لَمْ يكُن مِن المعتاد أنْ تعود المرأة المتزوجة إلى لقبها قبل الزواج، حتى الأرامل يُحافظن على لقب أزواجهنَ الراحلين. وبنفس المنطق، احتفظت أرتيا بلقب سيدة إيدنبرغ بعد الطلاق.
أومأت بينيلوب برأسها.
“حسنًا، سيدة إيدنبيرغ.”
انحنت أرتيا قليلًا بامتنانٍ نحو بينيلوب، التي كانت لطيفةً كعادتها.
فقد كانت صاحبةُ الحدث الأكثر صدمةٍ منذُ تولي الإمبراطور العرش—أول طلاقٍ رسمي في ظلّ حُكمه.
بفضل ذَلك، تلقت أرتيا عددًا غيرَ مسبوقٍ مِن الدعوات.
نصفُها كان بدافع الفضول حول المُطلقة الأولى منذُ عقود، والنصف الآخر كان مدفوعًا بالطموح—محاولةُ بناء علاقاتٍ معها على أمل الحصول على لقب دوق إيدنبيرغ الشاغر.
رفضت جميع الدعوات بحجة حاجتها للوقت لترتيب أفكارها، لكنها قبلت دعوة بينيلوب فقط.
بابتسامةٍ مُشرقة، قدمت أرتيا صندوق هديةٍ مُغلفًا بعناية.
“شكرًا لكِ على مُساعدتي. بفضلكِ، لَمْ يكُن صراعي مع زوجي السابق معركةً وحيدة.”
‘هل كانت سيدة إيدنبيرغ دائمًا تبتسمُ بهَذهِ الظرافة؟’
تأملت بينيلوب أرتيا بدهشةٍ طفيفة، ثم ردت مازحةً.
“لا داعي للشُكر.”
ثم أمسكت بذراع أرتيا بلطفٍ وقادتها إلى غرفة الاستقبال.
كانت الغُرفة مزينةً بفخامة، وعلى الطاولة المُستديرة وسطها، وُضعت مجموعةٌ متنوعة مِن الحلويات الملونة.
قالت بينيلوب بفخر:
“لقد جلبتُ كل أنواع الحلويات مِن أشهر المتاجر في العاصمة.”
لكن بينيلوب لَمْ تكُن تعلم أنْ أرتيا لَمْ تكُن تُحب السكر، بل كانت تُفضل الخضروات الطازجة أو المُجففة على الحلويات.
‘مِن الطبيعي ألا تعرف، فَنحنُ بالكاد كنا نعرفُ بعضنا.’
لكنها لَمْ تشعُر بأيِّ انزعاجٍ مِن ذَلك، بل على العكس، شعرت بالامتنان.
فَهَذا الكم الهائل مِن الحلويات كان بمثابة تعبيرٍ عن مواساة بينيلوب لها.
“لقد عانيتِ كثيرًا بسبب ذَلك الوغد. لهَذا اليوم، لا تُفكري في قياس خصركِ أو أيِّ شيءٍ آخر، وتناولي ما تشائين لتخفيف الإنزعاج.”
ثم نظرت بينيلوب سريعًا إلى خصر أرتيا وأضافت:
“عذرًا. على ما يبدو، أنا الوحيدة التي تحتاجُ للقلق بشأن مقاس خصرها.”
انفجرت أرتيا ضاحكةً.
كان هُناك العديد مِن النساء في المُجتمع الراقي يكرهنَ بينيلوب بسبب أسلوبها غيرِ المُهذب الذي لا يُشبه أسلوب النبلاء.
لكن أرتيا أعجبت بهَذهِ الصفة فيها.
على عكس ما توقعت، لَمْ يكُن موضوع ‘الأزواج المزعجين’ هو الشيء الوحيد الذي تشتركان فيه.
كان الحديث بينهما مُمتعًا وسلسًا، فَتطرق إلى أخبار المًجتمع، والموضة الرائجة، والروايات المُثيرة التي قرأتاها مؤخرًا.
وسط الحديث، انفجرت بينيلوب ضاحكةً بصوتٍ عالٍ.
“هاهاها!”
لَمْ يكُن ضحكها الرنان شبيهًا على الإطلاق بضحكات السيدات النبيلات، لكنها واصلت حديثها بمرح.
وعندما يحدُث ذَلك، كان لديهِ دائمًا طريقتُه الخاصة للتسلية.
وفي لحظةٍ، أحاط جسدهُ بوهجٍ ذهبي، وسرعان ما تحوّل جسدُه القوي إلى قطةٍ سوداء نحيلة.
طَرق طَرق.
استدارت أرتيا إلى النافذة عندما سمعت صوتَ الطرقٍ، فاتسعت عيناها بدهشةٍ.
أغلقت الكتاب الذي كانت تقرأهُ، ووقفت بسرعةٍ لفتح النافذة.
“لقد جئتَ، نوي!”
ابتسمت أرتيا بفرحٍ ولوّحت بيدها وكأنها كانت تنتظرُ هَذهِ اللحظة.
ترددت القطة السوداء للحظة، ثم قفزت إلى داخل الغرفة.
بخطواتٍ أنيقةٍ ومغرورة.
‘واو! نوي دخل إلى غرفتي!’
بالمُقارنة مع المرة السابقة، عندما جلس فقط على حافة النافذة، كان هَذا تطورًا كبيرًا.
بوجهٍ مُتحمسٍ أشبه بطفلةٍ صغيرة، تمتمت أرتيا:
“في السابق، كنتُ أراكَ فقط في القصر الإمبراطوري. وعندما جئتَ قبل أيامٍ، كنتُ محبوسةً في غرفتي، ولَمْ يكُن الوضع جيدًا آنذاك، فَلَمْ أتمكن مِن إعطائكَ أيَّ شيء. لكن في الحقيقة، هُناك أشياءٌ كثيرة كنتُ أريدُ أنْ أهديها لكَ!”
“…….”
شعر كيليان بإحساسٍ غريب، فَرفعَ أنفهُ قليلًا بحذرٍ، لكنهُ لَمْ يتوقع ما حدث بعدها.
مدّت أرتيا يديها وقدمت لهُ سلةَ صغيرة.
“تا-دا! إنها هديةٌ لكَ.”
……
كانت السلة مليئةً بالأطعمة واللعب الملونة.
أخرجت أرتيا شريحةً مِن اللحم المُجفف ووضعتها على كفِ يدها.
“جربها. إنها وجبةٌ خفيفة صنعتُها لكَ خصيصًا!”
“…….”
كان كيليان، بصفتهِ أميرًا، يتمتع بذوقٍ صعب الإرضاء في الطعام.
حتى في ساحة المعركة، كان يأمرُ بتقديم أفضل الأطعمة، لدرجة أنْ نوكترن كان يشكو مِن أنْ تحضير طعامهِ أصعبَ مِن قتل الأعداء.
“والآن، تُريدني أنْ آكل هَذا؟”
صحيح أنْ اللحم المُجفف صالحٌ للأكل، لكنهُ كان مُخصصًا للقطط.
والأسوأ، أنه لَمْ يكُن بإمكانهِ استخدام شوكةٍ لأكله—بل كان عليهِ أنْ يتناولهُ بفمهِ مُباشرةً.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 26"