البحث عن زوج للدوقة - 81
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- البحث عن زوج للدوقة
- 81 - السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع...²²
*تم تغير اسم داليا من داليا فون كريك إلى داليا فون غريك*
الفصل 81 : السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع…²²
“هل تمزحين الآن؟”
لكن على عكس رغبة أرتيا، كان وجهُ ماريغولد جادًا للغاية. فتحدثت أرتيا بصراحةٍ عما في قلبها.
“لقبُ الجميلة لقبٌ جذابٌ جدًا، لكنهُ يُسبب لي الكثير مِن الضغط.”
“إذًا، ماذا عن رقيقتي؟”
“أرجوكِ…”
وهَكذا، استمرت هجمات ماريغولد القاسية بالألقاب حتى تم التوصل في النهاية إلى مُناداتها بـ تيا.
وبدت ماريغولد مُحبطةً لأنها لَمْ تتمكن مِن مُناداتها باللقب الذي تُريده.
“سأناديكِ بـ تيا، لذا ناديني أنتِ أيضًا باللقب الذي أريدُه.”
“بماذا تودين أنْ أناديكِ؟”
أجابت ماريغولد بحماسٍ وكأنها كانت تنتظرُ هَذا السؤال.
“أختي♡” (اوني)
“أ-أختي؟!”
“نعم، فأنا أكبرُ منكِ بسنتين.”
لكن بين النبلاء، لَمْ يكُن مِن الشائع استخدام لقب “الأخت” لمُجرد أنْ شخصًا ما أكبر سنًا. بالنسبة لأرتيا، التي كانت وحيدة والديها، كان هَذا اللقب غريبًا للغاية.
عندما رأت ماريغولد ارتباك أرتيا، رفعت كتفيها بلا مُبالاة.
“إذا كنتِ لا تُحبين ذَلك، فلا خيار أمامي. في المُقابل، سأناديكِ بالجميلتي بدلاً مِن تيا…”
عند سماع هَذا اللقب الغريب، انفلتت الكلمات مِن فم أرتيا دوّن تفكير.
“أختي!”
ضحكت ماريغولد بسعادةٍ، وقد بدا على وجهها شعور بالانتصار لحصولها على اللقب الذي تُريده. ولَمْ تكتفِ بذَلك، بل بدأت تتحدثُ معها بطريقةٍ غير رسميةٍ أيضًا.
قد يعتبرُ البعض هَذا التصرف وقاحةً، لكنه بدا طبيعيًا تمامًا.
‘رُبما هَذهِ هي قوتها.’
أرتيا استسلمت تمامًا أمام ماريغولد.
وفي تلكَ الأثناء، كانت داليا تُحاول جاهدًة كبح مشاعرها التي بدت وكأنها ستلين تجاه أرتيا.
‘المُعجبون هم أشخاصٌ يستحقون الامتنان.’
لكن هَذا ينطبقُ فقط على مُعجبي “ريدليب”، ولا علاقة لسيدة المُجتمع الراقي داليا بهَذا الأمر.
لكن، وعلى عكس ما قررته، كانت أرتيا تُفكر بطريقةٍ مُختلفة تمامًا.
‘وجه السيدة غريك أصبح أكثر لُطفًا.’
كانت عيناها السوداوان، اللتان كانتا عادةً باردتين، تبدوان أكثر دفئًا. وأحيانًا، كانتا تميلان للنعومة بلُطف.
‘هل حدث لها شيءٌ جيد؟ أم أنْ الشاي والحلوى التي أعددتُها اليوم نالت إعجابها؟’
لَمْ تكُن تعرف السبب الدقيق، لكن رؤية داليا بهَذهِ الهيئة جعل أرتيا تشعرُ بالحماس، مٍما جعلها تستمتعُ بالحديث معها أكثر.
أما الغاية مِن التقربُ منهنّ لتعزيز مكانتها في المجتمع، فقد أصبحت شيئًا مِن الماضي. لقد بدأت أرتيا تستمتعُ بصحبتهن بصدق.
‘يبدو أنني لا أختلفُ عن أيِّ فتاةٍ نبيلةٍ أخرى.’
لقد وقعت في سحر سيدات الزهور، مثلها مثل باقي نساء النبلاء.
وبخجل، احمرّت وجنتا أرتيا وهي تعترفُ بمشاعرها بصدق.
كان حفل الشاي مُمتعًا حقًا.
***
في تلكَ اللحظة، في القصر الإمبراطوري…
كان نوكتورن يبتسمُ، لكنه كان يتصببُ عرقًا باردًا بسبب الهالة المُرعبة المُنبعثة مِن كيليان.
