1
“اخرجي من هنا أيتها***.”
“**** عامية قذرة.”
“وقحة مقرفة.”
حالما دخلت الفصل، استقبلها مكتبها الملطخ بالشتائم.
تظاهرت بعدم رؤية شيء ووضعت الحقيبة على المكتب.
سمعت خلفها مجموعة إيفان يتحدثون بسخرية.
“كيف ما زالت صامدة بعد مرور سنوات؟ لو كنتُ مكانها لشعرتُ بالإحراج من الاستمرار هكذا.”
“الأناس الوضيعون أكثر عنادًا، فهم لا يمتلكون كبرياءً ليفقدوه.”
“هذا صحيح فعلًا.”
لم تكن معتادةً على هذا النوع من التنمر التافه.
بعد حوالي شهرين من تجربتها في العيش كالشريرة في الرواية، اعتقدت أنها رائعة لكونها استطاعت الاستمرار في العيش هكذا دون الإصابة بالجنون.
“لكن يبدو أنها تشعر بالحرج رغم ذلك، فهي تغطي وجهها بذلك الشيء طوال الوقت.”
دائمًا ما ارتدت روبيتا الأصلية قلنسوة كبيرة وسحبتها لأسفل وجهها جاعلةً خصلات شعرها تخفي وجهها الجميل.
وكانت تبقي دائمًا رأسها منخفضًا وتتجنب التواصل بالعين مع أي شخص. لأنها إن نظرت لهم مباشرةً فسيزداد الأمر سوءًا.
“صباح الخير روبيتا!”
ابتسمت إلويز وجاءت لتقف بجانبها.
إلويز روشيدا، بطلة الرواية الأصلية.
بشعرها البرتقالي المنعش وعينيها الذهبيتين، بدت مشرقةً بشدة لأي شخص ينظر لها.
وتبعًا لذلك، كانت إلويز محبوبةً من الجميع.
رغم أنه مع تقدم الرواية أصبحت روبيتا تكره إلويز بشدة، إلا أنهما كانتا على علاقة جيدة في المدرسة.
لم تكن علاقتهما عميقةً جدًا بسبب النظرات حولهما، لكن روبيتا السابقة أحبت إلويز حقًا.
كانت إلويز بمثابة قديسة بالنسبة لما تتلقاه روبيتا في المدرسة.
“إلويز، إلى متى ستستمرين في التظاهر بكونكِ صديقة لتلك الحمقاء؟”
عبس إيفان وهو يحدق في وجهها.
“إيفان، أخبرتكَ ألّا تقول هذا، روبيتا صديقتنا.”
تنهد إيفان عند سماع هذا ولم يستطع الرد. كان إيفان معجبًا بإلويز. لذا عندما تقول شيئًا، لا يستطيع هو أو من يتبعه المعارضة.
الاستثناء الوحيد في المدرسة بأكملها كان جايدن، الرجل الأكثر شعبيةً في مدرسة كينافين.
“روبيتا، هل أنتِ بخير؟”
كانت إلويز تدافع عن روبيتا في أوقات كثيرة عندما كانت تتعرض للتنمر، لكن إن كنا ستنحدث بصدق، فهي لن تدعوها بصديقتها المفضلة.
كان لديها من الأصدقاء ما يكفي، لذا فقد حافظت على مسافة بينها وبين روبيتا وتظاهرت فقط بمعرفتها قليلًا.
تعرف كلٌ منهما على الآخر منذ الطفولة. كان والد إلويز يدين لعائلة كروليجر بدين كبير. آلمه كبرياؤه أن يضطر لطلب العون من عائلة من عامة الناس، لكنه لم يملك خيارًا.
لذا أرسل الكونت زوجته وإلويز للتعرف على روبيتا وتكوين صداقة معها. المثير للضحك أنه حالما تحسنت الأمور غيّر الكونت موقفه تمامًا وكأن شيئًا لم يكن.
ومنذ ذلك الحين كانت العلاقة عادية بين إلويز وروبيتا.
تأثرت روبيتا بشدة بلطف إلويز تجاهها في المدرسة، لكن يبدو أن إلويز لم تلحظ ذلك. غالبًا ما استغلت إلويز روبيتا للحصول على ما تريد، بطريقة طلب توحي وكأنها تملك أنقى قلب في العالم دون دوافع خفية.
“روبيتا، ماذا بشأن ما طلبته منكِ آخر مرة؟”
حالما تفرق الحشد، همست إلويز لروبيتا بهدوء وابتسامة تعلو وجهها.
“اوه ذلك، آسفة لقد نسيت.”
“فهمت، لا بأس خذي وقتك…..”
“أبي مشغول في الآونة الأخيرة لذا لا أعتقد أنه سيكون قادرًا على تلبية هذا الطلب.”
اتسعت عينا إلويز قليلاً وبدا الحرج واضحًا عليها.
قبل أن تدخل لجسد روبيتا، كانت إلويز قد طلبت مجموعة من مستحضرات التجميل النادرة والباهظة الثمن بشدة.
“اوه حقًا؟ اعتقدتُ أن علاقات والدكِ مع التجار المحليين في أورلانسل كانت جيدة……..”
لم تدري كيف علمت إلويز بشأن هذا، لكن هذا كان السبب في أن تطلب منها شراء مستحضرات التجميل.
“نعم. لكنني أطلب الكثير من الأشياء من والدي وقد أصبح غير سعيد بهذا.”
كانت إلويز تطلب من روبيتا هذا النوع من الخدمات منذ فترة طويلة.
