اعتذرت سوزان لأنها لَمْ تتمكن مِن أداء مُهمتها كما ينبغي.
“ماذا لو حاولنا التواصل مع خادمةٍ سابقة؟ رُبما تأثير الكونت إليزيوم عليها سيكون أقل بعد مُغادرتها القصر.”
أومأت سوزان برأسها، ثم بدأت في البحث عن الخادمات اللاتي تركنَ القصر خلال السنوات الأخيرة، حتى وجدت أخيرًا امرأةً كانت على استعدادٍ للإدلاء بشهادتها.
وكانت هَذهِ المرأة هي آنا، التي وقفت اليوم أمام الجميع.
تحدثت آنا بصوتٍ مُرتجف، وقد ارتسم الخوف على وجهها.
“ك-كان باب سيدتي يُغلق بإحكامٍ كلما عاد السيد مخمورًا، وكنتُ أسمع صراخها يتسرب مِن بين شقوق الباب. وفي صباح اليوم التالي، كانت دائمًا طريحة الفراش. كانت تُحاول جاهدةً إخفاء إصاباتها، لكنني رأيتُ ذَلك. رأيتُ العلامات الحمراء على جسدها.”
تحدثت فريجيا قبل أنْ يتمكن الكونت إليزيوم مِن الرد.
“سيادة القاضي، ليس لديّ شهودٌ فقط. بل لديّ أيضًا دليلٌ يُثبت صحة كلامي.”
لأول مرة، بد بريقٌ خافت في عيني كالفين الرماديتين.
“أرني الدليل.”
عضّ الكونت إليزيوم على أسنانهِ بشدةٍ بسبب هَذا التطور غير المتوقع.
“هَذا كُله كذبٌ وافتراء!”
كيف يُمكن أنْ يكون هُناك دليل على اعتداءٍ وقع منذُ زمنٍ بعيد؟ هَذا مستحيل!
في تلكَ اللحظة، وقفت أرتيا مِن بين الحضور.
بدا على الكونت إليزيوم الغضب، وسقط قناعُه ليكشف عن وجههِ القبيح الحقيقي.
‘تلكَ العاهرة التي أغوت فريجيا…!’
تقدمت أرتيا نحو فريجيا، مُتجاهلةً نظرات الكونت الحادة كالسكاكين.
لَمْ تكُن أرتيا قد شهدت اعتداء الكونت إليزيوم على فريجيا بشكلٍ مُباشر، لذا لَمْ يكُن بإمكانها أنْ تكون شاهدة.
لكن كان هُناك شيءٌ يُمكنها فعله.
أنْ تقف إلى جانبها في هَذهِ المعركة.
نظرت أرتيا إلى فريجيا بعينيها الدافئتين. ترددت فريجيا للحظة، ثم أومأت برأسها بحزم، وقد عقدت العزم أخيرًا.
بعد لحظات، بدأت أرتيا بفكّ أزرار الفستان الواحد تلو الآخر عن ظهر فريجيا.
أنْ تقوم سيدةٌ نبيلة بخلع ملابسها أمام هَذا الحشد الكبير!
كان تصرُّفًا صادمًا جعل الجميع يُحدّقون بذهول. حتى كالفين لَمْ يكُن استثناءً، لكنهُ تحلّى بالصبر وقرر التمهُّل قليلًا.
وبعد فترةٍ وجيزة، عمّت المحكمة صدمةٌ مروّعة.
ظهرُها الهزيل كان مُغطّى بعشرات الندوب.
كانت أرتيا، التي رأت الندوب عن قرُب، قد احمرّت عيناها تأثّرًا.
‘منذُ أنْ مكثَت في قصر إيدينبرغ، طلبتُ مِن فريجيا ألّا تضع أيّ دواءٍ على جراحها.’
لقد كان ذَلك كُله مِن أجل هَذا اليوم.
رغم مرور الوقت وبُهتان بعض الآثار، إلا أنّ ظهرها الأبيض لا يزال يحمل ندوبًا لَمْ تلتئم بالكامل. والأسوأ مِن ذَلك، أنّ الندوب القديمة تراكمت فوقها جروحُ أحدث، قد تكوّنت على مدار سنوات.
فتحت فريجيا شفتيها، وعيناها توشكان على البكاء.
