لَمْ يرغب أيُّ نبيل في توظيف خادمةٍ تحمل تلكَ السمعة.
وفي النهاية، ومع حاجتها الماسة للمال، اضطرت إلى إخفاء اسمها وخبرتها، والعمل كـ خادمةٍ مُبتدئة في أحد القصور الريفية، حيثُ اضطرت للقيام بجميع أنواع الأعمال الشاقة.
لكن ذَلك كان في المستقبل.
أما الآن، فقد غادرت إيلما القصر دوّن أنْ تتخيل المصير البائس الذي ينتظرُها.
وفي تلكَ الأثناء، عادت بيبي إلى جانب أرتيا، بعد أنْ اختفت لفترةٍ طويلة.
تبادل الخدم الهمسات بذهول.
“ك-كيف عادت بيبي……؟”
“ألَمْ تهرُب وتترك السيدة؟”
لكن أكثر مِن شعورهم بالمُفاجأة، كان هُناك خيبةُ أمل.
إذ لَمْ يكُن قلةٌ مِمَن طمعوا في منصبها بعد رحيل إيلما.
“الأمر واضح. ستجعلُها سيدة رئيسة الخدم.”
لكن أرتيا خالفت توقعاتهم، وعينت شخصًا آخر في هَذا المنصب.
سوزان.
أقدمُ خادمةٍ في القصر، والتي كانت محبوبةً مِن الجميع بسبب شخصيتها الهادئة.
“أنتِ تملكين المهارات المُناسبة لتكوني رئيسة الخدم. طوال هَذا الوقت، لَمْ تتم ترقيتُكِ لأنكِ أجنبية، ولأن إيلما كانت تضعُكِ دائمًا في مرمى استهدافها. لكنكِ تستحقين المنصب.”
كانت ترقيةً لَمْ تتخيلها سوزان حتى في أحلامها، لكن وجهُها بدا مُتصلبًا.
ثم انحنت أمام أرتيا وقالت بصوتٍ متألم:
“لَمْ أستطع تقديم أيُّ مساعدةٍ للسيدة خلال مُعاناتها. كيف ليّ أنْ أشغل مثل هَذا المنصب؟”
فَكيف يُمكن للخدم أنْ يتبعوا شخصًا لَمْ يكُن قادرًا حتى على النظر إليّهم في أعينهم، ولَمْ يفعل شيئًا سوى البكاء والانغلاق على نفسهِ داخل الغرفة؟
‘بيبي كانت استثنائيةً بولائها لسيدةٍ مثلي.’
ثم نظرت أرتيا إلى سوزان وقالت:
“مِن الآن فصاعدًا، سأصبحً نبيلةً يستحقُ خدمها أنْ يتبعوها بإخلاص. لذا أريهم ذَلك، أريهم أنكِ تملكين الكفاءة اللازمة لتكوني رئيسة خدم لدوقية إيدنبيرغ العظمى. أثبتي أنْ اختياري لَمْ يكُن خاطئًا.”
نظرت سوزان إليّها بعينين دامعتين، ثم ظهر في عينيها البريئتين عزمٌ قوي.
“نعم، سأثبتُ ذَلك لكِ. وسأردُ لكِ هَذا الفضل العظيم الذي منحتِني إياه، سيدتي.”
وعندما أصبحت سوزان رئيسة الخدم، أدركت الخادمات أمرًا مُهمًا.
“السيدة لا تُفضل بيبي فقط. أيُّ شخصٍ يمتلكُ الكفاءة يمكنهُ الترقية.”
امتلأت أعين الخادمات بحماسٍ متقد.
أثناء مراقبة الخادمات وهنّ يعملنَ بحماسٍ أكبر، وينظفنَ كل زاويةٍ في القصر، ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على شفتي أرتيا.
“كما توقعت، مِن المُهم منح مكافآتٍ عادلة إذا كنتِ ترغبين في تحفيز الناس.”
نظرت أرتيا إلى بيبي، التي كانت تضعُ الشاي والحلوى على الطاولة، وسألتها:
“سمعتُ أنْ الخادمات يقمنَ بعملهنَ بشكلٍ جيد هَذهِ الأيام، صحيح؟”
“نعم.”
أومأت بيبي برأسها بوجهٍ خالٍ مِن التعابير.
عندما عادت بيبي، لَمْ يستقبلها الخدم بحرارة. فقد كانوا يشعرون بالغيرة مِن الاهتمام الكبير الذي تحظى بهِ مِن قبل أرتيا.
لكن بعد أنْ قامت أرتيا بترقية سوزان إلى منصب رئيسة الخدم، تغيّرت ردود أفعالهم تمامًا.
بدأت الخادمات في التقرب مِن بيبي، ليس فقط رغبةً في كسب ود أقرب خادمةٍ إلى الدوقة، ولكن أيضًا بدافع التعاطُف معها، لأنها رغم ملازمتها لأرتيا طوال اليوم، ظلّت مُجرد خادمة.
أرتيا، التي كانت على درايةٍ بكُل هَذهِ الأمور، سألتها:
“ألَمْ تشعري بالاستياء لأنني لَمْ أمنحكِ منصب رئيسة الخدم؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 25"