الفصل 75 : السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع…¹⁶
أرتيا، التي كانت تُمسك بيد ماريغولد، تحدثت بانفعال.
“الجُرح كبيرٌ جدًا. لا بد أنه مؤلمٌ للغاية، ماذا لو ترك أثرًا؟ آه، كم هَذا محزن…”
“……؟؟؟”
لماذا أنتِ هُنا؟
ولماذا تتصرفين وكأنكِ قريبةٌ مني؟
تجمدت ماريغولد مِن شدة الصدمة، بينما التفتت أرتيا بعيدًا عنها وحدقت في سيسيليا، التي كانت قد توقفت عن البكاء ونظرت بعينين مُتسعتين بسبب الموقف المُفاجئ.
“آنستي الصغيرة، أخبريني مِن فضلكِ، مَن هو الشخص الشرير والمروع الذي تجرأ على فعل هَذا بالسيدة المحترمة، السيدة غولدجرس، التي تحظى بأكبر احترامٍ في المُجتمع الأرستقراطي؟”
“……!”
رغم أنْ سيسيليا تسببت في جُرح ماريغولد في عدة مُناسباتٍ مِن قبل، إلا أنْ الجميع كانوا يتغاضون عن الأمر باعتبارهِ خطأً طفوليًا.
لكنها لَمْ ترَ مٍن قبل شخصًا يتفاعل بهَذهِ الجدية مع أفعالها.
“أنا… أنا…”
تلعثمت سيسيليا بوجهٍ شاحب قبل أنْ تدفن وجهها مُجددًا في حضن مربيتها وتنفجر في البكاء.
“أواااه!”
لكن هَذهِ المرة، لَمْ يكُن بكاءً زائفًا بلا دموع، بل كان نحيبًا حقيقيًا مع الدموع.
لأول مرة، شعرت بالارتباك بسبب توبيخها على خطئها.
ربّتت المربية على ظهر سيسيليا بينما كانت تُحدق بغضب في أرتيا.
“لا أعلم مَن تكونين، لكن مِن الأفضل ألا تتدخلي في شؤون العائلة، واذهبي في طريقكِ.”
وضعت أرتيا يدها على فمها كما لو أنها سمعت شيئًا غيرَ معقول.
“أتدخل؟ أنا فقط رأيتُ جُرحًا مروعًا على يد السيدة غولدجرس وأردتُ تقديم أيِّ مُساعدةٍ مُمكنة…”
لكن سرعان ما تحولت عيناها مِن جديد إلى نظرةٍ حادة.
“أنتِ أكثرُ السيدات أناقةً في المجتمع الأرستقراطي. ومع ذَلك، كان الخدم والطفلة يتصرفون بطيشٍ أمامكِ وكأنهم يستهينون بكِ. لَمْ يُعجبني ذَلك.”
راقبت أرتيا تعابير ماريغولد قبل أنْ تتابع حديثها.
“لكن لا شك أنْ تدخُلي في شؤون عائلتكِ، رغم أننا لا نعرفُ بعضنا جيدًا، كان تصرُفًا وقحًا. أعتذر عن ذَلك.”
لكنها لَمْ تكُن بحاجةٍ إلى الاعتذار. لَمْ يكُن الأمر مزعجًا على الإطلاق، بل على العكس… بدأت الدموع تتجمع في عيني ماريغولد.
تمتمت ماريغولد كما لو كانت تُحدث نفسها.
“لقد بذلتُ جهدي بعد الزواج.”
كانت تعتني يوميًا بطعام وملابس ابنتها بنفسها، تأخذُها للخارج للتسوق، ولَمْ تُهمل أبدًا إلقاء تحية قبل النوم.
لكن مهما فعلت، كانت سيسيليا دائمًا تتصرفُ بعدائيةٍ وترفضُها. أما الخادمات، فكنَّ دائمًا يقارنّها بالزوجة السابقة وينظرنَ إليّها باستهزاء.
وما كان أكثر ما يُرهقها هو نظرات الآخرين، بِمَن فيهم زوجها.
“في النهاية، زوجة الأب تبقى زوجة أب.”
“ماذا يريدون مني أكثر؟ ماذا عليِّ أنْ أفعل؟!”
كان صوتُ ماريغولد أشبه بصراخٍ يائس.
لكنها سرعان ما استعادت وعيّها وأحمرّ وجهُها خجلًا.
“لقد انجرفتُ بمشاعري وتفوهتُ بكلماتٍ لا داعي لها. إذا كنتِ تُفكرين في مواساتي، فلا داعي لذَلك.”
فَهَذا محرجٌ بما فيه الكفاية بالفعل.
“مَن أنا لأواسيكِ؟ لا أعرفكِ جيدًا. لكني أعتقدُ أنني أفهم مشاعر الآنسة سيسيليا قليلًا، فقد دخلت زوجةُ أبي إلى حياتي عندما كنتُ في سنها.”
“……!”
استعادت أرتيا ذكريات طفولتها.
عندما وقفت تلكَ السيدة الشابة الجميلة بجانب والدها وأُعلنَ أنها ستكون زوجته، لَمْ يكُن أول ما شعرت بهِ هو الترقُب، بل الرفض القوي.
“هَذهِ المرأة ليست أمي…”
لكن ذَلك الشعور لَمْ يدُم طويلًا.
لأن كاثرين لَمْ تهتم بها أبدًا.
لَمْ تكُن تُبالي بطعام أرتيا أو دراستها، بل نادرًا ما كانت تلتقي بها وجهًا لوجه.
البعض كان يصفُها بأنها زوجة أبٍ قاسية، لكن بالنسبة لأرتيا الصغيرة، كان ذَلك مُريحًا.
“لأنه كان مِن الصعب جدًا بالنسبة لي أنْ أتعامل مع شخصٍ ليس أمي وأتصرف كأنني ابنتُها. رُبما الآنسة سيسيليا تشعرُ بنفس الشيء.”
“هل تعنين أنْ تصرفاتي جعلت سيسيليا غيرَ مرتاحة؟”
“على الأرجح، نعم.”
نظرت ماريغولد إلى أرتيا وكأنها تلقت صفعةً غير متوقعة.
“لكن هَذا لا يعني أنْ العلاقة بينكما لَن تتغيّر أبدًا. مع مرور الوقت، قد تتمكن سيسيليا مِن قبولكِ كأم. لكن ليس الآن. رُبما مِن الأفضل أنْ تأخذي خطوةً للخلف وتراقبيها مِن بعيد.”
كانت ماريغولد مُتعجلةً طوال زواجها.
كانت مقتنعةً بأنها لَن تُصبح جزءًا حقيقيًا مِن عائلة غولدجرس إلا إذا كسبت قلب الابنة التي يعتزُ بها زوجها أكثر مِن أيِّ شيء.
لَمْ يكُن هَذا تفكيرها وحدها، بل حتى والداها وأصدقاؤها كانوا يخبرونها دائمًا بقلق.
“مهما فعلت سيسيليا، لا تغضبي منها أبدًا. عامليها بلطفٍ وكوني المُبادرةً دائمًا. هذا هو السبيل الوحيد لكسب قلبها.”
…لكن أرتيا كانت أول مَن قدم لها نصيحةً مُختلفةً تمامًا.
***
بعد بضعة أيام، في أحد المتاجر في شارع دياموند، كانت ماريغولد وسيسيليا في مواجهةٍ مُباشرة.
حملت ماريغولد فستانًا للأطفال، لكن سيسيليا صرخت بغضب.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 75"