~الفصل15~

“كانت علبة ذهبية، ولكن، تلك… “

“لا بأس، لا داعي للتفسير أكثر.”

قاطع سيموني كلام الرجل، ثم عاد لينظر إلينا وابتسم بلطف.

“يبدو أن هناك شيئًا أرادت أورورا منا أن نتسلمه، لكن من المحتمل أنه علينا الذهاب مباشرة لاستلامه.”

“نعم، يبدو كذلك.”

“المسألة أصبحت متعبة.”

“…”

“إذن، هل سنذهب لقمع اللصوص؟”

سألت ذلك، فرفع رافائيلو كتفيه وكأنه مستغرب من السؤال.

“هل نحتاج حقًا إلى قمعهم؟ فقط علينا أخذ الشيء منهم، سنهددهم بالأسلحة وسوف يعطونه لنا.”

كانت هذه إجابة غير متوقعة. كنت أعتقد أن الرجال هنا سيريدون القضاء على اللصوص، لأنه في الروايات عادة ما يحدث ذلك. خاصة أن هؤلاء اللصوص الذين اختطفوا الناس هم نوع من الأشرار!.

“ألن نقضي على اللصوص؟ الناس تمت سرقتهم.”

“بالطبع، لكن هذا ليس عملنا. سيقوم الضباط بذلك بأنفسهم.”

“أرکانجيلو، أنا ضابط.”

“… لكنك في عطلة، هذا لا يهم.”

همم. على الرغم من أن الأمر كان غير تقليدي، ربما كان من الأفضل أن نبحث عن أورورا بأسرع ما يمكن بدلاً من إضاعة الوقت في ملاحقة اللصوص.

كان من الجيد بالنسبة لي أنني كنت محقة في توقعاتي حول شخصياتهم السيئة.
عدم الاهتمام بأمان المخطوفين كان أمرًا منطقيًا بالنسبة لهم.

“أنتم فعلاً شخصيات سيئة، وهذا جيد. كما توقعت تمامًا.”

“هل تعتبر تلك مدحًا؟ ولماذا تعامِلينا كأننا قمامة دائمًا؟”

“بالمناسبة، كيف تركتم وظائفكم وجئتم إلى هنا؟”

سألتهم دون أن أهتم، فحدق أرکانجيلو فيّ بنظرة غريبة ثم أجاب: “عروضنا تحدث عندما نريدها، لذا لا يوجد ما يشغل بالنا.”

“كان لدي إجازة متراكمة.”

“…”

“السحرة لا يعملون بعقود، لذا لا يهم الأمر. بالمناسبة، استقلت من منصب وزير الإدارة منذ بضعة أسابيع. كانت هناك تغييرات مقررة قريبًا.”

“هل يمكن لشخص أن يستقيل من منصب وزير بهذه السهولة؟”

“لكنني توليت منصب عضو في مجلس الشيوخ. كما تعرفين، يتم انتخاب أعضاء المجلس من بين النبلاء، لذا لا مشكلة في أن أغيب قليلًا.”

هاها، لم يكن عليهم العمل لكنهم حافظوا على المناصب التي يشغلونها بينهم.

في الحقيقة، أعتقد أن ثورة البروليتاريا قد تحدث قريبًا في هذا العالم.

على أي حال، بعد أن فهمت كيف وصلوا إلى هنا، أومأت برأسي.
كنت أعمل على مدار السنة كمعلمة في مدرسة ثانوية، ولم يكن لدي أي إجازات.

أما هؤلاء، فيبدو أنهم يحتفظون بمناصبهم رغم عدم عملهم.
كان هذا أمرًا مثيرًا للغيرة! إذا كنت قد أخذت إجازة من دروس التحضير للامتحانات، كانت مكانتي كأفضل معلمة ستشغلها معلمة أخرى في ديتشيدونغ.

لأنني، مثل الطلاب، كنت مجرد جزء في سوق التعليم، هاها! … ربما يجب أن أتوقف عن التفكير في هذا الأمر لأنه محبط للغاية.

