء يُعتبر أمرًا غريبًا إلى حد ما، وذلك بسبب مفارقة زينون.
لتحريك الجسم من النقطة الحالية إلى النقطة المستهدفة، يجب المرور بنقطة وسطى، ثم بنقطة وسطى أخرى، وهكذا إلى ما لا نهاية… بمعنى آخر، يجب عبور عدد لا نهائي من النقاط، وهذا مستحيل نظريًا… بالطبع، تم حل مفارقة زينون من خلال مفهوم المتسلسلات اللانهائية، لكن…
آه، هذا ممل.
سأختصر الأمر.
لا شك بأن القراء المساكين لهذا النوع من الروايات الخيالية الرومانسية يشعرون بالملل كلما تحدثت عن السحر.
لو قيّمنا هذا السحر من حيث الصعوبة، ربما يكون من الدرجة الثالثة. ليس مستحيلًا الوصول إليه، لكنه يحتاج إلى دراسة وجهد.
على أي حال، استخدمت حساب التفاضل والتكامل مجددًا ونجحت في إكمال الدائرة السحرية. ولمّع ضوء أبيض ناصع، معلنًا نجاح التعويذة. ثم…
“آه، نجحت!.”
دمية الدب التي كانت على السرير ارتفعت في الهواء واتجهت إلى فوق رأس والدي.
أمسك والدي بالدمية قبل أن تسقط عليه، واتسعت عيناه بدهشة.
“أنتِ… لا يمكن…”
“أمم، لقد درست الرياضيات بجد. ولم أكن أجرب السحر المكاني لأن نظرياته صعبة جدًا، لكن يبدو أن لديّ موهبة في هذا المجال…”
وبينما كنت أُفسّر الأمر مطولًا لأتجنب شكوكه، قاطعني بصوت مليء بالفرح وكأنه لا يهتم بالتفاصيل:
“سيرافينا! أنتِ ساحرة مكانية!”
“نعم، يمكنك قول ذلك.”
“يا إلهي! ليست ساحرة نارية، ولا مائية، ولا ظلامية، ولا حتى موسيقية… بل ساحرة مكانية! وهذا الساحر النادر هو ابنتي!.”
يا للفرحة الكبيرة! ردّة فعل غير متوقعة تمامًا.
هل يعقل أن هذا الشخص لم يكن يكرهني كما كُنت أعتقد؟.
كنت أظن أنه سيوبخني لأنني الوحيدة في عائلة السحرة التي لا تستطيع استخدام السحر، لكن يبدو أن سيرافينا الأصلية كانت تشعر بالنقص من تلقاء نفسها.
“أوه، لاستخدام السحر تحتاجين إلى قوة سحرية فطرية ومعرفة بالرياضيات. في الواقع، كانت لديكِ طاقة سحرية كافية، لكنني كنت قلقًا لأنكِ لم تستطيعي استخدام السحر طوال تلك الفترة… ثم عندما تعلمتِ الرياضيات، أصبحتِ ساحرة رائعة بهذا الشكل!”
آه، إذًا هذا هو مبدأ السحر في هذا العالم.
إذًا، هل كانت سيرافينا الأصلية حقًا غير قادرة على استخدام السحر بسبب الرياضيات فقط؟ ، هذا محزن نوعًا ما.
“لقد تأثرت حقًا عندما علمتُ أنكِ كنتِ تبذلين هذا الجهد سرًا طوال هذه المدة!”
“ها…هاها…”
“حتى أولئك المتحدثون السيئون من الفروع الجانبية للعائلة سيصمتون الآن! كم كان قلبكِ مثقلًا لتبذلي كل هذا الجهد… يا ابنتي المسكينة…”
أمم… يبدو أن والدي يحبني أكثر مما كنت أعتقد.
“لا تقلقي! سأحميكِ من عائلة ماركيز شاي! ليس عليكِ التدخل بنفسك!.”
