قرر كايل أن يبدأ بالأشياء السهلة أولاً.
[السؤال عن الحال ثلاث مرات في اليوم عن طريق رسالة طائر.]
بسيطة.
عادةً ما يُرسَل الخطاب عن طريق شخص، لكن استخدام الطيور كان يبدو أكثر رومانسية.
“رسالة طائر، هاه…”
لم يكن هناك نوع ورق محدد يُستخدم للرسائل الطائرة، لكن كايل كان يستخدم النسور في ساحة المعركة في العادة.
الحمام أو الطيور الصغيرة كانت تُؤخذ بسهولة من قبل العدو أو تتجمد حتى الموت أثناء الطيران لمسافات طويلة في برودة الشمال.
ربما كانت “الآنسة” تتخيل طائراً صغيراً ولطيفاً، لكن ماذا عساه أن يفعل؟
في قصر دوق ديهارت، لا يوجد مثل هذه الطيور.
“ماذا أكتب في الرسالة…”
لم يطلب من أحد كتابتها لهَا.
لأن لديه الكثير ليقوله لها.
أن يُمنَح فرصة الحديث أولاً؟ كان ذلك شيئاً يُشكر عليه في الحقيقة.
كايل ديهارت غمس قلمه في حبره الأزرق الداكن المعتاد، وبدأ بكتابة الرسالة دون تردد.
امتلأت الغرفة بصوت القلم وهو يخط الكلمات.
في مكان آخر.
فتحت لفافة الرسالة التي بدت، لسببٍ ما، سميكة للغاية بالنسبة لرسالة “اطمئنان”.
بدأت الرسالة بـ “من كايل درهارت”.
ثم كان السطر التالي:
[هناك أشياء كنت أود الاستفسار عنها بخصوص الفقرة الثانية من البند الخامس الذي اقترحته.]
لففت الرسالة من جديد.
أردت أن أهرب من الواقع للحظة.
“هل يُعقل أن يكون كل ما يلي مجرد كلام عن العمل؟”
وكان كذلك.
“…وبالتالي، يجب خصم 10% كرسوم من تكلفة تعاقد نقابة السحرة… ما هذا بحق الجحيم؟”
كل ما في الرسالة بدا بعيداً كل البعد عن الرومانسية أو المشاعر الدافئة.
ومع استمرار الفقرات، كان من الواضح أن هذا الرجل… كان يستخدم الرسائل كنوع من تقارير العمل.
“مراجعة توسيع منطقة الصيد… تقرير اختيار شخصية لعملة تذكارية… تصليح المعادلات السحرية في المناطق الحدودية…”
هل يُفترض أن يُخبَرني بكل هذا؟ أليس هذا من الأمور الأمنية؟
هل عليّ أن أوضح له أن هذه الرسائل ليست لهذا الغرض؟
“آه، لا أعرف… لن أرد عليه.”
لقد وضعت شرطاً بأني لست مجبرة على الرد، لذا يجب أن يكون هذا جيداً.
أصلاً، هدفي كان إزعاجه.
“آسفة. لا يوجد ما أعطيك إياه اليوم. سأذهب الآن.”
ربّتت برفق على رأس النسر الجالس على النافذة.
وعندما حاولت إغلاق النافذة، طار الطائر مبتعداً وكأنه فهم.
“لسبب ما، كل شيء أصبح مزعجاً فجأة…”
في اليوم التالي
طلبت من أحد الخدم تثبيت قضيب خشبي على النافذة كي يقف عليه الطائر.
لا أريد أن يصطدم رأسي بالنافذة مجدداً.
“هل هذا جيد؟”
“الطائر كبير جداً، أظن هذا لا يكفي.”
بعد تناول دواء البرد ونوم طويل، وجدت قد ثُبِّت جيداً.
يبدو أنه قوي وكبير بما يكفي للطائر.
صوت نقر على الزجاج.
فتحت النافذة، وكان النسر قد عاد ووقف في مكانه.
“هل ستأتي فعلاً ثلاث مرات في اليوم؟”
لكني لم أعد أخاف منه مثل المرة الأولى.
ربّتت على رأسه، ثم فككت اللفافة من ساقه.
[أرفقت الوثائق التي تدعم البيانات المرسلة صباحاً. يرجى الرجوع إليها.]
وتبع ذلك… جدول ضخم ومفصل.
المزعج أن هذا الجدول أجاب بالضبط على الأسئلة التي وضعت إشارات عليها أثناء قراءة الرسالة الصباحية – والتي هي فعلياً تقرير عمل.
“حتى طريقة العرض ممتازة… وهذا يزعجني أكثر.”
أنا أقول إنني لا أريد هذا، ومع ذلك أقرأ كل شيء.
يا لي من حمقاء.
“لا أزال أتصرف كعبدة عمل… عيب عليك يا إيرين فرومروز.”
ألصقت الجدول مع المستندات الأخرى، وأخرجت ورقة جديدة من الدرج.
أمسكت بحبر قديم بلا مبالاة.
“هل هذا الحبر ينتهي في الشهر القادم؟”
لا أستطيع إهدار حبري المفضل.
شراؤه يتطلب انتظار قدوم القافلة من العاصمة.