‘يا ترى، ما نوع الكتاب الذي يقرأهُ حتى يبدو بهَذهِ الملامح القاتمة؟’
هل هو كتابٌ فلسفي عميق؟ أم أنهُ كتابٌ سياسي يتحدثُ عن قضايا حساسة؟
لَمْ يكُن أيٌّ مِن ذَلك صحيحًا.
فالكتاب الذي كان كيليان يقرؤه هو روايةٌ رومانسية اختارتها لهُ أرتيا، وقد أثارت مشاعر العديد مِن النساء.
كان عنوانها الحب الأول للكونت أوغست.
وتحكي القصة عن كونتٍ لعوب يبدأ في الوقوع بحب زوجتهِ التي تزوجها زواجًا مُدبرًا، لتبدأ سلسلةٌ مِن الأحداث العاطفية المُعقدة.
[أمسك الكونت بيد زوجتهِ الخشنة وهو جاثٍ على ركبتيه.
‘قلبي وجسدي لكِ بالكامل، لذا أرجوكِ، امنحيني ولو جزءًا صغيرًا منكِ.’]
شعر كيليان بعداءٍ لَمْ يشعر بهِ حتى في ساحة المعركة.
كاد أنْ يُمزق الكتاب ويدخل داخلهُ فقط ليكسر فك البطل الذي تفوه بهَذهِ الكلمات المزعجة.
…لكن أرتيا فون إيدينبرغ قالت إنْ هَذا الرجُل رائع.
حين قالت ذَلك، كانت عيناها الزهرية تتلألآن مثل أزهار الكرز المُتساقطة تحت أشعة الشمس الربيعية.
“…يجبُ أنْ أتابع القراءة.”
بوجهٍ بدا وكأنه يتحمل عذابًا قاسيًا، واصل كيليان تقليب صفحات الكتاب.
* * *
زوج الكونتيسة داليا، الكونت غريك، كان رجُلاً نزيهًا ومُخلصًا، لكنه لَمْ يكُن زوجًا جيدًا للغاية.
لقد كان مُنشغلًا تمامًا بشؤون الدولة، لدرجة أنهُ كان غير مُبالٍ بزوجتهِ الوحيدة.
كان البعض يُعبر عن شفقتهم على زوجته، لكن داليا لَمْ تكُن ترى ذَلك أمرًا سيئًا.
فَفي النهاية، لَمْ تكُن تكنّ مشاعر عميقةً لزوجها الذي تزوجتهُ بزواجٍ مرتب.
كان اهتمامها الوحيد منصبًا على الكتابة.
بعد أنْ كانت تُنهي مهامها كسيدةٍ نبيلة—الاهتمام بمظهرها، ترتيب منزلها، وحضور التجمعات الاجتماعية—كانت داليا تستغلُ وقتها في الدخول إلى مكتبتها وكتابة قصصها.
كانت تكتُب وهي تضحك، تبكي، وتُعاني، حتى أطلقت أخيرًا صرخةً فرح.
“أخيرًا، انتهيت!”
كان صوتها مُفعمًا بالبهجة.
أيُّ شخصٍ يعرفها كان سيتفاجأ برؤيتها على هَذا الحال.
حدقت داليا في الأوراق المُتراكمة أمامها بعينين تلمعان تأثرًا.
لقد استغرقت عامًا كاملًا في كتابة أحدث أعمال ريدليب، والتي تحمل عنوان ‘الأمير النبيل هو ممسحةٌ لقدميها’.
وبالرغم مِن أنها أنهت هَذا الإنجاز العظيم، إلا أنه لا يزال هُناك أمرٌ مهم آخر يجبُ القيام به.
كان عليها إرسال المخطوطة إلى دار النشر.
لَمْ تكُن داليا قادرةً على الوثوق بأيِّ شخصٍ آخر للاعتناء بمخطوطاتها، لذَلك اعتادت أنْ توصلها بنفسها.
بسريةٍ تامة.
بعد بضعة أيام، غادرت داليا القصر بحجة الذهاب للتسوق.
رافقتها خادمة كما هو متوقع، لكن لَمْ يكُن هَذا بالأمر المُقلق.
فقد كانت هَذهِ المرة الخامسة التي تقوم فيها بهَذهِ المهمة، وأصبحت بارعةً في التعامل مع الخدم.
“سأتجول في المكتبة، لذا يُمكنكِ الذهاب إلى أيِّ مكانٍ تُريدينه.”
