“مهما كان الأمر، لا ينبغي أنْ تتفاقم الأمور إلى هَذا الحد!”
“لَمْ يكُن هُناك خيارٌ آخر. لقد توسلت الكونتيسة إلى زوجها مرارًا وتكرارًا، لكنهُ لَمْ يتوقف عن استخدام العُنف. في مثل هَذهِ الحالة، ماذا كان عليها أنٌ تفعل؟”
قالت أرتيا ذِلك وهي تنظرُ إلى الرجل الغاضب أمامها.
“الفيكونت دايكت، سمعتُ أنكْ ابن بارٌّ بأمكَ وتعتني بها كثيرًا.”
مهما كانت أرتيا لطيفةً، فـ قصر إيدينبرغ ليس منزل فريجيا. كانت بحاجةٍ إلى مكانٍ خاصٍ بها، حيث تستطيع العيش بسلامٍ مع ابنتها الصغيرة، ليزي، دوّن خوفٍ مِن زوجها.
“لَن أدعكِ ترحلي حتى يأتي الكونت إليزيوم بنفسهِ، ويعتذر رسميًّا، ويتعهد أمام المحكمة بتنفيذ الحُكم.”
لكن أرتيا لَمْ تكُن تنوي الاكتفاء بذَلك. لذا، قررت أنْ تُعيّن خادمةً خاصة لـ فريجيا، تكون أولويتها القصوى حمايتها، ومدرّبةً على التوجه فورًا إلى المحكمة في حال حدوث أيِّ طارئ.
كان هَذا أفضل ما يُمكنها فعله لحماية صديقتها.
لكن، مهما انتظرت، لَمْ يأتِ الكونت إليزيوم.
تنهدت فريجيا بوجهٍ مُتجهم.
“يبدو أنْ زوجي لا ينوي تنفيذ حُكم المحكمة.”
“يبدو كذَلك، لكنهُ لَن يستطيع التمادي أكثر.”
القانون قوي. إذا لَمْ يتخذ الكونت أيِّ خطوةٍ، فسوف تتدخل المحكمة بنفسها.
“لننتظر قليلًا بعد.”
“بصراحة، أنا سعيدةٌ لأنني سأقضي وقتًا أطول معكِ ومع ليزي.”
كان الكونت إليزيوم جالسًا على الأرض، مُمسكًا بزجاجة خمرٍ يشرُب منها بنهم.
كانت الهالات السوداء تحت عينيهِ بارزةً، ولحيتهُ غير مهذبة، وجسده تفوح منهُ رائحة الخمر الكريهة.
اختفى تمامًا مظهرُ الرجُل النبيل الذي كان يومًا ما يُثير إعجاب السيدات، ولَمْ يتبقَّ سوى خاسرٍ بائس بمظهرٍ مزرٍ.
الخيانة، الغضب، الاستياء، الكراهية، والعار— مشاعرٌ لَمْ يختبرها قط طوال حياته، لكنها الآن تسحبُه إلى قاعٍ مُظلم.
“كيف تجرؤ على جعلي في هَذهِ الحالة؟ فقط عودي إلى المنزل، وسأقطعُ لسانكِ حتى لا تنطُقي بتلكَ التفاهات مرةً أخرى…”
لَمْ يكُن غضبه موجّهًا نحو زوجتهِ فقط.
بل شمل القاضي الذي أصدر الحُكم، والخادمة التي أدلت بشهادة لصالح فريجيا، والنساء اللاتي هتفنَ ابتهاجًا عندما صدر الحكم، والرجال الذين أبدوا نظرات شفقة وهم يرمقونه.
…ثم أرتيا فون إيدينبرغ.
تذكر إلى مشهد وجهها وهي تقفُ بثقةٍ بجانب فريجيا في المحكمة.
تلكَ البشرة البيضاء المُتوهجة بالفخر… أراد أنْ يُمزقها إربًا.
“كل هَذا بسبب تلكَ العاهرة.”
فريجيا كانت امرأةً مُهذبة، لا تخرج مِن المنزل إلا بإذن زوجها، ولا تأكل حتى يعود.
لكنها الآن رفعت بلاغًا ضده وصرخت في المحكمة.
هَذا لَمْ يكُن تصرفها المُعتاد، بل كان تأثير أرتيا فون إيدينبرغ.
“تلكَ المجنونة التي طلّقت زوجها لأنها كرهته، قامت بتحريض زوجتي البريئة…”
قبضّ على كأس النبيذ في يدهِ بقوة، فَلَمْ يتحمل الزجاج الرقيق وانكسر، مِما أدى إلى نزف الدم مِن يده المليئة بشظايا الزجاج.
في تلكَ اللحظة، تحوّل غضبُه المشتت إلى نقطةٍ واحدة— كراهيةٍ جنونية.
***
في هَذهِ الأثناء، كانت أرتيا في قاعة الحفلات، كما هو الحال كُل يوم.
لَمْ تكُن تحضر هَذهِ التجمعات لمُجرد اللهو، بل لضمان استمرار الدعم لفريجيا.
‘إذا لَمْ أواصل السيطرة على الأوضاع، فقد تتغيّر الأمور فجأةً. يجبُ أنْ أحافظ على التوازن— لا تشتعل كثيرًا، ولا تخمد تمامًا.’
بينما كانت تتحدثُ مع مجموعةٍ مِن السيدات، لفت انتباهها رجلٌ ذو شعرٍ أسود.
اتسعت عيناها فورًا.
صاحب السمو كيليان؟!
لكن عندما نظرت إلى ملامحهِ، امتلأ وجهها بخيبة الأمل.
لَمْ يكُن هو.
وبالطبع، هَذا كان متوقعًا. فكيليان لا يحضرُ مثل هَذهِ الحفلات الصغيرة أساسًا.
‘لقائي بهِ في الحفل الذي أقامهُ الكونت إليزيوم كان مُجرد استثناء…’
مع ذَلك، في كُل مرةٍ ترى شعرًا أسود، يتجهُ نظرها لا إراديًا نحوه، على أمل أنْ يكون هو.
“ما الأمر؟ هل تشعرين بتوعك؟”
سألتها بينيلوب بقلقٍ، لكنها هزّت رأسها.
“لا، فقط أشعرُ بالاختناق قليلًا. سأخرجُ لاستنشاق بعض الهواء.”
غادرت أرتيا قاعة الحفل، ولَمْ يكُن لديها أدنى شكٍ بأنْ شخصًا ما كان يُراقبها ويتبعها.
خرجت إلى الشرفة الخارجية وأخذت نفسًا عميقًا. كان الهواء الليلي البارد يُنعش رئتيها، على عكس حرارة قاعة الحفل الخانقة.
ثم، سمعت صوت الباب يُفتح خلفها.
‘إذن، لقد تبعني بالفعل.’
كانت مُدركةً تمامًا للعيون التي تُراقبها داخل الحفل، لذا قررت الخروج لإجبار المُتابع على الظهور.
‘هل هي سيدةٌ نبيلة تُريد استشارتي؟ رجلٌ ساخط يحمل ضغينةً ضدي؟ أم شخصٌ يدعمُني؟’
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 108"