“حسنًا، إذن دعونا نذهب للنوم وننطلق غدًا.”

قال سيموني ذلك، وبعدما انتهت الأمور عدنا إلى غرفنا.
بينما كنت أفتح حقيبتي وأستخرج أغراضي، اختفى تمامًا التفكير في القيلولة، فأخرجت الكتاب والمفكرة الخاصة بسيرافينا.

الحقائب لم تكن تحتوي على شيء سوى فساتين مريحة وملابس داخلية، وأدوات غسل الوجه، وأدوية طارئة وبعض مستحضرات التجميل.
لكن باقي المساحة كانت مخصصة لهذه الكتب.

ربما تحتوي هذه الكتب على شيء يساعدنا في فهم الموقف الحالي. لذلك، جلبت معي جميع الكتب والملاحظات الثقيلة.

لكن، وعندما فتحت أول كتاب رياضيات مملوءًا بالحماس، كان يحتوي فقط على عبارات سخيفة.

[الرياضيات مملة عصر العلوم الإنسانية قادم ]

كانت العبارات على كتبها كالآتي:

[لماذا فقط أنا لا أفهم هذا؟ ما الذي تعنيه هذه الأمور؟ لكن من المنطقي إذا كان هناك أشخاص يفهمون هذا بينما آخرون لا، أليس الشخص الذي يفهمه هو الغريب؟ ما هو هذا الجنون؟ ما هذه الهراء! ]

الرسومات على كتاب السحر الخاص بها كانت أيضًا غير مفيدة…. مسكينة، سيرافينا، يبدو أنها اخترعت مفهوم “ما هذا يا غبي” بنفسها. هممم، إذاً دعني أقرأ شيئًا آخر.
هل هناك سحر مثير للاهتمام؟.

< سحر المساحة العشوائية >
[عندما تكون في موقف خطر ولا تعرف أي سحر تستخدمه، استخدم “سحر المساحة العشوائية”.
هذا السحر سيجذب المهارات السحرية الموجودة داخلك ويخلق تلقائيًا السحر المناسب للحالة.
طريقة استخدامه بسيطة جدًا. فقط أطلق كل السحر داخل جسدك وادعُ كلمة السر التي حددتها.
لكن يجب أن تعرف أن هذا السحر ليس سحراً شاملاً، فلكي يتحقق السحر، عليك إثبات وجوده أولاً.
إذا لم تتمكن من إثباته، فإنك ستعاني من آثار جانبية تؤثر على صحتك. ]

“يمكنني استخدام السحر العشوائي؟”
كنت أقرأ الكتاب بعينين مفتوحتين من الفضول، حين سمعت صوت طرق على الباب من الخارج.

–دق دق

“نعم؟”

“سيرافينا، إنه أنا.”

عندما سمعت صوت سيموني فجأة، قفزت بسرعة وفتحت الباب.

‘ ماذا حدث؟ هل هناك مشكلة؟.’

لكن المفاجأة كانت أن سيموني بابتسامة مشرقة في وجهه قدم لي زجاجة من المكملات الغذائية المفيدة للصحة.

“أحضرت لك هذه لكي تشربيها إذا شعرت بالتعب أثناء رحلتك.”

“آه، شكراً…”

“هذه المكملات فعالة جدًا. الآن، استريحي جيدًا.”

قال سيموني ذلك بينما شعره الفضي اللامع يبرز أكثر، كان يبدو كالملاك.
نسبة تناسق جسمه المثالي، ومظهره الجاد، وكل شيء فيه كان يتناغم مع لطافته واهتمامه.

إذا كان شخص غيري، ربما كان سيتأثر بلطفه ويقع في حبه…

لكنني كنت أقول لنفسي: “لا تثقي به أبدًا.”

بالطبع، الوضع الآن لا يبدو كما في الرواية الأصلية، خاصة مع أورورا التي تغيرت بشكل كلي.