“لا يا سيدتي، كيف يُمكنني تركُكِ وحدكِ؟”
“أفضل اختيار الكتب بمُفردي، كما أنْ هَذهِ فرصةٌ لكِ لتستمتعي بمشاهدة السوق.”
قالت ذَلك بينما مدت للخادمة عملةً ذهبية.
اتسعت عينا الخادمة تأثرًا.
يا لها مِن سيدةٍ نبيلة ذكية، جميلة، وكريمة!
“إذًا، سأقوم بجولةٍ قصيرة وأعود إلى هُنا في الوقت المُحدد.”
بعد أنْ غادرت الخادمة، وقد اختفت عن الأنظار تمامًا، تبدلت نظرةُ داليا الوادعة إلى نظرةٍ حازمة.
كانت تحملُ حقيبةً كبيرة على غير عادة السيدات النبيلات، بحجة شراء الكتب.
لكن في الواقع، كانت الحقيبة تحتوي على مخطوطة ريدليب الجديدة.
وكان عليها تسليمُها إلى دار النشر اليوم.
كانت داليا تتعامل مع نفس دار النشر منذُ كتابها الأول.
كانت دار النشر صغيرة، لكنها أدت عملها بكفاءة.
الأهم مِن ذَلك، أنها التزمت تمامًا ببنود العقد التي تنُص على عدم طرح أيِّ أسئلةٍ عن هوية الكاتبة، أو الإفصاح عن أيِّ معلوماتٍ عنها.
كُل شيء كان مثاليًا، باستثناء شيءٍ واحد.
باعتبارها دار نشرٍ صغيرة، فقد كانت تقعُ في زقاقٍ بعيد ومظلم.
لو لَمْ تكُن كاتبة، لما اضطرت يومًا لزيارة مثل هَذا المكان.
وكان ذَلك يجعلُها دائمًا متوترة.
“يجبُ أنْ أصل بسرعة.”
بينما كانت تُسرع خطواتها أكثر مِن المُعتاد، ظهر فجأةَ طفلٌ أمامها.
تفاجأت داليا، ومدّ الطفل يديهِ المُتسختين نحوها.
“سيدتي الجميلة، لَمْ أتناول أيِّ شيءٍ منذُ البارحة. أرجوكِ، ساعديني.”
كان مِن الشائع أنْ تواجه مثل هَذهِ المواقف أثناء سيرها في الأزقة الخلفية.
وبدوّن تردد، فتحت حقيبتها وأخرجت عملةً فضية وقدمتها للطفل.
استلم الطفل النقود بوجهٍ مُغمورٍ بالامتنان.
“شكرًا لكِ!”
أومأت داليا برأسها قليلاً لترد على شكره، وهمّت بمتابعة طريقها.
لكن حين مرّت بجانبه، همس الطفل بكلماتٍ غريبة.
“عادةً، السيدات النبيلات لا يحملن المال أو الحقائب… لا بد أنكِ ثريةٌ جدًا.”
“ماذا؟”
“إذًا، لا بد أنكِ تستطيعين إعطائي المزيد، أليس كذَلك؟”
وبِمُجرد أنْ قال ذَلك، خطف الطفل حقيبتها وفر هاربًا إلى عُمق الزقاق.
“انتظر!”
كان مِن غير اللائق لسيدة نبيلة أنْ تركض، حتى لو اشتعلت فيها النيران.
ذَلك كان ما تربت عليهِ منذُ صغرها.
لكن كل هَذهِ القواعد لَمْ يعُد لها أيُّ معنى الآن.
ومع ذَلك، لَمْ يكُن مِن المُمكن لسيدةٍ ترتدي فستانًا ثقيلاً وحذاءً بكعب عالٍ أنْ تلحق بطفل شوارع.
وفي النهاية، تعثرت بحجرٍ وسقطت على الأرض.
وبينما كانت مُمددةً على الأرض، لَمْ يكُن لديها الوقت للتحقق مِن إصاباتها.
رفعت رأسها بسرعة، لكن الطفل لَمْ يعُد مرئيًا في أيِّ مكان.
“لا!”
صدح صوتها البائس في الزقاق المُظلم الفارغ.
جلست داليا على الأرض وهي تبكي بلا توقف. لَمْ تستطع التفكير في أيِّ شيءٍ.
لقد كانت في حالة صدمةٍ تامة.
وبعد وقتٍ طويل، استعادت وعيّها أخيرًا وتمتمت بصوتٍ مُرتعش.
“ع-عليّ إيجادُ المخطوطة…”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة