ظهرت على وجه كريسينت، الذي كان يُفكِّر بجدّيّة، ابتسامةٌ ماكرة فجأة.
“على أيِّ حال، النتيجة التي أردتُها قد تحقّقت. صحيحٌ أنِّ الأمور لم تسر حسب المخطّط، لكن بهذا الشكل ليست سيّئة أيضًا.”
نظر كريسينت إلى الحبال الملفوفة حول جسده وهزّ كتفيه.
“قلتُ إنّني لن أحرِّر نفسي أمامها، لكن لم أقل إنّني سأبقى هادئًا حين تتركني وحدي.”
كان قد توتّر قليلًا، ظنًّا منه أنّه قد يُرشّ عليه رذاذٌ معيّن، لكن من حسن الحظ أنّه لم يحدث.
فلو حصل ذلك، لاضطرّ لإظهار قواه المقدّسة المخفية، وبالتالي سينكشف أمره بأنَّ الرذاذ لا يؤثّر عليه.
فحقيقة أنّه يعمل على مشروع جمع التّحف المقدّسة من المعبد كانت سِرًّا.
وكذلك كونه الكاردينال الذي ينفّذ هذه المهمّة بنفسه.
‘صحيح أنَّ أحد الأسباب هو انتحال الهويّة… لكنّي أجد الموقف الحالي ممتعًا حقًّا.’
“هل أنا أوّل كاردينال يُعامَل كـلصّ؟”
ابتسم كريسينت ابتسامةً هادئة وأغمض عينيه.
ثمّ أطلق العَنان لقوّته المقدّسة المخفيّة.
تك
نظر إلى الأداة السحريّة التي فُكَّت دون مقاومة، ثمّ نهض من مكانه.
“هل أتبعها وأراقبها؟”
وأيضًا… لأردّ الجميل على تحقّق مشاعرها تجاهي مرّتين.
***
“رائع…”
انطلق منها هذا التّعليق تلقائيًّا عندما رأَت معبد شجرة العالم.
‘إنّه أكبر بكثير مِمّا تخيّلت.’
كانت هذه أوّل مرّةٍ تزور فيها المعبد.
ولم تسمع عنه الكثير من قبل.
لأنَّ جدّها لم يكن يؤمن بعقيدة شجرة العالم.
“جدّي، ألَا تذهب إلى أماكن مثل المعابد؟”
“لستُ مِمَّن يؤمنون بشيء لا يُرَى. أنا أُؤمن بما هو ملموس فقط. أليس كذلك؟”
كان ذلك جوابًا يليق به.
‘جدّي دائمًا يقول “لا” حاسمًا إذا لم يُعجبه شيء.’
المعبد كان في أعلى الجبل، وكان هناك الكثير من الدرجات.
وصلت إلى المدخل أخيرًا، بعد أن كادت ساقاها تنهاران من التّعب.
وحين نظرتُ بخِفة، رأتُ حشدًا من النّاس.
ربّما مؤمنون جاؤوا لنَيل البركة أو المعموديّة.
قرّرت أن تنتظر حتّى تقلّ الزحمة، فأخذتُ أتجوّل في الجوار.
وبينما كنت أتجوّل، لفت نظرها شيء ما.
‘أوه، هناك معرضٌ خاصّ! لِمَ لا أُلقي نظرة؟’
كان في قاعة العرض عددٌ غير متوقّع من الأطفال.
يبدو أنَّ أطفالًا صغارًا جاؤوا في رحلةٍ جماعيّة كمؤمنين صغار.
كانت تراقب الأطفال اللّطيفين حين سمعت صوت الكاهنة الشابّة التي تُرافقهم.
“الصّورة التي ترَونها الآن هي لوحةٌ مقدّسة، رُسمت بناءً على الحُلم الذي رآه قداسة البابا الأوّل.”
تسلّلت بهدوء خلف الأطفال لتُشاهد اللوحة معهم.
“هل ترَون كم عدد ثمار شجرة العالم هنا؟”
“نعم!”
“الثّمار ترمز إلى البركة. وهذا يعني أنَّ شجرة العالم قد منحتنا الكثير من البركات. لذا يجب أن نعيش دائمًا بشكرٍ على هذه النّعمة، مفهوم؟”
“نعم!”