“في يوم زفافنا، أقسمتُ أنا وزوجي أمام الحاكم أنْ نُحبّ بعضنا البعض ونعتني ببعضنا في كُلّ الظروف. ولكن… ولكن في كُلّ مرةٍ كان يعود فيها مخمورًا، كان يضربُني. كأنني مُجرّد حيوان، مُجرّد عبدة، كان يجلدني بسوط الخيول. لقد تألّمتُ كثيرًا… كثيرًا جدًّا.”
كان اعترافُها الحزين والمُفجع صادمًا لدرجة أنّ أحدًا لَمْ يستطع فتح فمه.
لكن الشخص الذي كسر ذَلك الصمت كان الكونت إليزيوم.
“هَذا كُله كذب! لَمْ أضرب زوجتي أبدًا!”
كلماتُه أعادت المُحاكمة إلى نقطة الصفر، مِما جعل كالفين يُقطّب حاجبيه.
“هل تعني أنّ الكونتيسة قامت بإيذاء نفسها؟ وفوق ذَلك، في أماكنٍ مِن جسدها لا تستطيعُ حتى الوصول إليّها؟”
“كما يعلم سيادة القاضي، زوجتي لَمْ تفعل كُلّ هَذا بِمُفردها. هُناك شخصٌ يدعمها… لا، بل يُحرّكها مِن وراء الستار.”
ثم وجّه الكونت إليزيوم بصرهُ نحو أرتيا، التي كانت تقفُ إلى جانب فريجيا.
“لابد أنّ السيدة إيدينبرغ هي مَن حرّضتها! لا شكّ أنّها أوعزت إليّها بأنّ المحاكمة لَن تكون في صالحها إلا إذا كانت هُناك جروحٌ تدعم كذبتها. كانت تبتسمُ مثل ساحرةٍ بينما تحفرُ الجرُاح على جسدها. هَذهِ المُطلّقة، التي فشلت في زواجها، تحترقُ غيظًا لرؤية زواجنا مُستمرًّا، ولذَلك تُحاول تمزيقه!”
“كفّ عن هَذا الهراء!”
للمرة الأولى، رفعت فريجيا عينيها ونظرت إلى الكونت إليزيوم بنظرةٍ حادّة.
“السيدة أرتيا لَمْ تفعل شيئًا سوى مُساعدتي بنيّةٍ صادقة. لا علاقة لها بهَذهِ القضية. أنا وحدي مَن قدّمتُ الشكوى ضدّك، وأنا وحدي مَن قرّرتُ المثول أمام المحكمة!”
“…..”
كان الكونت إليزيوم يُحدّق فيها كما لو أنّ كلبًا ضالًّا قد عضّه، غير قادرٍ على استيعاب ما سمعه.
ثمّ أبعدت فريجيا نظرها عنه، والتفتت إلى كالفين وقالت.
“سيادة القاضي المُحترم، لقد فقدتُ الكثير بسبب هَذهِ المُحاكمة. تمّ الكشف عن أمورٍ كنتُ أرغبُ في إخفائها عن العالم، وانهار شرفي كامرأةٍ نبيلة، وانهارت علاقتي بزوجي إلى حدٍّ لَن يُصلَح أبدًا. ومع ذَلك، السبب الذي جعلني أقف هُنا اليوم هو…”
أخذت نفسًا عميقًا قبل أنْ تُتابع.
“ابنتي الصغيرة، إليزابيث، التي هي أثمنُ مِن حياتي نفسها. أريدُ أنْ أخبرها أنّ إيذاء الإنسان لإنسانٍ آخر، وأنّ ضرب الزوج لزوجته، أمرٌ لا يُمكن تبريرهُ تحت أيِّ ظرف. أريدُها أنْ تعرف أنّ المرأة، مهما كانت ضعيفة، تستحقُّ أنْ تعيش بكرامة، وأنْ تُعامَل باحترام.”
شبكت فريجيا يديها معًا.
“أنا لا أطلبُ معاقبة زوجي، ولا أريدُ حتى اعتذارًا منه. كلّ ما أطلبُه مِن المحكمة هو منعهُ مِن ضربي مُجدّدًا. هِذا فقط… أرجوكم.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 103"