“ماذا؟ ماذا؟”
“أنتِ ابقي هنا! سأذهب لأحسم الأمر بنفسي!”
…لم أكن أتوقع هذا تمامًا.
لكن بما أن الأمر ليس ضارًا بالنسبة لي، فضّلت أن ألتزم الصمت.
فأنا لا أريد حقًا التورط مع أبطال الرواية ذوي الطباع السيئة إن أمكنني ذلك.
❈❈❈
أرسل والدي رسالة إلى عائلة ماركيز شاي ليطلب لقاءهم مرة أخرى، وكان يبدو عليه الغضب الشديد.
وفي تلك الأثناء، وبمساعدة أبيجيل، تمكّنت من الخروج سرًا دون علم والدي.
“لا يمكن أن تكون قد استثمرت حقًا كل ثروتها، أليس كذلك؟”
الآن و قد جعلت والدي بصفي و والابطال الذكور غير مستائين مني.
إذاً، هل يمكن أن تكون حياتي في هذا العالم أسهل مما توقعت؟.
لا، لا.
ما زلتُ “الشريرة” في القصة الأصلية، وقد يتغير موقف الأبطال الذكور في أي لحظة ويهاجمونني.
وفي هذه الحالة، قد أضطر أنا أيضًا إلى اتباع خطى أورورا والتحول إلى البطلة الهاربة.
ما أحتاجه في مثل هذا الوضع هو المال! فالمال دائمًا ضروري للاستعداد لأي طارئ.
لذلك، زرتُ البنك برفقة أبيغيل.
في طريقي إلى البنك، رأيتُ لأول مرة مشهد العالم خارج القصر.
كان هناك آلة جزّ العشب الآلية في الحديقة، وسياح يلتقطون الصور باستخدام الكاميرات، وأشخاص يقودون عربات بخارية فردية بخطورة.
خلفية هذه الرواية تعتمد على عالم من نوع < ستيم بانك > حيث تطورت الهندسة السحرية، ورؤية ذلك على أرض الواقع جعل الأمر يبدو أكثر واقعية.
يُقال إنه مؤخرًا كانت هناك مشكلات تتعلق بهجوم الروبوتات الذكية على البشر، مما يظهر أن التكنولوجيا لم تصل بعد إلى الكمال.
“أنتِ من عائلة كونت فيفيانا، أليس كذلك؟”
ما إن دخلتُ البنك حتى اقترب مني الموظف، الذي تعرف فورًا على شعار عائلتنا المرسوم على العربة.
“انتظري قليلًا، سأستدعي لكِ موظفًا خاصًا على الفور.”
“حسنًا.”
قادني إلى غرفة تبدو مخصصة لإنتظار النبلاء.
كانت الغرفة التي دخلتها مليئة بالزخارف الفاخرة، والأشخاص القليلون الذين كانوا يجلسون هناك يرتدون ملابس باهظة الثمن.
وفي تلك اللحظة، تلاقت عيناي بعيني الرجل الجالس بجواري.
“آه…”
يا إلهي، لماذا هذا الشخص هنا؟.
تحت الضوء، تألقت خصلات شعره الفضي كالنجوم، وكانت عيناه الزرقاوان تشبهان عيون الملاك…
بعيداً عن كونها عيونً باردة.
حتى أن ملامحه كانت لطيفة وودودة لدرجة أنه كان من الممكن أن يُعتقد أنه ملاك.
إنه سيموني مونتيفيردي.
ماركيز عائلة مونتيفيردي الذي تولى اللقب في سن صغيرة، وأصغر وزير للإدارة.
هل يُعقل أنني التقيت قبل قليل بالأبطال الذكور الآخرين، والآن آخر بطل موجود هنا أيضًا؟.
بينما كنت أتعجب من هذا الوضع المدهش، تحدث إليّ سيموني بصوتٍ رقيق وأنيق:
“مرحبًا، آنسة فيفيانا. سمعت أن أصدقائي زاروكِ اليوم.”