“حسنًا، دعونا ننتقل إلى اللّوحة التّالية.”
‘كنتُ أعتقد أنَّ شجرة العالم مجرّد شجرةٍ عتيقة… لكن يبدو أنَّ لها ثمارًا!’
بينما كانت تُحدّق في الثمار ذات اللّون الأحمر البرّاق، مالت برأسها قليلًا.
لفت نظرها وجود لوحةٍ لم تذكرها الكاهنة.
‘هممم، تقول الملاحظة إنَّ هذه رُسمت بناءً على حلم البابا الخامس عشر… لكن عدد الثّمار يبدو أقلّ بعض الشيء.’
على عكس لوحة البابا الأوّل التي امتلأت بالثّمار لدرجةٍ لا تُعدّ، كانت هذه بها عددٌ أقلّ.
ربّما الأمر يرجع إلى اختلاف أسلوب الرّسم؟ أو ربّما حذفوها عمدًا لتسليط الضّوء على الشجرة نفسها.
بعدها، وصلت إلى قِسم التّحف المقدّسة.
كانت تستمع لشرح الكاهنة بينما تُلقي نظرةً خاطفة على كرة الثّلج داخل حقيبتها.
‘أرجو أن يكون كريسينت ذلك الإنسان اللعين قد بقي هادئًا.’
لم تأخذه مباشرةً إلى المقرّ، بل أتت إلى المعبد أوّلًا، وذلك بسبب كلام هيلينا.
عن التّجّار القلقين المتجمّعين هناك.
فلم تكن تريد أن تزيد قلقهم أكثر في هذا الوضع المتأزّم.
والأهمّ من ذلك…
‘الجميع في حالةٍ مزاجيّة سيّئة، لذا قد يُحكم عليه بعقوبةٍ قاسية أكثر من اللازم. من الأفضل أخذه في اللّيل عندما يكون المكان هادئًا.’
تساءلت في سرّها إن كان سيُدرك اهتمامها هذا.
ثمّ تذكّرت تعليقه السّابق: “لستُ أدري إن كانت هذه الرّعاية منكِ اهتمامًا أم خوفًا.”
وبينما كانت تتمتم، التقطت أُذناها كلام الكاهنة.
“وآخر ما سنُشاهده اليوم هو التّحفة المقدّسة التي تمّ التّحقّق منها مؤخرًا وعُرضت لأوّل مرّة. إنّها قطعةٌ كريستاليّة صُنِعت على شكل طائرٍ عزيزٍ على قلب شجرة العالم.”
“جميلة جدًّا، سيّدتي الكاهنة!”
“نعم، أليست رائعة؟”
‘…هممم؟’
هذا غريب.
‘تلك القطعة لا تبدو كأنّها تحفةٌ مقدّسة.’
لا، لا يُعقل.
هل يمكن أن يكون المعبد قد أخطأ؟ لا بدّ أنّها مُتوهمة.
لكن كلّما اقتربت أكثر، تأكّدت شكوكها.
‘للتّحف المقدّسة بريقٌ مميّز…’
عند التّركيز على التّحفة، يُمكن رؤية لمعانٍ في النّواة الدّاخليّة.
لون الضّوء قد يختلف، لكنّه دائمًا يحمل طاقةً دافئة ونقيّة، يُمكن التّعرّف عليه فورًا.
لكن تلك القطعة الكريستاليّة لم تكن تحمل سوى وهجٍ سطحي.
لا لون، ولا طاقة فريدة.
‘ما الذي يحدث هنا؟ قالوا إنّهم تأكّدوا مِن أصالتها!’
راحت تُمعن النّظر مرارًا، ثمّ أوقفت الكاهنة التي كانت قد عادت لتوّها بعد أن ودّعت الأطفال.
“عفوًا، يا سيّدتي الكاهنة… لديّ سؤالٌ صغير.”
“تفضّلي، أختي.”
لم يكن أمامها سوى استنتاجٌ واحد.
‘يا إلهي، لقد تعرّضوا للاحتيال…!’