وفي إحدى المرات وُبِّخت روبيتا حتى بكت بسبب طلباتها السخيفة من والدها لأجل إلويز.
ابتسمت إلويز بحرج شديد بعد سماع هذا.
“فهمت، لم أقصد وضعكِ في هذا الموقف……. سأطلب من شخص آخر إذن.”
ابتعدت إلويز بتعبير متجهم على وجهها.
لم ترفض روبيتا الأصلية طلبًا لإلويز من قبل، لكن هذا لن يحدث بعد الآن.
في الحقيقة بعد أن فكرت في الأمر، أدركت أن إلويز مختلفةٌ كثيرًا عن البطلة التي صُوِّرت في ذهنها.
كانت في نظر البطل فتاة لطيفة ومشمسة.
لكن من وجهة نظر أي شخص آخر، لم تكن بتلك الاستقامة.
لكنها لم تكن سيئة في العلن أيضًا. كانت شخصية مزعجةً من عدة نواحٍ، بما في ذلك علاقتها الغامضة مع روبيتا.
على أية حال، تحتاج إلويز للتخلص مع عادة طلب الكثير من الخدمات من الآخرين في كل مرة.
عادت إلويز لأصدقائها دون أن تنبس ببنت شفة عندما رأت أنه لا فائدة من محاولة الظهور بمظهر مثير للشفقة أمام روبيتا.
فتحت روبيتا حقيبتها التي كانت بثقل الحجارة.
كانت كتب الفصول الدراسية ثقيلة جدًا ما جعلها تشعر أن كتفها سيُخلع.
كان هناك خزانة مخصصة لكل طالب، لكنها كانت عديمة الفائدة بالنسبة لها.
لقد مرّت بتجربة مريرة بعد سرقة جميع أغراضها الشخصية من هناك.
فكرت في وضع قفل محكم، ثم تذكرت أن هذا عالم حيث يوجد السحر.
لا ينبغي أن توجد أي مشكلة في فتحه بالنسبة للطلاب النبلاء.
لم يكن من المسموح استخدام السحر في المدرسة، لكن سيكون من الصعب البحث عن شخص واحد يلترم بالقواعد هنا.
‘عداي أنا.’
كانت الحصة الأولى اليوم هي حصة اللغويات السحرية.
كانت تُدَرسه الأستاذة أماندا، والتي كانت صارمة بشكل ملحوظ.
لم يبدُ كرهها تجاه روبيتا واضحًا بقدر بعض الأساتذة الآخرين، فقد كانت تحاول أن تكون عادلةً من الجميع.
لم تكن الأستاذة قد دخلت القاعة بعد، والتفتت ميلين الجالسة أمام روبيتا، إليها بابتسامة.
“روبيتا، لقد ذاكرتِ جيدًا أليس كذلك؟”
عند سماع هذا، نظر كل الطلاب إليها. اليوم كان موعد الاختبار النظري الأساسي، كان قد تم الإعلان عنه قبل أن تدخل جسد روبيتا.
“بالنسبة لشخص وضيع فأنتِ تملكين عقلًا جيدًا.”
“يجب أن تبذلي جهدكِ في هذا الامتحان، قد لا نكرهكِ كثيرًا حينها.”
“قومي بحل سؤال واحد خطأ وسوف أقتلكِ.”
كل واحد من هذه الشخصيات الجانبية في عقلها، والتي لم تستطع حتى تذكر أسمائهم، ظلّ يثرثر ويلقي بتعليقات سخيفة.
كان هؤلاء الأطفال يطالبون بوقاحة برؤية ورقة امتحانها، مهددين أنه إن لم تكن الإجابات مثالية فلن يتركوها وشأنها.
كانت روبيتا ذكيةً في الجانب النظري عكس العملي. لو كان أداؤها العملي جيدًا في السحر كذكائها النظري، لأصبحت الأولى على الصف بسهولة.
وفي مرحلة ما، أصبحت هدفًا للمتنمرين.
أغضبتهم حقيقة أن شخصًا من عامة الناس يتفوق على النبلاء.
لذا سهرت روبيتا الليالي وتحملت نزيف أنفها المتكرر لتساعد الآخرين في واجباتهم واختباراتهم متجاهلةً درجاتها.
كان لديها بصيص من الأمل أنها تستطيع تكوين صداقات إن قامت بهذا، لكن البقية أخذوا الموضوع تدريجيًا كأمر مُسلّم به.
المضحك في هذا الأمر هو أن بطلة الرواية نفسها، إلويز، كانت من بين تلك المجموعة.
في أحد الأيام ناولتها زجاجة عصير وتقربت منها قائلة.
“لقد ذاكرتِ بجد للامتحان روبيتا اشربي هذا.”
على عكس الآخرين سألتها بنبرة ناعمة وعينين دامعتين، لكن الغرض لم يختلف.
“أنا آسفة روبيتا، لكن هل يمكنكِ أن تسديد لي معروفًا؟ ستوبخني أمي بشدة إن لم أنجح في هذا الاختبار.”
“لا تقولي هذا لها إلويز، يجب أن تكون ممتنةً لأننا نتحدث معها.”
“هذا صحيح، إنه لشرفٌ لها أن تدرس في نفس المكان معنا.”
“نحن نعطيها الفرصة لتكون مفيدة.”
ظلّوا يسخرون منها ويتضاحكون.
‘هؤلاء الأوغاد حقًا تجاوزوا كل الحدود……..’
• ترجمة سما
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"