شعرتُ وكأنْ السماء قد انهارت عليّ حرفيًا بين ليلةٍ وضُحاها.
“مَن أنتِ؟”
سألني جدي، الذي استيقظ للتو مِن النوم، عن هويتي.
“لا تَمزح معي يا جدي. ماذا تعني بِمَن أنا؟”
عندما أخبرتُه أنني إليشيا، أجابني بأنْ حفيدتهُ لَمْ تكُن سوى فتاةٍ في الخامسة عشرة مِن عُمرها، فكيف يُعقل ذَلك؟
بديهيًا، أدركتُ أنْ الأمر لَمْ يكُن مزاحًا أو شيئًا مِن هَذا القبيل.
“جدي يتصرفُ بشكلٍ غريب. لَمْ يكُن هَكذا حتى البارحة…”
بعد أنْ قدمتُ كُل الأدلة المُمكنة، نجحتُ بصعوبةٍ في إقناع جدي وذهبنا إلى المُستشفى.
استمعَ الطبيب لشرحي ثم هزَّ رأسهُ مُستغربًا.
“هَذا غريب حقًا. على كُل حال، لا يبدو بأنه يُعاني مِن الخرف. لَمْ تَظهر عليهِ أيُّ أعراضٍ سابقة.”
“إذًا، ما الأمر؟ هل فقد الذاكرة؟ جدي، هل انزلقتَ في الصباح وجرحتَ رأسكَ أو شيءٌ مِن هَذا القبيل؟”
“يبدو أنهُ ليس فقدانًا للذاكرة أيضًا.”
“إذًا، هل يُمكن أنْ يكون قد وقع تحت تأثير سحرٍ أو لعنة؟ كما ترى، جدي ليس بالشخص الذي قد يتعرضُ للكراهية، لكن مظهرهُ وشخصيتهُ قد يجعلان البعض لا يُحبونه.”
“أنا لستُ مُتخصصًا في السحر، لكنني أعتقد أنْ هَذا ليس السبب أيضًا. حسب نتائج الفحص، مستوى الطاقة السحرية في جسم السيد ميكيلي هو صفر. مِن النادر أنْ يكون الشخص خاليًا تمامًا مِن الطاقة السحرية إلى هَذهِ الدرجة.”
قابلنا أطباء وسحرةً آخرين، لكن الجميع أعطوا إجاباتٍ مُشابهة.
باستثناء طبيبٍ واحدٍ كان يعملُ كطبيبٍ خاص لدى إحدى العائلات النبيلة.
“هَذهِ العُشبة تُسمى جذر النعناع الأسود، وهي مُضاد سمومٍ قويٍ جدًا. ولحُسن الحظ، نجحت في إبطال التَسمُم، لكنني لا أوصي بها. فهي ليست علاجًا جذريًا، ولها آثارٌ جانبيةٌ كثيرة…”
“أعطني إياها.”
“جدي!”
بينما كنت أستمع بذهول، قطع جدي حديثنا.
شعرتُ بالرعب وبدأتُ أمانعُه.
“لا، لا يُمكنكَ ذَلك، قال الطبيب إنْ لها آثارًا جانبيةً كثيرة. دعنا نحاول زيارة أماكن أخرى. الآن بعد أنْ عرفنا اسم المرض، يُمكننا البحث عن أشخاصٍ يعرفون علاجًا آخر.”
“اليوم فقط قد قابلنا خمسة أطباء وساحرين اثنين. إذا حسبنا الأمر على مدى أسبوع، فسيكون العدد أكبر. الطبيب الوحيد الذي أعطانا شيئًا يُشبه الجواب هو هَذا الطبيب.”
التعليقات لهذا الفصل " 4"