لكن ذلك لا يعني أنه يمكننا تجاهل المعلومات التي قرأتها في الرواية الأصلية.
حتى وإن كانت الرواية قد تحرفت، شخصيات مثل هؤلاء الرجال، وطبيعتهم، وطريقة تفكيرهم كانت ثابتة. آه، وطبعًا شخصيه أركانجيلو!.

في الرواية الأصلية، كان سيموني يبدو لطيفًا وطيبًا، لكنه كان في الحقيقة بارداً وقاسياً في الداخل.

حتى عندما كانت أورورا تطلب منه أن يساعدها، كان يرد بقسوة.

“سيموني، من فضلك ساعدني. أريد الهروب حقًا الآن…”

“هاها، أورورا. آسف لمشكلتك، لكنها ليست مشكلتي.”

“هل كانت كل التصرفات التي أظهرتها لي مزيفة؟”

“لا، لم تكن كلها مزيفة. لكنني ببساطة قررت أنه لا يوجد سبب لمساعدتك الآن.”

بالفعل، كانت تمر بتلك اللحظات القاسية لدرجة أنها كانت لديها بعض النوايا المعقدة.

“آه، أورورا. هربت أخيرًا؟ لا أحب الأشخاص الذين يستسلمون بسهولة. هل يجب عليّ اللحاق بك؟”

لذلك، لا يجب أن ننسى أن شخصية سيموني قد تكون معقدة كما كانت في الرواية الأصلية. قد يكون لطفه الحالي مؤامرة مغلفة.

وأكثر من ذلك، فإن ردة فعله عندما سألته عن الأميرة إيفا كانت مشبوهة للغاية.
لذلك قررت أن أبقي حذرة ًا تجاهه.

❈❈❈

في اليوم التالي، كان الطقس مشمسًا بينما كنا في طريقنا لملاقاة اللصوص.
بالتأكيد، بما أننا في جنوب القارة، كان الطقس هنا دائمًا جميلًا، مما جعل من الصعب الشعور بالتشائم.

“هل أخذتم كل شيء؟”

“دعني أتفقد… آه، دفتري في مكانه، إذًا كل شيء معي!”

كانت الأشياء التي حملتها معي الأهم هي كتاب ومفكرة سيرافينا، لذلك لا داعي للقلق. طالما أن لدي هذه الأشياء، فكل شيء سيكون على ما يرام.

“هل المفكرة هي أغراضك الأكثر أهمية؟”

“نعم، بدونها لا أستطيع العيش.”

“هل تحبين أن تكتبي يومياتك كل يوم؟”

“لا، أنا أفضل قراءة ما كتبته في الماضي أكثر من كتابة شيء جديد.”

في عالمي السابق، لم أكن أكتب يوميات. وإذا كنت قد كتبت يوميات، كانت ستكون مثل هذا:

[1 يناير، الخميس]
اليوم قدمت دورة “بناء المفاهيم” من الساعة 6 حتى 10 مساءً.

[2 يناير، الجمعة]
اليوم قدمت دورة “بناء المفاهيم” من الساعة 6 حتى 10 مساءً.

[3 يناير، السبت]
اليوم قدمت دورة “بناء المفاهيم” من الساعة 10 صباحًا حتى 10 مساءً.

ربما كانت هذه هي محتويات يومياتي، هاها!
على أي حال، لم أكن أكتب يوميات في الماضي.

“همم، فهمت…”

قال سيموني ذلك وهو ينظر إليّ بنظرة غريبة.
ثم استأجرنا عربة بخارية من الفندق، وانطلقنا في رحلتنا.

بعد فترة من السفر، اقتربنا من المكان الذي سيظهر فيه اللصوص.

“هي! أعطونا كل ما معكم!”

لكن لم أتوقع أن يظهروا بهذه السرعة.

♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪

حسابي على الإنستا:@empressamy_1213

حسابي على الواتباد: @Toro1316

ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