قطرة من الحبر الأزرق علقت بطرف القلم.
“من إيرين فرومروز…”
لم أكن أنوي الرد أصلاً، لكن إن كان سيُرسل ثلاثة تقارير عمل يومياً، فلا مفر.
مهما كتبت، لا بد أن أضيف شيئاً رومانسياً ولو قليلاً، أليس كذلك؟
أضفت شكواي بأسلوب “ابنة نبيل” ناعم.
[ما اسم النسر؟]
في المكتب
لماذا يبدو أن العمل يتضاعف في بداية الأسبوع، رغم أن كايل لا يأخذ إجازة أبداً؟
السبب بسيط.
الخدم قضوا عطلتهم في الراحة، ثم عادوا ليرفعوا تقاريرهم دفعة واحدة.
“إذا كنتم تأخذون ضرائب الدولة وتستفيدون من مزايا النبلاء، فاعملوا بدون إجازات!”
فكر كايل غاضباً.
بإشارة بسيطة، فُتحت نافذة المكتب.
انزلق الطائر إلى الداخل.
“أحسنت، تايفون.”
على خلاف الصباح، كان على ساق الطائر رسالة.
بدأت الرسالة بـ “إلى صاحب السمو الدوق المحترم”.
[شعرت بالاهتمام الكبير في تقرير العمل المفصل الذي أرسلتمهُ.
ولكن، وكما يقولون: الشبابُ ضُعفاءَ،
فقد أصبتُ بالبرد ولم أعد أرى الحروف بوضوح،
ولذا لم أتمكن من مراجعة الوثائق بشكل كافٍ… (إلخ)
لذا أرجو كتابة الرسائل بما يتوافق مع الغرض الأصلي منها.
ملاحظة: ما اسم الطائر؟]
“أوه…”
أسلوب الرسالة مهذب، لكن محتواها يقول: “لا تزعجني بالتقارير. أنا مريضةٌ.”
لكن عند قراءة الرسالة حتى النهاية، لمح كايل شيئاً.
إذا قرأت الحروف الأولى من كل سطر…
“الملك… مزعج…”
* * *
“هل تأتي فعلاً ثلاث مرات في اليوم؟”
هل هذا لا يُعد إساءة للحيوانات؟
“من المؤكد أن هذا الرجل شرير فعلاً.”
حين أتحسن، سأذهب وأبحث في قانون حماية الحيوانات في إمبراطورية كاليديا.
‘أتساءل ما كتب هذه المرة…’
فتحت الرسالة دون توقع كبير.
[إلى الآنسة إيرين فرومروز العزيزة.]
فركت عيني ظناً أني قرأت خطأ.
لكن السطر كان واضحاً:
[إلى الآنسة إيرين فرومروز العزيزة،
قلقت كثيراً عندما سمعت بأنكِ مريضة. أشعر بالضيق.]
شغّلت مترجم “لغة المدير” الذي طورته من سنوات العمل.
هذه الجملة تعني: “بما أنكِ مريضة، فقد أصبح العمل مزعجاً أكثر.”
[أتمنى ألا يكون التقرير الذي أرسلته عبئاً على صحتكِ.]
“يعني، أرسلت القليل فقط، لا تتذمري.”
[أتمنى لكِ الشفاء العاجل، وأرفقت شاي مفيد للزكام. إنه نادر، لذا دعي أحد الخدم يغليه لك.]
“اشربيه بسرعة وعودي للعمل.”
[آه، اسم الطائر هو تايفون.]
وأخيراً، معلومة مفيدة.
“اسمكَ تايفون؟ رائع.”
تبعت الرسالة وصفة تحضير الشاي.
بدا أن طريقة تحضيره تختلف لأنه يُستخدم كعلاج.
[تجنبي خلط مكونات ذات خصائص متضادة.]
وفي النهاية…
[مع الحب، كايل ديهارت.]
“ماذا… ماذا أضفت؟”
حين وضعت الرسالة جانباً، طار الطائر إلى الداخل وأسقط كيساً صغيراً كان مربوطاً بعنقه.
“أآه… شكرًا، تايفون.”
رفعتُ الكيس الصغير عن الأرض وأنا ما زلتُ في ذهول.
أي أنّ الدوق كايل، حقًّا، أرسل رسالة يسأل فيها عن أحوالي كما طلبتُ… بل وأرسل هديّة أيضًا.
“هذا الرجل… لماذا يُحسن التصرّف هكذا؟”
لا شكّ أنّه يُحاول قتلي بالسّم.
“أوغهه!”
إنّه مُرّ للغاية! طعمه سيّئٌ فعلًا!
“آنسة، هذا شايٌ علاجيّ ثمين جدًّا! لا يجوز بصقه!”
ولأنّ لونه كان أحمر، بدا وهو ينسكب من ذقني مشهدًا مُروّعًا.
“لن أتركه وشأنه…”
كم أنا غبيّة لأنّني تأثّرتُ به حتّى ولو للحظة.
“سأنتقم.”
ما إن يصل تايفون…، سأرسل إليه رسالة انتقام فورًا.
إنتظرني ، كايل ديهارت…!!!!
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
التعليقات