لا شكّ أنَّ من قام بالتّقييم كان مبتدئًا. أو ربما مخادعًا وقحًا تجرّأ على خداع المعبد.
لكن لا يمكنها ببساطة أن تقول: “تمّ خداعكم.”
فللمعبد سُمعتُه، أليس كذلك؟
اقتربت منها وسألت بصوتٍ خافت:
“تلك التّحفة الكريستاليّة على شكل الطّائر… كنتُ أتساءل فقط، كيف يُفرّق المرء بين التّحف المقدّسة وغير المقدّسة؟”
“هاهاها، يبدو أنَّ هذا ما أثار فضولكِ. لستُ على درايةٍ بالنّظام الدّاخلي، لكنّي سأخبركِ بما سمعته.”
لا، كان هذا بالضّبط ما أرادت معرفته…
كانت تتوقّع شيئًا مثل: “نُحيل الأمر إلى لجنة داخليّة” أو “نُرسله إلى جهة خارجيّة”.
لكن الكاهنة كانت لطيفةً للغاية في شرحها، فلم تستطع مقاطعتها.
“يبدو أنَّ هناك من يُزوّرون التّحف أحيانًا، للأسف. يضيفون طاقةً مقدّسة باستخدام ماءٍ مقدّس مركّز، بدلًا من أن تكون مَبارَكةً مباشرة من شجرة العالم. ورغم أنَّ الطّاقة لا تزال مقدّسة… “
“لكن لا بدّ من التّمييز بينها وبين التّحف الحقيقيّة.”
إذًا، تلك القطعة الكريستاليّة قد صُنِعت باستخدام ماءٍ مقدّس فقط.
الآن أصبحت تفهم سبب افتقارها لذلك اللّون الفريد.
“بالضّبط، أختي. لذا نُجري تقييمًا طويلًا للتّفريق بينهما. للأسف، لا يمكنني قول المزيد.”
“آه، شكرًا لكِ.”
“باركتكِ شجرة العالم.”
حقًّا، من غير المنطقي أن يُخبِروا شخصًا غريبًا بتفاصيل عمليّاتهم.
انحنيتُ لها شكرًا، ثمّ دخلت في دوّامة تفكير.
‘ربّما لديهم طُرقٌ إضافيّة للفحص غير البريق الظّاهري؟’
أمّا هي، فتمتلك حدسًا قويًّا وتعرف كيف تُقيّم الأشياء.
لكن لا يُعقَل أن يكتب المعبد في تقريره: “عندي إحساس قويّ بهذا.”
‘السّؤال الآن، هل سيسمعون لي؟ لقد عرضوا القطعة بالفعل، فهل سيعترفون بخطئهم؟’
لكن ترك تحفةٍ مزيّفة على الملأ أمرٌ غير مقبول.
بعد بعض التّفكير، نظرت من النّافذة.
بدأ الظّلام يحلّ، وقلّ النّاس من حول المعبد.
“مرحبًا.”
“أهلًا بكِ، أختي. بماذا أُساعدكِ؟”
“هل يمكنكِ شرح إجراءات استعارة تحفة مقدّسة؟”
كح كح
سعل الكاهن من وقع المفاجأة.
ثمّ أجاب بوجهٍ متوتّر:
“هل أنتِ مُرسلٌ من إحد النبلاء الأخرى؟”
“لا، لستُ كذلك.”
“هل أنتِ من نسل أحد القِدّيسين المُعترَف بهم؟”
“أم… لا أظنّ ذلك؟”
جدّها لا يؤمن حتّى بشجرة العالم!
بل، لو رشّحوا جدّها كقدّيس، لكان هذا دلالةً على وجود مشكلةٍ في هذا الدّين.
مجرد تخيّل لقبه القديم، “قدّيسٌ من الجحيم”، وهو يلوّح بالمطرقة في شبابه… أمرٌ مضحك!
‘كيف كانوا سيتعاملون مع ذلك؟’
بينما كانت تتذكّر ماضيه، بدا وجه الكاهن مرتبكًا.
“إن لم تكوني كذلك، فلا يُمكنكِ استعارة تحفةٍ مقدّسة.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 36"