“آه، نعم. أهلًا بك، ماركيز مونتيفيردي. تشرف بلقائك لأول مرة.”
“…في الحقيقة، ليست المرة الأولى. التقينا سابقًا في إحدى الحفلات. هل تتذكرين؟ ، أذكر حينها أن شعركِ كان مضفرًا بعناية.”
“آه، صحيح. الآن بعد أن ذكرت ذلك، أظنني أتذكر. كان ذلك اليوم عندما قامت خادمتي الآلية بتضفير شعري.”
مقارنة بالأبطال الثلاثة الآخرين، كان سيموني يبدو الأكثر اتزانًا في شخصيته، وكان هو الشخص الوحيد القادر على السيطرة على الآخرين.
“لم أتوقع أن أراكِ هنا.”
“وأنا كذلك.”
“هل سارت المحادثة مع أصدقائي بشكل جيد اليوم؟”
“أمم…”
ترددتُ قليلًا قبل أن أجيب:
“في البداية، ظننتُ أنها محاولة للتهديد، لكن اتضح أنها مجرد محادثة. ولحسن الحظ، لم يحاولوا ابتزاز أموالي أو القيام بأي تصرفات عدائية. نعم، كانت المحادثة جيدة.”
“…أفهم. حسنًا.”
ابتسم سيموني بهدوء.
“أظنني الآن فهمتُ سبب كونكِ صديقة أورورا.”
“نعم؟”
“هناك أمر كهذا.”
ما القصد؟ هل يقصد أنني أبدو بريئة وضعيفة مثل أورورا في القصة الأصلية؟.
مع ذلك، أعتقد أنني أتمتع بعقلية أقوى من أورورا، التي كانت تنهار نفسيًا بسهولة.
في تلك اللحظة، لفت انتباهي المستند الذي كان في يد سيموني. ما هذا النص الطويل؟.
وكأنه أدرك نظرتي، بادر سيموني بالحديث:
“آه، صحيح. تذكرت أن أورورا أخبرتني بأنكِ ذكية، يا آنسة فيفيانا.”
“حقًا؟”
هل تحدثت أورورا عني؟.
بالطبع، من المحتمل أن حديثها عن سيرافينا لم يكن إيجابيًا…
“من حسن الحظ أننا التقينا هنا. ربما يمكنكِ مساعدتي في أمرٍ ما.”
“في ماذا تحديدًا؟”
“هل يمكنكِ إلقاء نظرة على هذا؟.”
قدّم لي المستند، وكانت محتوياته كالآتي:
[ من المؤكد أن أحد المُهندسين هو الجاني، لكن لا أستطيع تذكر اسمه تحديدًا. ]
“ما هذا؟”
“إنها شهادة من شاهد عيان على مسرح الجريمة. لسوء الحظ، ذاكرته ليست جيدة، لذا لم يتمكن من تذكر جميع التفاصيل.”
“كان على متن قطار بيريس-تريبيلورا ثلاثة ركاب بأسماء العائلات بوفون وموريتّي وجوليني. كان كل واحد منهم يعمل في مهنة مختلفة: مهندس، جندي، وقائد أوركسترا، ومن المصادفة أن…”
“كانت اسمائهم جميعها متشابهة.”
بوفون يسكن في بيريس.
1–قائد الأوركسترا يسكن بين بيريس وتريبيلورا.
2–الراكب الذي يحمل نفس اسم قائد الأوركسترا يسكن في تريبيلورا.
3–الراكب الأقرب لقائد الأوركسترا يتقاضى راتبًا يُعادل ثلاثة أضعاف راتب قائد الأوركسترا شهريًا.
4–موريتّي يدفع 200 روبل شهريًا.
5–جوليني فاز مؤخرًا في مباراة بلياردو ضد الجندي الذي كان معه في القطار.
“يجب علينا تحديد لقب المهندس من بين هؤلاء.”
___________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
التعليقات لهذا الفصل " 5"